وقفة جادة لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب
الكابتن اسامة شقمان
جو 24 : قال تعالى: (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات) سورة الزخرف آية 32.
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز اختلاف قدرات البشر وتباين امكانياتهم، وعلى الرغم من ذلك نحن نرى اليوم في عالم ٍكل من فيه يؤمن بأن الحياة هي المادة والمحسوبية والواسطة، إذ اصبحنا نسعى إلى الحصول على الوظيفة والمركز والمال بشتى الوسائل والطرق حتى ولو كانت بعيدةً كل البعد عن الدين، هل هذا ما أمرنا الله به؟
لنتّقِ الله في ديننا، وفي وطننا، ونتجه إلى الطريق الصحيح نحو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، حتى نخطو خطوة نحو طريق الإصلاح الإداري السياسي والإقتصادي والإجتماعي.
إن مناسبة الشخص لوظيفته تنطبق على كل مستويات العمل وعلى مختلف أنواع الأشخاص، فتبدأ من أعلى المناصب في الدولة ولغاية أقل الأعمال شأناً فيها، كما ان الموقع أو المركز مسؤولية وليس امتيازاً, بل يجب ان تكون هناك أسس معينة تطبق وتعتمد فيها معايير الكفاءة والمقدرة والنزاهة وتحمل المسؤولية بعيداً عن أية اعتبارات شخصية أو عشائرية أو أية محسوبية كخطوة أولية ومقدمة ضرورية ولازمة في مسيرة الإصلاح والتطوير..
إن شعار الرجل المناسب في المكان المناسب لم يأخذ طريقة للتنفيذ إلا بصورة نسبية رغم مناداة الجميع به والإجماع عليه, - وهذا أمر مؤسف- وهو يعد من اهم اسباب النقم والقهرالاجتماعي, إذ لا بد من وضع حد لهذه التجاوزات الممقوتة وعدم وضع (الشخص الأقرب في المكان الأعلى) لأن مثل هذا الإجراء يدفن المؤهلات العلمية والخبرات العملية ويضرب في منظومه الامن الاجتماعي.
إن الكفاءة في العمل لا تعتمد على وجود أجهزة أو آلات حديثة فحسب بل هي أيضا نتيجة لتنظيم الأعمال والتخطيط المناسب من خلال بناء إدارات كفوءة تبدأ من توزيع المهمات وادوار العاملين بشكل ملائم لما يناسبهم من أعمال واحترام مؤهلاتهم وتكوين قيادات عملية واعية لتحقيق الأهداف المطلوبة, مما يؤدي الى زيادة الأنتاجية, أما انتشار المحاباة والعلاقات الشخصية التي أدت الى اختيار بعض الأشخاص ليشغلوا مسؤوليات ليست بحجم قدراتهم البسيطة وإمكانياتهم المتواضعة وهذه الحالة سادت نراها في الكثير من مواقع العمل ومنها الحكومية وقد انعكست بصورة واضحة في انخفاض الانتاج فهي حالة تحطيم بطيء وتبديد لثروات الوطن وضياع لكفاءات كثيرة كان يمكن أن تكون مساهمة بشكل فاعل في التقدم والتطور وليس ما نشهده الان على ارض الواقع من تضييع لامكانيات وثروات الوطن لاننا لم نطبق مبدأ "الرجل المناسب في المكان المناسب ".
إن تقدم المجتمعات وتطورها رهينة بالاختيار السليم لقياداتها وخاصة في القطاعات الاقتصادية والإنتاجية القادرين على الابتكار والإبداع وتطوير العمل بشكل مستمر مستفيدين من التطورات العلمية والتقنيات الحديثة التي تقدم الجديد والتي أصبحت في متناول الجميع بفضل التقدم التكنولوجي, وعلينا نحن ان نطبق هذه المبدأ في اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب لان هذا هو الطريق الصحيح والوسيلة الناجعة لنا نحن كي نتقدم ونطور اقتصادنا ومجتمعانا.
بكل أسف، ما يحدث في مجتمعنا الآن هو انتشار للمحسوبية التي ندعي ونقول بأننا نحاربها، وهذا ما يجلب الحيرة ويثير الاستغراب واصبحنا نردد المثل الشعبي: "اسمع كلامك أصدقك.. اشوف أمورك استعجب" فعندما يتم وضع الشخص الغير مناسب في مكان لا يتناسب وقدراته وامكاناته إضافة إلى مؤهلاته تكون النتيجة أن موقع العمل الذي وضع فيه لا يمكن أن ينجز مهامه ولا يمكن أن يتم فيه أي شكل من أشكال التطور والتحسين، لكون المفاهيم الخاطئة لا تزال تسيطر على عملية الاختيار المناصب القيادية ومعايير التعيين وكثير منها تخضع لاجراءات مخالفة حيث يتم تعيين شخص لشغل وظيفة قيادية اعتمادا مكانته من فلان أو انه ابن فلان وهكذا.
تطور المجتمعات في الحياة الاجتماعية والاقتصادية ادى الى تطوير عملية انتقاء وتصنيف الأفراد ووضعت لها معايير وأسس علمية مبنية على مبادئ محددة مسبقاً لذلك اذا اردنا بناء اداري سياسي اقتصادي واجتماعي سليم لينمو بوتيرة متصاعدة وبخطى واضحة لابد من نشر ثقافة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب بهدف خلق الارضية الصحيحة والسليمة لانتقاء وتصنيف الأفراد والعمل على ايجاد افضل الطرق في تحقيق هذه السياسة وصولاً الى تأسيس مؤسسة علمية ترقى ولو بالشيء اليسير الى المستوى الذي وصلت اليه دول العالم المتقدم في هذا المجال من حيث وضع المعايير العلمية واعتماد المختبرات النفسية الحديثة ذات الأسس العلمية المتطورة في انتقاء وتصنيف الافراد أسوة بمختلف دول العالم المتطور.
ان تطبيق مبدأ "الرجل المناسب في المكان المناسب" يحتاج من إلى وقفة صادقة جادة من اصحاب القرار لوضع الأمور في نصابها الحقيقي, والحمد لله الوطن مليئ بالعقول المبتكرة والكفاءات والأفكار الناضجة البناءة، وبالشرفاء والعقلاء الذين يحبون ويعشقون وطنهم ويتوقون الى بدء عملية نهضة شامله للوطن لبناء مستقبل مشرق لمواطنيه على أسس قوية وفي شتى المجالات لنشر الأمن والطمأنينة الاجتماعية.
اللهم ألهمنا رشدنا ووفقنا ووفق أمورنا إلى ما تحبه وترضاه يا رب العالمين
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز اختلاف قدرات البشر وتباين امكانياتهم، وعلى الرغم من ذلك نحن نرى اليوم في عالم ٍكل من فيه يؤمن بأن الحياة هي المادة والمحسوبية والواسطة، إذ اصبحنا نسعى إلى الحصول على الوظيفة والمركز والمال بشتى الوسائل والطرق حتى ولو كانت بعيدةً كل البعد عن الدين، هل هذا ما أمرنا الله به؟
لنتّقِ الله في ديننا، وفي وطننا، ونتجه إلى الطريق الصحيح نحو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، حتى نخطو خطوة نحو طريق الإصلاح الإداري السياسي والإقتصادي والإجتماعي.
إن مناسبة الشخص لوظيفته تنطبق على كل مستويات العمل وعلى مختلف أنواع الأشخاص، فتبدأ من أعلى المناصب في الدولة ولغاية أقل الأعمال شأناً فيها، كما ان الموقع أو المركز مسؤولية وليس امتيازاً, بل يجب ان تكون هناك أسس معينة تطبق وتعتمد فيها معايير الكفاءة والمقدرة والنزاهة وتحمل المسؤولية بعيداً عن أية اعتبارات شخصية أو عشائرية أو أية محسوبية كخطوة أولية ومقدمة ضرورية ولازمة في مسيرة الإصلاح والتطوير..
إن شعار الرجل المناسب في المكان المناسب لم يأخذ طريقة للتنفيذ إلا بصورة نسبية رغم مناداة الجميع به والإجماع عليه, - وهذا أمر مؤسف- وهو يعد من اهم اسباب النقم والقهرالاجتماعي, إذ لا بد من وضع حد لهذه التجاوزات الممقوتة وعدم وضع (الشخص الأقرب في المكان الأعلى) لأن مثل هذا الإجراء يدفن المؤهلات العلمية والخبرات العملية ويضرب في منظومه الامن الاجتماعي.
إن الكفاءة في العمل لا تعتمد على وجود أجهزة أو آلات حديثة فحسب بل هي أيضا نتيجة لتنظيم الأعمال والتخطيط المناسب من خلال بناء إدارات كفوءة تبدأ من توزيع المهمات وادوار العاملين بشكل ملائم لما يناسبهم من أعمال واحترام مؤهلاتهم وتكوين قيادات عملية واعية لتحقيق الأهداف المطلوبة, مما يؤدي الى زيادة الأنتاجية, أما انتشار المحاباة والعلاقات الشخصية التي أدت الى اختيار بعض الأشخاص ليشغلوا مسؤوليات ليست بحجم قدراتهم البسيطة وإمكانياتهم المتواضعة وهذه الحالة سادت نراها في الكثير من مواقع العمل ومنها الحكومية وقد انعكست بصورة واضحة في انخفاض الانتاج فهي حالة تحطيم بطيء وتبديد لثروات الوطن وضياع لكفاءات كثيرة كان يمكن أن تكون مساهمة بشكل فاعل في التقدم والتطور وليس ما نشهده الان على ارض الواقع من تضييع لامكانيات وثروات الوطن لاننا لم نطبق مبدأ "الرجل المناسب في المكان المناسب ".
إن تقدم المجتمعات وتطورها رهينة بالاختيار السليم لقياداتها وخاصة في القطاعات الاقتصادية والإنتاجية القادرين على الابتكار والإبداع وتطوير العمل بشكل مستمر مستفيدين من التطورات العلمية والتقنيات الحديثة التي تقدم الجديد والتي أصبحت في متناول الجميع بفضل التقدم التكنولوجي, وعلينا نحن ان نطبق هذه المبدأ في اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب لان هذا هو الطريق الصحيح والوسيلة الناجعة لنا نحن كي نتقدم ونطور اقتصادنا ومجتمعانا.
بكل أسف، ما يحدث في مجتمعنا الآن هو انتشار للمحسوبية التي ندعي ونقول بأننا نحاربها، وهذا ما يجلب الحيرة ويثير الاستغراب واصبحنا نردد المثل الشعبي: "اسمع كلامك أصدقك.. اشوف أمورك استعجب" فعندما يتم وضع الشخص الغير مناسب في مكان لا يتناسب وقدراته وامكاناته إضافة إلى مؤهلاته تكون النتيجة أن موقع العمل الذي وضع فيه لا يمكن أن ينجز مهامه ولا يمكن أن يتم فيه أي شكل من أشكال التطور والتحسين، لكون المفاهيم الخاطئة لا تزال تسيطر على عملية الاختيار المناصب القيادية ومعايير التعيين وكثير منها تخضع لاجراءات مخالفة حيث يتم تعيين شخص لشغل وظيفة قيادية اعتمادا مكانته من فلان أو انه ابن فلان وهكذا.
تطور المجتمعات في الحياة الاجتماعية والاقتصادية ادى الى تطوير عملية انتقاء وتصنيف الأفراد ووضعت لها معايير وأسس علمية مبنية على مبادئ محددة مسبقاً لذلك اذا اردنا بناء اداري سياسي اقتصادي واجتماعي سليم لينمو بوتيرة متصاعدة وبخطى واضحة لابد من نشر ثقافة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب بهدف خلق الارضية الصحيحة والسليمة لانتقاء وتصنيف الأفراد والعمل على ايجاد افضل الطرق في تحقيق هذه السياسة وصولاً الى تأسيس مؤسسة علمية ترقى ولو بالشيء اليسير الى المستوى الذي وصلت اليه دول العالم المتقدم في هذا المجال من حيث وضع المعايير العلمية واعتماد المختبرات النفسية الحديثة ذات الأسس العلمية المتطورة في انتقاء وتصنيف الافراد أسوة بمختلف دول العالم المتطور.
ان تطبيق مبدأ "الرجل المناسب في المكان المناسب" يحتاج من إلى وقفة صادقة جادة من اصحاب القرار لوضع الأمور في نصابها الحقيقي, والحمد لله الوطن مليئ بالعقول المبتكرة والكفاءات والأفكار الناضجة البناءة، وبالشرفاء والعقلاء الذين يحبون ويعشقون وطنهم ويتوقون الى بدء عملية نهضة شامله للوطن لبناء مستقبل مشرق لمواطنيه على أسس قوية وفي شتى المجالات لنشر الأمن والطمأنينة الاجتماعية.
اللهم ألهمنا رشدنا ووفقنا ووفق أمورنا إلى ما تحبه وترضاه يا رب العالمين