تداعيات القصف الجوي الأمريكي على قوات داعش وتأكيد أهمية مدينة أربيل
د. حسين عمر توقه
جو 24 : مساء يوم الأربعاء الموافق 6/8/2014 تم عقد اجتماع بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع مجلس الأمن القومي وبكبار القادة العسكريين وفي مقدمتهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي وكان هناك إتصال الكتروني من خلال شاشة التلفزة مع وزير الدفاع الأمريكي شاك هيغل للتباحث في موضوع وصول قوات داعش على دبابات أبرامز الأمريكية وأرتال من المدفعية الثقيلة الأمريكية الصنع ورشاشات إم 60 والتي حصل عليها ثوار داعش من الفرق العسكرية العراقية في محافظات وسط العراق. ووصلت قوات داعش إلى مشارف مدينة أربيل على بعد 35 كيلو مترا بعد نزوح المسيحيين من مدينة الموصل إلى كل من أربيل ودهوك بعد أن خيروا بإعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو أن يقام فيهم حد السيف. كما تمت السيطرة على كل من سنجار وزمار وتم نزوح مئات الآلاف من الأزيديين والتركمان وتم حصار عدد كبير منهم في جبل سنجار دون مأوى أو ماء أو غذاء تحت رحمة قوات داعش. وتم استخدام المدافع الثقيلة في قصف مواقع البشمركة الكردية.
في يوم الخميس الموافق 7/8/2014 تم اتخاذ قرار إرسال كميات من المواد الغذائية وكميات من المياه للمدنيين بواسطة طائرات أمريكية وإلقائها من الجو على شكل بالات على مناطق تواجد اللاجئين الأزيديين في جبل سنجار المحاصرين من قبل قوات داعش لإنقاذهم من الموت جوعا.
في يوم الجمعة الموافق 8/8/2014 أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية بأنه تم إتخاذ قرار بضرورة مشاركة حاملة الطائرات ألأمريكية النووية جورج بوش والتي يبلغ عدد طاقمها 3200 ضابط وبحار ومسلحة بصواريخ Rim-116 وتحمل 90 طائرة من نوع إف 18. "والتي كان قد تم إصدار الأوامر إليها بتاريخ 14/6/2014 بإلإنتقال من بحر العرب إلى الخليج العربي يصاحبها مدمرة وحاملة للصواريخ الموجهة".
وقامت طائرات من نوع إف /إي 18 بغارات جوية وتم إطلاق مجموعة من القنابل الموجهة بالليزر تزن 500 رطل على معاقل داعش ومراكز تجمع المدفعية والدبابات على مشارف أربيل.
ولقد تم تنفيذ الغارة الأولى في تمام الساعة الواحدة وخمسة وأربعين دقيقة من ظهر يوم الجمعة الموافق 8/8/2014 وأن هذه العمليات العسكرية قد أجازها الرئيس الأمريكي باراك أوباما كما أن هذه العمليات تقع تحت إمرة قائد القيادة المركزية الموحدة الجنرال لويد أوستن وهو آخر القادة العسكريين للجيش الأمريكي في العراق قبل الإنسحاب.
وقد تم تحديد أهداف العملية العسكرية الجوية المحدودة من أجل حماية طواقم الخبراء العسكريين المتواجدين في أربيل وطواقم موظفي القنصلية الأمريكية في أربيل وتقديم المساعدة العسكرية إلى قوات البشمركة ومنع الثوار من الوصول إلى مشارف أربيل عاصمة إقليم كردستان. بالإضافة إلى تقديم المساعدات الممكنة من أجل حماية مئات الآلاف من المسيحيين الذين هاجروا إلى كل من أربيل ودهوك وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لا سيما المواد الغذائية إلى المشردين الأزيديين المحاصرين في جبل سنجار من قبل قوات داعش.
ويندرج تحت هذه الأهداف تأمين الحماية إلى الخبراء العسكريين الأمريكيين وموظفي السفارة الأمريكية في بغداد وتأمين الحراسة إلى مجموعة من الخبراء العسكريين المتواجدين في مطار بغداد المكلفين بتأمين حماية وسلامة الخروج الآمن لكل المواطنين الأمريكيين المتواجدين في العراق وتنفيذ خطة الطوارىء لتسفيرهم إلى الولايات المتحدة ويقدر عدد الأمريكيين المتواجدين في العراق بحوالي خمسة آلاف أمريكي.
كما صدر تأكيد على عدم نشر أي قوات أمريكية على الأرض العراقية حيث أكد المتحدث الصحفي بإسم البيت ألأبيض بأن أي دعم عسكري مستقبلي مرهون بتشكيل حكومة توافق عراقية وأنه في الوقت الحاضر لا يوجد وقت محدد لإنهاء الضربات الجوية. أي أن الغارات الجوية الأمريكية على داعش تهدف إلى منع قواتها من التقدم بإتجاه أربيل أو بغداد بحجة حماية المواطنين الأمريكيين وحماية كل من السفارة الأمريكية في بغداد والقنصلية الأمريكية في أربيل.
منذ اللحظات الأولى لإنسحاب الجيش العراقي من مدينة الموصل كثفت قوات البشمركة تواجدها في المناطق والقرى المتاخمة لمدينة الموصل وبسطت سيطرتها على قضاء سنجار وتلكيف والحمدانية والشيخان وهي المناطق التي يسكنها المسيحيون والأزيديون والشبك بالإضافة إلى محاور القوش وقره قوش وكوير.
وبالرغم من أن بدايات الثورة في محافظات الوسط كانت ترفع شعارات ثورة العشائر السنية ضد ظلم وطائفية نظام رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي إلا أنها تطورت بحيث شهدت بعض المحافظات السنية ظهور حركات تمرد مسلحة إلى جانب داعش مثل قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين رجال الطريقة النقشبندية وكتائب ثورة العشرين والجيش الإسلامي وجيش المجاهدين وجيش أنصار السنة وجيش محمد وجماعة أنصار الإسلام والجيش الإسلامي وجيش الطائفة المنلف وسعد بن أبي وقاص وثوار العشائر والمجالس العسكرية واتحاد القوات الحكومية. وهي عبارة عن تراكمات أورثها الأمريكي بول بريمان من خلال العملية السياسية المتعلقة بكتابة الدستور العراقي على أساس طائفي وتحاصص ووصول قيادات سياسية وحكومات غالبيتها متورطة بالفساد ونهب الأموال.
لقد بقيت الولايات المتحدة طوال الشهرين الماضيين في موقف المراقب لما يحدث في العراق وراقبت نمو قوات داعش بشكل عاصف ووضع يدهم على السلاح الأمريكي الذي قامت الولايات المتحدة بتزويد الجيش العراقي بعد هروب معظم قادة فرق الجيش العسكرية إلى إقليم كردستان وانحلال قوات الجيش في المحافظات الوسطى وغالبيتهم من ألسنة. وسيطرت قوات داعش على المحافظات السنية في وسط العراق وقاموا بوضع يدهم على كافة الأموال في البنوك المركزية لكل محافظة والتي تقدر بمئات الملايين وفي بنوك مختلف المدن التي تم احتلالها. ولقد حاولت داعش في أعقاب اجتياح مدينة الموصل محاصرة مصفى بيجي شمال تكريت التي تعد الأكبر في العراق ويبدو أن من أهداف داعش السيطرة على مصادر الطاقة والثروة. ولقد تمكنت قوات داعش من السيطرة على بعض المواقع الإستراتيجية الهامة والتي كان آخرها السيطرة على سد الموصل.
لقد فوجىء العالم بأسره من السرعة الخاطفة التي تعاظمت فيها قوة داعش في كل من العراق وسوريا ولبنان. ولقد كان القيام بنقل أسلحة نوعية عبر الحدود من داخل العراق إلى سوريا والتي كان قد حصل عليها من مخازن الجيش العراقي له أثر نفسي وكسب معنوي كبير. إلا أن سيطرتها السريعة على المحافظات العراقية السنية جاءت بمثابة المفاجأة الكبرى حيث تمكنت من السيطرة على الموصل وصلاح الدين - تكريت وديالى والأنبار - الفلوجة والتي كانت مقرا لتنظيم داعش وهي تبعد 100 كيلو متر عن العاصمة بغداد.
كما أن إعلان داعش عن إقامة الخلافة الإسلامية وفرض أحكام على المسيحيين العراقيين بل القيام بالسيطرة على ممتلكاتهم ومصادرة منازلهم وتخييرهم بين الإسلام أو الجزية أو المغادرة أو إقامة حد السيف عليهم وتنفيذ أحكام الإعدام بأعداد كبيرة والقيام برجم بالحجارة على زانية وفرض جهاد النكاح وقطع الرؤوس من خلال المواقع الإعلامية كلها أمور لم تثر ثائرة الولايات المتحدة أو الإتحاد الأوروبي. وفجأة حين توجهت قوات داعش إلى أربيل استيقظ الضمير العالمي.
إن سيطرة داعش على محافظات الوسط السنية هي بداية لتقسيم العراق دينيا وطائفيا وسياسيا ولا يعلم أحد هل ستنتقل الحرب الأهلية إلى العاصمة بغداد لأن مخطط بيرنارد لويس يقول إن دولة الشيعة في الجنوب عاصمتها البصرة وإن دولة السنة في الوسط عاصمتها بغداد وإن عاصمة الأكراد في الشمال عاصمتها أربيل.
إن الخبراء العسكريين يؤكدون بأن القصف الجوي يمكن أن يعيق تقدم قوات داعش وهو غير مؤثر على المدى البعيد ولا يمكن منع سيطرتهم على المناطق الواسعة إذ لا بد من القيام بمجابهتهم عسكريا من قبل الجيوش على الأرض. فإذا علمنا أن معظم ما تبقى من القوات العراقية التابعة لحكومة نوري المالكي هي من الغالبية الشيعية وأن قوات البشمركة هي قوات كردية فهذا يعني وقوع المجابهات العسكرية بين السنة والشيعة وبين السنة والبشمركة وكلما تأخر التوصل إلى حكومة التوافق كلما ازدادت الفرصة في تقسيم العراق وكلما ازدادت الصعوبة في السيطرة على قوات داعش التي بدأت بأقل من عشرة آلاف مقاتل ولا يعلم أحد حتى هذه اللحظة السر في قوتها ومن هي الجهات الداعمة لها. وإن أشد ما يخشاه السياسيون أن تكون هذه المناوشات نقطة الطريق إلى جر كل من إيران والدول العربية إلى حرب أهلية طائفية دينية من خلال السنة والشيعة والأكراد في العراق.
* الكاتب باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي
في يوم الخميس الموافق 7/8/2014 تم اتخاذ قرار إرسال كميات من المواد الغذائية وكميات من المياه للمدنيين بواسطة طائرات أمريكية وإلقائها من الجو على شكل بالات على مناطق تواجد اللاجئين الأزيديين في جبل سنجار المحاصرين من قبل قوات داعش لإنقاذهم من الموت جوعا.
في يوم الجمعة الموافق 8/8/2014 أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية بأنه تم إتخاذ قرار بضرورة مشاركة حاملة الطائرات ألأمريكية النووية جورج بوش والتي يبلغ عدد طاقمها 3200 ضابط وبحار ومسلحة بصواريخ Rim-116 وتحمل 90 طائرة من نوع إف 18. "والتي كان قد تم إصدار الأوامر إليها بتاريخ 14/6/2014 بإلإنتقال من بحر العرب إلى الخليج العربي يصاحبها مدمرة وحاملة للصواريخ الموجهة".
وقامت طائرات من نوع إف /إي 18 بغارات جوية وتم إطلاق مجموعة من القنابل الموجهة بالليزر تزن 500 رطل على معاقل داعش ومراكز تجمع المدفعية والدبابات على مشارف أربيل.
ولقد تم تنفيذ الغارة الأولى في تمام الساعة الواحدة وخمسة وأربعين دقيقة من ظهر يوم الجمعة الموافق 8/8/2014 وأن هذه العمليات العسكرية قد أجازها الرئيس الأمريكي باراك أوباما كما أن هذه العمليات تقع تحت إمرة قائد القيادة المركزية الموحدة الجنرال لويد أوستن وهو آخر القادة العسكريين للجيش الأمريكي في العراق قبل الإنسحاب.
وقد تم تحديد أهداف العملية العسكرية الجوية المحدودة من أجل حماية طواقم الخبراء العسكريين المتواجدين في أربيل وطواقم موظفي القنصلية الأمريكية في أربيل وتقديم المساعدة العسكرية إلى قوات البشمركة ومنع الثوار من الوصول إلى مشارف أربيل عاصمة إقليم كردستان. بالإضافة إلى تقديم المساعدات الممكنة من أجل حماية مئات الآلاف من المسيحيين الذين هاجروا إلى كل من أربيل ودهوك وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لا سيما المواد الغذائية إلى المشردين الأزيديين المحاصرين في جبل سنجار من قبل قوات داعش.
ويندرج تحت هذه الأهداف تأمين الحماية إلى الخبراء العسكريين الأمريكيين وموظفي السفارة الأمريكية في بغداد وتأمين الحراسة إلى مجموعة من الخبراء العسكريين المتواجدين في مطار بغداد المكلفين بتأمين حماية وسلامة الخروج الآمن لكل المواطنين الأمريكيين المتواجدين في العراق وتنفيذ خطة الطوارىء لتسفيرهم إلى الولايات المتحدة ويقدر عدد الأمريكيين المتواجدين في العراق بحوالي خمسة آلاف أمريكي.
كما صدر تأكيد على عدم نشر أي قوات أمريكية على الأرض العراقية حيث أكد المتحدث الصحفي بإسم البيت ألأبيض بأن أي دعم عسكري مستقبلي مرهون بتشكيل حكومة توافق عراقية وأنه في الوقت الحاضر لا يوجد وقت محدد لإنهاء الضربات الجوية. أي أن الغارات الجوية الأمريكية على داعش تهدف إلى منع قواتها من التقدم بإتجاه أربيل أو بغداد بحجة حماية المواطنين الأمريكيين وحماية كل من السفارة الأمريكية في بغداد والقنصلية الأمريكية في أربيل.
منذ اللحظات الأولى لإنسحاب الجيش العراقي من مدينة الموصل كثفت قوات البشمركة تواجدها في المناطق والقرى المتاخمة لمدينة الموصل وبسطت سيطرتها على قضاء سنجار وتلكيف والحمدانية والشيخان وهي المناطق التي يسكنها المسيحيون والأزيديون والشبك بالإضافة إلى محاور القوش وقره قوش وكوير.
وبالرغم من أن بدايات الثورة في محافظات الوسط كانت ترفع شعارات ثورة العشائر السنية ضد ظلم وطائفية نظام رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي إلا أنها تطورت بحيث شهدت بعض المحافظات السنية ظهور حركات تمرد مسلحة إلى جانب داعش مثل قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين رجال الطريقة النقشبندية وكتائب ثورة العشرين والجيش الإسلامي وجيش المجاهدين وجيش أنصار السنة وجيش محمد وجماعة أنصار الإسلام والجيش الإسلامي وجيش الطائفة المنلف وسعد بن أبي وقاص وثوار العشائر والمجالس العسكرية واتحاد القوات الحكومية. وهي عبارة عن تراكمات أورثها الأمريكي بول بريمان من خلال العملية السياسية المتعلقة بكتابة الدستور العراقي على أساس طائفي وتحاصص ووصول قيادات سياسية وحكومات غالبيتها متورطة بالفساد ونهب الأموال.
