"التحرر الوطني" للملك: أية محاولة للإخلال بالمعادلات الوطنية ستواجه بكل قوة وحزم
قال حزب التحرر الوطنتي الاجتماعي الاردني في بيان صحفي وصل jo24 نسخة منه "أن استقبال الملك لقادة حماس، وعدقه مباحثات ، وبهذه السرعة ودون دراسة متأنية، ودون مراعاة المصالح العليا للدولة الأردنية، يشير إلى التخبط باتخاذ القرارات المصيرية دون حساب للمصلحة الاستراتيجية الوطنية والقومية، ويضر بمصالح الشعب الاردني والشعب الفلسطيني معاً".
وتاليا نص البيان ..
بيان إلى الشعب الأردني
تحية تحمل شذى دوالي السلط وشيح الكرك وثرى ذيبان وقمح إربد وزيتون الطفيلة،
أما بعد، فلقد بلغ السيل الزبى، فمن سياسات تفكيك الدولة الأردنية، بالخصخصة والنهب المنظم لموجوداتها، وتسليم مفاصل القرار فيها لعناصر فاسدة ومشبوهة ومتغربة، واتباع إدارة اقتصادية مصممة لخدمة رجال أعمال وفهلويين وتجار على حساب إفلاس الخزينة، إلى التفريط بالكيان الوطني والهوية الوطنية والحيلولة دون الاستقلاب السياسي للوطنية الأردنية، والذهاب بالبلد إلى مغامرات بالغة الخطورة للتدخل في الشأنين الفلسطيني والسوري بالوكالة وعلى حساب الأمن الوطني الأردني.
إننا، كبلد وكشعب، نمر في وقت عصيب يمر به العالم والاقليم، وتمعن فيه الدول في حساب كل خطوة من خطواتها، مهما كانت بسيطة، وتتأنى وتدرس آثار تلك الخطوة على وجودها وبنيتها وعلى تكوين شعبها ووجوده، وتحاول العمل على حمايته من الاخطار وتقويته في وجه التهديدات الوجودية.
ولكننا نلمس أن صناع القرار يستهترون بمصيرنا، وبهويتنا التاريخية الوطنية والجغرافية، وثوابت الدولة الأردنية واستراتيجياتها، ويتعاملون مع الأردن كملكية خاصة، مرة كمزرعة صيفية، ومرة كشركة تحت التصفية.
وقد فوجئنا، كما عموم الأردنيين بانعطافات حادة في مواقف الأردن الاستراتيجية، وخلال أيام فقط، وبشكل يشبه القفز في الهواء. فبعد الإبعاد القسري لقادة حماس عن الاردن عام 1999 عندما كانوا جزءاً من المشروع المقاوم ضد المشروع الصهيوني، جاءت عودتهم واعادة استقبالهم كرؤساء دول عندما تغيرت المعادلة وتغيرت تحالفات قادتهم، وخصوصاً خالد مشعل. ولم يقتصر الأمر على الاستقبال الملكي، بل تعداه إلى لقاءات مكثفة ومباحثات عقدها مشعل مع كبار المسؤولين، ما تزال في كواليس الغموض، لكن خطوطها العامة تعرب عن صفقة لاستخدام (حماس) في الشأن الأردني مقابل تمكينها من استخدام الاردن في الشأن الفلسطيني.
إننا نجد ان ذلك الاستقبال من قبل الملك، وهذه المباحثات، وبهذه السرعة ودون دراسة متأنية، ودون مراعاة المصالح العليا للدولة الأردنية، يشير إلى التخبط باتخاذ القرارات المصيرية دون حساب للمصلحة الاستراتيجية الوطنية والقومية، ويضر بمصالح الشعب الاردني والشعب الفلسطيني معاً.
ويأتي ذلك الاستقبال في نفس الوقت الذي تتوالى فيه الأنباء عن وصول عدد من قياديي التنظيم الإخواني في سوريا إلى الأردن والتقائهم مع مسؤولين أردنيين ، ما يوحي بمساع تمهد لدور يتم لعبه على الأراضي الأردنية يسهل التدخل العسكري أو اللوجستي في الأراضي السورية. ويعرف جميع المسؤولين مقدار الخطر الذي سيتعرض له الأمن الوطني الأردني جراء التدخل في سورية والانكشاف على وضع الحرب الاهلية في البلد الشقيق.
ونحن نؤكد هنا وبكل حزم عن رفضنا القاطع لأي خروج عن الثوابت الأردنية، ووقوفنا بقوة ضد أي تدخل أردني وبأي شكل كان في الأراضي السورية، وضد أية تسهيلات عسكرية أو سياسية تمنح للمعارضة السورية على الأراضي الأردنية، بالمقابل نتمسك بتقديرنا لطموحات وتطلعات الشعب السوري الشقيق في التحول الديموقراطي الوطني في ظل مصالحة تحقن الدماء وتتلافى تدمير الدولة السورية.
اننا نرفض خصوصاً أية تسهيلات لتنظيمات تتميز بعلاقاتها الوثيقة مع دول عرف عنها عداؤها للأردن وللنظام الأردني، كما نرفض أن تقرر مجموعة صغيرة، فشلت في إدارة الدولة طيلة سنوات، أن تقرر عنا وتورطنا في صراع إقليمي ستطال نيرانه الجميع.
أيها الأردنيون،
توالت التصريحات الصادرة عن حكومة فايز الطراونة منذ تشكيلها، حيث تحدثت عن مشكلة سحب الجنسيات، ولاحظنا التصاعد التدريجي في استرضائها لبعض الجهات الداخلية والخارجية في هذا الملف من جماعات الحقوق المنقوصة والمحاصصة، دون أن نسمع منها ولو تصريحاً واحداً يخص ملف منح عشرات آلاف الجنسيات دون وجه حق. إن حديث الحكومة عن تعليمات فك الارتباط في الشق الخاص بوقف سحب الجنسيات هو حديث ناقص ويثير الريبة، وما يثير الريبة أكثر هو الغموض في التعامل مع حملة البطاقات الصفراء، ما يبقي الباب مفتوحاً لتجنيس عشرات، وربما مئات الآلاف، ويضيع حق هؤلاء في الدخول إلى الضفة الغربية، ويساهم في تحقيق الطروحات الصهيونية الساعية لتفريغ الأرض الفلسطينية من أهلها. ونذكر هنا أن أحد أهم مبادئ حزبنا هو مبدأ المساواة بين جميع المواطنين الأردنيين ودون استثناء، ولكن في ظل تحديد المواطنة وفقا لقوننة قرار فك الارتباط وفي ظل وحدة الشعب الاردني ووحدة هويته التي ترفض الثنائية والمحاصصة وكل حديث عن منابت واصول وما شابه.
ونتوجه هنا إلى الملك ونقول له أن أية محاولة للإخلال بالمعادلات الوطنية واللعب على الوتر الديموغرافي ستواجه بكل قوة وحزم ودون هوادة من قبل شرفاء الأردن وشرفاء فلسطين، ولن نسمح لزمرة من المغامرين بقيادة البلد إلى المجهول.
إن حزبنا وعموم التيارات الوطنية طالبت مراراً وتكراراً بقانون جديد للجنسية يعتمد قرار فك الارتباط، ويغلق بالتالي أبواب التجنيس السياسي، ويحمي، في الوقت نفسه جنسية الأردنيين من أصل فلسطيني، ويدمجهم في الاطار السيادي الموحد للشعب الاردني.
إن قانون الانتخاب والنظام الانتخابي ينبغي أن يكونا ممثلين لمصالح جميع مكونات الشعب الأردني السياسية والاجتماعية، فنحن هنا لا نتحدث عن محاصصة ولا عن تقاسم للكعكة بزيادة عدد المقاعد هنا أو هناك، ولكن عن قانون يضع نصب عينه إفراز حالة وطنية ناضجة، بحيث يتكامل فيه توزيع المقاعد ما بين الدوائر الحالية والدائرة الوطنية. ولن يفيد النطام أن يتم استرضاء جماعات الحقوق المنقوصة على حساب التكوين الوطني الاردني، ذلك أن النتيجة ستكون معاكسة وخطرة جدا
إن التطورات المتسارعة المثيرة للقلق البالغ ستؤدي إلى المزيد من الاحتقان، والمطالب الحقيقية للأردنيين تتعلق بشكل أساسي بالحفاظ على الهوية الوطنية، وبمحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال والأراضي التي استولوا عليها مهما كان منصبهم، وبتنمية حقيقية وعاجلة للمحافظات، ثم بإصلاح سياسي يفضي إلى حكم تشاركي لا فردي. ولن ينسى الأردنيون مطالبهم الأساسية مقابل تنازلات تقدم لهذا الفريق أو ذاك في قانون الانتخاب أو في توزيع الدوائر الانتخابية. ولن يفيد التفاهم مع الإسلاميين في المنطقة وفي الداخل، فالانفجار الذي لا يتمناه أحد يلوح أكثر فأكثر في الأفق.
أيها الأردنيون،
إننا نتوجه هنا إلى الملك عبدالله الثاني بصفته الدستورية، لنذكره بأنه هو المسؤول أمام الله وأمام الشعب وأمام التاريخ عن أية قرارات مصيرية يتم اتخاذها في دوائر ضيقة ودون إجماع وطني، ونذكره أن للأردن شعب يحميه ويصون دولته وكيانه ويقاتل من أجل مستقبله. إننا في حزب التحرر الوطني الاجتماعي نعتبر أنفسنا حزباً شعبياً اقرب الى الشعب من مستشارين يقدمون لك المشورة، وهي ذات المشورة التي قد يكونوا قدموها لأكثر من سفارة، ونحذر من السير في مخططات وروئ لا يعلم أصحابها من تيارات وشخصيات إلى أين تسير بنا من فوضى خلاقة يسعى إليها أعداء الأمة وهم يعلمون، أو ربما لا يعلمون، انهم ينفذونها. ونحذر كذلك من الاستهانة بمؤامرات الوطن البديل على الأردن، فكما هناك مؤامرة على فلسطين كذلك هناك مؤامرة ولها أدواتها على الأردن. ان الشعب الاردني ما عاد قادراً على تحمل الاستهتار بتطلعاته الوطنية واعتباره كبش فداء لمؤمرات التسوية في المنطقة التي يبدو انها يراد لها ان تتم على حساب وجوده وهويته الوطنية. وإننا بهذا نعتبر أنفسنا أوصلنا الرسالة، وفعلنا ما يتوجب أن نفعله في هذه المرحلة.
عاش الأردن
عاش كفاح الشعب الاردني
حزب التحرر الوطني الاجتماعي الأردني