2024-11-20 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

المرأة العاملة.. يد في العمل وعشرة في البيت!

المرأة العاملة.. يد في العمل وعشرة في البيت!
جو 24 : ترغب كل أم في البقاء داخل المنزل لمتابعة أطفالها وهم ينمون وينطقون بالكلمات الأولى ويحاولون تعلم المشي وتحس الأم بسعادة غامرة وهي تزيل البقع والأوساخ التي تعلق بملابس الأطفال وهم يمارسون ألعابهم الطفولية البريئة.
ولكن في الوقت تكون مضطرة للخروج لميدان العمل لتوفير المتطلبات الحياتية لأفراد عائلتها الا إنها لن تقبل التخلي عن مسؤولية رعاية أطفالها إلا إن كانت مجبرة على ذلك ومع ذلك تعيش في خضم من الهواجس والأسئلة التي تتصل برعاية أفراد الأسرة في غيابها ومن سيقدم لهم تلك الرعاية، وهل ستكون تلك الرعاية بالمستوى نفسه الذي تتطلع إليه مما يفاقم إحساس الأم العاملة بالذنب.

تحمل مسؤوليات مترتبة
تقول سعيدة هايل: «أن المرأة نصف المجتمع ويجب أن تقوم بواجبها تجاه مجتمعها وتحمل المسؤوليات المترتبة على ذلك، مضيفة أن دافع عمل المرأة قد لا يكون ماديا بشكل أساسي وإنما قد يكون الدافع هو الرغبة في تحقيق الذات فشعورها بأنها تعلمت وتعبت لبناء ذاتها يجعلها أكثر إحساسا بكيانها المستقل، لذا تسعى جاهدة لإثبات ذاتها في المجتمع، خاصة وأن والديها قد تعبا كثيرا لتعليمها وإيصالها لهذه المرحلة، فبالنسبة لها مكوث المرأة القادرة على العمل في المنزل لتربية الأولاد وتدبير شؤون المنزل إضاعة لكل الجهود والمبالغ التي صرفت في مرحلة التعليم، لذلك ترى خروجها للعمل هو جزء من رد الجميل لوالديها ولوطنها.
مشيرة إلى أن دور العمل في الإستقلال المادي للمرأة وما توفره من طمأنينة لقدرتها على توفير حاجاتها دون الاعتماد على الغير، كما أنها تساهم في توفير حياة أفضل لأسرتها بمشاركتها في تحمل جزء من الأعباء والنفقات.

توفيق بين الاثنين
تذكر باسمة يوسف ام وعاملة الى أنها تمكنت من التوفيق بين عملها وواجباتها كأم وربة بيت عن طريق تنظيم وقتها وتوفير الوقت الكافي لمتابعة أولادها في دراستهم متابعة جيدة والاهتمام بكل أمورهم .
تقول:»من خلال عملي كمعلمة بالإبتدائي لا أجد أية مشاكل كوني سجلت أبنائي بالمدرسة التي أدرس بها وتبقى عندي ابنتي الصغيرة أتركها عند عمتها لرعايتها مقابل مبلغ رمزي أقدمه لها كهدية. قائلة:» بأن كثرة الأعباء الاقتصادية والاجتماعية أصبح المجتمع يفرض عمل المرأة والدليل على ذلك التواجد الكبير للمرأة بمختلف المؤسسات.

دور رئيسي
أما حياة هاني أكدت الدور الرئيسي للأم الذي خلقت له والذي يتناسب مع أنوثتها وطبيعتها البيولوجية، لأن الفطرة هيأتها لتربية الأولاد والاعتناء بالبيت، مشيرة إلى أن تسخير المرأة نفسها لتربية الأبناء لا يقل أهمية عن دورها في بناء المجتمع، موضحة بأن الطفل هو رجل المستقبل لذا يجب إعطاؤه العناية الكاملة ليكون رجلا سليما نفسيا وجسديا.
كما أبدت حياة استغرابها من أولئك الذين ينظرون إلى الأم التي تتفرغ لتربية أولادها على أنها عاطلة عن العمل مع علمهم بأنها تؤدي دورها الطبيعي الذي خلقت لأجله إلا أنها تستدرك وتقول أن توجيه المرأة محكوم بالوضع المادي للأسرة فالأوضاع المادية حسبها تلعب كبيرا في تحديد وضعيتها كما أكدت بأنها لن تتردد في ترك عملها والتفرغ لأسرتها في حالة ما إذا تحسنت أوضاعها المادية.
وعن تأثير عملها على الأطفال تقول: عملي لم يكن عائقا أبدا أمام القيام بواجباتي داخل البيت فانا أقف على كل صغيرة وكبيرة بالمنزل وهو ما يجعلني مطمئنة وغير قلقة، كما أنني لا أشعر بالذنب تجاه أبنائي لأن خروجي للعمل كان لأجلهم كما أنني مرتاحة في عملي لأنني لا أنقل مشاكل العمل إلى البيت ولا مشاكل البيت للعمل والعكس.

العمل ضرورة
وتعتقد فوزية نضال «موظفة حكومية» أن العمل ضرورة ملحة لكسب العيش، إذ الحياة لم تعد هي الحياة فالغلاء يفتك بكل شيء. قائلة :»أنني بحاجة إلى العمل لتوفير مطالب أبنائي ومساعدة زوجي في تحمل أعباء الحياة، والحقيقة أنني لا أواجه مشكلة تجاه رعاية أبنائي وذلك لأنني أنظم وقتي وأتابع متطلبات أبنائي، وعلى الرغم من غيابي عن المنزل أثناء ساعات الدوام اليومية ولكن أسأل عنهم واطمئن عليهم وألبي احتياجاتهم بالتنسيق مع الخادمة ولقد تعود أبنائي على غيابي عن المنزل أثناء العمل، فهم يعلمون تماما أن هذا الغياب إنما هو لمصلحتهم وتأمين لمستقبلهم.

تقاعد مبكر
أما وداد حمزة تقول : لم يكن طموحي في يوم من الأيام أن أتقاعد تقاعدا مبكرا، لكني بعد أن كدت أفقد ابنتي طالبني زوجي وبإصرار بأن أتقدم بتقاعد مبكر من عملي، وقد تضايقت في البداية لاعتيادي على حياة العمل لكن الأمر ما لبث أن أصبح عاديا، فأبنائي فلذة كبدي ووجودي بينهم بالدنيا وهذا الأمر يحتاج تضحية اما بالعمل واما بالابناء لذلك اخترت الاقل خسارة.
وتعارض رولا محمد أم لأربعة شباب وثلاث فتيات، عمل المرأة الأم وبشدة فهي ترى أن الأمومة فوق كل اعتبار، إذ لن ينفع ما تجمعه الأم من مال نظير عملها الوظيفي إذا ضاع أبناؤها، فهذا زمن صعب لا نربي فيه أبناءنا وحدنا إنما يربيهم معنا التلفزيون والانترنت.
مبينة من امور عدة تعرض بها فلذات أكبادنا لمشاكل ونحن بجانبهم نحسن تربيتهم ونحثهم ونتابعهم على مدار الوقت فما بالنا ونحن غائبون كآباء وأمهات في أعمالنا عنهم لساعات طوال .

رأي العلم
يذكر الدكتور مجد الدين خمش اختصاص علم اجتماع في الجامعة الاردنية انه كان التحاق المرأة بالعمل في الماضي يقابل بالاحتجاج من قبل المجتمع بعكس ما هو حادث في وقتنا الحالي إذ نجد كل أسرة تشجع بناتها على إتمام تعليمهن والالتحاق بالعمل. مشيرا الى انه نلاحظ بان معظم شباب العصر الحالي يفضلون الزواج من فتاة عاملة، وليس المقصود هنا عن ضرورة ومشروعية عمل المراة المتزوجة لان هناك نساء لا تقدم لهن الظروف بديلا.الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير