الحسنين ينتقد لقاء الاخوان بـ "الحكومة الأمنية"
اعتبر الكاتب خالد حسنين أن اللقاء الذي جمع قادة حركة الاخوان المسلمين بمدير المخابرات فيصل الشوبكي كان بمثابة "خطأ جسيم".
وأبدى حسنين استغرابه من رفض الجماعة للحوار مع "الحكومة السياسية" وقبولها الحوار مع ما وصفه بـ "الحكومة الامنية"، مطالبا باعتراف الاخوان "بخطئهم".
وتعيد jo24 نشر المقال كما ورد في احد المواقع الالكترونية
أخطأ الإخوان
خالد حسنين*
لنعترف أن لقاء وفد الاخوان مع مدير المخابرات كان خطأ جسيما وفي توقيت قاتل وليس له سابقة من قبل، فلقاءات الجماعة أو الحزب مع مدراء المخابرات كانت تتم بحضور رئيس الوزراء، أمّا الاحتجاج بلقاءات سابقة لنواب الحزب مع مدير المخابرات فليس في مكانه، لأن من حق النواب أن يلتقوا مع أي جهاز تنفيذي داخل الدولة بصفتهم ممثلين للشعب الأردني، كما أن لقاءات قادة حماس مع مدير المخابرات تمثل لقاءات بين تنظيم مستقل عن الدولة الأردنية مع ممثلين عن الدولة الأردنية، ومن حق كل طرف أن يختار الجهة التي تمثله في تلك اللقاءات (والفرق شاسع هنا).
شخصيا لا استطيع الدفاع عن هكذا لقاءات، فقد سبق للقاء بين مدير المخابرات بحضور رئيس الوزراء مع وفد من الحركة الإسلامية أن أشعل فتيل أزمة أطاحت بقيادة الجماعة، فكيف يرضى الأستاذ زكي بني إرشيد والمهندس وائل السقا تلبية دعوة باسم جماعة الاخوان (بعيدا عن الذراع السياسي) مع مدير المخابرات من أجل مناقشة مسألة سياسية، مخالفين بذلك السياسيات الثابتة للجماعة في هذه المسألة؟.
تستحق هذه القضية أن يعقد لها جلسة لمجلس الشورى لأنها تمثل تغييرا في سياسات الجماعة، كما أنها تعكس قراءة خاطئة للمرحلة السياسية، وذلك لأن (العصابة) السياسية التي تحكم الأردن اليوم (أقول عصابة لأنها تفتقد إلى أي شرعية شعبية وتحكمنا رغما عنّا) تلك العصابة تحاول جاهدة اختراق التحالف الجديد بين الحركة الإسلامية والقوى العشائرية والشعبية، وذلك بإغراء الحركة الاسلامية بالمشاركة في الانتخابات القادمة، وبالتالي الاستفراد ببقية القوى الشعبية وتشتيتها (ترغيبا وترهيبا) لإنهاء ملف الإصلاح.
دفاع الاستاذ زكي في لقائه مع إذاعة (حياة إف إم) مساء الأحد عن فكرة الصفقة، وأنه ليس عملا معيبا إن كان في مصلحة الشعب، حديث مرعب للإصلاحيين في الأردن، وينذر بفرط عرى التحالف القائم بينهم حتى الآن، فالإخوان ليسوا القوة الوحيدة في الساحة، وقرارات الشورى وحديث فضيلة المراقب العام غير مرّة بأن الجماعة لن تتقدم على الشعب ولن تتأخر عنه حديث يؤكد أن التحالف مع القوى الشعبية الحية والحراكات الشعبية والعشائرية هو تحالف استراتيجي لا يمكن التنازل عنه بأي ثمن.
الحديث طويل، والمسألة في غاية الخطورة، وهذا الحدّ من الكلام هو المباح، ولكنني أذكّر قيادة الجماعة بأن التيار العام للإخوان لا يثقون في وعود الحكومة، ولا يثقون بجدية النظام في الاصلاح، ولا يعترفون بالمخابرات عنوانا صحيحا للحوار السياسي (حتى لو كان الأمر الواقع يفرض ذلك) فالحوار مع حكومة الطراونة (فاقدة الشرعية) على مساوئه أفضل من الحوار مع المخابرات، فالحكومة تمثل الواجهة السياسية للمخابرات، ومن العجيب رفض الحوار مع الحكومة (السياسية) وقبول الحوار مع الحكومة (الامنية).
أتمنى أن يكون لدى الحركة الجرأة لتقول: أخطأنا هذه المرة، وجانبنا الصواب، وأن لا يتكرر ذلك..