هل تسهم المسلسلات الخليجية في الطلاق والخيانة؟
جو 24 : لا يكاد يختلف اثنان على أن الدراما الخليجية باتت أكثر تطوراً؛ تماشياً مع تطور الدراما العربية؛ حيث أصبحت تلعب دوراً في التأثير على عقول ومفاهيم الشباب، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، في الوقت الذي يرى فيه البعض أنها لم تعد تعبر عن واقع المجتمع الخليجي؛ بل إنها باتت تسهم في تعريته وتعكس صورة مغلوطة عنه، كما أنها أصبحت سبباً رئيسياً في ارتفاع نسبة الطلاق والخيانة والجرائم، هذا لا يعني أن المجتمع الخليجي لا يعاني من اختلال أخلاقي وسلوكي، لكنه يبقى في مجمله مجتمعاً محافظاً متمسكاً بعاداته وقيمه الدينية.
«سيِّدتي» التقت بعدد من المنتجين والفنانين والنقاد والمتابعين، وخرجت بالتحقيق الآتي:
بدايةً، تقول المنتجة والإعلامية، مريم الغامدي: «للأسف لم أعد من متابعي الدراما الخليجية بعد أن اتجهت في الآونة الأخيرة إلى أسلوب الصراخ والعنف والسخرية والانتقاص من قيمة الآخرين، وأصبحت صورة المرأة في الأعمال الخليجية إما أماً مهمشة، أو زوجة معنفة، أو فتاة تعاني من الكآبة، بينما الرجل يبدو بصورة «سادية» لا يأبه بالمرأة ولا يقيم لها أي اعتبار، وكأننا مجتمعات لا تعرف سوى الأنانية وتخلو من الأخلاق والقيم والمثل، وفي ذلك ظلم للمجتمع الخليجي المليء بالجوانب الإيجابية والمشرقة»، وتضيف الغامدي: «هذا لا يعني أن المجتمعات الخليجية ملائكية؛ بل هي كغيرها من المجتمعات، تعاني من قضايا ومشاكل، والمطلوب إظهارها ومعالجتها، ولكن ليس بهذه الطريقة التي تعتمد على المبالغة أو التهويل، ويجب أن يكون ذلك من خلال الحكمة والنقد الهادف، وهذه الأسباب الرئيسة التي تجعلني أرفض العديد من النصوص التي تسيء لنا بالدرجة الأولى كخليجيين».
- الجرأة في الطرح
بينما ترى الفنانة شيماء الفضل، أهمية الجرأة في طرح القضايا، والتي لم يعد هناك مجال لإنكارها، والتي باتت تعكس واقع المجتمعات الخليجية، وأنه يجب أن تسخر لها كافة الإمكانات ليتم عرضها بشكل قوي، ليس لشد وكسب الجمهور فحسب؛ بل في محاولة لإيجاد حلول لها، مع ضرورة مراعاة العادات والتقاليد.
- العادات والتقاليد
في الإطار ذاته، يقول الفنان علي المدفع: «نعترف بوجود مشاكل في مجتمعاتنا الخليجية، ولكن في الوقت ذاته تفرض العادات والتقاليد والمبادئ عند عرضها ومعالجتها عدداً من الضوابط والخطوط الحمراء التي تحد من حرية طرحها بشكل جريء وفاضح»، وأضاف: «الدراما السعودية لا زالت الأكثر تحفظاً، على الرغم من أننا نتقاسم مع دول الخليج في الكثير من القضايا، وكما أننا لم نصل لهذه الدرجة من الحرية والانفتاح؛ فالستر مطلوب في كل الأحوال، والابتعاد عن الأمور التي نهى عنها الدين واجب، وهذا يعتبر جزءاً من علاج هذه المشاكل».
- ماراثون أخطاء
فيما علق الناقد الفني، يحيى مفرح زريقان، على الأمر قائلاً: «أنا مع الحرية في الطرح، ولكن بشرط أن يتم توجيهها بشكل إيجابي وفني مبهر وشائق من دون مكاشفة بشكل فج وفاضح مع فقر فني وضعف في أدوات الدراما؛ فالجميل في الحرية أن تعرف من أين تبدأ ومتى تتوقف، إضافة إلى احترام الآخرين وتسليط الضوء بشكل مريح يتقبله الشارع، وللأسف أصبحت الدراما الخليجية في الوقت الحاضر تبنى على معايير غير حقيقية، كما أصبحت أشبه بماراثون لاستعراض الأخطاء دون الإيجابيات العظيمة الأخرى للمجتمع، والتي من المفترض الإشارة إليها؛ حتى يستطيع المتلقي الاقتناع بالعمل».
- اتهام
يؤيد المخرج والمنتج، خالد الراجح، الاتهام الموجه للمنتجين في الهبوط بمستوى الدراما الخليجية؛ معللاً ذلك بعدد من الأسباب، منها: عدم اختيار النص المناسب، وطرح الأفكار بشكل موضوعي واضح، والفشل في أحيان كثيرة بإسناد الأدوار إلى فنانين يملكون القدرة والموهبة على إيصال الفكرة من دون تكلف أو ابتذال، الأمر الذي يجعله أكثر حرصاً في أعماله التي يقدمها على الفكرة، والتي تدور في فلك القضايا التي يعاني المجتمع من ويلاتها وتهدد أمنه واستقراره، كالمخدرات، وتهريب الأسلحة، ومشاكل الميراث والطلاق وغيرها، وذلك في إطار اجتماعي بوليسي مشوق لا يخلو من الإثارة.
- تهريج مرفوض
فيما أكدت ريم اللحيان، أن السبب في معاناة الدراما الخليجية، هو ضعف السيناريو؛ إضافة إلى الاستنساخ في الأفكار، والتكرار في الوجوه، وعدم تناسب الأدوار في كثير من المسلسلات مع الشخصيات التي تقوم بأدائها، وكذلك الإفراط في الحزن والكآبة، أما الفنون الكوميدية فليست أقل تعاسة، وهي تهريج مرفوض واستخفاف بالعقول.
ويشير فهد العتيبي، من منسوبي وزارة التربية والتعليم بالرياض، إلى أن المبالغة والتكلف والتهويل والصراخ من أهم سمات المسلسلات الخليجية والصراع على المال والثروة، أما المرأة؛ فهي إما شريرة ومتسلطة وتعيش حياة البذخ والترف، أو أنها فقيرة حزينة كئيبة مسلوبة الحقوق، وغالباً يظهر الشاب الخليجي في صورة الابن المدلل الذي لا هم له سوى السفر والسهر وإدمان المخدرات وإقامة علاقات مشبوهة، فيما تبحث الفتيات في الغالب عن الحب والعاطفة المفتقدة داخل إطار الأسرة التي تعاني من التفكك والإهمال من قبل أولياء الأمور.
- نماذج مشوهة
يرى الإعلامي، مجدي المقبل، أنه وعلى الرغم من تطور التقنيات في الدراما الخليجية من تصوير وإخراج، إلا أنها لم تنجح في إيجاد حلول للقضايا التي تقوم بطرحها، وأنها اتجهت لعرضها بطريقة هشة ونشر مفاهيم عن الحرية والتفكك الأسري، كما أنها بدأت تعرض صوراً ونماذج شاذة ومشوهة.
من وجهة نظر المستشار الأسري، ناصر الثبيتي؛ فإن الدراما الخليجية ركزت على التطرق لسلبيات المجتمع الخليجي، وقلما نجد من تلك المسلسلات ما يدعو للفضيلة والفرح والسرور، وأن ما تهدف له هو تحقيق أرباح ومكاسب مادية، من دون نظر للمحتوى، كما أنها لا تقوم بطرح الحلول لما تتناوله من قضايا، ولاشك أنها بذلك تلعب دوراً في التأثير وبشكل اجتماعي ونفسي على المتابعين لها؛ خصوصاً من فئة النساء والفتيات الصغيرات اللاتي دائماً ما تغلب عليهن العاطفة، ويبدأن في تقمص تلك الأدوار والقصص، وقد تقودهن للانحراف والخيانة والطلاق، ما يعني أن الدراما الخليجية باتت عامل هدم ودمار وانحلال في المجتمع الخليجي، وسبباً رئيسياً من أسباب زيادة نسبة الطلاق.
«سيِّدتي» التقت بعدد من المنتجين والفنانين والنقاد والمتابعين، وخرجت بالتحقيق الآتي:
بدايةً، تقول المنتجة والإعلامية، مريم الغامدي: «للأسف لم أعد من متابعي الدراما الخليجية بعد أن اتجهت في الآونة الأخيرة إلى أسلوب الصراخ والعنف والسخرية والانتقاص من قيمة الآخرين، وأصبحت صورة المرأة في الأعمال الخليجية إما أماً مهمشة، أو زوجة معنفة، أو فتاة تعاني من الكآبة، بينما الرجل يبدو بصورة «سادية» لا يأبه بالمرأة ولا يقيم لها أي اعتبار، وكأننا مجتمعات لا تعرف سوى الأنانية وتخلو من الأخلاق والقيم والمثل، وفي ذلك ظلم للمجتمع الخليجي المليء بالجوانب الإيجابية والمشرقة»، وتضيف الغامدي: «هذا لا يعني أن المجتمعات الخليجية ملائكية؛ بل هي كغيرها من المجتمعات، تعاني من قضايا ومشاكل، والمطلوب إظهارها ومعالجتها، ولكن ليس بهذه الطريقة التي تعتمد على المبالغة أو التهويل، ويجب أن يكون ذلك من خلال الحكمة والنقد الهادف، وهذه الأسباب الرئيسة التي تجعلني أرفض العديد من النصوص التي تسيء لنا بالدرجة الأولى كخليجيين».
- الجرأة في الطرح
بينما ترى الفنانة شيماء الفضل، أهمية الجرأة في طرح القضايا، والتي لم يعد هناك مجال لإنكارها، والتي باتت تعكس واقع المجتمعات الخليجية، وأنه يجب أن تسخر لها كافة الإمكانات ليتم عرضها بشكل قوي، ليس لشد وكسب الجمهور فحسب؛ بل في محاولة لإيجاد حلول لها، مع ضرورة مراعاة العادات والتقاليد.
- العادات والتقاليد
في الإطار ذاته، يقول الفنان علي المدفع: «نعترف بوجود مشاكل في مجتمعاتنا الخليجية، ولكن في الوقت ذاته تفرض العادات والتقاليد والمبادئ عند عرضها ومعالجتها عدداً من الضوابط والخطوط الحمراء التي تحد من حرية طرحها بشكل جريء وفاضح»، وأضاف: «الدراما السعودية لا زالت الأكثر تحفظاً، على الرغم من أننا نتقاسم مع دول الخليج في الكثير من القضايا، وكما أننا لم نصل لهذه الدرجة من الحرية والانفتاح؛ فالستر مطلوب في كل الأحوال، والابتعاد عن الأمور التي نهى عنها الدين واجب، وهذا يعتبر جزءاً من علاج هذه المشاكل».
- ماراثون أخطاء
فيما علق الناقد الفني، يحيى مفرح زريقان، على الأمر قائلاً: «أنا مع الحرية في الطرح، ولكن بشرط أن يتم توجيهها بشكل إيجابي وفني مبهر وشائق من دون مكاشفة بشكل فج وفاضح مع فقر فني وضعف في أدوات الدراما؛ فالجميل في الحرية أن تعرف من أين تبدأ ومتى تتوقف، إضافة إلى احترام الآخرين وتسليط الضوء بشكل مريح يتقبله الشارع، وللأسف أصبحت الدراما الخليجية في الوقت الحاضر تبنى على معايير غير حقيقية، كما أصبحت أشبه بماراثون لاستعراض الأخطاء دون الإيجابيات العظيمة الأخرى للمجتمع، والتي من المفترض الإشارة إليها؛ حتى يستطيع المتلقي الاقتناع بالعمل».
- اتهام
يؤيد المخرج والمنتج، خالد الراجح، الاتهام الموجه للمنتجين في الهبوط بمستوى الدراما الخليجية؛ معللاً ذلك بعدد من الأسباب، منها: عدم اختيار النص المناسب، وطرح الأفكار بشكل موضوعي واضح، والفشل في أحيان كثيرة بإسناد الأدوار إلى فنانين يملكون القدرة والموهبة على إيصال الفكرة من دون تكلف أو ابتذال، الأمر الذي يجعله أكثر حرصاً في أعماله التي يقدمها على الفكرة، والتي تدور في فلك القضايا التي يعاني المجتمع من ويلاتها وتهدد أمنه واستقراره، كالمخدرات، وتهريب الأسلحة، ومشاكل الميراث والطلاق وغيرها، وذلك في إطار اجتماعي بوليسي مشوق لا يخلو من الإثارة.
- تهريج مرفوض
فيما أكدت ريم اللحيان، أن السبب في معاناة الدراما الخليجية، هو ضعف السيناريو؛ إضافة إلى الاستنساخ في الأفكار، والتكرار في الوجوه، وعدم تناسب الأدوار في كثير من المسلسلات مع الشخصيات التي تقوم بأدائها، وكذلك الإفراط في الحزن والكآبة، أما الفنون الكوميدية فليست أقل تعاسة، وهي تهريج مرفوض واستخفاف بالعقول.
ويشير فهد العتيبي، من منسوبي وزارة التربية والتعليم بالرياض، إلى أن المبالغة والتكلف والتهويل والصراخ من أهم سمات المسلسلات الخليجية والصراع على المال والثروة، أما المرأة؛ فهي إما شريرة ومتسلطة وتعيش حياة البذخ والترف، أو أنها فقيرة حزينة كئيبة مسلوبة الحقوق، وغالباً يظهر الشاب الخليجي في صورة الابن المدلل الذي لا هم له سوى السفر والسهر وإدمان المخدرات وإقامة علاقات مشبوهة، فيما تبحث الفتيات في الغالب عن الحب والعاطفة المفتقدة داخل إطار الأسرة التي تعاني من التفكك والإهمال من قبل أولياء الأمور.
- نماذج مشوهة
يرى الإعلامي، مجدي المقبل، أنه وعلى الرغم من تطور التقنيات في الدراما الخليجية من تصوير وإخراج، إلا أنها لم تنجح في إيجاد حلول للقضايا التي تقوم بطرحها، وأنها اتجهت لعرضها بطريقة هشة ونشر مفاهيم عن الحرية والتفكك الأسري، كما أنها بدأت تعرض صوراً ونماذج شاذة ومشوهة.
من وجهة نظر المستشار الأسري، ناصر الثبيتي؛ فإن الدراما الخليجية ركزت على التطرق لسلبيات المجتمع الخليجي، وقلما نجد من تلك المسلسلات ما يدعو للفضيلة والفرح والسرور، وأن ما تهدف له هو تحقيق أرباح ومكاسب مادية، من دون نظر للمحتوى، كما أنها لا تقوم بطرح الحلول لما تتناوله من قضايا، ولاشك أنها بذلك تلعب دوراً في التأثير وبشكل اجتماعي ونفسي على المتابعين لها؛ خصوصاً من فئة النساء والفتيات الصغيرات اللاتي دائماً ما تغلب عليهن العاطفة، ويبدأن في تقمص تلك الأدوار والقصص، وقد تقودهن للانحراف والخيانة والطلاق، ما يعني أن الدراما الخليجية باتت عامل هدم ودمار وانحلال في المجتمع الخليجي، وسبباً رئيسياً من أسباب زيادة نسبة الطلاق.