تصوير ضحايا الحوادث.. هل ينتهك الكرامة الانسانية؟!
جو 24 : شكل تزايد استخدام الهواتف المتنقلة بين قطاعات واسعة من الناس الى قيام البعض بدافع الفضول الى تصوير المتوفين والمصابين جراء الحوادث المختلفة ومنها حوادث السير عبر هواتفهم الخلوية , ومن ثم مشاركة هذه الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة .
ويصنف مستشار الطب النفسي الدكتور وليد سرحان هذه التصرفات من قبل البعض في تصوير الحوادث بانها من "الاعراض الجانبية" لوسائل الاتصال الحديثة , وهو سلوك مبالغ فيه كما يفتقد الى الجمال ، اذ ان الاصل هو ان يتم استغلال هذه التقنيات في توثيق المناظر المبهجة والجميلة ولحظات لها قيمة في حياة الانسان .
ويتساءل : من الذي يهتم بصور توثق لمناظر دموية وجثة ملقاة على قارعة الطريق او حادث سير علق فيه السائق داخل سيارته او حادث دهس ، فهذه الحوادث يجب اقتصار مشاهدتها على الاطباء في المستشفيات الذين لديهم القدرة على التعامل مع مثل هذه الحالات من اجل معالجتها وهم الاقدر على مراعاة خصوصيات المصابين من غيرهم.
ويشير الدكتور سرحان لوكالة الانباء الاردنية (بترا) الى ان هناك اساءة في استخدام هذه التقنيات الحديثة الموجودة في الاجهزة الذكية , فبعض الاشخاص لديهم حب وفضول لتصوير وتوثيق اي شيء ، وهذا سلوك اجتماعي "متطرف" اقرب الى التقليد كما يقول ، واصفا من يقوم بذلك " بالشخص المستغرق" بهذا السلوك الذي لا يفرق بين ما يجب ان يصوره وبين ما لا يجب ، وهذا يشكل اعتداء على خصوصيات الاخرين في بعض الاحيان.
ويتابع : لذا تنتشر في بعض الاحيان صور لحادث ما ، عبر وسائل الاتصال المختلفة في دقائق قليلة متناسين ان هناك حرية شخصية للاخرين وينبغي الاستئذان قبل تصوير هذا الشخص او ذاك. ويقول الدكتور سرحان : هناك مبالغة في متابعة الاخبار ومشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، مضيفا ان الصحة النفسية يجب ان يكون فيها توازن واعتدال حتى في مشاهدة الاخبار من اجل القيام بواجباتنا الحياتية الاخرى بايجابية وعدم التعلق بما تقوله وتنقله لنا مختلف وسائل الاعلام , ونبقى رهائن للمحتوى الذي تقدمه ما يشكل تاثيرا واضحا على تكيف الانسان الطبيعي مع البيئة المحيطة.
ويرى مدير دائرة الاعلام والتثقيف الوقائي الناطق الاعلامي باسم مديرية الدفاع المدني العميد فريد الشرع ان بعض المواطنين بدافع "الحمية والفزعة " يصور الحوادث المختلفة ومن ثم يرسلها الى المواقع الاخبارية او الاتصال بالاذاعات والبرامج الصباحية للابلاغ عنها , وهذا بفعل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
ويضيف "ان الدافع لمثل هذه الممارسات من قبل هؤلاء الاشخاص , حب الظهور في وسائل الاعلام، كما ان بعض وسائل الإعلام تتحمل جزءا لا بأس به من المسؤولية عندما تطلب من المواطنين ارسال الصور على اعتبار ان المواطن اصبح مساندا اساسيا لها" . ويشير الى ان التصرف السليم يكمن بالاتصال بالاجهزة المختصة عبر خدمة الطوارىء على الرقم 911 وابلاغهم لاتخاذ الاجراءات المناسبة للتخفيف من الاضرار الناتجة عن مثل هذه الحوادث.
ويوضح العميد الشرع ان فضول بعض المواطنين سواء في التجمهر لمشاهدة هذه الحوادث او السير خلف سيارات الاسعاف عند فتح الطريق لها من قبل السائقين يمثل احد اسباب تأخر الاجهزة المعنية في الوصول الى مكان الحادث ويعيق العمل بالسرعة والكفاءة المطلوبة.
ويقول ان تصوير الحوادث التي تقع على الممتلكات او التي يتعرض لها المواطنون انفسهم , امر يحاسب عليه من قبل الشخص الذي يقع عليه الاذى او من عائلته , خاصة اذا تم استخدام التسجيل او التصوير بطريقة تؤذي مشاعرهم ، مضيفا ان تطبيق القانون في هذه الجزئية تحديدا ليس من صلاحيات مديرية الدفاع المدني بل يرتبط باجهزة اخرى معنية.
ويشير استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي الى اسباب لجوء البعض نحو هذه الممارسات والتي من بينها : ان من بينهم من تشده هذه الحوادث ، وهناك الغيرة او التقليد, فالكل من حوله يقوم بعملية التصوير، بالاضافة الى توفر الوسائل والتقنيات الحديثة عبر الهواتف الذكية دون القيام باي جهد او عناء، كما ان الصورة اصبحت من ادوات التواصل بين الناس، الى جانب حب الحديث والمشاركة في الموضوع وابداء الرأي على الرغم من ان هذا الراي او الحديث قد لا يكون في صميم تخصص الشخص المتحدث وما يقوم به في حياته العملية.
ويلقي باللوم الاكبر في هذه الجزئية على المؤسسات المختلفة ومنها البيت الذي هو مصدر التنشئة والقادر على تقديم النصح والارشاد لمن يقومون بتوثيق هذه المناظر المؤثرة التي تحرك مشاعر الناس وقد تتسبب في اذى للبعض منهم .
ويشير الدكتور الخزاعي الى ان هناك عدم المام لدى بعض الناس بخصوصية الصورة التي يجب ان لا تنشر ابدا الا من خلال صاحبها ، كما ان هناك استسهالا في عملية التصوير , واقتناء الصور , والاعتداء على خصوصيات الاخرين , فالصورة تعتبر حرمة للشخص , فما بالك لو كان هذا الشخص في وضع سيء او تعرض لحادث.
ويقول : هناك من يجهل طرق التعامل الانساني واحترام خصوصيات الناس , وهذا يرتبط بالتنشئة الاجتماعية الخاطئة التي لا تدفع للتفكير ولا تستخدمه وتنتج شخصية فضولية تطلع على اسرار الاخرين.
ويبين ان تصوير الحوادث , من الظواهر الجديدة التي دخلت على المجتمع بفعل توفر التكنولوجيا وعدم استثمارها بشكل مفيد في وقت كثرت فيه الحوادث وغابت القدوة الحسنة لدى الشباب والتوجيه الصحيح لهم بضرورة عدم التجمهر في اماكن الحوادث والتوعية بعدم التصوير . وكانت دائرة الافتاء العام اصدرت فتوى شرعية مع نهاية شهر تموز الماضي تقول فيها بعدم جواز تصوير المتوفين والمصابين خلال حوادث السير لما فيه من انتهاك لحرمة الاخرين والاعتداء على كرامة الإنسان التي صانتها شريعتنا الإسلامية امتثالا لقول الله سبحانه وتعالى : وَلَقَد كَرَّمنَا بَني آدَمَ "سورة الإسراء " .
وجاءت الفتوى في بيان رسمي أصدرته الدائرة ردا على سؤال حول حكم تصوير المصابين والمتوفين في حوادث المرور ، إذ اعتبر البيان , التصوير في مثل هذه الاحوال بانه يعد من حالات التجسس على الغير، حيث قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: وَلَا تَجَسَّسُوا " سورة الحجرات"، كما ان تصوير الإنسان في الأحوال الطبيعية بغير إذنه لا يجوز شرعا ً.
ودعت دائرة الافتاء العام المواطنين وكل من يحضر حوادث السير ان يستر جسد الميت بثوب خفيف ولا يتركه مكشوفاً.
(بترا - رياض ابو زايدة)
ويصنف مستشار الطب النفسي الدكتور وليد سرحان هذه التصرفات من قبل البعض في تصوير الحوادث بانها من "الاعراض الجانبية" لوسائل الاتصال الحديثة , وهو سلوك مبالغ فيه كما يفتقد الى الجمال ، اذ ان الاصل هو ان يتم استغلال هذه التقنيات في توثيق المناظر المبهجة والجميلة ولحظات لها قيمة في حياة الانسان .
ويتساءل : من الذي يهتم بصور توثق لمناظر دموية وجثة ملقاة على قارعة الطريق او حادث سير علق فيه السائق داخل سيارته او حادث دهس ، فهذه الحوادث يجب اقتصار مشاهدتها على الاطباء في المستشفيات الذين لديهم القدرة على التعامل مع مثل هذه الحالات من اجل معالجتها وهم الاقدر على مراعاة خصوصيات المصابين من غيرهم.
ويشير الدكتور سرحان لوكالة الانباء الاردنية (بترا) الى ان هناك اساءة في استخدام هذه التقنيات الحديثة الموجودة في الاجهزة الذكية , فبعض الاشخاص لديهم حب وفضول لتصوير وتوثيق اي شيء ، وهذا سلوك اجتماعي "متطرف" اقرب الى التقليد كما يقول ، واصفا من يقوم بذلك " بالشخص المستغرق" بهذا السلوك الذي لا يفرق بين ما يجب ان يصوره وبين ما لا يجب ، وهذا يشكل اعتداء على خصوصيات الاخرين في بعض الاحيان.
ويتابع : لذا تنتشر في بعض الاحيان صور لحادث ما ، عبر وسائل الاتصال المختلفة في دقائق قليلة متناسين ان هناك حرية شخصية للاخرين وينبغي الاستئذان قبل تصوير هذا الشخص او ذاك. ويقول الدكتور سرحان : هناك مبالغة في متابعة الاخبار ومشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، مضيفا ان الصحة النفسية يجب ان يكون فيها توازن واعتدال حتى في مشاهدة الاخبار من اجل القيام بواجباتنا الحياتية الاخرى بايجابية وعدم التعلق بما تقوله وتنقله لنا مختلف وسائل الاعلام , ونبقى رهائن للمحتوى الذي تقدمه ما يشكل تاثيرا واضحا على تكيف الانسان الطبيعي مع البيئة المحيطة.
ويرى مدير دائرة الاعلام والتثقيف الوقائي الناطق الاعلامي باسم مديرية الدفاع المدني العميد فريد الشرع ان بعض المواطنين بدافع "الحمية والفزعة " يصور الحوادث المختلفة ومن ثم يرسلها الى المواقع الاخبارية او الاتصال بالاذاعات والبرامج الصباحية للابلاغ عنها , وهذا بفعل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
ويضيف "ان الدافع لمثل هذه الممارسات من قبل هؤلاء الاشخاص , حب الظهور في وسائل الاعلام، كما ان بعض وسائل الإعلام تتحمل جزءا لا بأس به من المسؤولية عندما تطلب من المواطنين ارسال الصور على اعتبار ان المواطن اصبح مساندا اساسيا لها" . ويشير الى ان التصرف السليم يكمن بالاتصال بالاجهزة المختصة عبر خدمة الطوارىء على الرقم 911 وابلاغهم لاتخاذ الاجراءات المناسبة للتخفيف من الاضرار الناتجة عن مثل هذه الحوادث.
ويوضح العميد الشرع ان فضول بعض المواطنين سواء في التجمهر لمشاهدة هذه الحوادث او السير خلف سيارات الاسعاف عند فتح الطريق لها من قبل السائقين يمثل احد اسباب تأخر الاجهزة المعنية في الوصول الى مكان الحادث ويعيق العمل بالسرعة والكفاءة المطلوبة.
ويقول ان تصوير الحوادث التي تقع على الممتلكات او التي يتعرض لها المواطنون انفسهم , امر يحاسب عليه من قبل الشخص الذي يقع عليه الاذى او من عائلته , خاصة اذا تم استخدام التسجيل او التصوير بطريقة تؤذي مشاعرهم ، مضيفا ان تطبيق القانون في هذه الجزئية تحديدا ليس من صلاحيات مديرية الدفاع المدني بل يرتبط باجهزة اخرى معنية.
ويشير استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي الى اسباب لجوء البعض نحو هذه الممارسات والتي من بينها : ان من بينهم من تشده هذه الحوادث ، وهناك الغيرة او التقليد, فالكل من حوله يقوم بعملية التصوير، بالاضافة الى توفر الوسائل والتقنيات الحديثة عبر الهواتف الذكية دون القيام باي جهد او عناء، كما ان الصورة اصبحت من ادوات التواصل بين الناس، الى جانب حب الحديث والمشاركة في الموضوع وابداء الرأي على الرغم من ان هذا الراي او الحديث قد لا يكون في صميم تخصص الشخص المتحدث وما يقوم به في حياته العملية.
ويلقي باللوم الاكبر في هذه الجزئية على المؤسسات المختلفة ومنها البيت الذي هو مصدر التنشئة والقادر على تقديم النصح والارشاد لمن يقومون بتوثيق هذه المناظر المؤثرة التي تحرك مشاعر الناس وقد تتسبب في اذى للبعض منهم .
ويشير الدكتور الخزاعي الى ان هناك عدم المام لدى بعض الناس بخصوصية الصورة التي يجب ان لا تنشر ابدا الا من خلال صاحبها ، كما ان هناك استسهالا في عملية التصوير , واقتناء الصور , والاعتداء على خصوصيات الاخرين , فالصورة تعتبر حرمة للشخص , فما بالك لو كان هذا الشخص في وضع سيء او تعرض لحادث.
ويقول : هناك من يجهل طرق التعامل الانساني واحترام خصوصيات الناس , وهذا يرتبط بالتنشئة الاجتماعية الخاطئة التي لا تدفع للتفكير ولا تستخدمه وتنتج شخصية فضولية تطلع على اسرار الاخرين.
ويبين ان تصوير الحوادث , من الظواهر الجديدة التي دخلت على المجتمع بفعل توفر التكنولوجيا وعدم استثمارها بشكل مفيد في وقت كثرت فيه الحوادث وغابت القدوة الحسنة لدى الشباب والتوجيه الصحيح لهم بضرورة عدم التجمهر في اماكن الحوادث والتوعية بعدم التصوير . وكانت دائرة الافتاء العام اصدرت فتوى شرعية مع نهاية شهر تموز الماضي تقول فيها بعدم جواز تصوير المتوفين والمصابين خلال حوادث السير لما فيه من انتهاك لحرمة الاخرين والاعتداء على كرامة الإنسان التي صانتها شريعتنا الإسلامية امتثالا لقول الله سبحانه وتعالى : وَلَقَد كَرَّمنَا بَني آدَمَ "سورة الإسراء " .
وجاءت الفتوى في بيان رسمي أصدرته الدائرة ردا على سؤال حول حكم تصوير المصابين والمتوفين في حوادث المرور ، إذ اعتبر البيان , التصوير في مثل هذه الاحوال بانه يعد من حالات التجسس على الغير، حيث قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: وَلَا تَجَسَّسُوا " سورة الحجرات"، كما ان تصوير الإنسان في الأحوال الطبيعية بغير إذنه لا يجوز شرعا ً.
ودعت دائرة الافتاء العام المواطنين وكل من يحضر حوادث السير ان يستر جسد الميت بثوب خفيف ولا يتركه مكشوفاً.
(بترا - رياض ابو زايدة)