jo24_banner
jo24_banner

انتخابات بطعم التحدي في ليبيا وفرحة بالإنجاز لا توصف

انتخابات بطعم التحدي في ليبيا وفرحة بالإنجاز لا توصف
جو 24 : النهار - عمر العساف - لم يكن السابع من تموز يوما عادياً في ليبيا ولا في تاريخها، وسيبقى محفورا في الذاكرة تماما كيوم "17 فبراير" شباط، يوم تفجر الثورة ضد النظام السابق.

خرج الجميع من منازلهم، في مسيرات ومواكب تعبيرا عن فرح يصعب وصفه، إذ اجتازوا هذا اليوم العصيب بنجاح، على رغم كل المنغصات التي حاولت تعطيل هذه التجربة الاولى في حياة معظم الليبيين.

"انتخابات بطعم التحدي"، هكذا وصفها أحمد السعيطي من بنغازي، وهو يعبر عن شعوره بعدما اقترع للمرة الاولى في حياته.

كثير من الناخبين، الذين التقتهم "النهار" طوال اليوم لم يبدوا عابئين بما ستؤول إليه نتائج الانتخابات بقدر ما حرصوا على إنجاحها. وكلمة "مبروك" تسبق "السلام عليكم"، بينما تشاهد صبايا يبكين فرحا وهن يغادرن المراكز ويشرن بالسبابة.

"لا يهمني من ينجح (...) انتخبت شخصا واحدا أعرفه معرفة شخصية، وهو مناضل قضى 22 سنة في سجون معمر القذافي حتى خرج مع قيام الثورة" يقول محمد العواقرة، سائق سيارة أجرة يعمل على خدمة توصيل نزلاء فندق الفضيل ببنغازي. ويضيف، وهو يمد سبابته المخضبة بسواد الحبر الانتخابي: "المهم اني انتخبت وما وقفت موقف سلبي (...) هذا يوم ليبيا".

وعلى مدار اليوم والسيارات تجوب أنحاء مدينة بنغازي، كبرى مدن منطقة برقة (الشرق الليبي) مطلقة العنان لأبواقها، وأعلام الثورة ترفرف منها وامام جميع مراكز الاقتراع، بينما دأبت المساجد في سائر البلاد على التكبير تلبية لدعوة المفتي الشيخ صادق الغرياني.

وعند المساء أصابت الليبيين في طول البلاد وعرضها حال من الهوس. آلاف السيارات تجوب أرجاء المدن والبلدات وهي تطلق العنان لأبواقها معلنة الفرح بنجاح الانتخابات، فيما كان رئيس المفوضية العليا للانتخابات نوري العبار يعلن على الملأ في مؤتمر صحافي هذا النجاح.


سير الانتخابات
في السادسة والنصف مساء (بتوقيت طرابلس) أعلن العبار أن عدد الناخبين جاوز المليون ومئتي ألف، من أصل مليونين وثمانمئة ألف.

وأكد أن جميع مراكز الاقتراع في الشرق، التي تأخر فتحها بسبب محاولات بعض الجماعات، قد جرى تأمينها وفتحها أمام الناخبين، وان الاقتراع فيها سيستمر حتى ساعة متأخرة. ودعا الناخبين المسجلين في تلك المراكز إلى التوجه إليها للاقتراع.

وطلبت المفوضية من الناخبين في بعض المراكز التي جرى الاعتداء عليها عصرا إلى العودة إليها والانتخاب مجددا، معلنة أنها اتخذت الاجراءات لتسهيل إعادة الاقتراع وانه جرى توفير الحماية الامنية كاملة.

بدوره أشاد رئيس الحكومة الانتقالية عبد الرحيم الكيب بالجهود التي بذلتها قوات الأمن في حفظ النظام وتأمين حسن سير العملية الانتخابية وضبط النفس الذي تحلت به خلال مواجهتها بعض التجاوزات.

محاولات التعطيل في معظمها تركزت في الشرق (منطقة برقة) وفي محيط بنغازي، التي شيعت ظهر أمس الموظف في المفوضية عبد الله عبد الكريم البرعصي، الذي قتل الجمعة باعتداء مجهولين على طائرة عمودية استعانت بها المفوضية لنقل مواد انتخابية إلى منطقة توكرة ببنغازي.

وعدّت المفوضية البرعصي "أول شهيد يسقط من اجل انجاح العملية الانتخابية".

محاولات التعطيل، التي أكدت جميع الجهات الرسمية جزئيتها وقلتها، كان جزء منها من عمل دعاة الفيديرالية المتمركزين في منطقة برقة، وخصـوصا حول بنغازي وأجدابيا.

غير أن مراقبين يلفتون إلى ان الأمر لم يقتصر على هؤلاء فقط، الذين ظهر ضعف حجمهم وتأثيرهم عقب التظاهرة التي نظموها مساء الجمعة على جزيرة دوار النهر ببنغازي، وحضرتها "النهار"، ولم يستطيعوا حشد اكثر من خمسمئة شخص لها.

ويلفت المراقبون إلى ان هناك جهات معظمها من المستفيدين من الوضع الحالي (الفوضى) والمتنفعين من عهد النظام السابق، الذين ستضرر مصالحهم من الانتخابات التي تمهد لدولة القانون والمؤسسات. وهؤلاء دفعوا بقوة لتعطيل الانتخابات وخلق البلبلة.

وبينما أقفلت الصناديق في معظم البلاد عند الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، تقرر تمديد الاقتراع في المراكز التي تأخر افتتاحها، والتي يتوقع ان يستمر التصويت في بعضها اليوم. فيما بدأ نقل الصناديق إلى مراكز الفرز التي أعلنتها المفوضية تحت حماية أمنية وفي مواكب جماهيرية.

وعند الثامنة مساء، أظهرت المؤشرات أن المنافسة انحصرت في معظمها بين حزب العدالة والبناء (جماعة "الاخوان المسلمين") وحزب تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه محمود جبريل، الرئيس السابق للمكتب التنفيذي الذي أدار البلاد عقب الثورة مباشرة وقبل إنشاء "المجلس الوطني الانتقالي"، مع تقدم طفيف للأخير.

غير ان هذه المؤشرات قد لا تفضي إلى تأثير كبير، لأن حصة الأحزاب (القائمة النسبية) هي 40 بالمئة فقط من مقاعد المؤتمر الوطني العام البالغة 200 مقعد.
ويراهن المراقبون على نتائج المقاعد الفردية (120 مقعدا) ومعادلة الاستقطابات التي ستجري لاستمالة الفائزين المستقلين من الأحزاب المتنافسة، فيما سيظهر جليا عدد الفائزين المنتمين لأحزاب وترشحوا للمقاعد الفردية.

وإلى أن تظهر النتائج النهائية غداً الإثنين، كما هو مقرر، يرى الليبيون ان الفائز الاكبر هو ليبيا ودماء شهدائها التي اهرقت من اجل يوم كهذا.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير