jo24_banner
jo24_banner

"الشيوعي الاردني" :الولايات المتحدة متواطئة مع التنظيمات الارهابية

الشيوعي الاردني :الولايات المتحدة متواطئة مع التنظيمات الارهابية
جو 24 : اكد الحزب الشيوعي الاردني ان الولايات المتحدة تستخدم وسائل التضليل لتخفي حقيقة تبادلها المسؤولية المباشرة مع المنظمات الارهابية ، وفي مقدمتها تنظيم "داعش".

وقال في بيانه الصادر اليوم ان مسؤولية الولايات المتحدة واضحة من خلال تواطؤها وتجاهلها الجرائم التي ترتكبها الجماعات الارهابية وغض النظر عنها .

واضاف البيان "إن عدم ثقتنا في النوايا الأمريكية لا يعود فقط الى ما تختزنه الذاكرة الجماعية من سياسات ومواقف أمريكية كانت في كل الأوقات والأزمنة مفرطة وسافرة في عدائها وعدوانيتها تجاه بلداننا وشعوبنا العربية ،بل لأن الحلف الذي تسعى لتشكيله يحاول تجاوز سيادة بعض دول المنطقة".

وتاليا نص البيان:


تصريح صحفي صادر عن المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاردني

استعرض المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاردني في اجتماعه الاخير المستجدات السياسية على الصعيدين المحلي والعربي وخلص بنتيجة الحوار الى تحديد موقفه من هذه المستجدات على النحو التالي:
1- لاحظ المكتب السياسي ان الولايات المتحدة، مهما امتلكت من وسائل التضليل والخداع، الا انها لا تستطيع ان تخفي حقيقة تبادلها المسؤولية المباشرة مع المنظمات والتشكيلات الارهابية، وفي مقدمتها تنظيم "داعش"، ومع الكيان الصهيوني العنصري، ومع النظام الرسمي العربي، عن تفاقم مناخ التوتر وانعدام الاستقرار، وشيوع ظاهرة التطرف والارهاب على صعيد المنطقة العربية بأسرها، وتنامي الصراعات المذهبية والطائفية والعرقية في أكثر من بلد عربي. وهذه المسؤولية تتبدى بوضوح شديد من خلال التواطؤ الواضح والفاضح للادارة الأمريكية مع الجماعات الارهابية سواء بتقديم الدعم متعدد الأشكال لها، أو بتجاهل جرائمها وغض النظر عنها، بل وباستخدامها كهراوة تلوح بها، وتوظفها مباشرة لخدمة اهدافها في الهيمنة والتوسع واستعادة ما فقدته من مواقع نفوذ وتأثير، كما هو الحال في العراق، أو لتدمير انظمة لا تروق لها سياساتها المستقلة، كما هو الحال في سوريا، أو بممارسة ضغوط واملاء سياسات وسلوك على حكومات مستقلة وذات سيادة لتتحول الى مجرد ادوات تابعة في خمة مصالحها ومخططاتها ومشاريعها الامبريالية، كما هو الحال مع بقية الدول العربية.
كما لاحظ المكتب السياسي أن الادارة الامريكية والحكومات الأطلسية الحليفة صعدت من لهجتها الاعلامية ضد تنظيم "داعش" وارهابه، وشرعت في توجيه ضربات من الجو لبعض قواعده، بعد أن تطاول على من قدم له الدعم والاسناد على مدى سنوات الأزمة السورية كلها، ومكنه من السيطرة على مساحات شاسعة من غرب وووسط وشمال العراق واقتربت عناصره من تشكيل تهديد جدي ومباشر للمصالح الأمريكية النفطية والاستخباراتيه في كردستان العراق.
وبالاستناد الى كل ذلك فإن المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني يشكك في جدية التحرك الأمريكي لتشكيل تحالف دولي مناهض لـ "داعش"، ويحذر الحكومة الاردنية في المقام الأول، من مغبة تصديق النوايا الامريكية، والانسياق خلفها دون حذر وتمحيص في ما تضمره وليس فيما تفصح عنه فقط.
إن عدم ثقتنا في النوايا الأمريكية لا يعود فقط الى ما تختزنه الذاكرة الجماعية من سياسات ومواقف أمريكية كانت في كل الأوقات والأزمنة مفرطة وسافرة في عدائها وعدوانيتها تجاه بلداننا وشعوبنا العربية، بل لأن الحلف الذي تسعى لتشكيله يحاول تجاوز سيادة بعض دول المنطقة وخاصة العراق وسوريا، مصرا بكل صلف وغطرسة على تجاهل حكومتي البلدين المنتخبتين بشكل ديمقراطي، واللتين بدون التنسيق معهما يستحيل تصور نجاح لأي حملة عسكرية في مواجهة الارهاب والتطرف.
وإن تم تشكيل الحلف على هذا النحو، فإن الشكوك ستتنامى حول حقيقة الأهداف الأبعد مدى التي يتوخاها الحلف، والتي قد تتدحرج لتصل الى توجيه ضربات للجيش السوري، وخاصة أن سيل الاتهامات الأمريكية والغربية للحكومة السورية بمسؤوليتها عن وجود "داعش" لم يتوقف.
ومع ذلك فإن ثقتنا أكيدة بأن يد الولايات المتحدة وحلف الأطلسي، ومعهما حكومة اليمين العنصري المتطرف الاسرائيلية، ليست مطلقة في تقرير مصائر الأمور في منطقتنا العربية. فنتائج العدوان الصهيوني السافر على قطاع غزة الأعزل والمحاصر، والنجاحات العسكرية الميدانية التي يسطرها الجيشان العراقي والسوري في مواجهة المجموعات الارهابية المسلحة، و"داعش" في مقدمتها، ابلغ دليل واعظم رسالة لكل من يحاول انتهاك سيادة بلداننا العربية، وانتهاك كرامة شعوبنا وكسر ارادتها الحرة المستقلة.
2- تابع المكتب السياسي تنامي المظاهر الاستعراضية التي يقوم بها انصار تنظيم "داعش" الارهابي، ودولة الخلافة المزعومة في عدد من المدن الاردنية، ويؤكد أن هذه المظاهر لن تخيف شعبنا، ولن تفت من عزيمته على مواجهة هذا التنظيم الارهابي، وفضح ممارساته اللاانسانية التي تنتمي الى العصر الجاهلي السحيق، وتعرية ما يدعيه من مزاعم بانتسابه للاسلام.
ثمة مسئولية متعاظمة تقع على عاتق جميع مؤسسات الدولة الأردنية، وليس الجهاز التنفيذي وحده، عليها أن لا تتلكأ في النهوض بها، بل أن تسارع اليوم قبل الغد، كي لا يفوت الأوان، لاتخاذ خطوات واجراءات عاجلة، لا يجوز أن تتوقف حصرا عند حدود الاجراءات الأمنية، على أهميتها وراهنيتها.
يقيناً ان مواجهة ارهاب التنظيمات البربرية المتشددة يتطلب أوسع اشكال الاعتماد على الشعب وتعزيز الوحدة الوطنية واطلاق الحريات العامة للقوى الديمقراطية والوطنية.
كما يتوجب على جميع التنظيمات والقوى الاسلامية ان تشن حملة صريحة وحقيقية لفضح وادانة داعش ومن على شاكلتها دفاعاً عن الاسلام، وعدم اللجوء الى الوسائل الملتوية بهذا الصدد.
يتوجب على المؤسسات والأجهزة المعنية بالتربية والتعليم والتعليم العالي، والثقافة والصحافة والاعلام والأوقاف التفكير في جملة اجراءات وقائية، شاملة ومتكاملة، تتولى التصدي للمنابع الفكرية والثقافية والدينية للتطرف على أساس ديني أو مذهبي أو طائفي أو اقليمي, تعتمد برامج وسياسات اعلامية وتربوية وثقافية تعلي من شأن العقل والعقلانية والتسامح، واحترام الآخر، تقر بحق الاختلاف وتقبل الرأي والرأي الآخر في شتى مجالات الحياة، تحترم العقل النقدي والخلاق، ترفض الانغلاق، واحتكار الحقيقة والصواب، وتكفير الآخر في المذهب والطائفة والعقيدة والرأي.
على وسائل الاعلام الرسمية، ولا سيما المرئية والمسموعة أن تتوقف عن بث البرامج والندوات الحوارية التي يتولى تقديمها والمشاركة فيها عناصر تعارض الدولة الديمقراطية المدنية التي تلتزم وتحترم حقوق جميع مواطنيها، تحارب الفكر التقدمي والعقلاني المستنير والعلمي دون أن تجرؤ على انتقاد وأدانة الأفكار الرجعية التي ترسخ التخلف في الحياة الاجتماعية والركود في الحياة السياسية وتوفر القاعدة الفكرية والثقافية والاجتماعية للفكر المتطرف والارهابي.
كما هناك دور على الأحزاب والقوى السياسية والمنظمات المدنية الديمقراطية عليها أن لا تتهرب من القيام به.
ويدعو حزبنا الشيوعي الأردني الى التقاء الأحزاب والقوى والشخصيات والمنظمات اليسارية والتقدمية والديمقراطية والمدنية على اختلاف توجهاتها الفكرية وقناعاتها السياسية لتشكيل أوسع تحالف شعبي ديمقراطي مدني يتولى تعزيز وحدة وتلاحم أطرافه في مواجهة قوى الارهاب والتطرف، أرساء وترسيخ القيم والتقاليد الديمقراطية الأصيلة في الحياة السياسية والاجتماعية، الفكرية والثقافية.
3- وتوقف المكتب السياسي عند الوضع الفلسطيني بعد العدوان على قطاع غزة. ويشير هنا الى القلق الكبير لدى الجماهير الفلسطينية والعربية على السواء جراء بروز مظاهر للخلاف في الصف الفلسطيني قادت الى سجالات صحافية لا تبعث على الاطمئنان، وبالعكس تهدد بنسف الوحدة الوطنية التي تشكلت ابان العدوان، وادت الى حالة الصمود البطولي الرائعة لدى الجماهير في قطاع غزة والى النهوض الفلسطيني الوطني.
ويرى المكتب السياسي ان الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية وتعزيزها مطلب فلسطيني وعربي للتصدي لعدوان حكام تل أبيب المستمر، ولذلك نقترح ان تعقد القيادات الفلسطينية مؤتمراً وطنياً مشتركاً لحل كل الخلافات والتوصل الى موقف موحد يساهم في تعزيز منجزات الصمود ابان العدوان الغادر ويسمح بملاحقة قوى العدوان ويعزز من صلابة الموقف الفلسطيني .
عمان في 2/9/2014
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير