عندما تتجه الانظار لجيب الطالب.. كيف للتعليم ان يرتقي ؟
منار حافظ - نال أبناؤهما القسم الأكبر من رعايتهما، ورغم أنهم تربوا كل "شبر بنذر" إلا أن صعوبات الحياة لم تمنع والديهما من توفير اللازم لإكمال تعليمهم.
ولا تخلو الأيام من ضائقة اقتصادية يعاني منها كثير من الأردنيين بحكم ما فرضه عليهم الواقع بين فرق في الرواتب، وأسعار السلع الأساسية. حتى أصبح قطاع التعليم كذلك بضاعة فرضت الجامعات الرسمية وبمباركة حكومية عليه واقعا لا يحسد الطلبة وأهاليهم عليه أبدا.
كلية الهندسة التكنولوجية (البولتكنيك)، وهي إحدى الفروع التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية، كانت مثارا لعديد من التساؤلات عقب قواعد طبقتها بشكل مفاجىء لتلحق بركب جامعات رسمية أخرى.
الدفع قبل الدراسة سياسة انتهجتها الجامعة مع بداية هذا الفصل الدراسي قبل أيام قليلة على موعد بدء تسجيل الطلبة، ليجدوا أنفسهم حائرين يتخبطون في زوايا أحلامهم بين إمكانية تحقيقها وإمكانية أن تضيع بسبب العائق المادي.
وفي الوقت الذي تقدم به كثير من الدول العلم لطلابها مجانا، ما زالت الجامعات الأردنية تنظر للطالب على أنه كيس من المال، أو بنك مصرفي، لتصبح السياسة التعليمية قائمة على أساس: "إن تملك تنجح.. وإن تدفع تحصد".
كثير من الأهالي وأولياء الأمور أصبح هاجسهم هو تعليم أبنائهم ولن يجدي معهم نفعا تلك البرامج التلفزيونية التي تحاكي عقلية الحكومة، بضرورة اتخاذ المساقات المهنية وتعلم الحرفة إن لم تجد مالا تعلم به أبناءك.
الأصل أن يكون التعليم متاحا للجميع فهذه أبسط الحقوق للأردنيين الذين استمروا في دفع ضريبة الجامعات عن أبنائهم قبل أن يولدوا.
وبعد أن فرضت السياسات الحكومية ونهم الجامعات في الحصول على المزيد من المال واقع دفع رسوم ساعات الدراسة بمبلغ وقدره لكل طالب جامعي، فإن أقل المطالب أن تتوقف هذه الجامعات عن أسلوب الجباية وطلب الدفع عن ساعات لم تسجل بعد!.
التعليم المجاني في المدارس الحكومية يقابله تعليم خاص نهب جيوب كثير من الأردنيين الذين لم يجدوا مبتغاهم لتعليم أبنائهم في مدارس رسمية مكتظة وتفتقر إلى كثير من المقومات الأساسية، لينتقلوا بعد ذلك بأولادهم إلى مرحلة التعليم الجامعي الذي هو ليس أفضل حالا؛ فالجامعات الرسمية والخاصة تعمل كالمنشار لقص جيوب المواطنين ولا معيل لهم حينها إلا الله.