jo24_banner
jo24_banner

ضحايا اطلاق العيارات النارية يومية.. والمجتمع مطالب بثورة

ضحايا اطلاق العيارات النارية يومية.. والمجتمع مطالب بثورة
جو 24 :

محمود الشمايلة - أمثلة واصابات وضحايا كثر لا متسع لطرحهم هنا ، فكل قطرة دم سالت منه أكبر من أن تتسع صفحاتنا لها، نعم إنهم ضحايا اطلاق العيارات النارية في المناسبات.

ظاهرة مزعجة  تدعو للتوتر إلى حد الأرق من مرتكبيها والمقتنعين بها، لم يبقَ صوت ولا قلم ولا صحفة إلا وكتبت عن ظاهرة اطلاق العيارات النارية في المناسبات وآثارها و دمارها للمجتمع وما تخلفه من ضحايا، فكم من امرأة ترملت و كم من طفل تيتم، فإلى متى ؟ حقا "لو ناديت لأسمعت حيا".

الكارثة عندما دق مدير مستشفى البشير الدكتور عصام الشريدة ناقوس الخطر بقوله " لا يمر يوم إلا ويستقبل المستشفى أحد المصابين بتلك العيارات الطائشة والتي تخلق مشاكل إنسانية كبيرة تصل إلى حد الإعاقة أحيانا ناهيك عن الأرواح التي تُزهق بفعل اطلاق تلك العيارات".

فيكفينا استهتاراً بأرواح الناس، فمن أقنع مطلقي تلك العيارات أن التعبير عن الفرح يكون بهذه الطريقة؟، من أشاع هذه الاعراف و روج لها؟ ألم يسأل نفسه – مطلق النار- للحظة أين ستستقر تلك الرصاصة المطلقة، ألم يساوره الشعور والاحساس أنها ربما تخترق جسد أحداً من أحبابه أو أقربائه أو أصدقائه؟، فلا أعتقد، وإلا لم يفعل ذلك.

والمصيبة الأعظم، عندما نعلم أن هذه الظاهرة أصبحت محل  "تفاخر" في بعض المناطق، و وصلت لحد المنافسة من يطلق رصاصاً أكثر أو حتى من يمتلك قطعة سلاح "أفخر"، ويرحب به بـ"التصفيق" والأخذ بالأحضان مع قول "والله ما قصرت".

الجهات المسؤولة لم نسمع منها إلا التهديد والوعيد والتشديد و سن القوانين التي لم نرَ منها أي من ممارسيها خلف القضبان، وأغلب الحالات سجلت " ضد مجهول"، ورصاصه "جلو" لا يعرف مصدرها والحجج كثيرة للهروب من المسؤولية.

مباردة طيبة بدأ بها وزير الصحة الدكتور علي حياصات عندما قرر مقاطعة الأعراس والاحتفالات التي يتم اطلاق العيارات النارية فيها، لإيمانه بعدم حضارية هذا التصرف وما يسببه من آلام وضحايا فضلاً عما يحدثه من هلع في النفوس.

و خلال زيارة الحياصات السبت لطفل أصيب بعيار ناري أرقده في مستشفى البشير حيث حالته الصحية خطرة، دعا الجهات المعنية كافة خاصة الشعبية منها لوأد هذه الظاهرة الخطرة التي جاوزت كل حدود الإنسانية و تعارضت مع قيمنا ومبادئنا العربية.

فعلاً نحتاج إلى ثورة مجتمعية حقيقية تنسف تلك الظاهرة عن بكرة أبيها التي لا يتوقف سقوط، ثورة تنطلق من البيت والمسجد والمدرسة والجامعة ضد هذه الظاهرة، و المسؤولية يتحملها الجميع، والضحية قد أكون أنا أو أنت .

تابعو الأردن 24 على google news