سوريا.. الزواج عن بعد في زمن الحرب
جو 24 : تفرض الحرب، التي تمزق سوريا منذ ثلاث سنوات، على المغتربين من شباب البلاد المبعدين قسرا عن ذويهم، أنماطا اجتماعية مختلفة تغيرت معها كثير من الأعراف والتقاليد ولعل أهمها على الإطلاق عادات الزواج.
ويلعب الأهل في معظم مجتمعاتنا العربية دورا أساسيا في قضية الزواج، ابتداء من البحث عن الشريكة الأنسب لأبنائهم وانتهاء بوضع اللمسات الأخيرة لهما قبل عقد القران.
وفي ظروف كتلك التي تعيشها سوريا، لم يعد بمقدور الأبناء العودة إلى عائلاتهم لمساعدتهم في "إكمال نصف دينهم" كما يعرف الزواج في أغلب المجتمعات الشرق أوسطية.
هذه الظروف جعلت كثيرا من شباب سوريا الساعين للزواج خارج بلادهم في معضلة البحث عن شريكاتهم بأنفسهم في إطار عادات اجتماعية لا تسمح لهم في كثير من الأحيان بطرق الأبواب بمفردهم.
فما كان من البعض إلا أن وكلوا من ينوب عن الأهل في هذه المهمة كالأخ وعائلته أو أقارب الأب أو الأم.
وسائل التواصل الحديثة
إلا أن المصرّين على مشاركة أهلهم في ترتيب أو "مباركة" أمور زواجهم وجدوا في وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الحديثة سبلا قد تطوي إلى حد ما مرارة البعد.
عماد أ، مبرمج الكمبيوتر الذي يعمل خارج بلاده منذ 4 سنوات، أصبح جاهزا للزواج، فلم يكن أمامه سوى توكيل أخيه وزوجته للعب دور ممثلي العائلة.
مهّد الأخ وعائلته الطريق أمام عماد وتجاوزا الخطوات الأولى من التعارف والموافقات المبدئية، ثم أكمل والده الخطوة البروتوكولية الأهم اجتماعيا وطلب يد زوجة ابنه بمكالمة هاتفية من مدينة حمص اختلطت بعض كلماتها بغصة البعد في مناسبة اجتماعية لطالما انتظرها كثير من الآباء.
شاب آخر، عرف نفسه لـ"سكاي نيوز عربية" باسم م.م، وكّل والدته في دمشق لتبحث له عن عروس ففعلت، وكانت الطريقة الوحيدة أمامه لرؤية عروسه واتخاذ القرار النهائي، مكالمة فيديو عبر برنامج "سكايب" للتواصل عبر الإنترنت.
تعرف كل من العروسين وأهلهما على بعضهم البعض عبر "سكايب" ثم توجه الطرفان إلى لبنان المجاورة لإكمال ترتيبات الزواج.
ورغم الحل الذي قدمته وسائل التواصل هذه، إلا أنها كادت في بعض الأحيان أن تتسبب باختيار خاطئ لشاب آخر رفض الكشف عن اسمه.
فبعد رؤية "عروسه" في مكالمة فيديو عبر شبكة الإنترنت، توجه الطرفان إلى لبنان لعقد القران، فرفض الشاب المتابعة قائلا إنه "رأي عبر سكايب فتاة غير تلك التي رآها على أرض الواقع."
وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة فيسبوك أصبحت أيضا وسيلة لا غنى عنها ليتحقق أهل العريسين من بعض المعايير الاجتماعية، وهو الأمر الذي لم يعد ممكنا تحقيقه على أرض واقع لم يتوقع السوريون أن يصل بهم إلى هذا الحد.
ويلعب الأهل في معظم مجتمعاتنا العربية دورا أساسيا في قضية الزواج، ابتداء من البحث عن الشريكة الأنسب لأبنائهم وانتهاء بوضع اللمسات الأخيرة لهما قبل عقد القران.
وفي ظروف كتلك التي تعيشها سوريا، لم يعد بمقدور الأبناء العودة إلى عائلاتهم لمساعدتهم في "إكمال نصف دينهم" كما يعرف الزواج في أغلب المجتمعات الشرق أوسطية.
هذه الظروف جعلت كثيرا من شباب سوريا الساعين للزواج خارج بلادهم في معضلة البحث عن شريكاتهم بأنفسهم في إطار عادات اجتماعية لا تسمح لهم في كثير من الأحيان بطرق الأبواب بمفردهم.
فما كان من البعض إلا أن وكلوا من ينوب عن الأهل في هذه المهمة كالأخ وعائلته أو أقارب الأب أو الأم.
وسائل التواصل الحديثة
إلا أن المصرّين على مشاركة أهلهم في ترتيب أو "مباركة" أمور زواجهم وجدوا في وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الحديثة سبلا قد تطوي إلى حد ما مرارة البعد.
عماد أ، مبرمج الكمبيوتر الذي يعمل خارج بلاده منذ 4 سنوات، أصبح جاهزا للزواج، فلم يكن أمامه سوى توكيل أخيه وزوجته للعب دور ممثلي العائلة.
مهّد الأخ وعائلته الطريق أمام عماد وتجاوزا الخطوات الأولى من التعارف والموافقات المبدئية، ثم أكمل والده الخطوة البروتوكولية الأهم اجتماعيا وطلب يد زوجة ابنه بمكالمة هاتفية من مدينة حمص اختلطت بعض كلماتها بغصة البعد في مناسبة اجتماعية لطالما انتظرها كثير من الآباء.
شاب آخر، عرف نفسه لـ"سكاي نيوز عربية" باسم م.م، وكّل والدته في دمشق لتبحث له عن عروس ففعلت، وكانت الطريقة الوحيدة أمامه لرؤية عروسه واتخاذ القرار النهائي، مكالمة فيديو عبر برنامج "سكايب" للتواصل عبر الإنترنت.
تعرف كل من العروسين وأهلهما على بعضهم البعض عبر "سكايب" ثم توجه الطرفان إلى لبنان المجاورة لإكمال ترتيبات الزواج.
ورغم الحل الذي قدمته وسائل التواصل هذه، إلا أنها كادت في بعض الأحيان أن تتسبب باختيار خاطئ لشاب آخر رفض الكشف عن اسمه.
فبعد رؤية "عروسه" في مكالمة فيديو عبر شبكة الإنترنت، توجه الطرفان إلى لبنان لعقد القران، فرفض الشاب المتابعة قائلا إنه "رأي عبر سكايب فتاة غير تلك التي رآها على أرض الواقع."
وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة فيسبوك أصبحت أيضا وسيلة لا غنى عنها ليتحقق أهل العريسين من بعض المعايير الاجتماعية، وهو الأمر الذي لم يعد ممكنا تحقيقه على أرض واقع لم يتوقع السوريون أن يصل بهم إلى هذا الحد.