تعقيدات كيدية في التعليم العالي تكلف الأردنيين مئات الملايين من الدولارات
تقرير ماجد العطي - شروط المعادلة لخريجي روسيا وغيرها من الدول مطابقة لكن هناك عداء واضح لا يمكن تفسيره في التعليم العالي و الكيل بمكيالين والأسباب مجهولة .
في زمن الحقبة السوفيتية وعندما كان لا يوجد جامعات تتسع للطلبة خريجي المرحلة الثانوية وعدم قدرة الأردنيين على تعليم أبنائهم وخصوصا إذا كانت الرغبة للطالب بدراسة إحدى الاختصاصات المهمة مثل الطب والهندسة والصيدلة ولان تكاليف التعليم في ذاك الوقت مرتفعة ومقصورة فقط على أبناء أصحاب النفوذ فقد لجأ الأردنيون البسطاء في ذاك الوقت إلى الأحزاب التي كانت تحصل على منح دراسية مجانية من دول المنظومة الاشتراكية وعلى رأسهم الحزب الشيوعي الذي أرسل عشرات الآلاف من الطلبة حيث يكاد لا تجد بيتا من بيوت الأردنيين لا يوجد بداخله خريجين من الدول الاشتراكية السابقة مما ارفد الأردن بعدد لا باس به من المهن الطبية والهندسية والتي رفعت من شان الأردن وميزته عن دول الجوار ولان نظام الحكم ارتبط بعلاقات مع الغرب المعادي للاشتراكية كان طلابنا يتعرضون لمضايقات عديدة بهدف الحد من المد الاشتراكي فكان لهذا العداء ما يبرره حسب اعتقادهم في ذاك الوقت لكن الأردن حاليا ينتهج سياسة الحياد فهل ما زال أزلام الحلف السابق هم من يتحكمون بمصير أبنائنا في داخل مؤسساتنا .
الوضع منذ خمسة وعشرين عاما اختلف وسقطت الاشتراكية ولم تعد هذه الدول متمسكة في أيديولوجيتها لكن العداء لها من الباطن مازال موجودا ويأتي الخريج وهو سعيد لانتهائه من دراسة تخصصه ليصطدم بحائط من الشيزوفرينيا التقليدية التي ما زال أصاحبها متنفذين ويتحكمون بمصير عشرات الآلاف من الخريجين من غير رادع يردعهم .
لقد قرأت تفاصيل تعليمات معادلة الشهادات الصادر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والذي يحمل الرقم 8/2/1953 تاريخ 19/2/2012 ولم أجد بندا واحدا يخالف فيه الخريجون من روسيا الاتحادية وغيرها من بنود الاعتراف بهم إلا أنهم تخرجوا من هذه الدول التي ما زال مدراء في التعليم العالي يسمونها بدول الاتحاد السوفيتي وكأنهم غائب طوشه لا يعلمون بأن هذا الاتحاد قد انهار منذ عقود والحرب ضارية فيما بين هذه الدول . ويعادلون كل الشهادات ما عدا ما يسمونه دول الاتحاد السوفييتي كما يعتقدون وشر البلية ما يضحك عندما يقولون لك لماذا ذهبت للدراسة في هذه الدول .
هناك اتفاقيه موقع عليها الأردن وتسمى اتفاقية بولونيا وتنص هذه الاتفاقية على توحيد أسماء درجات الدراسة وسنواتها والأوربيون والروس جزء من هذه الاتفاقية لكن التعامل بمكيالين بدا واضحا عندما يأتي الخريج من الدول الغربية فتعادل شهادته من دون أي تلكؤ وعندما يأتي الخريج من الدول التي كانت في السابق ضمن حلف وارسو توضع العراقيل أمامه وينتهي به الأمر إما العودة لاستكمال سنوات أخرى حسب رغبة علمائنا او انه يصبح عاطلا عن العمل أو انه يذهب لأي دولة غربية فجميعها تعترف بشهادات هذه الدول إلا تعليمنا العالي الذي يجد بنفسه اكبر من دولة عظمى مثل روسيا ولأنه سير رحلات الفضاء وصنع لنا القنبلة النووية والذرية وكل شيء قبل هذه الدول فله الحق بعدم الاعتراف ومعادلة شهادتهم .
هنا أريد أن أنبه بأنه في السابق كان الطالب يدرس على حساب هذه الدول من الالف إلى الياء ويعود لأهله مكتمل الصفات يحمل شهادة عليا من اكبر دول العالم وبعد انهيار المنظومة الاشتراكية أصبح الأردنيون يرسلون أبناءهم إلى بعض هذه الدول على حسابهم كونها اقل تكاليفا من الدول الغربية وبعد فترة من الوقت أصبحت دولة مثل روسيا من أغلى الدول في العالم إن لم تكن الأولى بارتفاع الحياة المعيشية ودخل الفرد وتكاليف الطالب أصبحت مرتفعة فقد تصل إلى الفي دولار شهريا بين القسط الجامعي والمصاريف الشخصية فكم يكلف الأردنيين هذا التصرف غير مسؤول والخالي من الغيرة على مصالح الشعب.
فكيف لأحد أن يرفض معادلة شهادة من جامعة معترف بها في كل العالم وما يصدر عنها يعتبر ملزما للتعليم العالي الأردني وغيره إلا أنه إجراء كيدي يكلفنا مئات الملايين .
علما ان أهالي الطلبة الخريجين بصدد رفع قضية ضد كل من يثبت تحمله المسؤولية حتى وان كان قد أحيل للتقاعد .