خلال القيادة: "ألو" واحدة هي تماماً كشرب الكحول
جو 24 : يعتقد الكثيرون أن التحدث عبر الهاتف خلال القيادة ليس خطيراً بما أنه لا يتطلب منهم إزاحة نظرهم عن الطريق مثلما هي الحال عند كتابة الرسائل النصية، خصوصاً من يستعملون طريقة الخلوي حر اليدَين (Hands-Free Phone)، فيما الحقيقة هي عكس ذلك كلياً، إذ بيّنت دراساتٌ عديدة أن التحدث عبر الهاتف خلال القيادة تأتي بالنتائج نفسها للقيادة تحت تأثير الكحول، أو حتى نتائج أسوأ.
مهما كانت الطريقة، التحدث عبر الخلوي خطير خلال القيادة
لا يهم كيفية تحدّث السائق عبر الخلوي، فإذا حمله بيده أو إذا استعمل الخلوي حر اليدَين، أي باستعماله السماعة المخصّصة للأمر، تظلّ النتيجة نفسها بما أنه يتحدّث مع شخصٍ خارج السيارة، وتركيزه ليس منصبّا فعلاً على الطريق.
هذا ما أوضحَته جمعية "مجلس السلامة الوطني" في الولايات المتحدة، ونقلت عنها صحيفة "ذا واشنطن بوست" في شباط الماضي أن العديد من الناس لا يعون ما تتطلّبه فعلاً قيادة السيارة من أجزاء في الدماغ تتعلق بالانتباه والتخطيط واللغة.
فخلال تحدّث الشخص عبر الهاتف، يستعمل مساحات من الدماغ تتطلبها قيادة السيارة في الوقت نفسه، أي من الطبيعي أن يعاني تصرّفه في مكانٍ ما: قد يخفّ تركيزه على القيادة ويتعرّض لحادث سير، أو يتشتت انتباهه عن المكالمة وهذا ما يحصل عندما يطلب إعادة سماع ما قاله المتكلم معه على الخط.
شرب الكحول أقل خطراً!
تُعتبَر جامعة "يوتاه" في الولايات المتحدة أول من تطرّق لهذا الموضوع في دراستها منذ ما يقارب الـ10 أعوام، حيث برهنت خطورة التحدث عبر الهاتف في دراستها عام 2006، إذ تبيّن أن القيادة تحت تأثير الكحول هي أقل خطراً من القيادة والتحدث عبر الهاتف – أكان محمولاً أو حر اليدَين -. أُجرِيَت الدراسة بتحليل طريقة القيادة عند 41 شخصاً بالغاً، تعرّض من تحدّث عبر الهاتف منهم إلى حوادث سير أكثر من أولئك شاربي الكحول. الأمر نفسه أكدته جامعة "تورو" في فاليجو – كاليفورنيا في أيار من العام الماضي، حيث وجدت أن نتائج طريقة القيادة عند المتحدّثين عبر الهاتف وعند المخمورين هي تقريباً نفسها.
ما الفارق بين التحدث عبر الهاتف والتحدث مع الراكب؟
قد يتساءل البعض عن حقيقة هذه النتائج بما أن الأمر هو مجرّد التحدث مع الشخص الآخر عبر الهاتف، تماماً مثل التحدث مع الراكب الجالس بقربهم، فيما يغفلون أن التحدث مباشرةً مع الغير مختلفٌ تماماً عن التواصل عبر الهاتف أو أي وسيلة غير مباشرة أخرى.
ففي تحدّث قائد السيارة مع غيره عبر الهاتف انتقاصٌ من تركيزه على الطريق وتفاصيل مساره، خلافاً لتحدّثه مع الراكب، إذ إن هذا الأخير يرى هو أيضاً الطريق وقد ينبّهه إذا ما تشتت انتباهه خلال حديثهما، من هنا يتضاعف التركيز ويتأثر الحديث بنوعية الطريق وحالتها ومدى خطورتها. هذا ما يشرح التوقف عن الحديث عندما يصل الشخصان إلى طريقٍ وعرة فيصبّان انتباههما في المضيّ بها واجتيازها بسلامة، ما لا يمكن أن يحصل خلال التحدث عبر الهاتف بما أن الشخص الآخر ليس متواجداً في السيارة.
لا للهاتف إلا في الحالات طارئة
لا تبالغ قوانين السير والجمعيات عندما تنبّه حول خطورة استعمال الهاتف خلال القيادة، فعدا عن كتابة الرسائل النصية (Texting)، لا يجوز التحدث عبر الهاتف أيضاً، حتى لو استخدمنا السماعة. من هنا، على السائق أن يتحمّل مسؤولية من خلال عدم استعماله هاتفه الخلوي. أما إذا اضطر إلى ذلك، فعليه التوقف جانباً وركن السيارة حتى إنهاء مكالمته.
أما استعماله خلال القيادة فمقبولٌ فقط في الحالات الطارئة التي يضطر فيها أن يصل إلى وجهته سريعاً، وهنا عليه التنبه إلى حال الطريق ومستوى السرعة التي يقود فيها، والسعي إلى اختصار مكالمته قدر الإمكان.
النهار-كلودا طانيوس
مهما كانت الطريقة، التحدث عبر الخلوي خطير خلال القيادة
لا يهم كيفية تحدّث السائق عبر الخلوي، فإذا حمله بيده أو إذا استعمل الخلوي حر اليدَين، أي باستعماله السماعة المخصّصة للأمر، تظلّ النتيجة نفسها بما أنه يتحدّث مع شخصٍ خارج السيارة، وتركيزه ليس منصبّا فعلاً على الطريق.
هذا ما أوضحَته جمعية "مجلس السلامة الوطني" في الولايات المتحدة، ونقلت عنها صحيفة "ذا واشنطن بوست" في شباط الماضي أن العديد من الناس لا يعون ما تتطلّبه فعلاً قيادة السيارة من أجزاء في الدماغ تتعلق بالانتباه والتخطيط واللغة.
فخلال تحدّث الشخص عبر الهاتف، يستعمل مساحات من الدماغ تتطلبها قيادة السيارة في الوقت نفسه، أي من الطبيعي أن يعاني تصرّفه في مكانٍ ما: قد يخفّ تركيزه على القيادة ويتعرّض لحادث سير، أو يتشتت انتباهه عن المكالمة وهذا ما يحصل عندما يطلب إعادة سماع ما قاله المتكلم معه على الخط.
شرب الكحول أقل خطراً!
تُعتبَر جامعة "يوتاه" في الولايات المتحدة أول من تطرّق لهذا الموضوع في دراستها منذ ما يقارب الـ10 أعوام، حيث برهنت خطورة التحدث عبر الهاتف في دراستها عام 2006، إذ تبيّن أن القيادة تحت تأثير الكحول هي أقل خطراً من القيادة والتحدث عبر الهاتف – أكان محمولاً أو حر اليدَين -. أُجرِيَت الدراسة بتحليل طريقة القيادة عند 41 شخصاً بالغاً، تعرّض من تحدّث عبر الهاتف منهم إلى حوادث سير أكثر من أولئك شاربي الكحول. الأمر نفسه أكدته جامعة "تورو" في فاليجو – كاليفورنيا في أيار من العام الماضي، حيث وجدت أن نتائج طريقة القيادة عند المتحدّثين عبر الهاتف وعند المخمورين هي تقريباً نفسها.
ما الفارق بين التحدث عبر الهاتف والتحدث مع الراكب؟
قد يتساءل البعض عن حقيقة هذه النتائج بما أن الأمر هو مجرّد التحدث مع الشخص الآخر عبر الهاتف، تماماً مثل التحدث مع الراكب الجالس بقربهم، فيما يغفلون أن التحدث مباشرةً مع الغير مختلفٌ تماماً عن التواصل عبر الهاتف أو أي وسيلة غير مباشرة أخرى.
ففي تحدّث قائد السيارة مع غيره عبر الهاتف انتقاصٌ من تركيزه على الطريق وتفاصيل مساره، خلافاً لتحدّثه مع الراكب، إذ إن هذا الأخير يرى هو أيضاً الطريق وقد ينبّهه إذا ما تشتت انتباهه خلال حديثهما، من هنا يتضاعف التركيز ويتأثر الحديث بنوعية الطريق وحالتها ومدى خطورتها. هذا ما يشرح التوقف عن الحديث عندما يصل الشخصان إلى طريقٍ وعرة فيصبّان انتباههما في المضيّ بها واجتيازها بسلامة، ما لا يمكن أن يحصل خلال التحدث عبر الهاتف بما أن الشخص الآخر ليس متواجداً في السيارة.
لا للهاتف إلا في الحالات طارئة
لا تبالغ قوانين السير والجمعيات عندما تنبّه حول خطورة استعمال الهاتف خلال القيادة، فعدا عن كتابة الرسائل النصية (Texting)، لا يجوز التحدث عبر الهاتف أيضاً، حتى لو استخدمنا السماعة. من هنا، على السائق أن يتحمّل مسؤولية من خلال عدم استعماله هاتفه الخلوي. أما إذا اضطر إلى ذلك، فعليه التوقف جانباً وركن السيارة حتى إنهاء مكالمته.
أما استعماله خلال القيادة فمقبولٌ فقط في الحالات الطارئة التي يضطر فيها أن يصل إلى وجهته سريعاً، وهنا عليه التنبه إلى حال الطريق ومستوى السرعة التي يقود فيها، والسعي إلى اختصار مكالمته قدر الإمكان.
النهار-كلودا طانيوس