jo24_banner
jo24_banner

مخلفات الحرب.. كابوس يلاحق الغزيين ويهدد حياتهم

مخلفات الحرب.. كابوس يلاحق الغزيين ويهدد حياتهم
جو 24 : ما زال خطر الموت يتهدد المواطنين في قطاع غزة بفعل انتشار مئات الصواريخ والقذائف التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه، ولم تنفجر في مناطق مختلفة.

وتقدر وزارة الداخلية في غزة حجم القذائف التي سقطت بمختلف الأحجام والأنواع بأكثر من 15 ألف طن، سببت دمارًا هائلًا في المنشآت والمنازل والبني التحتية.

ويتخوف الغزيون من خطر انفجار تلك الصواريخ التي تهدد حياتهم، وتشكل مصدر قلق ورعب لهم في حال لم يتم إزالتها والتخلص منها على وجه السرعة.

وشن الاحتلال في الثامن من يوليو الماضي عدوانًا واسعًا على القطاع، أدى لاستشهاد 2016 مواطنًا، وإصابة 10193 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين.

وحذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية "أوتشا" في تقرير له من خطورة مخلّفات الحرب، لافتًا إلى أن هناك آلاف القذائف والمتفجرات التي تركت في المناطق المدنية تشكل تهديدًا كبيرًا على حياة المواطنين، خاصة الأطفال والمزارعين وعمال الإغاثة والنازحين.

وأدت هذه المخلفات لاستشهاد خمسة مواطنين الأربعاء الماضي، ثلاثة منهم من أفراد هندسة المتفجرات وصحفيين، وإصابة عدد آخر أثناء محاولة الطاقم تفكيك صاروخ في بيت لاهيا شمال القطاع، وبعد ساعات استشهد شاب آخر بانفجار قذيفة أخرى في خان يونس.

ضعف الإمكانات

ورغم المخاطر التي يواجهها هؤلاء الأفراد، إلا أنهم لا يتوانون لحظة عن القيام بتجميع عشرات المئات من القذائف غير المنفجرة، ووضعها في أماكن آمنة من أجل تفكيكها بعد انتهاء العدوان، يقول الناطق باسم الشرطة الفلسطينية الرائد أيمن البطنيجي لوكالة "صفا".

ويوضح أن الطواقم رصدت خلال العدوان وقامت بتجميع نحو 80% من الصواريخ والقذائف التي يتعمد الاحتلال إلقائها من أجل إلحاق ضرر أكبر بحياة المواطنين.

والتخلص من تلك القذائف يتم -بحسب البطنيجي- في أماكن فارغة بعيدة عن المواطنين، وفي ظل وجود خبراء من مؤسسات دولية، ومن الأمم المتحدة للمساعدة في ذلك، و"حتى لا يتم اتهامنا بإعادة تصنيعها وتشغيلها مرة أخرى".

وكان فريق تابع للأمم المتحدة لنزع الألغام عمل في منتصف مارس من العام 2010 على إتلاف عددًا من قذائف الفسفور الأبيض التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2009.

وحول مدى جاهزية الطواقم للتعامل مع المخلفات، يقول البطنيجي "رغم أن لدينا طواقم متخصصة ومدربة على كيفية التخلص من تلك المخلفات، والتي يتراوح عددها نحو 70 شخصًا، إلا أنها ليست على طراز حديث، وتفتقر للإمكانيات والمعدات الحديثة".

ولا تمتلك تلك الطواقم سوى ملابس ونظارات واقية، ولكنها ليست على مستوى كبير يرتق مع حجم المخاطر الناتجة عن تلك الأجسام المشبوهة، وطرق التعامل معها.

ويأمل البطنيجي بفتح المعابر والحدود قريبًا للعمل على تطوير الطواقم المختصة في التعامل مع مخلفات الاحتلال، بالإضافة إلى تلقيهم دورات خارجية تؤهلهم للتعامل معها، وتفادي أي أضرار.

ويطالب المواطنين بضرورة أخذ الحيطة والحذر، وعدم الاقتراب من تلك المخلفات، حتى لا تتعرض حياتهم للخطر، وضرورة التواصل مع الجهات المختصة للإبلاغ عنها فورًا.

وكانت صحيفة "هآرتس" ذكرت الجمعة أن الجيش الإسرائيلي أطلق 30 ألف قذيفة مدفعية من بداية العدوان وحتى 29 يوليو، بينها 600 قذيفة أطلقت خلال ساعة باتجاه حي الشجاعية، وأكثر من 1000 قذيفة باتجاه رفح.

التوعية بمخاطرها

ويقول مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر كريستيان كاردون لوكالة "صفا" إن "آثار تلك الصواريخ والقذائف تظهر بعد انتهاء النزاع وتستمر على المدى البعيد، ويكون لها مخاطر على حياة السكان".

ويؤكد أن عمل الصليب يرتكز على التواصل مع الجهات المختصة في غزة، وخاصة وزارة الداخلية والدفاع المدني لعقد ورشات توعية حول كيفية إزالة تلك المخلفات، وتعزيز الوعي حول ذلك، للتقليل من خطورتها.

ويُساهم الصليب أيضًا عبر خبراء مختصين في نشر الوعي لدى المتطوعين بالهلال الأحمر، وبيان مدى مخاطر هذه المخلفات، بالإضافة إلى مساعدة السلطات المحلية وتوجيه النصائح لهم.

وتنظر مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان بقلق بالغ لبطء تحرك المنظمات الدولية المختصة في مجال التعامل مع مخلفات الحرب، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لتوفير فرق من الخبراء بالمتفجرات وبأقصى سرعة ممكنة للتخلص منها.

ويقول مدير المؤسسة خليل أبو شمالة لوكالة "صفا" إن "إسرائيل ممكن أنها تتعمد في عدم انفجار تلك الصواريخ حتى تكون هناك فرصة لإيقاع مزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، وكذلك الجرحى والمعاقين، وبالتالي فهي لا تتحمل حينها المسؤولية أمام العالم".

ويشدد على ضرورة الإسراع في تفكيك الصواريخ لتجنب وقوع المزيد من الضحايا، مطالبًا طواقم هندسة المتفجرات بالتنسيق والتعاون مع الخبراء الدوليين الذين يتم استدعائهم من قبل وكالة الغوث ومكتب منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية من أجل تفكيك الصواريخ التي لم تنفجر.

ويقع على المواطنين أيضًا مسؤولية تبليغ الجهات المختصة فورًا بوجود صواريخ غير منفجرة، وكذلك حظر الاقتراب من أماكن تواجدها لمسافة لا تقل عن 100 متر مربع، بالإضافة إلى توعيتهم حول مخاطر العبث بتلك المخلفات أو الاقتراب منها.

ويدعو أبو شمالة الوفد الفلسطيني لمفاوضات القاهرة إلى الطلب من الوفد الإسرائيلي بإعطاء معلومات حول طبيعة هذه المخلفات وأنواعها، وكيفية التعامل معها حتى لا تتعرض حياة من يتعامل معها للخطر.

صفا
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير