jo24_banner
jo24_banner

المفرقعات تقطع خشوع المصلين في التراويح

المفرقعات تقطع خشوع المصلين في التراويح
جو 24 : ابدى مواطنون انزعاجهم اثناء تأديتهم صلاة التراويح جراء تواجد بعض الاطفال في المساجد وقيام صبية باطلاق المفرقعات والاسهم النارية في محيط المساجد وهو ما يؤثر على خشوعهم وتركيزهم في الصلاة .

واشار المواطن وليد علي الى ان ظاهرة انتشار العديد من الاطفال لاجل اللهو في باحات المساجد اثناء تادية صلاة التراويح يشكل ازعاجا وارباكا في عدم تركيز المصلين في صلاتهم ، مبينا ان هناك اولياء امور يتنصلون عادة من مسؤولية ضبط ما يصطحبونهم من اطفال في الوقت الذي يقوم فيه صبية اخرون العبث بالمفرقعات حول المسجد ما يؤدي الى صرف التركيز عن الصلاة .

فيما اشتكت الستينية ام هشام من تلك النساء اللواتي يتجاذبن أطراف الحديث أثناء الدرس الديني بموضوعات لا تمت بصلّة بالدرس ، حيث لا تتمكن من الاستماع ومتابعة الدرس جراء احاديثهن وضجيجهن، كما ان البعض منهن لا يراعين احوال كبار السن او حتى الالتزام بحرمة المساجد , عدا عن أولئك الاطفال كما تقول الذين يغتنمون هذه الاوقات باللعب واحداث الضجيج .

وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية سابقا الدكتور عبد السلام العبادي قال : جاء الاهتمام ببناء المساجد واقامته على اسس من الطهر والتقوى والحرص على رضا الله سبحانه وتعالى ، وجاءت النصوص للتأكيد على هذه المعاني، قال الله سبحانه وتعالى " لمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ" وقال تعالى " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ , رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ , لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مّن فَضْلِهِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " .

واضاف لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) : انه في غاية الاهمية ان يعم المسجد الخشوع والسكينة والاقبال على الله سبحانه وتعالى والتفكير في خلق الله تعميقا للايمان بالله والحرص على نيل رضاه ، ولا بد من ان يتعاون المصلون في تحقيق ذلك ، فإذا أحضروا معهم أبناءهم أكدوا عليهم بالهدوء والاحترام لوجودهم في بيت الله سبحانه، واذا لم يكونوا قادرين عليه فليتقوا الله في احضارهم للمسجد دون متابعة او رقابة .

وقال الدكتور العبادي : ليست المساجد أماكن للعب او الاحاديث الفارغة ، فكل ما يجري فيه بالاصل خير المؤمن في دينه وعقيدته وحياته وسلوكه ، واذا قيل ان حضور الابناء ضروري لتربيتهم وتعليمهم ، فلا بد ان يراعى هذا الامر في كل سلوكهم وتصرفاتهم في المسجد.

مدير مديرية شؤون المساجد في الوزارة الدكتور حمزة أبداح اشار الى دور المديرية من خلال المراكز الصيفية بوعظ الاطفال بآداب الصلاة ، اذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، فلا مانع من مرافقة الاطفال لكن ان يكونوا تحت أنظار اولياء امورهم .

واوضح ان التشويش الذي يحدث بالاغلب نتيجة المفرقعات هو امر مزعج , ويباع لدى البعض امام عدد من المساجد ما يسمح للاطفال بشرائها واللعب بها محدثين بذلك ازعاجا للمصلين، مشيرا الى ان المسؤولية مشتركة ومهيبا بالاهالي والوعاظ ولجان المساجد والائمة بالوعظ والارشاد لتلافي الكثير من المشكلات.

وقال ان المصلين ينزعجون من صوت رنة الموبايل او الاحاديث الجانبية ، لذلك علينا التمسك بالحلم والصبر , ففي المسجد يتم التعارف وبناء العلاقات والالتقاء على طاعة الله ، ومن باب اولى الدعوة بالموعظة الحسنة، واستخدام منهجية التذكير بالحسنى كل فترة واخرى والبعد عن التعنيف .

استاذ الفقه وأصوله في كلية الشريعة والدراسات الاسلامية في جامعة اليرموك الدكتور آدم القضاة قال ان بالامكان اصطحاب الاطفال فوق سن خمس سنوات الى المسجد ضمن شروط من بينها وقوف الطفل الى جوار أحد والديه في الصلاة، وعدم تركهما له مع الاطفال لانهم اذا اجتمعوا ينسون معنى الصلاة والانضباط فيها وينشغلون فيما بينهم باللعب والضحك ، ما يؤثر على المصلين بشكل كبير.

وعن حكم الامهات اللاتي يصطحبن أطفالهن الى الصلاة في المسجد وهن على علم بأن أولادهن يسببون ازعاجا للمصلين قال القضاة ان احضار الاطفال في مثل هذه الحالة هو منقص لأجر هذه المرأة التي تظن انه بحضورها الى المسجد تزداد حسنات وقربا الى الله , وذلك بعدم التزامها بالضوابط الشرعية التي ذكرت آنفا ، فهو يسبب الازعاج والضرر وهو عكس المراد تماما، ويتأذى الناس بذلك، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى الذي يأكل الثوم والبصل عن الاتيان الى المسجد ذلك انه يؤذي المصلي بجواره ، فما بالك بالذي يحضر طفلا واحدا او اثنين ويؤذون المصلين في المسجد، فالاصل في الحصول على الاجر والثواب , الالتزام بالضوابط الشرعية وليس بحسب رغبتنا الشخصية.

وعن الاحاديث الجانبية في المسجد قال القضاة اذا كان هناك درس ديني , وكان للمستمع في المسجد , حاجة في ان يتكلم في شيء بما يرضي الله عز وجل , وان لا يكون فيها غيبة او نميمة او نقل الكلام الذي لا يرضاه عز وجل ، فليتكلم بالشيء المباح، وليخرج خارج المسجد او في الصفوف الخلفية بحيث لا يؤذي المستمع للدرس ، فالضوابط الشرعية واحدة ونحن أخوة ولنا هدف ومقصد واحد ، فليعن كل واحد منا أخاه في تحقيق الهدف .

وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الاسبق عبد الرحيم العكور قال ان صلاة التراويح فضلها عظيم ومن السنن التي اكد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وبين ان الاصل في المساجد في حديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَلا يَسْعَى وَلَكِنْ يَمْشِي وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ وَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ وَلْيَقْضِ مَا سَبَقَهُ "، والسكينة بمعنى الهدوء التام، والوقار احترام بيوت الله ، قال سبحانه وتعالى" ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ"، فمن احدث ازعاجا بالصوت ما يفسد صلاة الناس وخشوعهم يتحمّل بالتالي وزر عمله، ولا يكسب اجرا ، وعلى جميع المصلين التعاون مع الامام لتأدية الصلاة بسكينة لان في تأديتها راحة للنفس .

وقال العكور انه يفضل اصطحاب الاطفال ممن لا تقل اعمارهم عن عشر سنوات ، ومن المفترض التنبيه على اهالي الحي من أولئك الذين يتصرفون بسلوك غير سوي في ازعاج الناس ، موضحا ان الاصل في المساجد توفر السكينة ، فقارئ القرآن بصوت مرتفع يشوش ويشتت انتباه المصلي منهيا عن فعله، فمن باب اولى ترك اي عمل آخر كالاحاديث الجانبية واستخدام الهاتف داخل المسجد , فلا يجوز ذلك.

وقال مدير مديرية الوعظ والارشاد في وزارة الاوقاف الدكتور عبدالرحمن ابداح ان صلاة التراويح يقبل عليها المصلون بشغف ، ويفضل اصطحاب الاطفال ممن لديهم وعي وادراك لتأديتها، مشيرا الى انه يتم توعية المصلين بآداب المسجد واصطحاب الاطفال من خلال دروس الدين والخطب خلال شهر رمضان المبارك.

إمام مسجد عثمان بن عفان الدكتور اسماعيل أبو العلا اشار الى المفرقعات والاسهم النارية المنتشرة حول المسجد ما يسبب ازعاجا للمصلين من جهة ويشكل خطرا وضررا على الطفل من جهة اخرى ، اضافة الى انتشار الاطفال في المسجد , وهنا اكد على اولياء امورهم ضرورة توعيتهم بثقافة المسجد .

وقال : نحن نرغّب أبناءنا للصلاة في بيوت الله , لكن مع ضرورة التحلي بآداب المسجد والاستماع للخطب ، فثقافة المحاضرة والاستماع لها غير موجودة لدى البعض حيث تجلس بعض الاخوات في المسجد يتبادلن اطراف الحديث في موضوعات حياتيه ومنزلية بعيدا عن تطبيق هذه الثقافة.

امام وخطيب مسجد السلط الكبير محمد قيناوي الذي يتجاوز اعداد المصلين في صلاة التراويح فيه الالف مصلّ يوميا قال: هناك آلية جيدة لضبط الصغار في المسجد من خلال اصطفافهم في الصف الاول أمام مرأى وأعين آبائهم حيث نقول لهم : من يثبت على الصلاة بآدابها له مكافأة متميزة نهاية الشهر، ما شجع على الهدوء اضافة الى الالتزام بالصلاة.

وحول الاحاديث الجانبية اثناء الدرس الديني بين صلاة التراويح قال ان الامام يستطيع ضبطها من خلال فن الدعوة والتأثير والجذب واسلوب المؤانسة المحبب لدى الناس في سرد الدرس بما يحويه من مداخلات فيها تعليق او طرفة فيضحكون فيحدث التجديد والنشاط , فيبتعدون عن الكلام الرتيب والزجر وهذا ما يقوم به اثناء القائه الدرس الديني ، مشيرا الى انه وعند تشويش البعض فانه يلتزم بالصمت في اشارة منه لتنبيه المزعج او المتكلم.

واوضح قيناوي ان ظاهرة المفرقعات تنتشر بكثرة وبالاخص حول المساجد، لكن الذي يحدث ان هناك اطفالا وهم يلهون يلقون بالمفرقعات والرمل من النوافذ الخارجية لبعض المساجد ما يوقع ضررا بالمصلين .


(بترا)
تابعو الأردن 24 على google news