حال الأمة العربية، هل من تغيير؟
الكابتن اسامة شقمان
جو 24 : قال تعالى : {..إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ}
وقال أحد الحكماء: اذا عرفت عدوك فقد حققت نصف النصر واذا عرفت نفسك وعدوك فقد حققت كل النصر.
في قراءة سريعة لبعض لأهم مفاصل التاريخ يتبين لنا ان اليهود خلال نصف قرن الماضي نجحوا بتوحدهم في تحقيق كل اهدافهم وأستطاعوا ان يجمعوا شتاتهم من كل دول العالم في دولة اسموها "دولة اسرائيل"، واستطاع هذه الكيان الحصول على اعتراف 157 دولة من اصل 192 دولة في الامم المتحدة، وهى الدولة الوحيدة التى لم تشهد منذ تأسيسها أي صدام داخلي ولا تناقض جوهري في الاهداف على الرغم من هذا الكيان المسمى "دولة أسرائيل" ذات نظام سياسي يحتوي كل تنقضات المجتمع العرقية والسياسية والحزبية، ولكنه يعتمد على النظام الديموقراطي والقائم على نظام الاحتكام لصناديق الاقتراع لحل القضايا الخلافية مهما كانت هذه القضايا في حد ذاتها خلافية.
كما استطاعوا حشد كل التجمعات اليهودية في كافة أنحاء العالم كي تتبنى أهدافهم في الدفاع عن مصالح كيانهم، على الرغم من أنهم تاريخيا لم يكن لهم مرجع ديني او سياسي واحد، ورغم تفرقهم على مدى التاريخ لم يحاول اي طرف الغاء الاخر بل الكل متفقون على تحقيق الأهدف رغم اختلافاتهم العرقية.
اليهود في فكرهم يؤمنون أنهم الفئة العليا من البشر ويصبغون على أنفسهم أوصافا يدعون من خلالها أنهم يتفوقون على كافه شعوب العالم أخلاقيا وعقليا، وتتجلى هذه العنصرية الاستعلائية البغيضة التى تتعامل بها الصهيونية في داخل الولايات المتحدة الأمريكية خاصة عبر سيطرتها على الاعلام الامريكي، وبذلك يدعمون قضيتهم حول العالم ويعملون كل ما في وسعهم للسيطرة على الشعوب التي يتواجدون بينهم.
والسؤال الذي لا بد أن نقف عنده هو ما حال الأمة العربية في هذا العالم المضطرب المتغير، حيث ظهرت الفتن وضاعت فيه المقاييس وانقلبت فيه الموازين، ومن يتابع اخبار ما يجري داخل الدول العربية ويشاهد ما حل بها من نكبات يصاب بالذهول والحيرة والأسى والحزن لهول المصيبة..
تاريخيا، علينا أن نقر بأن الفكر التكفيري له سابقة في تاريخ هذه الامة, فقد ظهر وشاع بعد حرب صفين على أيدي الخوارج وفيما بعد عند فرقة الأباضية, لقد قتل الخليفة العباسي خمسة آلاف فيلسوف في بغداد وحدها بدعوى التكفير، وأصبحت المآسي والمحن تتوالى الواحدة تلو الأخرى حتى كأننا اعتدنا على حدوثها في العصر الحديث.
ولا شك أن سبب استمرارها وعجزنا عن إيقاف هذه المآسي هو تقصيرنا في تقديم العلاج للمرض الذي أصابنا في فكرنا المريض، وإذا لم يكن هناك تغيير في هذه الفكر فلا يمكن أن تتغير الأحوال ولا يمكن أن تتغير حياة الشعوب, فالتغيير في نفوسنا وفكرنا اصبح لا بد منه, ولكن لا توجد اي شواهد ان التغيير سوف يكون للافضل فالشعوب العربية ارتضت لنفسها حياة المذلة والتخلف ولم تحاول أن تغير هذه الواقع المرير الا على استحياء.
التطورات والأحداث التي يشهدها الشارع العربي وسياسة التكفير المذهبي الذي يحصل من قبل البعض لمذاهب بأكملها، وكيفية إسهامها في إنتاج ظاهرة سوء فهم الدين وعدم فهم النص الديني فهماً صحيحاً، سوف يؤدي إلى سلوكيات خاطئة وهذا ما حصل وبالتالي سيشكل خطر على مستقبل الشعوب العربية لأنه يمتزج بعوامل تاريخية وسياسية واجتماعية... تعمل كلها على انتشار هذه الثقافة - التكفير المذهبي- إلى حد قد يصعب معه التغير من كل تلك المخلفات المذهبية ورسوباتها وآثارها.
لقد غدت التفرقة والتقسيم وسياسة التكفير المذهبي جزءا من مستقبل الشعوب العربية، فالدول العربية، التي لم ترسخ أنظمتها وحكوماتها، لأسس الدولة المدنية التي تحترم حقوق المواطن مهما كان عرقه أو دينه أو مذهبه أو توجهه السياسي، سوف تعاني من الطائفية المذهبيه التكفيرية وسوف تنخر جسدها وسوف يتردى حالها من سيء إلى أسوأ.
ويبقى التحول الى نظام الدولة المدنية الحديثة وغرس ثقافة الحوار، وجعله قيمة حقيقية في المجتمع كله، والاحتكام لصناديق الاقتراع لحل القضايا الخلافية مهما كانت هذه القضايا واستخلاص العبر من تاريخنا والفهم الحقيقي لنص الديني وتأثيره في التكوين النفسي والثقافي داخل مجتمعات الشعوب العربية, هو بداية الطريق نحو التغير الحضاري القائم على الموضوعية المنسجمة مع المثل العليا القائمة على المحبة والخير والإحسان، والأخوة الإنسانية ، وترسيخ معالم المدنية والتحضر.
وقال أحد الحكماء: اذا عرفت عدوك فقد حققت نصف النصر واذا عرفت نفسك وعدوك فقد حققت كل النصر.
في قراءة سريعة لبعض لأهم مفاصل التاريخ يتبين لنا ان اليهود خلال نصف قرن الماضي نجحوا بتوحدهم في تحقيق كل اهدافهم وأستطاعوا ان يجمعوا شتاتهم من كل دول العالم في دولة اسموها "دولة اسرائيل"، واستطاع هذه الكيان الحصول على اعتراف 157 دولة من اصل 192 دولة في الامم المتحدة، وهى الدولة الوحيدة التى لم تشهد منذ تأسيسها أي صدام داخلي ولا تناقض جوهري في الاهداف على الرغم من هذا الكيان المسمى "دولة أسرائيل" ذات نظام سياسي يحتوي كل تنقضات المجتمع العرقية والسياسية والحزبية، ولكنه يعتمد على النظام الديموقراطي والقائم على نظام الاحتكام لصناديق الاقتراع لحل القضايا الخلافية مهما كانت هذه القضايا في حد ذاتها خلافية.
كما استطاعوا حشد كل التجمعات اليهودية في كافة أنحاء العالم كي تتبنى أهدافهم في الدفاع عن مصالح كيانهم، على الرغم من أنهم تاريخيا لم يكن لهم مرجع ديني او سياسي واحد، ورغم تفرقهم على مدى التاريخ لم يحاول اي طرف الغاء الاخر بل الكل متفقون على تحقيق الأهدف رغم اختلافاتهم العرقية.
اليهود في فكرهم يؤمنون أنهم الفئة العليا من البشر ويصبغون على أنفسهم أوصافا يدعون من خلالها أنهم يتفوقون على كافه شعوب العالم أخلاقيا وعقليا، وتتجلى هذه العنصرية الاستعلائية البغيضة التى تتعامل بها الصهيونية في داخل الولايات المتحدة الأمريكية خاصة عبر سيطرتها على الاعلام الامريكي، وبذلك يدعمون قضيتهم حول العالم ويعملون كل ما في وسعهم للسيطرة على الشعوب التي يتواجدون بينهم.
والسؤال الذي لا بد أن نقف عنده هو ما حال الأمة العربية في هذا العالم المضطرب المتغير، حيث ظهرت الفتن وضاعت فيه المقاييس وانقلبت فيه الموازين، ومن يتابع اخبار ما يجري داخل الدول العربية ويشاهد ما حل بها من نكبات يصاب بالذهول والحيرة والأسى والحزن لهول المصيبة..
تاريخيا، علينا أن نقر بأن الفكر التكفيري له سابقة في تاريخ هذه الامة, فقد ظهر وشاع بعد حرب صفين على أيدي الخوارج وفيما بعد عند فرقة الأباضية, لقد قتل الخليفة العباسي خمسة آلاف فيلسوف في بغداد وحدها بدعوى التكفير، وأصبحت المآسي والمحن تتوالى الواحدة تلو الأخرى حتى كأننا اعتدنا على حدوثها في العصر الحديث.
ولا شك أن سبب استمرارها وعجزنا عن إيقاف هذه المآسي هو تقصيرنا في تقديم العلاج للمرض الذي أصابنا في فكرنا المريض، وإذا لم يكن هناك تغيير في هذه الفكر فلا يمكن أن تتغير الأحوال ولا يمكن أن تتغير حياة الشعوب, فالتغيير في نفوسنا وفكرنا اصبح لا بد منه, ولكن لا توجد اي شواهد ان التغيير سوف يكون للافضل فالشعوب العربية ارتضت لنفسها حياة المذلة والتخلف ولم تحاول أن تغير هذه الواقع المرير الا على استحياء.
التطورات والأحداث التي يشهدها الشارع العربي وسياسة التكفير المذهبي الذي يحصل من قبل البعض لمذاهب بأكملها، وكيفية إسهامها في إنتاج ظاهرة سوء فهم الدين وعدم فهم النص الديني فهماً صحيحاً، سوف يؤدي إلى سلوكيات خاطئة وهذا ما حصل وبالتالي سيشكل خطر على مستقبل الشعوب العربية لأنه يمتزج بعوامل تاريخية وسياسية واجتماعية... تعمل كلها على انتشار هذه الثقافة - التكفير المذهبي- إلى حد قد يصعب معه التغير من كل تلك المخلفات المذهبية ورسوباتها وآثارها.
لقد غدت التفرقة والتقسيم وسياسة التكفير المذهبي جزءا من مستقبل الشعوب العربية، فالدول العربية، التي لم ترسخ أنظمتها وحكوماتها، لأسس الدولة المدنية التي تحترم حقوق المواطن مهما كان عرقه أو دينه أو مذهبه أو توجهه السياسي، سوف تعاني من الطائفية المذهبيه التكفيرية وسوف تنخر جسدها وسوف يتردى حالها من سيء إلى أسوأ.
ويبقى التحول الى نظام الدولة المدنية الحديثة وغرس ثقافة الحوار، وجعله قيمة حقيقية في المجتمع كله، والاحتكام لصناديق الاقتراع لحل القضايا الخلافية مهما كانت هذه القضايا واستخلاص العبر من تاريخنا والفهم الحقيقي لنص الديني وتأثيره في التكوين النفسي والثقافي داخل مجتمعات الشعوب العربية, هو بداية الطريق نحو التغير الحضاري القائم على الموضوعية المنسجمة مع المثل العليا القائمة على المحبة والخير والإحسان، والأخوة الإنسانية ، وترسيخ معالم المدنية والتحضر.