لقد بقيت الولايات المتحدة طوال الشهرين الماضيين في موقف المراقب لما يحدث في العراق وراقبت نمو قوات داعش بشكل عاصف ووضع يدهم على السلاح الأمريكي الذي قامت الولايات المتحدة بتزويد الجيش العراقي بعد هروب معظم قادة فرق الجيش العسكرية إلى إقليم كردستان وانحلال قوات الجيش في المحافظات الوسطى وغالبيتهم من ألسنة. وسيطرت قوات داعش على المحافظات السنية في وسط العراق وقاموا بوضع يدهم على كافة الأموال في البنوك المركزية لكل محافظة والتي تقدر بمئات الملايين وفي بنوك مختلف المدن التي تم احتلالها. ولقد حاولت داعش في أعقاب اجتياح مدينة الموصل محاصرة مصفى بيجي شمال تكريت التي تعد الأكبر في العراق ويبدو أن من أهداف داعش السيطرة على مصادر الطاقة والثروة. ولقد تمكنت قوات داعش من السيطرة على بعض المواقع الإستراتيجية الهامة والتي كان آخرها السيطرة على سد الموصل.
لقد فوجىء العالم بأسره من السرعة الخاطفة التي تعاظمت فيها قوة داعش في كل من العراق وسوريا ولبنان. ولقد كان القيام بنقل أسلحة نوعية عبر الحدود من داخل العراق إلى سوريا والتي كان قد حصل عليها من مخازن الجيش العراقي له أثر نفسي وكسب معنوي كبير. إلا أن سيطرتها السريعة على المحافظات العراقية السنية جاءت بمثابة المفاجأة الكبرى حيث تمكنت من السيطرة على الموصل وصلاح الدين - تكريت وديالى والأنبار - الفلوجة والتي كانت مقرا لتنظيم داعش وهي تبعد 100 كيلو متر عن العاصمة بغداد.
كما أن إعلان داعش عن إقامة الخلافة الإسلامية وفرض أحكام على المسيحيين العراقيين بل القيام بالسيطرة على ممتلكاتهم ومصادرة منازلهم وتخييرهم بين الإسلام أو الجزية أو المغادرة أو إقامة حد السيف عليهم وتنفيذ أحكام الإعدام بأعداد كبيرة والقيام برجم بالحجارة على زانية وفرض جهاد النكاح وقطع الرؤوس من خلال المواقع الإعلامية كلها أمور لم تثر ثائرة الولايات المتحدة أو الإتحاد الأوروبي. وفجأة حين توجهت قوات داعش إلى أربيل استيقظ الضمير العالمي.
إن سيطرة داعش على محافظات الوسط السنية هي بداية لتقسيم العراق دينيا وطائفيا وسياسيا ولا يعلم أحد هل ستنتقل الحرب الأهلية إلى العاصمة بغداد لأن مخطط بيرنارد لويس يقول إن دولة الشيعة في الجنوب عاصمتها البصرة وإن دولة السنة في الوسط عاصمتها بغداد وإن عاصمة الأكراد في الشمال عاصمتها أربيل.
إن الخبراء العسكريين يؤكدون بأن القصف الجوي يمكن أن يعيق تقدم قوات داعش وهو غير مؤثر على المدى البعيد ولا يمكن منع سيطرتهم على المناطق الواسعة إذ لا بد من القيام بمجابهتهم عسكريا من قبل الجيوش على الأرض. فإذا علمنا أن معظم ما تبقى من القوات العراقية التابعة لحكومة نوري المالكي هي من الغالبية الشيعية وأن قوات البشمركة هي قوات كردية فهذا يعني وقوع المجابهات العسكرية بين السنة والشيعة وبين السنة والبشمركة وكلما تأخر التوصل إلى حكومة التوافق كلما ازدادت الفرصة في تقسيم العراق وكلما ازدادت الصعوبة في السيطرة على قوات داعش التي بدأت بأقل من عشرة آلاف مقاتل ولا يعلم أحد حتى هذه اللحظة السر في قوتها ومن هي الجهات الداعمة لها. وإن أشد ما يخشاه السياسيون أن تكون هذه المناوشات نقطة الطريق إلى جر كل من إيران والدول العربية إلى حرب أهلية طائفية دينية من خلال السنة والشيعة والأكراد في العراق.
* الكاتب باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي