تباين فلسطيني بشأن العودة للمفاوضات
أثارت محاولات الإدارة الأميركية الحثيثة لإعادة إطلاق المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مخاوف فلسطينية من تأثيرها على ملف المصالحة الوطنية المتعثر أصلاً.
وتحاول واشنطن منذ أشهر دفع السلطة الفلسطينية إلى إجراء محادثات مباشرة مع الإسرائيليين، حيث اقترحت -بحسب مصادر للجزيرة نت- على الرئيس محمود عباس عقد لقاء مناقشات عامة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعلى الرغم من إصرار حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على أن العودة للمفاوضات لا تتعارض مع المصالحة الوطنية، تؤكد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن المفاوضات والمصالحة خطان لا يلتقيان.
ترحيب بالجهود
ومن جهته، قال الناطق الرسمي باسم حركة فتح فايز أبو عيطة إن حركته ترحب بأي جهد دولي لإعادة إطلاق المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي على أسس جدية تضمن التوصل إلى قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران.
ونفى أبو عيطة في حديث للجزيرة نت أن تكون السلطة الفلسطينية تراجعت عن أي من شروطها ومواقفها للعودة إلى المفاوضات، مؤكداً أن ما أضيف مؤخراً من طلبات هو إضافة للشروط السابقة، وهي ضرورية وحيوية للسلطة وليست محواً لها، حسب قوله.
وأكد أبو عيطة أن السلطة أوقفت المفاوضات رداً على تزايد الاستيطان وتعنت الحكومة الإسرائيلية في هذا الملف الخطير، مشدداً على أن الموقف الفلسطيني الرافض للاستيطان سيتواصل ولن ينتهي بوعود فارغة.
وجدد القيادي بحركة فتح تأكيده على أن العودة للمفاوضات ليست بديلاً عن المصالحة الوطنية مع حركة حماس، مستشهداً بالرفض الأميركي والإسرائيلي السابق للمصالحة وإصرار الرئيس عباس عليها مع رفضه الابتزاز والضغوط التي تعرض لها.
ضربة للمصالحة
وفي المقابل، قال عضو المكتب السياسي لحماس صلاح البردويل إن المفاوضات والمصالحة الفلسطينية خطان لا يلتقيان، مشدداً على ضرورة دفع السلطة للتخلي عن خيار المفاوضات التي "لم تنتج للفلسطينيين أي شيء".
وأوضح البردويل في حديث للجزيرة نت أن السلطة جربت المفاوضات طوال السنوات الماضية لكنها حصلت على "صفر كبير" منها، داعياً إلى تحرك الفصائل ضد العودة للمفاوضات والاهتمام بإنضاج الظروف المواتية للمصالحة.
وشدد البردويل على أن السلطة تراجعت عن شروطها لإطلاق المفاوضات مرات عدة، مما يعني أن المفاوضات تتم وفق الشروط الإسرائيلية والإملاءات الأميركية، وأن على السلطة -وفق هذه النظرة- أن توافق على ما يعرض عليها فقط.
وأوضح القيادي في حماس أن السنوات التي فاوضت فيها السلطة إسرائيل أحدثت ضرراً بالقضية الفلسطينية وأشعلت حرب الاستيطان في الضفة الغربية وحرب التهويد في القدس، وهو ما يجب أن تفهمه السلطة الفلسطينية التي تصر على خيار المفاوضات كخيار وحيد، وفق قوله.
إرضاء لإسرائيل
من جانبه وصف القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر المحاولات الأميركية لإعادة إطلاق المفاوضات "بالخدمة المجانية لإسرائيل"، مؤكداً أن الاحتلال يستغلها غطاء لبناء الاستيطان وتهويد القدس وملاحقة المقاومين.
وأضاف مزهر في حديث للجزيرة نت أن المفاوضات "ربح صافٍ" لإسرائيل فلا يصح أن تُمنح هذه الفرصة، داعياً السلطة الفلسطينية إلى وقف الرهان على خيار المفاوضات ووقف توجهها نحوه.
ورأى أن الشعب الفلسطيني جرب المفاوضات ولم تحقق له الحد الأدنى من الحقوق الوطنية، لذا نصح بأن لا تستمر السلطة في الخروج عن "الإجماع الوطني الفلسطيني الرافض للمفاوضات".
ويعتقد مزهر أن العودة للمفاوضات ستضع عقبات إضافية أمام إنجاح المصالحة الفلسطينية، مطالباً حركتي حماس وفتح بالعودة فوراً إلى المصالحة وتشكيل حكومة التوافق لقطع الطريق أمام محاولات جر السلطة للمفاوضات. الجزيرة