هكذا تزداد مناعة العلاقة أمام الخيانة
جو 24 : إذا كنتَ تتصارع وشريكك في قضايا متعلقة بالخيانة، تعلم أن الأمر لا يجلب السرور أبداً، بل يزيد من الضغط والأرق في العلاقة ويُحضِر "غيمةً سوداء" تطغى بظلّها عليكما.
فلتتمتعَ بالمناعة في وجه الخيانة وكي لا تزلّ قدمك وتقع في فخ "الفراشات" التي قد تشعر بها عند لقائك شخصاً جديداً، عليك أن تفهم المقارنة النفسية الفعّالة التي توصّل إليها اختصاصيو علم النفس في جامعة إنديانا بمدينة بلومينغتون الأميركية: مقارنة "البروكولي والشوكولا".
البروكولي ضد الشوكولا
في المقارنة النفسية، تلعب العلاقة المفعمة بالحب والأمان دورَ "البروكولي". تشكّل هذه العلاقة الأمور التي تربط الشخص بالعلاقة وتدفعه للالتزام بها، فتتطور شخصيته وينضج نفسياً. إذ تجعله هذه العلاقة أكثر صحة وتطوّراً وتوازناً.
"الشوكولا"، من الجهة الأخرى، يأتي إلى حياة الشخص ويغريه ليتساءل "كم ستكون الحياة جميلة إذا أكلنا الشوكولا كل الوقت!"، فيما يعلم الجميع أنه لا يمكن أن يعيش الإنسان مستهلكاً فقط الشوكولا. لكن تتدخل أقسام الدماغ المتعلقة بشعور المكافأة، وتُهمل تذكيرَه أن الاعتماد على الشوكولا للعيش هو طريقة تضرّ الصحة ولا ترتكز إلى المنطق. أي إن "الشوكولا" هو العلاقة خارج نطاق "البروكولي" أي الخيانة.
الصدمة بعد الخيانة
بعد انقضاء الفترة "الساحرة" التي دفعت الشخص إلى الخيانة، يزول مفعول الدوبامين والهرمونات الكيميائية العصبية الأخرى التي جعلَته يشعر بالثمالة والسعادة المؤقتة مع الشخص الجديد. فينظر إليه متسائلاً عن هويته، وسائلاً نفسه من ناحية أخرى: "كيف وصلتُ إلى هنا؟! كيف أعود إلى علاقتي مع شريكي؟".
يؤدي هذا الواقع إلى وابلٍ من الدمار في العلاقة الأساسية، خصوصاً إذا ما كانت العلاقة زواجاً، فتتمزق العائلات وتضطرب حياة الأطفال النفسية، ثمناً لهروب أحد الشريكَين إلى خارج العلاقة، عبر تخليه عن "البروكولي" ووقوعه في إغراء "الشوكولا".
لا يرتبط الخائن بالشخص الآخر
يغيب عن الخائن أنه لا يرتبط في النهاية بالشخص الآخر، إذ يعود إلى علاقته الأساسية نادماً، ويلاحِظ أن هناك مجموعة أخرى من المشكلات تعيده من جديد إلى الجمود العاطفي الذي شعره مع شريكه، والذي دفعه لخيانته أصلاً. فلتفادي كل هذه المعمعمة، على الشخص أن يواجه هذا الجمود العاطفي منذ بدايته بدل "معالجته" بالخيانة، ويتذكّر أن "البروكولي" أهم من "الشوكولا".
المناعة في خمس "وَصْفات"
إذا شعرت أن زواجك أصبح بارداً ووقع ضحيةً لنفحةٍ مُسَكّرة جرّاء شهوةٍ جنسية، تذكّر هذه "الوَصْفات" الخمس لتزيد من مناعتك ومن مناعة علاقتك في وجه الخيانة لشريكك:
1- عالِج الجمود العاطفي:
في كل مرة تشعر فيها بجمودٍ عاطفي مع شريكك، اعلم أن فيه المفاتيح لنمو شخصيتك. عُد إلى الوراء ولاحظ ما الذي جعلك تشعر بهكذا أحاسيس "ناشفة" تجاه شريكك.
2- لا تثق بنفسك:
عندما تشعر أنك على وشك خيانة شريكك، لا تثق بنفسك! فأنت فعلاً تكون تحت تأثير "الشوكولا" في هذه الحالة. تشعر بنوعٍ من الثمالة غير الطبيعية يؤدي بك إلى خيانة شريكك وتدمير علاقتك به. تذكّر أنك لا تعرف شيئاً عن هذا الشخص الجديد ولا تُقتع نفسك بكل الأمور الرائعة التي تراها فيه، وبالأفكار الرومنسية الجامعة لكما التي ترسمها هرموناتك لك، وبأنه يمكنك أن تكون صبيانياً معه. فعندما تصبح مقتنعاً بالخيانة، تصبح مثل من جرّب منشّط الكوكايين للمرة الأولى. وهل ممكن أن تثق بنفسك إذا كنتَ تحت تأثير المخدّرات؟!
