حين يصبح الطلاق خلاصاً!
جو 24 : بخيل، غيُّور، كاذب، عنيف... بهذه العبارات تصف رانيا الأسباب التي أدت الى فشل زواجها. تتكلم رانيا بغصّة خصوصاً أنها محرومة من رؤية طفلتها إلاَّ في المناسبات والأعياد، فهي عاشت بعد طلاقها ضغوطات نفسية ومادية ومعنوية، حاولت تخطيها، غير أن المشكلة لم تكمن في الطلاق بحد ذاته، بل في محاولة البعض تشويه سمعتها، ونقل صورة خاطئة عنها لابنتها، التي تخاف أن تتأثر بما تسمعه عنها، لقد باتت تشعر بأن حياتها مفككة، وبأن كل ما بنته قد دُمٍّر بين ليلة وضحاها.
يعتبر الطلاق أمراً بغيضاً لما له من أثر سلبي على العائلة ولما يتركه من آثار نفسية سيئة على شخصية الأطفال، ولكن من جهة ثانية يكون الطلاق حلاً جذرياً لآفات نفسية واجتماعية خوفاً من تفاقمها ووصولها الى الجريمة أحياناً.
الأنانية تحكم العلاقات الأسرية
تؤكد الاختصاصية بعلم النفس هناء صندقلي أنّ "تزايد نسب الطلاق في الفترة الأخيرة ربما يرجع لمسألة التطور التكنولوجي الحاصل، الذي كسر الكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية التي تربَّى عليها أهلنا في السابق. فالأم التي كانت تضحي بحياتها من أجل أولادها على الرغم من تعاسة وضعها الزوجي، والتي لم تكن لتتجرأ على طلب الطلاق، لم نعد نراها في مجتمعاتنا الحالية. لقد أصبحت الأنانية تحكم العلاقات الأسرية، فالزوج يريد تحقيق ذاته على حساب أسرته، والزوجة تبحث عن متطلباتها بغض النظر عن دورها كأم. وصارت العلاقات الأسرية تُحكم بآفة عدم الاكتفاء بكل المجالات، وأصبح الثنائي الذي من المفترض أن يتعاون ليكفل الأسرة من الهموم، مهموماً بالبحث دوماً عن الأكثر، فلم يعُد يرضى بالقليل على جميع المستويات مما جعل العلاقات الأسرية تتمحور حول هموم الوضع الاقتصادي الذي يسبب اضطرابات عائلية من المحتمل أن توصل الى الطلاق".
استقلالية المرأة مسَّت ذكورية الرجل
وتعتبر صندقلي أن "التصلب في الآراء والمواقف المعاندة يجعل الوضع أكثر سوءاً بين الشريكين. فهما لا يعطيان يعضهما فرصة للتفاهم قبل المباشرة في الطلاق، كأنهما يحاولان أن يثبتا لبعضهما أنهما قادران على الاستقلالية وإكمال المسيرة من دون مساعدة الشريك الآخر، وخصوصاً أن المرأة في أيامنا هذه صارت تضاهي الرجل في العلم والعمل والتطور الفكري، ما جعل المرأة تنسى أنها أم، وبدأت تتحكَّم فيها فكرة الاستقلالية والقدرة على العيش بمفردها". وساهمت الأوضاع الاقتصادية في لبنان بتراجع سن الزواج خصوصاً أن الطرفين يسعيان الى الحصول على وظيفة، والمرأة بعد خوضها المجالين الأكاديمي والعملي لم تعد ترغب في مشاركة الآخر راتبها ووقتها وراحتها، فعملها يتيح لها جني الأموال وتبذيرها من دون حسيب أو رقيب، ما يكسبها استقلالية اقتصادية عن الرجل تجعلها في حال استغناء عنه، وجعلها تفرض شروطها وتطالب بحقها في مشاركته بالقرارات، ولم تعد بحاجة الى كنف الرجل. وقد مسَّت هذه الأفكار رجولية الذكر الذي اضطُر في بعض حالات الطلاق للجوء الى العنف ضد المرأة لاستعادة ما أخذته منه من مميزات".
الطلاق وراثي
يرجع الطلاق بحسب صندقلي الى الوراثة، "فالمرء ابن بيئته وهو يتماهى بوالده وبرجالات عائلته، وإذا كان الطلاق مكرراً في العائلة سيصبح أمراً عادياً وربما يترافق مع تعدد الزيجات وتعدد الطلاق ايضاً"ز وتشير صندقلي الى "وجود نظريات في علم النفس تؤكد أهمية العلاقة الجنسية بين الزوجين وتعتبرها ركيزة أساسية لاستمرار العلاقة الزوجية، واضطرابها يُسبِّب الطلاق، ولكنه يُموه ذلك في أسباب اجتماعية منعاً لفضح المشاعر الحميمة بين الشريكين".
الوقاية النفسية تجنبكما الطلاق
تعتبر الاختصاصية في علم النفس هناء صندقلي أنه "على الزوجان الخضوع في مرحلة الأزمات الأسرية لما يسمى بالعلاج الأسري الذي يقوم به المعالج النفسي أو المحلل الاجتماعي لمساعدة هذا الثنائي على حل الأمور في بدايتها وقبل وصولها الى الأزمة التي تؤدي الى الطلاق كمفر وحيد. كذلك، من الضروري اعتماد الحوار الهادئ المتفهّم في حل كل الأزمات العالقة على الرغم من صعوبتها، لأن أسوأ الحلول وأكثرها تدميراً تلك التي تؤخذ في حالات الانفعال النفسي الشديد. ولا بدّ من الإشارة الى أن ما من أمور تقي من الوصول الى الطلاق، فلا عُمر الزواج يحكم، ولا القدرة المالية لها دورها، ولا الشهادات العلمية العالية تمنع. ولكن ما يساهم في عدم حصول الطلاق هوالوقاية النفسية من التوتر في حال حصول أزمة ما، كما أن الثقة التامة وتقديم التنازلات الواجبة على الطرفين لاستمرارية الحياة الزوجية".
نصائح لإنجاح الحياة الزوجية
إفعلي:
- كوني سلِسة في الحوار والنقاش، وابتعدي عن الجدال والإصرار على الرأي.
- عليكِ بالهدوء الشديد لحظة غضبه.
- تشاركي وزوجك في مسؤوليات المنزل والأولاد، كذلك في الأمور الاقتصادية وكوني متفاعلة مع أحواله.
- ركزي على إيجابياته وليس على ما يبدر منه من أخطاء.
- دعي زوجك يقوم ببعض الأمور التي يراها مناسبة على طريقته.
لا تفعلي:
- لا تطلبي منه كلمة أسفٍ أو اعتذار، بل دعيه يعتذر من تلقاء نفسه.
- لا تصري على أن يقوم بعمل ما أو أن يتخذ قراراً ما بالطريقة التي تجدينها أنت صحيحة.
- لا تضعي توقعات مسبقة حول تفكير زوجك أو طريقة معاملته لك.
- لا تخبري أصدقاءك عن مشاكلك أو أسرارك العائلية.
والرجل ايضاً عليه اتباع النصائح التالية لما له من دور أساسي في إنجاح العلاقة الزوجية أو إفشالها:
إفعل:
- أظهر تعاطفك مع زوجتك في الأمور التي تضايقها وتزعجها إن في المنزل أو في العمل.
- أصغي الى زوجتك وتشاركا في تبادل الرأي.
- اخفض نبرة صوتك في حال حصول جدال أو خلاف، فالنبرة هي الأساس في إيقاد الخلافات.
لا تفعل:
- لا تنفق بتهوّر على أغراضك الخاصة أو على الأصدقاء، فعائلتك أولى بذلك.
- لا تكن أنانياً أو متجاهلاً لزوجتك.
- لا تلجأ الى علاقات عاطفية عابرة خارج نطاق العلاقة الزوجية.
- لا تستخدم تعابير قاسية خلال التكلم مع زوجتك خصوصاً أمام أهلها أو أصدقائها.
سلوى أبو شقرا -النهار
يعتبر الطلاق أمراً بغيضاً لما له من أثر سلبي على العائلة ولما يتركه من آثار نفسية سيئة على شخصية الأطفال، ولكن من جهة ثانية يكون الطلاق حلاً جذرياً لآفات نفسية واجتماعية خوفاً من تفاقمها ووصولها الى الجريمة أحياناً.
الأنانية تحكم العلاقات الأسرية
تؤكد الاختصاصية بعلم النفس هناء صندقلي أنّ "تزايد نسب الطلاق في الفترة الأخيرة ربما يرجع لمسألة التطور التكنولوجي الحاصل، الذي كسر الكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية التي تربَّى عليها أهلنا في السابق. فالأم التي كانت تضحي بحياتها من أجل أولادها على الرغم من تعاسة وضعها الزوجي، والتي لم تكن لتتجرأ على طلب الطلاق، لم نعد نراها في مجتمعاتنا الحالية. لقد أصبحت الأنانية تحكم العلاقات الأسرية، فالزوج يريد تحقيق ذاته على حساب أسرته، والزوجة تبحث عن متطلباتها بغض النظر عن دورها كأم. وصارت العلاقات الأسرية تُحكم بآفة عدم الاكتفاء بكل المجالات، وأصبح الثنائي الذي من المفترض أن يتعاون ليكفل الأسرة من الهموم، مهموماً بالبحث دوماً عن الأكثر، فلم يعُد يرضى بالقليل على جميع المستويات مما جعل العلاقات الأسرية تتمحور حول هموم الوضع الاقتصادي الذي يسبب اضطرابات عائلية من المحتمل أن توصل الى الطلاق".
استقلالية المرأة مسَّت ذكورية الرجل
وتعتبر صندقلي أن "التصلب في الآراء والمواقف المعاندة يجعل الوضع أكثر سوءاً بين الشريكين. فهما لا يعطيان يعضهما فرصة للتفاهم قبل المباشرة في الطلاق، كأنهما يحاولان أن يثبتا لبعضهما أنهما قادران على الاستقلالية وإكمال المسيرة من دون مساعدة الشريك الآخر، وخصوصاً أن المرأة في أيامنا هذه صارت تضاهي الرجل في العلم والعمل والتطور الفكري، ما جعل المرأة تنسى أنها أم، وبدأت تتحكَّم فيها فكرة الاستقلالية والقدرة على العيش بمفردها". وساهمت الأوضاع الاقتصادية في لبنان بتراجع سن الزواج خصوصاً أن الطرفين يسعيان الى الحصول على وظيفة، والمرأة بعد خوضها المجالين الأكاديمي والعملي لم تعد ترغب في مشاركة الآخر راتبها ووقتها وراحتها، فعملها يتيح لها جني الأموال وتبذيرها من دون حسيب أو رقيب، ما يكسبها استقلالية اقتصادية عن الرجل تجعلها في حال استغناء عنه، وجعلها تفرض شروطها وتطالب بحقها في مشاركته بالقرارات، ولم تعد بحاجة الى كنف الرجل. وقد مسَّت هذه الأفكار رجولية الذكر الذي اضطُر في بعض حالات الطلاق للجوء الى العنف ضد المرأة لاستعادة ما أخذته منه من مميزات".
الطلاق وراثي
يرجع الطلاق بحسب صندقلي الى الوراثة، "فالمرء ابن بيئته وهو يتماهى بوالده وبرجالات عائلته، وإذا كان الطلاق مكرراً في العائلة سيصبح أمراً عادياً وربما يترافق مع تعدد الزيجات وتعدد الطلاق ايضاً"ز وتشير صندقلي الى "وجود نظريات في علم النفس تؤكد أهمية العلاقة الجنسية بين الزوجين وتعتبرها ركيزة أساسية لاستمرار العلاقة الزوجية، واضطرابها يُسبِّب الطلاق، ولكنه يُموه ذلك في أسباب اجتماعية منعاً لفضح المشاعر الحميمة بين الشريكين".
الوقاية النفسية تجنبكما الطلاق
تعتبر الاختصاصية في علم النفس هناء صندقلي أنه "على الزوجان الخضوع في مرحلة الأزمات الأسرية لما يسمى بالعلاج الأسري الذي يقوم به المعالج النفسي أو المحلل الاجتماعي لمساعدة هذا الثنائي على حل الأمور في بدايتها وقبل وصولها الى الأزمة التي تؤدي الى الطلاق كمفر وحيد. كذلك، من الضروري اعتماد الحوار الهادئ المتفهّم في حل كل الأزمات العالقة على الرغم من صعوبتها، لأن أسوأ الحلول وأكثرها تدميراً تلك التي تؤخذ في حالات الانفعال النفسي الشديد. ولا بدّ من الإشارة الى أن ما من أمور تقي من الوصول الى الطلاق، فلا عُمر الزواج يحكم، ولا القدرة المالية لها دورها، ولا الشهادات العلمية العالية تمنع. ولكن ما يساهم في عدم حصول الطلاق هوالوقاية النفسية من التوتر في حال حصول أزمة ما، كما أن الثقة التامة وتقديم التنازلات الواجبة على الطرفين لاستمرارية الحياة الزوجية".
نصائح لإنجاح الحياة الزوجية
إفعلي:
- كوني سلِسة في الحوار والنقاش، وابتعدي عن الجدال والإصرار على الرأي.
- عليكِ بالهدوء الشديد لحظة غضبه.
- تشاركي وزوجك في مسؤوليات المنزل والأولاد، كذلك في الأمور الاقتصادية وكوني متفاعلة مع أحواله.
- ركزي على إيجابياته وليس على ما يبدر منه من أخطاء.
- دعي زوجك يقوم ببعض الأمور التي يراها مناسبة على طريقته.
لا تفعلي:
- لا تطلبي منه كلمة أسفٍ أو اعتذار، بل دعيه يعتذر من تلقاء نفسه.
- لا تصري على أن يقوم بعمل ما أو أن يتخذ قراراً ما بالطريقة التي تجدينها أنت صحيحة.
- لا تضعي توقعات مسبقة حول تفكير زوجك أو طريقة معاملته لك.
- لا تخبري أصدقاءك عن مشاكلك أو أسرارك العائلية.
والرجل ايضاً عليه اتباع النصائح التالية لما له من دور أساسي في إنجاح العلاقة الزوجية أو إفشالها:
إفعل:
- أظهر تعاطفك مع زوجتك في الأمور التي تضايقها وتزعجها إن في المنزل أو في العمل.
- أصغي الى زوجتك وتشاركا في تبادل الرأي.
- اخفض نبرة صوتك في حال حصول جدال أو خلاف، فالنبرة هي الأساس في إيقاد الخلافات.
لا تفعل:
- لا تنفق بتهوّر على أغراضك الخاصة أو على الأصدقاء، فعائلتك أولى بذلك.
- لا تكن أنانياً أو متجاهلاً لزوجتك.
- لا تلجأ الى علاقات عاطفية عابرة خارج نطاق العلاقة الزوجية.
- لا تستخدم تعابير قاسية خلال التكلم مع زوجتك خصوصاً أمام أهلها أو أصدقائها.
سلوى أبو شقرا -النهار