jo24_banner
jo24_banner

محمود درويش.. عاشق من فلسطين

محمود درويش.. عاشق من فلسطين
جو 24 : "مَنْ أَنا لأقول لكمْ.. ما أَقول لكمْ؟ وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ.. فأصبح وجهاً.. ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ.. فأصبح ناياً ...أَنا لاعب النَرْدِ، أَربح حيناً وأَخسر حيناً.. أَنا مثلكمْ.. أَو أَقلُّ قليلاً"، كلمات للشاعر العربي محمود درويش استطاع من خلالها أن يحرك شجونا ومشاعر ببصماته على العديد من القضايا العربية طرق أبوابها بأشعاره.

رحل عنا محمود درويش يوم السبت 9 أغسطس 2008 بعد 67 عاما من حياة دأب ينتقل فيها من قمة إلى أخرى أعلى منها، دون كلل أو ملل.

كان إنسانا جميلا، قبل أن يكون متنبي عصرنا الحديث، يرى ما لا نراه، في الحياة والسياسة وحتى في الناس، ويعبر عن كل هذه الأمور بلغة وكأنها وجدت ليكتبها.

عاش محمود درويش في مصر فترة، وتركها بمقولة صارت مثلا: "ارحمونا من هذا الحب القاتل"، إذ كان المثقفون المصريون يحتفون به بشدة وفي جزء من هذا لأنه يمثل قضية وطنية مصرية وليست فلسطينية وعربي فحسب.

وكان درويش يريد تقديرا على موهبته وابداعه وليس "لأنه فلسطيني"، وكان يستحق ذلك، فكانت مقولته الشهيرة.

درويش هو أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، ويعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه.

وفي شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى، وهو من قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر.

ولد عام 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا، حيث كانت أسرته تملك أرضا هناك، وخرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها قرية زراعية إسرائيلية.

وحين قرر أن يخوض غمار هذه العملية الجراحية الأخيرة اعتقدنا أنه سيهزم الموت، كما هزمه في مرات سابقة، لكنه، بعينه الثاقبة، رأى على ما يبدو شبحه "قادما من بعيد".

إذ توفي في الولايات المتحدة الأميركية بعد إجراءه لعملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبي في هيوستن، تكساس، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء في مستشفى "ميموريـال هيرمان" نزع أجهزة الإنعاش بناء على توصيته.

فهو أراد أن يفاجئ الموت بدلا من أن يفاجئه الأخير بانفجار "القنبلة الموقوتة" التي كانت عبارة عن شريانه المعطوب. كان مستعدا كعادته، وتركنا نحن وراءه كي "نربي الأمل".

من مؤلفاته: عصافير بلا أجنحة (شعر) - أوراق الزيتون (شعر) - عاشق من فلسطين (شعر) - آخر الليل(شعر) - مطر ناعم في خريف بعيد (شعر) - يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص) - يوميات جرح فلسطيني (شعر) - حبيبتي تنهض من نومها (شعر)- محاولة رقم 7 (شعر) - أحبك أو لا أحبك (شعر).

"أعترف بأني تعبت من طول الحلم الذي يعيدني إلى أوله وإلى أخرى دون أن نلتقي في أي صباح"، و"أنا حيٌ ما دمتُ أحلم؛ لأن الموتى لا يحلمون"، وبكلمات رقيقة سطرها درويش في حياته كاتبا وصيته قبل رحيله.محمد جمعة جبالي - سكاي نيوز عربية

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير