عذراً غزة فنحن أسرى لرجال ليس فيهم صلاح الدين

ملاك العكور- هنا غزة.. هنا مكمن العِزة، كانت و لم تزل الأرض المباركة، أرض تشبعت بدماء الشهداء الطاهرة، و تعطرت أروقتها بمسك أرواحهم.

مسعفون يهرولون بين الأجساد المتناثرة، و أنفاس تتسارع،و أصوات تتعالى بالصلوات عسى أن يسعفها الوقت لإهداء يوم جديد لأحد الجرحى..

غزيرة دموع الرجال وكم هي عزيزة دموع الرجال، عالٍ نحيب النساء هناك وأي القلوب تصبر تحت وطأة عويل الأمهات وهن يعتصرن على فلذات قلوبهن، نظرات واجمة وملامح يعلوها الخوف والروع والدهشة أمام مشاهد الدمار والدماء والأطفال المتناثرة أشلاؤهم في كل جانب.

غزة.. نقبل وجهك و جبينك، نصرخ لألمك ولا نستكين، اعذرينا لأننا أسرى بين رجال ليس فيهم صلاح الدين ..

ثوان قليلة هي عمر الموت الذي غرز مخالبه النتنة في أجساد هؤلاء الأبرياء، لكنه عمر من الألم والوجع ما ينتظر أحبة الشهداء الذين وصل عددهم حتى اليوم الثلاثين من العدوان 1865 شهيداً و9563 جريحاً.

لن تطول أيام الظلم و سيعرف اليهود أن الشعب الفلطسطيني لا يقهر مهما صمد جرفهم سيأتي يوم ليسقط، انسحب جيش الإحتلال 'الإسرائيلي' بالكامل من قطاع غزة، فقد عنونت الصحف العبرية أخبارها بالهزيمة والعار اللذين لحقا بجيشهم الصهيوني.

هآرتس العبرية ذكرت أن 3245 صاروخا أطلقتها المقاومة الفلسطينية.
وكتبت يديعوت احرونوت: الجيش 'الإسرائيلي' هرب من غزة ويجر خلفه أذيال الخيبة.

ودخلت هدنة الـ 72 ساعة المتفق عليها من كل الأطراف مرحلة البدء.

ونشرت وكالة معا الفلسطينية،الثلاثاء، أن الربع ساعة الاخيرة قبل بدء التهدئة شهدت توترا ملحوظا في قطاع غزة حيث اغارت الطائرات الاسرائيلية عشر مرات على الاقل في مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وبحسب الوكالة فإن طائرات الاحتلال نفذت سلسلة من الغارات على المناطق المفتوحة غرب مدينتي خانيونس ورفح جنوب قطاع غزة ما الحق اضرارا مادية في الاماكن المستهدفة ولم يصب أي من الفلسطينيين بأذى.

وامتد القصف الى جنوب مدينة غزة التي قصفت فيها الطائرات الحربية اراضي زراعية جنوب المدينة قبل ان تقصف شرق جباليا.

لم و لن يهدأ رجال المقاومة في وجه الغول الارهابي الذي يعكر كل يوم صباحات غزة و يمطرها دماً على رؤوس أهلها الآمنيين و ترابها الغالي، فقد تعرضت المدن والبلدات الاسرائيلية من الجنوب حتى منطقة المركز وصولا الى مستوطنة "معالي ادوميم" شرقي القدس لقصف صاروخي هو الأعنف منذ بداية الحرب على غزة ، وجاء هذا القصف قبل دقائق معدودة من بدء سريان مفعول الهدنة "الانسانية" لـ 72 ساعة .

وبحسب ما نشرت المواقع العبرية فقد تعرضت هذه المدن لقصف بعشرات الصواريخ واعترضت "القبة الحديدية" عدد من هذه الصواريخ ، في حين سقطت بعض هذه الصواريخ في مناطق مفتوحة وكذلك في مناطق سكنية ما تسبب في وقوع أضرار مادية في أحدى المباني السكنية في المجلس الاقليمي "شاعر النقب" .

وأشارت بعض المواقع الى أن القصف شمل مدن اسدود وريشون لتسيون والقدس وكريات ملاخي ويبنى وبئر السبع وعسقلان بالاضافة الى المناطق المحيطة بقطاع غزة، حيث سقطت شظايا صاروخ في شارع رئيسي في مدينة القدس دون وقوع اصابات .

تسببت هذه الضربات بخسائر بشرية لم تتقوعها حكومة "الجرف الصامد"، فبحسب القناة العبرية الثانية، أن من قتل في عملية "الجرف الصامد" يوازي أربعة أضعاف ممن قتلوا من ضباط ومقاتلين نخبة في ألوية سلاح المشاة في حرب لبنان الثانية، مشيرة إلى أن هذه الأرقام تعود إلى طبيعة العمليات القتالية التي كانت على الحدود المتاخمة لقطاع غزة.

هي أيام معدودات و سيدور الحق في أرجاء غزة زارعاً ابتسامة على ثغر شيخ، مخففاً لدقات طفل أنهكه الخوف، مبرداً على قلب أم فقدت أبناءها، مرسخاً الأمل في صدر أب هدم منزله .