3- لا تفتح قلبك إلا إلى شريكك:
لا تبدأ الخيانة بالعلاقة الجنسية في غرفة النوم، بل تبدأ عبر الحديث في غرفة الطعام في العمل، أو في حديقةٍ عامة، أي في الأماكن التي تتحادث فيها مع غيرك من الناس، ومنهم ذلك الشخص الآخر. فلا تفتح أي "نافذة" مع هذا الشخص، مخبراً إياه عمّا يخالجك من أحاسيس وهموم ومخاوف وأحلام ومشاعر. الشخص الوحيد الذي عليك أن تتواصل وإياه هو شريكك. أما إذا لم يسمعك هذا الأخير، عليكما التوجه إلى العلاج النفسي، لمعرفة لماذا لا يمكنك أن تكون صريحاً معه فتصارح شخصاً غريباً عن علاقتكما.
4- استعمل أخلاقياتك:
مهما تطورت علاقتك بالشخص الآخر، ستفشل في النهاية ولن تنتهي بعلاقة حب، بما أنك تهرب من علاقتك الأساسية. عندها، لن تكون فقط هارباً من مسؤولياتك لمعالجة المشكلات التي واجهتك وشريكك، بل تصبح شخصاً زانياً بأخلاقيات مشكوك بها وبتصوّرٍ متدهورٍ للذات، ما ينعكس سلباً على تصرفاتك المستقبلية. من هنا، استعمل حسّك الأخلاقي منذ البداية، هذا الصوت في رأسك الذي يقول لك: "كلا، لا تخُن شريكك! توقّف عندك!"
5- فكّر بأولادك:
ما هي هذه الثقافة والأخلاق التي تعلّمها لأولادك في خيانتك للشريك؟ في خيانة الزوج لامرأته، أو الزوجة لرجلها، يتعلم الأولاد أن الغش مسموح طالما أن الواقع يسمح بذلك ولا أحد يعلم بالأمر. ومنهم قد يشمئزون من الأم في حال خانها الأب، معتبرين أنها هي من أبعدَته عن المنزل وطردَته! وقد لا يثقون بحبك لهم، بما أنك أظهرت لهم أن الحب يزول كما زال حبك لشريكك!
شخصيتك هي من أنت عندما لا يراك أحد. فكيف هي شخصيتك اليوم؟
فلتتمتعَ بالمناعة في وجه الخيانة وكي لا تزلّ قدمك وتقع في فخ "الفراشات" التي قد تشعر بها عند لقائك شخصاً جديداً، عليك أن تفهم المقارنة النفسية الفعّالة التي توصّل إليها اختصاصيو علم النفس في جامعة إنديانا بمدينة بلومينغتون الأميركية: مقارنة "البروكولي والشوكولا".
البروكولي ضد الشوكولا
في المقارنة النفسية، تلعب العلاقة المفعمة بالحب والأمان دورَ "البروكولي". تشكّل هذه العلاقة الأمور التي تربط الشخص بالعلاقة وتدفعه للالتزام بها، فتتطور شخصيته وينضج نفسياً. إذ تجعله هذه العلاقة أكثر صحة وتطوّراً وتوازناً.
"الشوكولا"، من الجهة الأخرى، يأتي إلى حياة الشخص ويغريه ليتساءل "كم ستكون الحياة جميلة إذا أكلنا الشوكولا كل الوقت!"، فيما يعلم الجميع أنه لا يمكن أن يعيش الإنسان مستهلكاً فقط الشوكولا. لكن تتدخل أقسام الدماغ المتعلقة بشعور المكافأة، وتُهمل تذكيرَه أن الاعتماد على الشوكولا للعيش هو طريقة تضرّ الصحة ولا ترتكز إلى المنطق. أي إن "الشوكولا" هو العلاقة خارج نطاق "البروكولي" أي الخيانة.
الصدمة بعد الخيانة
بعد انقضاء الفترة "الساحرة" التي دفعت الشخص إلى الخيانة، يزول مفعول الدوبامين والهرمونات الكيميائية العصبية الأخرى التي جعلَته يشعر بالثمالة والسعادة المؤقتة مع الشخص الجديد. فينظر إليه متسائلاً عن هويته، وسائلاً نفسه من ناحية أخرى: "كيف وصلتُ إلى هنا؟! كيف أعود إلى علاقتي مع شريكي؟".
