غزة.. عندما يحمل الشهداء الأماني للسماء لتعود بوابل من الانتصارات
غزة قصة التراجيديا الأكثر وجعاً عبر التاريخ، قصة الألم و الأمل، ففيها تختلط الدماء بالدموع التي كانت أمس بطلة المشهد، فقد غرق الأهالي بالدموع كما غرق الشهداء بدمائهم في أبشع مجزرة ارتكبها العدوان الغاشم منذ بدء العدوان الأخير.
حيث ارتقى 98 شهيداً أمس فقط، فيما أصيب 3008 فلسطينيين، بحسب مصادر طبية فلسطينية، كما تسببت في تدمير 694 وحدة سكنية بشكل كلي، وتضرر 14500 وحدة أخرى بشكل جزئي، وفق إحصائية أولية لوزارة الأشغال العامة الفلسطينية.
أما مساءً فبكى الفلسطينيون فرحاً بعد أن أعلنت كتائب القسام أسرها للجندي الاسرائيلي "شأول آرون" في عملية بالتفاح شرق قطاع غزة، وأعلنوه عيدا تبادل فيه الفلسطينيون الحلوى والتهاني وصدحت التكبيرات في مساجد غزة.
أيقن عندها الفسلطينيون أن شهداءهم يحملون أمانيهم إلى السماء لتعود بوابل انتصارات لهم وانهزامات غير مسبوقة لاسرائيل.
هذا ما أكده المحلل العسكري عاموس هرئيل لصحيفة "هآرتس" قائلاً: "لأول مرة منذ بدء العدوان العسكري على غزة، يواجه مقاتلو حركة حماس بريا الجيش الإسرائيلي، وفي هذه المواجهة، تقدم حماس نموذجا جديدا في المقاومة".
وأضاف، إن "أحداث نهاية الأسبوع تشير إلى أن حركة حماس تثبت في هذه المعركة روحا قتالية قوية وتحاول دحر قوات الجيش، عبر الاستعمال المكثف والاستعانة بالأنفاق الهجومية حتى في نفوذ إسرائيل، وذلك تحسبا لهدم الجيش لهذه الأنفاق بغضون الايام القريبة، إلى جانب ذلك، تتميز هذه الحملة القتالية الحالية باستعمال حماس بصواريخ مضادة للدبابات من طراز "كورنيت"، وهو سلاح ذو أهمية كبرى في خلق عمل كبير ومعقد على الأرض".
و كانت حصيلة القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي 13 جندياً لقوا مصرعهم خلال اشتباكات في حي الشجاعية شرق غزة، من بينهم قائد لواء جولاني العقيد غسان عليان، الذي قتل في أحد كمائن كتائب عز الدين القسام.
كما أعلنت كتائب القسام عن مقتل 4 جنود آخرين في تفجيرها لعبوتين ناسفتين في قوة إسرائيلية خاصة متحصنة في منزل جنوبي قطاع غزة.
و قد قدرت الحكومة الإسرائيلية خسائرها المادية بما يقارب 2 مليار شيكل، بعد 14 يوماً من القتال.
و وفقاً للتقرير الذي نشرته صحيفة"هارتس" فإنه و قبل الدخول في عملية برية كان معدل التكاليف في يوم القتال الواحد نحو 110 مليون شيكل.
كما أورد الموقع الإلكتروني لصحيفة "معاريف" العبرية أن انهيارات متلاحقة تضرب البورصة الإسرائيلية في قطاعات مختلفة، بعد تعطل شبه تام للحياة في مدن الداخل المحتل، والشلل الكبير الذي أصاب قطاعي السياحة والمواصلات اللذين يعتبران العمود الفقري للاقتصاد الإسرائيلي، بسبب صواريخ المقاومة التي أدخلت جميع مدن الداخل الفلسطيني كلها في مرماها.
تابعو الأردن 24 على 
