"الحفر الانهدامية" الشبح الغامض في البحر الميت.. والخبراء يحذرون من ذوبان المنطقة
محمود الشمايلة - لا تأمن في لحظة من اللحظات ان تخسف الارض من تحتك ليصبح المثل القائل "انشقت الارض وبلعته" واقعا وحقيقة، انها الحفر الانهدامية في منطقة البحر الميت.
استثمارات بالمليارات مهددة والاف الأرواح من البشر في لحظة تصبح تحت الارض، حيوانات ومزارع كلها مهددة.
لا يكاد يمر شهر او اقل الا وتشهد فيه المنطقة احدى تلك الحفر او كما يسميها البعض "كهوف"،اخر تلك الحوادث كان الاسبوع الماضي حيث انهدمت الارضية تحت "تركتر" وشكلت حفرة كبيرة بقطر 6 امتار وعمق 10 امتار لتسحب الالية فيها.
بدأت ظاهرة الحفر الانهدامية في منطقة البحر الميت بالانتشار قبل أكثر من 15 عاما، بحسب جمعية البيئة الأردنية والسكان المحليين، لكنها ازدادت خلال الأعوام الأخيرة، نتيجة تراجع منسوب مياه البحر المشبعة بالملح، ما أدى إلى تشكيل فراغات عملاقة في التربة من الداخل مليئة بالملح.
نقيب الجيولوجيين الأردنيين صخر النسور حذر من أن تراجع مياه البحر الميت ينبئ بخطورة امتداد الحفر الانهدامية إلى الجنوب والمناطق الشمالية بحيث تصبح الاستثمارات في المنطقة معرضه للهدم في حال عدم معالجة مستوى المياه في البحر الميت في أسرع وقت ممكن.
وبين النسور في حديثه لـJO24 ان "مشروع ناقل البحرين سيساعد في حل المشكلة بالمستقبل القريب حيث سيعمل على زيادة منسوب المياة ليعوّض النقص مما يعمل اشباع مائي للمنطقة ويخفف من حدة توسعها، لذلك يجب الاسراع في هذا المشروع قدر الامكان بغض النظر عن أي احاديث اخرة معارضة له".
واكد ان الدراسات والابحاث التي اجريت تؤكد اهمية هذا المشروع في معالجة المشكلة ،مشيرا الى تهديد هذه الظاهرة على المياه الجوفية الموجودة بكميات كبيرة بالمنطقة مما يسبب حالة من الدمار والاثر البيئي السلبي للمنطقة.
ويتخوف مزارعون من السير ليلا في مزارعهم نتيجة الحفر التي تحدث احيانا بشكل مفاجئ، ما قد يؤدي الى ابتلاع الاشخاص المتواجدين في المنطقة لحظة حدوثها.
في المقابل أظهرت إحدى الدراسات العلمية اطلعت JO24 عليها، ان المنطقة مهددة بالذوبان بسبب تغلغل المياه الجوفية العذبة (تحت السطحية)، ما يؤدي إلى ذوبان الطبقة الملحية وظهور حفر الإذابة والتجاويف الأرضية الخطرة، كما ان البحر الميت يحطم أرقاما قياسية عالمية في معدل انخفاض مستوى مياهه المقدر بنحو 1,2 متر سنويا نتيجة لارتفاع معدل التبخر وانخفاض معدلات هطول الامطار فضلا استغلال مياه الأنهر التي كانت تغذي البحر الميت ووجود صناعات متعددة على البحر الميت.
..
..
..
..