يؤدي هذا الواقع إلى وابلٍ من الدمار في العلاقة الأساسية، خصوصاً إذا ما كانت العلاقة زواجاً، فتتمزق العائلات وتضطرب حياة الأطفال النفسية، ثمناً لهروب أحد الشريكَين إلى خارج العلاقة، عبر تخليه عن "البروكولي" ووقوعه في إغراء "الشوكولا".
لا يرتبط الخائن بالشخص الآخر
يغيب عن الخائن أنه لا يرتبط في النهاية بالشخص الآخر، إذ يعود إلى علاقته الأساسية نادماً، ويلاحِظ أن هناك مجموعة أخرى من المشكلات تعيده من جديد إلى الجمود العاطفي الذي شعره مع شريكه، والذي دفعه لخيانته أصلاً. فلتفادي كل هذه المعمعمة، على الشخص أن يواجه هذا الجمود العاطفي منذ بدايته بدل "معالجته" بالخيانة، ويتذكّر أن "البروكولي" أهم من "الشوكولا".
المناعة في خمس "وَصْفات"
إذا شعرت أن زواجك أصبح بارداً ووقع ضحيةً لنفحةٍ مُسَكّرة جرّاء شهوةٍ جنسية، تذكّر هذه "الوَصْفات" الخمس لتزيد من مناعتك ومن مناعة علاقتك في وجه الخيانة لشريكك:
1- عالِج الجمود العاطفي:
في كل مرة تشعر فيها بجمودٍ عاطفي مع شريكك، اعلم أن فيه المفاتيح لنمو شخصيتك. عُد إلى الوراء ولاحظ ما الذي جعلك تشعر بهكذا أحاسيس "ناشفة" تجاه شريكك.
2- لا تثق بنفسك:
عندما تشعر أنك على وشك خيانة شريكك، لا تثق بنفسك! فأنت فعلاً تكون تحت تأثير "الشوكولا" في هذه الحالة. تشعر بنوعٍ من الثمالة غير الطبيعية يؤدي بك إلى خيانة شريكك وتدمير علاقتك به. تذكّر أنك لا تعرف شيئاً عن هذا الشخص الجديد ولا تُقتع نفسك بكل الأمور الرائعة التي تراها فيه، وبالأفكار الرومنسية الجامعة لكما التي ترسمها هرموناتك لك، وبأنه يمكنك أن تكون صبيانياً معه. فعندما تصبح مقتنعاً بالخيانة، تصبح مثل من جرّب منشّط الكوكايين للمرة الأولى. وهل ممكن أن تثق بنفسك إذا كنتَ تحت تأثير المخدّرات؟!
3- لا تفتح قلبك إلا إلى شريكك:
لا تبدأ الخيانة بالعلاقة الجنسية في غرفة النوم، بل تبدأ عبر الحديث في غرفة الطعام في العمل، أو في حديقةٍ عامة، أي في الأماكن التي تتحادث فيها مع غيرك من الناس، ومنهم ذلك الشخص الآخر. فلا تفتح أي "نافذة" مع هذا الشخص، مخبراً إياه عمّا يخالجك من أحاسيس وهموم ومخاوف وأحلام ومشاعر. الشخص الوحيد الذي عليك أن تتواصل وإياه هو شريكك. أما إذا لم يسمعك هذا الأخير، عليكما التوجه إلى العلاج النفسي، لمعرفة لماذا لا يمكنك أن تكون صريحاً معه فتصارح شخصاً غريباً عن علاقتكما.
4- استعمل أخلاقياتك:
مهما تطورت علاقتك بالشخص الآخر، ستفشل في النهاية ولن تنتهي بعلاقة حب، بما أنك تهرب من علاقتك الأساسية. عندها، لن تكون فقط هارباً من مسؤولياتك لمعالجة المشكلات التي واجهتك وشريكك، بل تصبح شخصاً زانياً بأخلاقيات مشكوك بها وبتصوّرٍ متدهورٍ للذات، ما ينعكس سلباً على تصرفاتك المستقبلية. من هنا، استعمل حسّك الأخلاقي منذ البداية، هذا الصوت في رأسك الذي يقول لك: "كلا، لا تخُن شريكك! توقّف عندك!"
5- فكّر بأولادك:
ما هي هذه الثقافة والأخلاق التي تعلّمها لأولادك في خيانتك للشريك؟ في خيانة الزوج لامرأته، أو الزوجة لرجلها، يتعلم الأولاد أن الغش مسموح طالما أن الواقع يسمح بذلك ولا أحد يعلم بالأمر. ومنهم قد يشمئزون من الأم في حال خانها الأب، معتبرين أنها هي من أبعدَته عن المنزل وطردَته! وقد لا يثقون بحبك لهم، بما أنك أظهرت لهم أن الحب يزول كما زال حبك لشريكك!
شخصيتك هي من أنت عندما لا يراك أحد. فكيف هي شخصيتك اليوم؟