جرش تتمسك بمهرجانها الدعوي ..والأوقاف تتخلى عنه
عبدالناصر الزعبي- استغرب أبناء جرش ونخبها تخلي مديرية أوقاف جرش عن إقامة مهرجان جرش الدعوي "وتحلو الحياة" بموعده المقرر لهذا العام بعد أن لقي العام الماضي إقبالاً باهراً ونجاحاً مميزاً أكده الحضور الضخم والإعداد الغفيرة من أبناء جرش وغيرها.. والتي فاضت بهم أدراج المسرح الأثري الجنوبي وغصت بهم ساحته وأمتدت طوابيرها للساحات الأثرية المحيطة به. وأكدت نخب جرش وأبناءها أن هذا الجمهور العريض عكس صورة طيبة عن جرش وأهلها بما يرتضونه لمدينتهم ولإنفسهم ويتماهى مع مورثهم الحضاري الفكري والثقافي.
وأعلنت نخب جرش وأبناءها مطالبتهم بإقامة مهرجان جرش الدعوي (تحلو الحياة) الثاني بموعده دون إبطاء لأنه نشاط ثقافي ديني ينسجم مع ثقافتهم التي هي ثقافة الوعي والاعتدال. مؤكدين أن هذا الشكل الإسلامي المعتدل هو هوية جرش وأهل جرش عبر التاريخ. وشددوا على ضرورة الإستمرار في هذا المهرجان الدعوي الراقي وأكدوا ضرورة تطويره.
وبينت نخب جرش وأبناءها أن هذا المهرجان الذي أمه الالاف من أبناء جرش وغيرها على مدى ثلاثة أيام يعكس صورة طيبة عن مجتمعهم المحافظ والملتزم وعن حقيقة واقعهم المجتمي الناضج فكرياً والراقي ثقافياً والمعتدل عقائدياً.
وطالبت نخب جرش وأبناءها بتطوير مهرجانهم الدعوي وإضافة فعاليات جديدة له تتناسب وكافة الفئات العمرية وأقترحت منها مثل عمل معرض للكتاب الإسلامي وإضاءة المساجد الأموية وإحضار فرق الإنشاد الديني ومسابقات أفضل آذىن وأفضل قراءة وغيرها من الفعاليات الدعوية الثقافية المناسبة والمنسجمة مع قيمهم.
واستغرب الكثير منهم تغييب المهرجان منذ ميلاده الأول في حين انه كان مطلبا شعبيا عريضا.. ومن جانب آخر أكدوا إستغرابهم تغييبه وهو المنسجم مع رسالة الدولة لا بل هو من يترجمها وبصورة الإعتدال الذي تركز عليه رسالة عمان وتوجهات الحكومة والملك.
وبشكل غير مسبوق أكد حراكيون على أنهم لن يخذلوا جمهور جرش وسيباشرون بانشاء فريق عمل لوضع الخطة والبرنامج اللازمين لعمل البديل لطالما أن دوائر حكومية معنية تتخلى عن دورها وواجبها دون مبرر.
ونوه مختصون إلى أن هذا المهرجان الدعوي هو عبارة عن ملتقى ثقافي ديني مميز على مستوى العالم وهو نوعي وبإمتياز قد يحقق سريعاً وبدون كلف مادية شهرة عالمية وحضورا بحيث يمكن إستثماره في المجالات الإقتصادية بما يعود بالدخل العالي على أبناء جرش وقطاعها التجاري وكذلك في المجالات السياحية خصوصاً على صعيد السياحة الدينية يمكن أن يؤدي إلى قفزة غير مسبوقة وكبيرة في هذه المجالات.
النائب السابق سليمان السعد قال "إنه وبحسب علمي وبحسب ما تعهد فيه وزير الأوقاف فإن المهرجان قائم. وأبدى السعد إستغرابه من تأخيره ووعد السعد بالعمل على الدفع لإقامة هذا المهرجان الدعوي الذي وصفه بالمشرف".
وبين السعد أن المهرجان الدعوي "وتحلو الحياة" كان ناجحا وبإمتياز وأدى دورا يحتاجه أبناء جرش على مستوى فئاتهم العمرية كافة وحسم السعد أنه مع المهرجان الدعوي ولن يسمح بالتراجع عنه لما فيه فائدة دعوية جمة ومنافع أخرى لجرش وأهلها.
وقال الخبير السياحي الدكتور يوسف زريقات"هذا الملتقى الديني يجب أن يؤطر لضمان استمراريته موضحاً أنه كما أن هناك لجنة عليا متخصصة لمهرجان جرش وإدارة مستقلة وميزانية مدعومة من الحكومة فإن الأمر هنا أولى، وأضاف زريقات هذا الملتقى الثقافي الديني يستحق الرعاية والإهتمام ويستحق تشكيل لجنة مشتركة بين الأوقاف صاحبة الريادة وبين أبناء المجتمع المحلي لجرش ومنظماته المدنية، لتقوم هذه اللجنة بالمتابعة والتحضير على مدار العام لهذا النشاط ولفتح آفاق جديدة لتسهيل الطريق أمام الفكر الإسلامي المعتدل مقابل بعض أشكال التطرف والغوغاء".. لافتا إلى أن هذا الشكل الإسلامي المعتدل هو هوية جرش وأهل جرش عبر التاريخ.
وبين الخبير الزريقات أن هذا الملتقى يجب ان يتمسك به أبناء جرش وأضاف يجب أن يأخذوا فرصتهم في قيادة نشاط ثقافي ديني ينسجم مع ثقافتهم وهي ثقافة الوعي والاعتدال.
وأوضح الخبير الزريقات أن تطوير المهرجان يتم بضمان إستدامته السنوية بحيث يصبح ملتقى دينيا سنويا دوريا وبإضافة فعاليات وأنشطة دينية ثقافية تلبي رغبات كافة الأعمار إلى جانب المحاضرات الدينية الحالية.
الناشط السياسي المهندس باسل الرواشدة قال"إن نجاح مهرجان "تحلو الحياة" العام الماضي كان لإنسجام مخرجاته مع قيم وأخلاق وعقيدة إبناء المحافظة ولفت إلى أن الحضور الضخم والمشاركة الواسعة من أهالي جرش وعلى المستوى الأسري كان دلالة واضحة ومؤشرا على إنسجام مجتمع جرش مع مثل هذا المنتج الدعوي وأضاف الرواشدة إن الحضور المميز عكس صورة حقيقة ومشرفة عن ماهية الشخصية الدينية والملتزمة لأبناء جرش مع موروثهم الحضاري الراقي الذي لم يضيعوه رغم كل المؤثرات.
وشدد الرواشدة على ضرورة الإستمرار في إقامة المهرجان الدعوي من قبل منظميه موضحا أن الحراك على جهوزية لعمل مثل هذه المهرجان مؤكداً أن لهم تجارب سابقة حول إقامة المهرجانات ولفت إلى ان الحراك سيدعو لتشكيل فريق عمل فني لتلقف مثل هذا المهرجان بحال تخلى عنه منظموه، موضحا ان هذا المهرجان الدعوي هو عبارة عن كنز وطني لا شبيه له في أرجاء الوطن على الصعيدين المحلي والعربي مما يزيده أهمية، وأضاف مستغرباً تغييب هذا الإنجاز الذي يحسب للأوقاف أنه توجب إقامته بموعده وليس تغييبه أو تأخيره.
وبين الوجيه عبدالعزيز الزطيمة في مقال له نشر عبر وسائل الإعلام: أن الحكومة وفي بادرة غير مسبوقة وممثلة بمديرية أوقاف محافظة جرش إستحدث مهرجان "وتحلو الحياة" العام الماضي تم دعوة علماء دين مشهورين له لإلقاء المحاضرات الدينية لعموم الناس، ولفت الزطيمة إلى حيث أن مكان ذلك المهرجان الديني هو نفسه الذي يقام به حفلات طرب ورقص نمتعض منها ولا نريدها لتجعلنا تلك المبادرة نشعر بأننا إستردينا كرامتنا وانتصرنا على هؤلاء.
وتساءل الزطيمة مستغرباً تخلي الحكومة عن المهرجان الديني عن الأسباب التي شكك أنها قد تكون لنفور سياسيين وصفهم بالمزيفين .مبديا إعتقاده أنه لم يرق لهم المهرجان الديني وتوقع أنهم لا يريدون إلا المهرجانات التي وصفها بالهابطة .وعزى لهؤلاء اسباب التخلي عن المهرجان الديني والعمل على إلغائه.
وتحدث الزطيمة بإسم الصامتة وقال: لذلك بإسم الأغلبية الصامتة وبإسم العدد الأكبر من الشعب نطلب من أصحاب القرار والشأن أن يبقى مهرجان جرش الديني ويستمر.
من جانبه قال حراكي جرش وائل الرفاعي: إنه يستغرب تغييب المهرجان الدعوي رغم نجاحة الفائق لافتاً أن التخلي عنه جريمة بحق جرش ومجتمعها لطالما أنه جاء منسجما مع رغباتهم وطلباتهم ولقي نجاحا باهراً وحضوراً تاريخياً.
وأبدى حكيم حراك جرش أبو ياسين رغبته التامة في إستمرار إقامة المهرجان وقال: لا يجوز هذا المهرجان الدعوي المميز والناجح أن يولد ميتاً لافتاً أن المهرجان مكسبا لجرش على كل الصعد، ونوه إلى أن الأهالي في جرش ومن خلال الحراك سيكون لهم كلمة إذا ما إستمر المنظمون في إقامة المهرجان التثقيفي والتوعي.
الناشط وائل الطيطي قال: يجب أن يطور هذا المهرجان ليشمل على معرضاً للكتاب الإسلامي ويجب أن تضاء في لياليه المساجد العمرية في داخل المنطقة الأثرية وأوضح أنه يجب ان يشمل على فعاليات تخص الأطفال ومنها ما يكون ترفيهيا ومسابقات تدخل السعادة لقلوبهم، وأوضح الطيطي أن الباعة انتشروا إبان المهرجان السابق وبكثرة حول مداخل المهرجان الدعوي وكان لهذا أثرا طيباً على جيبوهم الرابحة.
وقال الأستاذ الدكتور سليمان الطراونه: هذا المهرجان بمعانيه الجميلة التي تنبع من ضمير الأمة يستحق الدعم والمساندة وقال: حياكم الله أهل جرش يا إخوتي الفضلاء جميعا وأخص هؤلاء القائمين على مثل هذه الفعاليات التي تنتمي لوجدانياتنا وقيمنا العربية والإسلامية، مطالبا إياهم التمسك بهذا المهرجان وعدم التفريط به موضحا أن هذا المهرجان يحرك القلوب ويمكنها من تلقي علومها بالإضافة لتحريك السياحة وعجلة الإقتصاد في مدينة أثرية سياحية من الطراز الأول
وقال الناشط عبدالله بطاح: إن أهل جرش أناس طيبون وهم أهل أخلاق حميدة صفاتهم العفه والعطاء الطيب وأضاف حاول البعض ومنذ ما يزيد عن الثلاثين عاما إفساد هذه القيم النبيله في هذه المحافظه العفيفه ألتي أصبح يقرن إسمها بمهرجان لا يمت لموروثنا الحضاري بصلة وشدد على أن هذه القيم المتجذره في هذه الناس تغلبت على ذاك المسعى وأثبتوا ذلك يوم شارك منهم الألوف في المهرجان الذي يعنيهم، وأردف حيى الله جرش وأهل جرش ومتعهم بالايمان وطاعه الرحمن.
وأكدت المحامية سهام بني عبده على دعم المهرجان الدعوي وعلى ضرورة إستمراه.
وقالت الناشطة الإجتماعية روليتا فاخوري"يا سلام عليكم أهل جرش وأضافت والله أنكم رجال وأبناء أصل وكرم وعزة وأردفت ونا مع هذا الإقتراح الرائع وإستمرار المهرجان الدعوي المتميز على مستوى الوطن العربي والإسلامي وطالبت بإستضافة علماء دين من شتى الإتجاهات والملتزمين والمعروفين عالميا وأقترحت منهم مثل ماهر زين وسامي يوسف وحمزة نمرة".
الحراكي محمد غالب العياصرة بين أنه ليس بخطأ إقامة مثل هذا المهرجان الدعوي مستغرباً كيف يغيب من أول تجربه رغم أنه ناجح بإمتياز وأوضح أنه يكفي هذا المهرجان قد حَسَّن من صورة جرش وساكنيها وأثبت للعالم أن أهالي جرش ما كان يرضيهم مهرجان بلون واحد فرض على مجتمعها المنسجم مع عقيدته، وأضاف أن أهالي جرش كان أغلبهم يحاربون مهرجان جرش للفنون لأنه بؤرة فساد وتجمع كبير لأصحاب السوابق وأردف ممتعضاً: أصبح كل من يسمع بجرش لا يخطر بباله إلا مهرجان رقص وغناء .
وأكد العياصرة أنه عندما إنتشر خبر إقامة مهرجان (وتحلو الحياة) هبّ أهالي جرش من كل البوادي والارياف والمخيمات شيبا وشبابا نساءً ورجالا لحضوره وتأييد هذه الخطوات وبين أنه يأمل من الله أن يُهيئ لهذا المشروع الإستمرار والتطوير.
وقال الناشط كميل الزعبي: إن أهل جرش الطيبين لا تزال فيهم روح النخوة والشهامة لأنهم لن يقبلوا باستمرار الخلل وبمبادرتهم هذا حولت الآثار والمدرج الجنوبي إلى تجمع ديني وأخلاقي يوعي الأجيال في الدين والأخلاق والتصدي لمفاسد الدين والأخلاق في المجتمع وأردف بارك الله بأهل جرش الطيبون وجعله الله في ميزان حسناتكم.
وقال الشاب حمزة العتوم: أتمنى أن يستمر هذا المهرجان الذي وجدنا فيه أنفسنا وبين إنه يتمنى أيضا أن يوطور ويمتد برنامجه لأكثر من إسبوع. وأوضح أنه كان هناك حراك تجاري كبير وعظيم خلال الأيام الثلاثة التي رافقت المهرجان لافتاً انه يتمنى أن تساهم مثل هذه المهرجانات في تحريك عجلة الإقتصاد في المحافظة.
وأكد الإعلامي محمد ابو خليفه دعمه لهذا المهرجان قلباً وقالبا وقال: إننا ندعم هذا المهرجان الدعوي بكل طاقاتنا الإعلامي وبين أنه على استعداد للمشاركة في لجنته الإعلامية موضحا أن المجتمع الأردني يحتاج إلى الترفيه الملتزم وإلى التوعية الدينية والأخلاقية من خلال الهواء الطلق.
الشاب فايق الزعبي تمنى أن يستمر هذا المهرجان الدعوي الذي حقق حلمهم في لقاء عدد من الشخصيات المشهورة.
وقال الدكتور أمين حوامدة: علينا أن نعمل على إستمرار هذا المهرجان الدعوي لنشر الفضيلة وثقافة الأمة الحميدة موضحاً أن الدروس المقدمه بالمهرجان تمنع ضياع شبابنا وإنجرارهم خلف القادم من الافكار الهدامة والمتطرفة.
وقال خالد حساين: مهرجان تحلو الحياة كان لأهل جرش منهم وإليهم موضحا أن مهرجان جرش للثقافة والفنون ما كان يوما لأهالي جـرش وأضاف هذا ما عايشته من صغري حتى كبرت!!! ولفت إلى أن الكل عايش أوقاته العصيبة على أهالي جــرش حين تضيق شوارعها بزواره الغرباء بسبب تحويلات الشوارع وإغلاق بعضها لتتوفر سبل الراحة في وصول الزوار إلى داخله وقال لا خير بأهل جـرش إذا لم يتمكنوا من تثبيت مهرجانهم الدعوي.
وقال تيسير حمدان: إنه مهرجان ناجح بإمتياز ويكفي اننا نلتقي بعلماء الأمه الكبار وبشخصياتها المشهورة وأكد على ضرورة إستمراره والتمسك به من قبل أبناء جرش
وقالت عضوة جمعية الإرث الحضاري منى بنات: إن إستضافة شخصيات مشهورة في جرش وتمكين أطفالنا من اللقاء بها في مثل هذه الفعاليات الملتزمة لهو مكسب كبير لهم ويجعلهم يتصلون مع واقع الأمة وعلمائها.
يذكر أن مدير أوقاف جرش الدكتور مراد الرفاعي استحدث العام الماضي مهرجاناً دعويا تحت إسم "وتحلو الحياة" أقيم على مسرح المدرج الجنوبي لآثار جرش وكان قد لقي هذا المهرجان نجاحاً باهراً من حيث الفعاليات التي اشتملت على محاضرات وحواريات لرجال دين مشهورين على مستوى العالم الإسلامي ولقي نجاحا من حيث الحضور والمشاركة والتي وصلت لما يقارب الخمسين ألف مواطنا أموا المهرجان في لياليه الثلاث. كما قامت مديرية أوقاف جرش بإحياء ليلة القدر لهذا العام في الساحة الأثرية وكذلك صلاة عيد الفطر مما لقي إقبالاً ومشاركة كرنفالية وتشوقاً لإستدامة هذه الفعاليات لدى الجمهور الجرشي المتعطش لأن يجد نفسه، وعلى ما يبدو تشكل هناك قراراً مبهما لإلغاء الفعاليات كلها لاسباب غير مفهومة .