الموسم الأوروبي بالأرقام.. الأبطال يسقطون والقوى المنهارة تعود للتعملق والدوري الإسباني على قديمه!
في الموسم الماضي تغيرت خريطة الدوريات الأوروبية كثيرا، فهناك من تربع على العرش قادما من بعيد، وهناك من كان دائم المنافسة وسقط في بئر النسيان، تغيرت الخريطة ولكن التغيير لم يكن كاملا وإنما مجرد إنذارا للبعض كي يعودون إلى رشدهم ولآخرين كي يشبعون من مجدهم.. فهل سيختلف شكل المنافسات في الدوريات الإسباني والانجليزي والإيطالي والألماني؟
شكرا أتلتيكو
البداية من الدوري الإسباني فهو الوحيد الذي حصل عليه قادما من بعيد وهو أتلتيكو مدريد الذي أقصى كل من برشلونة وريال مدريد متربعا على عرش الليغا وتاركا الوصافة والمركز الثالث لكل من الثنائي على الترتيب، تجربة فريدة من دييغو سيميوني المدير الفني الأرجنتيني تجربة تكلفت القليل وحققت الكثير فهل تستمر للعام الثاني أو ربما الثلث باعتباره كان منافسا على الموسم قبل الماضي؟
ربما يكون التعاقد مع الثنائي أنطوان غريزمان وماريو مانزوكيتش هو بصيص الضوء لأتلتيكو الذي باع نجمه دييغو كوستا ومدافعه فيليبي ورحل عنه حارسه كورتوا عائدا لتشيلسي بانتهاء إعارته من النادي اللندني، بصيص ضوء ربما يكون كاف وربما ليس كافيا على الإطلاق.
الموسم الأوروبي بالأرقام.. الأبطال يسقطون والقوى المنهارة تعود للتعملق والدوري الإسباني على قديمه! - كرة القدم - كرة قدم أوروبية
ما يجعله كاف هو أن يكون الآخرين ثابتين على مستواهم في العام الماضي، ولكن الحقيقة أن الوضع اختلف كثيرا على صعيد ريال مدريد وبرشلونة، فأتلتيكو مدريد إن كان أنفق 77 مليون استرليني على تعاقداته الموسم الحالي بفارق 7 ملايين عن عائداته من بيع اللاعبين والتي بلغت 70 مليون استرليني، فعلى الجانب الآخر العملاقين ريال مدريد وبرشلونة أنفقوا أضعاف ما أنفقه أتلتيكو.
فبرشلونة الذي حقق أرباحا من مبيعات لاعبيه صغار السن والكبار بلغ 70 مليون جنيه استرليني، في حين أنفق 125 مليون استرليني في صفقات من العيار الثقيل أبرزها طبعا لويس سواريز وجيريمي ماتيو والحارس تير شتيغين.
في نفس الوقت ريال مدريد المتصارع الثالث على القمة أنفق 96 مليون استرليني مقابل عائدات تبلغ 25 مليون استرليني فقط.
الموسم الأوروبي بالأرقام.. الأبطال يسقطون والقوى المنهارة تعود للتعملق والدوري الإسباني على قديمه! - كرة القدم - كرة قدم أوروبية
وتدعيمات الثنائي ريال مدريد وبرشلونة لا يقابلها رحيل أسماء كبيرة تهز وحدة الصف في أي من الفريقين عكس أتلتيكو مدريد الذي سيفتقد أبرز نجومه انتظارا لبروز الوافدين الجدد وانسجامهم إن انسجموا.
الشكل والإطار العام للدوري الإسباني يؤكد أن الكرز الثالث سيكون أقصى طموحات أتلتيكو مدريد في ظل منافسة شرسة بين القط والفأر!
الدوري الانجليزي
عكس الدوري الإسباني فالمراكز الأربعة الأولى تعد شرفا ولكن لا شرف يضاهي شرف القمة والصدارة، وفي الموسم الماضي حمل مانشستر سيتي لقب الدوري الانجليزي بعد صراع مرير مع ليفربول الذي كان قاب قوسين أو أدنى من حصد اللقب، ولكن العام الحالي ربما يكون صراع الصدارة مختلفا إلى حد بعيد.
فمانشستر سيتي ربما لن يكون على القمة كذلك الأمر مع ليفربول، كما أن المهزلة التاريخية في حق مانشستر يونايتد والتي جدرت في الموسم الماضي لن تتكرر هذا العام.. إذا كيف ستكون المنافسة ومن سيكونون فرسان القمة؟
الأرقام تقول أن مانشستر سيتي المتهم الدائم بأنه الغني الذي يشتري كل شيء ويدفع المليارات يعد حتى الآن أحد أقل الأندية شراء في سوق الانتقالات الصيفية.
المواطنون أنفقوا حتى الآن 22.5 مليون استرليني، بينما لم يحققوا أرباحا من البيع كون كل الانتقالات التي فرط فيها السيتيزنز كانت على سبيل الإعارة أو الانتقال الحر، يأتي ذلك في الوقت الذي أنفق تشيلسي فيه حتى الآن 82 مليون جنيه استرليني في مقابل عائدات بيع للاعبين بلغت 84.8 مليون استرليني.
الموسم الأوروبي بالأرقام.. الأبطال يسقطون والقوى المنهارة تعود للتعملق والدوري الإسباني على قديمه! - كرة القدم - كرة قدم أوروبية
وأبرز تعاقدات تشيلسي كانت المهاجم دييغو كوستا المنتقل من أتلتيكو مدريد الإسباني وديديه دروغبا العائد من رحلة لعب في الدوري التركي ولاعب الوسط الإسباني سيسيكفابريغاس القادم من برشلونة إضافة لمدافع أتلتيكو فيليبي إلى جانب أسطول من العائدين من الإعارة في مقدمتهم الحارس كورتوا.
أما مانشستر يونايتد فنزل سوق الانتقالات بثقله لمحو صورة العام الماضي السلبية، وحتى الآن أنفق ما يعادل 64.7 مليون استرليني في حين لم يحقق ربحا من عائدات بيع اللاعبين سوى 8.8 مليون استرليني فقط، الطريف أن الملايين الـ64 التي أنفقها مانشستر يونايتد حتى الآن كانت في صفقتين اثنتين فقط
أما ليفربول الذي بلغت عوائده 71 مليون استرليني جراء صفقة وحيدة وهي بيع لويس سواريز لبرشلونة فاشترى مجموعة من المغمورين بلغت تكلفتهم 98 مليون استرليني ليس من بينهم أسماء رنانة إلا الإنجليزي آدم لالانا.
أما آخر الأندية الكبرى فهو آرسنال الذي أنفق 67.8 مليون استرليني على لاعبين أبرزهم أليكسيس سانشيز القادم من برشلونة، في مقابل 3.4 مليون استرليني فقط أرباحا حققها النادي من بيع اللاعبين.
الموسم الأوروبي بالأرقام.. الأبطال يسقطون والقوى المنهارة تعود للتعملق والدوري الإسباني على قديمه! - كرة القدم - كرة قدم أوروبية
شكل الأرقام يقول أن تشيلسي قادم بقوة وربما يكون البطل المنتظر متنافسا مع كل مانشستر يونايتد الساعي بقوة فان غال المدير الفني الجديد للفريق ولكن بحذر في التعاقدات وآرسنال الحالم بلقب منذ قديم الأزل والذي قد يكون دوره أن يرجح كفة فريق على الآخر في صراع القمة، بينما يبدو مانشستر سيتي في حالة رضا عن الحال واستكانة غير مفهومة، وليفربول يعتمد على الكثرة دون أسماء رنانة تعوض على الأقل رحيل هداف الدوري الانجليزي عن صفوفهم.
الفقر الإيطالي
الأندية الإيطالية أصبحت شحيحة الإنفاق على فرقها، وغالبا ما يكون العائد أكبر كثيرا من الإنفاق على التعاقدات، ويوفنتوس حامل اللقب الإيطالي في العامين الأخيرين، ظهرت في صفوفه العديد من النواقص في أكثر من مركز لعل أبرزها مركز رأس الحربة رقم 10 ولكنه حتى الآن لم يجري صفقات مرضية سوى التعاقد مع الفارو موراتا من ريال مدريد وهو تعاقد هدفه استثماري للمستقبل وليس لخدمة الفريق في تكوينه الحالي.
