2024-11-18 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

من خلالهم...يريدون تحقيق أحلامهم!

من خلالهم...يريدون تحقيق أحلامهم!
جو 24 : يعتقد الأهل أنهم يدركون الأفضل لولدهم، ويعتبرون أنه يحتاج أحياناً إلى توجيههم عندما يتعلق الأمر باتخاذ خيارات مصيرية في الحياة، سواء كان ذلك متعلقاً بمواضيع الدراسة أو الخيارات حول مواصلة التعليم والعمل والإرتباط لاحقاً. لكن يصبح التدخل غريباً عندما يرتبط بهواية أو رياضة، خصوصاً عندما لا يعترف الآباء أنهم يحاولون عيش أحلامهم من خلال أولادهم عبر تشجيعهم على ممارسة هوايات أو ألعاب رياضية كانوا يرغبون في القيام بصغرهم.

والد تمارا فارس ماهر اضطر للتخلي عن هوايته مع تقدُّمه في السن وافتقاره للياقة البدنية، فرغب في نقل هوايته لولديه، قام بتسجيل تمارا وشقيقها في نادٍ للفروسية للتدرب على ركوب الخيل. تقول تمارا إنَّ والدها كان يتوقَّع منهما أن يُحبَّا هذه الهواية لأنه أحبها في شبابه، في حين كانت هي وشقيقها غير مكترثين لها، فغالباً ما كانا يختلقان الأعذار من درس أو امتحانات أو لقاء بالأصدقاء لتجنب هذا "القصاص". فوجدا أنه من الضروري أن يتصارحا معه، فأخبراه أنه من الضروري عليهم التوصل إلى نقطة مشتركة، فهما لا يريدانه أن يستاء منهما وفي الوقت نفسه ألا يجبرهما على ممارسة هذه الهواية التي لم يجدا أي شغف يشدهما إليها، وحاولا إقناع والدهما بضرورة التخلي عن فكرة تحويل حلمه نحوهما طالبين منه السماح لهما بتحقيق أحلامهما الخاصة.

تسلُّط الأهل!

يبدأ الآباء والأمهات الذين انكسرت أحلامهم الخاصة بوضع آمالهم في أولادهم كي يحققوا لهم تلك الأحلام، إذ يعتقدون أنَّ أولادهم امتداد لهم، وبالتالي عليهم تحقيق ما لم يتحقق، وهذا ما يعرف بالـ Unfulfilled dreams of Parents. ويحاول الأهل منع أولادهم من ممارسة الهواية التي يرغبون فيها عازين السبب إلى أنها تبعدهم عن درسهم وتشتت أفكارهم، كما يعتبرونها تضييعاً للوقت ومصروفاً زائداً هم بغنى عنه. ويلفت الاختصاصي بعلم النفس العيادي الدكتور مايكل خوري "للنهار" إلى أنَّ "الأهل يجبران ولدهم على خوض تجربة أو الاشتراك في نشاط أو لعبة معيَّنة، ما يؤثِّر فيه ويسبِّب له ضغوطاً نفسية، تمنعه من الإقبال على هوايات أخرى وأنشطة مختلفة، لذا، على الأهل أن يعوا أهمية دورهم في تنمية هوايات الولد وجعله يستمتع بها ويستفيد منها، كما عليهم احترام ميوله ورغباته، ودعمه وتوفير البيئة المناسبة له من حيث إيجاد الأدوات التي يحتاج إليها للقيام بالهواية وتوفير الزمان والمكان المناسبين لممارسة هذه الهواية".‏

الاعتبارت الاقتصادية والجندرية

لا يمكننا تقييم حال العائلات كافة بالطريقة نفسها إذ يختلف هذا التقييم بحسب الوضع الإقتصادي لهذه العائلات حيث تخف حرية الاختيار لدى الولد ويزيد منسوب تأثره بقرارت وخيارات أهله، فقد يوجِّه بعض الأهل أولادهم نحو هواية لا تكون مكلفة جداً، فمن يختار تعلم العزف على الطبلة يستطيع شراء واحدة بثمن زهيد في حين أنَّ تعلم العزف على البيانو يتطلب شراء هذه الآلة التي تعتبر باهظة الثمن إذ إن سعرها لا يتدنَّى عن الألف دولار أميركي كما أنَّ نقلها يتطلب تكلفة زائدة. ثم تأتي الاعتبارات الإجتماعية حيث يدفع بعض الأهل ولدهم نحو هواية محددة كالخيل، مثلاً، عازين السبب إلى أنَّ نوعية الناس التي تأخذ دروساً في الفروسية هي عائلات ميسورة ما يمكِّن ولدهم من التعرف على أناس من مستويات راقية! وبعد ذلك يدخل عامل البيئة مع العائلة النواة ثم العائلة الكبرى أي الأجداد والعم والخال الذين يحاولون الغوص في تفاصيل وخيارات الولد وتوجيهه نحو هوايات لا يرغب فيها ولا تستهويه، وكل ذلك مبني على اعتبارات حياتية واقتصادية وثقافية وفكرية جندرية، فمثلاً يرفض البعض أن يمارس الفتى الباليه أو أن العزف على البيانو معللين أنها هوايات تخصُّ الفتيات، في حين يصعب على الفتاة العزف على الطبل أو المزمار أو التشيلو.

العلاج النظمي العائلي

يعتبر الاختصاصي بعلم النفس العيادي الدكتور مايكل خوري أنَّ " على الأهل امتلاك وعي نفسي يسمح لهم التمييز بين حياتهم وحياة ولدهم، عبر إعطائه الحرية اللازمة والاستقلالية والسماح له بعدم الاتكال عليهم بشكل مُطلق. ولكن يلجأ عدد من الأهل أحياناً إلى السيطرة على ولدهم عبر اتباع أسلوب غسل الدماغ وتحوير الحقيقة، ثم عبر اللجوء إلى الرشوة المادية أو العاطفية التي تكون عبارة عن عطاءٍ مشروط، كالقول له إذا اخترت هذه الهواية سأجلب لك الغرض الذي كنت تطلبه، أو سأسمح لك بلقاء أصدقائك. وما لا يدركه الإنسان غالباً أنَّ الآخر بحاجة إلى حب واهتمام غير مشروطين. من هنا، واجبٌ على الأهل تدارك تداعيات تصرفاتهم وتأثيرها السلبي على الولد، وبإدراكهم ذلك يجب أن يعملوا على التواصل بشكل جيد في ما بينهم بعيداً من النصيحة المشروطة والمحوِّرة للحقيقة. لذا، نلجأ إلى العلاج النفسي النظمي العائلي Family systematic therapy، الذي نحاول فيه إقناع الأهل بضرورة إبعاد اللوم عن ولدهم وتفهمه والتقرب منه وتقبّل تصرفاته. وإذا كان الأهل يسيرون بالعلاقة على مسار معين يصبح هناك انصهار بين الولد وأهله، عندها يمكن الولد تكوين شخصية مستقلة. أما إذا كان هناك صدام في العلاقة فسيترتب عنه خلافات داخل البيت الواحد. من هنا، يمكن الأهل الواعين الانتباه إلى ما يحاول الولد إيصاله إليهم بطريقة غير مباشرة، واستيعاب حاجاته بعيداً من الأسلوب المشروط أو التنبيه أو الإنذار. أما إذا صار العكس تصبح المسافة النفسية بين الأهل والولد أكبر وعندها من الضروري استشارة طبيب نفسي والخضوع لجلسات علاج تكون بمعدَّل 10 جلسات تزيد أو تنقص حسب حال كل عائلة لأنَّ الأمر مرتبط بالوضع النفسي والإجتماعي والعلائقي الذي يحكم علاقة أفراد العائلة بعضهم ببعض.

نصائح وخطوات

يجب على الأهل أن يدركوا أن أولادهم قد يرثون مظهرهم أو طباعهم ولكنهم قد لا يرثون هواياتهم، لذا:
- لا تفترضوا أنه إذا كنتم تحبون ممارسة هواية أو رياضة معينة فهذا يعني أن ولدكم سيكون مهتماً بها هو أيضاً.
- اسألوا ولدكم "ما الرياضة أو الهواية التي تفضلها؟" أو "ما الهوايات أو الأنشطة التي لا ترغب في القيام بها؟".
- لا تجعلوه يتخلى عن أحلامه خصوصاً عندما تجدون أن ولدكم يفضِّل هواية معينة، دعوه يحققها، وحاولوا الاهتمام بهذه الهواية عبر معرفة المزيد عن تفاصيلها ومتطلباتها.
- اتخذوا خطوات تساعده في تحقيق أحلامه وهواياته، كأن تأخذوه للتمرن على دروس الرقص، أو لعب كرة القدم معه في الفناء الخلفي للمنزل أو في ملعب رياضي، أي حاولوا تجربة هذه الهواية معه وتمتعوا باللحظات التي يشارككم بها في تحقيق حلمه.
النهار
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير