النسور إذ ينتصر لدماء أهل غزة بـ "الفاتحة" و"اللامركزية"!
أمل غباين - يمارس رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور بروباجندا اعلامية لتخفيف حجم اهتمام الشارع الأردني بالأحداث الدامية التي يشهدها قطاع غزة منذ ما يقارب الشهر عبر عدة اجراءات وقرارات.
الرئيس هذه الأيام يحاول جاهدا تكريس ذلك عبر عقد مؤتمر صحفي في دار رئاسة الوزراء صباح الأحد تناول فيه قانوني اللامركزية والبلديات، وكأن قضايا البلد وهموم الاردنيين انحصرت اليوم بقانون اللامركزية وبات همها الذي لا تستطيع التعايش للحظة دون انجازه على وجه السرعة!
مطالبات الشارع الأردني وعدد من النواب بسحب السفير الاردني من اسرائيل وطرد نظيره من عمان واجهها النسور بحجج وذرائع لا تدلل إلا على ضعف القرار الأردني فيما يتعلق بالعدو الصهيوني، بما فيه القرار المتعلق بالعدوان الغاشم على الأهل في قطاع غزة.
المؤتمر الصحفي الذي يعقد في وقت استعرت به آلة الحرب الصهيونية تجاه اشقائنا الغزيين واشعلت نيران الغضب بقلوب الاردنيين كان للأهل في القطاع نصيب منه، فقد قام الرئيس بالدعاء لهم، فيما قرأ الحاضرون الفاتحة على ارواح الشهداء التي ارتقت لباريها..
ربما اعتقد الرئيس ان ذلك هو كل واجبه، ان تكون غزة حاضرة في قلبه وعلى لسانه، إلا ان ذلك لا يقنع أحدا؛ فالتحضيرات الشعبية لتنظيم مسيرة تضامنية مركزية ضخمة مع غزة جارية على قدم وساق، كما ان أعضاء في مجلس النواب يتجهزون لمسيرة تنطلق من أمام البرلمان وصولا إلى الدوار الرابع حيث مقرّ الحكومة المتهمة بـ"التخاذل" في أداء واجبها تجاه الأهل في غزة.
قد يدور في خلد الرئيس بأن دهاءه سيمكنه في هذه المرة أيضا من الالتفاف على احداث غزة وانه قادر على إلهاء الشعب الاردني بقضايا يعتبرونها هامشية مقابل نزيف دم الشقيق الفلسطيني الذي لطالما كان للأردن دورا مركزيا في قضيته العادلة ولا يقتصر على تقديم المساعدات العينية التي تطرق اليها الرئيس على عجل في مؤتمره الصحفي، لكنه بلا شك يحتاج للنظر بعيدا.. حيث أمريكا الجنوبية والدول التي لا تربطها علاقة دم او جوار مع غزة سحبت سفراءها من الكيان الصهيوني احتجاجا على شلال الدماء والمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في "غزة هاشم".. ولم توجه حكومات تلك الدول ورؤساؤها بوصلتها تجاه اللامركزية والبلديات!!