بينما التعاقد مع باتريس إيفرا الفرنسي من مانشستر يونايتد هو تعاقد غير مبرر أو مفهوم لكبر عمر اللاعب وتراجع مستواه مؤخرا، ولا يبرر هذا التعاقد إلا الطمع في رخص ثمن الصفقة التي بلغت مليون وثلاثمائة ألف جنيه استرليني.
الموسم الأوروبي بالأرقام.. الأبطال يسقطون والقوى المنهارة تعود للتعملق والدوري الإسباني على قديمه! - كرة القدم - كرة قدم أوروبية
وزاد من حجم أزمة يوفنتوس مشكلتين الأولى كانت رحيل كونتي المدير الفني للفريق والثانية التي هي أكبر من الأولى هي تولي أليغري المدير الفني السابق لميلان لتدريب الفريق.
ومجموع ما أنفقه يوفنتوس في التعاقدات يبلغ 31.5 مليون استرليني مقابل 19.6 مليونا كعائدات من بيع اللاعبين، أما نابولي الذي أنفق كثيرا العام الماضي مع مدربه رافاييل بينيتيز فالعام الحالي اكتفى بإجمالي نفقات يقدر بـ9 ملايين جنيه استرليني مقابل عائدات ضيلة تقدر بما يقل عن مليون جنيه استرليني.
في المقابل إنتر ميلان لم ينفق سوى 3.6 مليون استرليني في الوقت الذي ربح فيه من عائدات بيع اللاعبين ما يقدر بـ5.5 مليون استرليني، أما ميلان فكل ما أنفقه هو 4 ملايين جنيه استرليني 90% منها راحت في صفقة التعاقد مع عادل رامي من فالنسيا الإسباني في صفقة تكلفت 3.7 مليون استرليني.
آخر الأندية الإيطالية المتنافسة على اللقب هو إيه إس روما، والذي يبدو عازما على استعادة لقب الدوري بعد غياب طويل، ومن حجم الإنفاق الذي بلغ 37.6 مليون جنيه استرليني يبدو بالفعل روما مصر على التقدم والقفز على الصدارة بصفقات تبدو مثمرة أبرزها خوان إيتوربي من فيرونا مقابل 19 مليون استرليني وآشلي كول من تشيلسي.
الموسم الأوروبي بالأرقام.. الأبطال يسقطون والقوى المنهارة تعود للتعملق والدوري الإسباني على قديمه! - كرة القدم - كرة قدم أوروبية
ولم يحقق روما الكثير من الأرباح في بع اللاعبين سوى من رسوم الإعارات وبلغ إجمالي عوائده من الصفقات 5.4 مليون جنيه استرليني.
من الشكل العام يبدو أن المنافسة ستكون ثلاثية بين روما طالب القرب من اللقب ويوفنتوس الذي سيكون متمسكا بلقبه ولكنه قد لا يستمر في تمسكه كثيرا بينما نابولي يعتمد على نضوج صفقاته التي أجراها الموسم الماضي للدخول في المنافسة، أما ميلا وإنتر ميلان فاالحل الوحيد لعودة كل منهما إلى أجواء المنافسة هي المعجزة الفنية لأن كل منهما يملك اللاعبين الجيدين وخاصة ميلان ولكنهما يعانيان فنيا وبدنيا ما أدى للمستوى المترهل الذي ظهرا عليه في الموسم الماضي.
اهتزاز عرش بايرن ميونيخ
البوندسليغا دائمًا وأبدًا أبطالها متغيرين على مدار السنوات الماضية، ومن سوق الانتقالات الحالي نستنتج تلقائيًا أن البطولة لن تكون لقمة سائغة في يد بايرن ميونخ، كوّن كل الأندية تقريبًا دعّمت صفوفها بطريقة مثالية تجعل من المنافسة على اللقب أمرًا متوقعًا على عكس الموسم الماضي.
الزعيم الأزلي بايرن ميونخ على عكس الموسم الماضي لم يُقدّم ميركاتو جيد، بُناء على طلب بيب غوارديولا المدرب، إذ اكتفى بعودة هولغربادشتوبر لقلب الدفاع دون تدعيم بلاعب آخر، إلى جانب ضم الثنائي روبرت ليفاندوفسكي وسيباستيان رودي والاستغناء عن أحد أهم الأعمدة توني كروس.
الموسم الأوروبي بالأرقام.. الأبطال يسقطون والقوى المنهارة تعود للتعملق والدوري الإسباني على قديمه! - كرة القدم - كرة قدم أوروبية
وحقق باير ميونيخ أعلى نسبة ربح من بيع اللاعبين حيث جاءت عوائده ما يقدر بحوالي 46 مليون جنيه إسترليني مقابل إنفاق ما قيمته 8.8 مليون إسترليني فقط ذهبت كلها لصالح صفقة انتقال خوان بيرنات من فالنسيا الإسباني
في المقابل فإن بوروسيا دورتموند بقيادة الفيلسوف يورغن كلوب يُقدّم ميركاتو من العيار الثقيل صرف فيه إلى الآن ما تجاوز 40 مليون جنيه استرليني، بدأها بتعويض ليفاندوفسكي بضم الثنائي أدريان راموسوشيروإيموبيلي ووصولًا لتدعيم الدفاعات بالموهبة الفذّة ماتياس جينتر من فريق فرايبورغ.
لو ألقينا نظرة سريعة فسنجد أن المعطيات مختلفة تمامًا عن الموسم الماضي، ففي الموسم الماضي دخل دورتموند بقلة عددية زادتها الإصابات التي لم تتوقف طوال الموسم مما جعل لاعبًا ككيفنغروسكرويتس يلعب في كل مراكز الملعب عدا حراسة المرمى، على عكس بايرن ميونخ الذي سارت الأمور معه على ما يرام وزوّد من قوته ضم تياغوألكنتاراآنذاك مع ماريو غوتسه وفلسفة جديدة مع غوارديولا.
الكتاب المفتوح
الأندية الألمانية قد درست بايرن ميونخ، وآخر المباريات في البطولة دليلًا قاطعًا على ذلك، فالجميع بات يعرف أن الدفاع المستميت ستكون نهايته الهزيمة، أما اللعب بطريقة متوازنة بين الدفاع والهجوم نهايتها نتيجة إيجابية، وإجمالًا هذا ما سيحدث الفترة المقبلة مما سيجعل مهمة البايرن في الحصول على الدوري صعبة جدًا.
ويجب أن لا ننسى فريق مثل باير ليفركوزن، والذي دعّم صفوفه أولًا بمدرب من طراز الأبطال كروغر شميدت، ثم جلب خيرة لاعبي البوندسليغا "شالهانوغلوودرميتش" إلى جانب صفقات أخرى من مجموعة من الشباب مطعّمة بالخبرة الموجودة بالفعل في الفريق على الصعيد الهجومي والدفاعي منفقا ما يقدر بحوالي 25 مليون جنيه إسترليني وتحقيق عوائد من بيع اللاعبين تقدر بحوالي 16 مليونا.
الموسم الأوروبي بالأرقام.. الأبطال يسقطون والقوى المنهارة تعود للتعملق والدوري الإسباني على قديمه! - كرة القدم - كرة قدم أوروبية
على عكس كل موسم ليفركوزن صرف الكثير من الأموال، ومن الواضح من كلام رودي فولر المدير الرياضي أن الوصول إلى دوري الأبطال الهدف الأول، ولكن مع شميدت الطموح غير منته، وبالكتيبة الحالية وبطريقته الهجومية المعتادة التي كان بها مع سالزبورغ فسيكون ندًا قويًا جدًا على اللقب، فهو يمتلك فريقين، فريق في الملعب وفريق في الدكة بنفس الأداء.
إجمالًا، فإن البطولة الموسم المقبل لن تكون بالسهلة أبدًا على بايرن، من المتوقع أن يُعاني الفريق بقيادة المدرب الذي يعشق التفلسف، والذي على الأغلب لن تسير معه الأمور كما تعود، خصوصًا وأن المنافسين المباشرين سيجعلون الخريطة تتغير كُليًا عما كانت عليه آخر موسمين.
القراءة في الأرقام ربما تعطي مؤشرات ودلائل يقابلها مجهود في الملعب فهل نرى موسما مختلفا وأبطالا جدد في الدوريات الأوروبية الكبرى.. فات المثير وما بقي إلا القليل على بدء المواسم الكروية الأوروبية والخبر إن كان غاليا.. فسيصبح ببلاش!