jo24_banner
jo24_banner

الخزاعي لـ jo24 : التعاون المشترك والعفة والتسامح شروط الزواج الناجح

الخزاعي لـ jo24 : التعاون المشترك والعفة والتسامح شروط الزواج الناجح
جو 24 : ملاك العكور- كشفت أرقام صادرة عن دائرة الإفتاء العام أنها تعاملت مع 7830 حالة طلاق واقع، أي أنها أفتت بوقوعها خلال الأشهر الستة الأولى للعام الحالي، بواقع 1300 حالة طلاق كل شهر.

في حين راجع الدائرة 81685 طالبي فتاوى بحصول الطلاق من عدمه، لتفتي بعدم وقوع 10855 حالة، بحسب مفتي محافظة العاصمة الدكتور محمد الزعبي .

حيث سجلت العاصمة عمان أعلى نسبة حالات طلاق إذ بلغت 6926 من إجمالي حالات الطلاق

وبلغ عدد حالات الطلاق الواقعة ضمن الفئة العمرية 30-40 سنة نحو 6250 حالة من أصل 17184، تبعتها الفئة العمرية 26-29 سنة بـ2952 حالة من أصل 20191، ثم فئة ما بعد الأربعين بـ2915 حالة من أصل 5019، والفئة العمرية 18-20 سنة بـ542 حالة وأخيرا سجلت الفئة العمرية أقل من 18 سنة، 19 حالة طلاق من أصل 2824.

تلك الأرقام تنذر بوقوع المجتمع في العديد من الممارسات والظواهر السلبية التي تغلف بالجهل وعدم المعرفة بما لكل فرد فيه من حقوق وما عليه من واجبات الأمر الذي يترتب عليه تعرض المجتمع لجملة من العواقب الوخيمة التي ينتج عنها تعدد في حالات الطلاق.

أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي أشار إلى وجود عدة أسباب تكمن خلف وقوع الطلاق منها عدم التنظيم الجيد للزواج من قبل الأهل و الأبناء إضافة إلى ترك الأهل حرية اختيار شريك الحياة للأبناء الذين يخطئون التقدير أحياناً، نظراً لفقر خبرتهم في الحياة و مدركات الفهم للحياة الزوجية.

و أضاف أن غياب التوقعات الحقيقية عن الحياة الزوجية فلا يرى منها الشباب سوى الحياة الوردية غير مدركين لكم المسؤوليات الذي سيقع على عاتقهم بعدها.

كما أن الفهم الخاطئ للطلاق الذي يراه البعض الحل المثالي، أنه أبغض الحلال عند الله فيجب أن يكون آخر الحلول للمشكلات الزوجية، مؤكداً على ضرورة التأني في عقد القران للتخفيف من وطأة الانفصال في حال حدوثه

و أضاف خزاعي أنه يمكن تحقيق حياة زوجية مستقرة من خلال الاختيار الصحيح لشريك الحياة بمساعدة الأهل، و التوافق الزواجي من الناحية الاقتصادية و الاجتماعية و المهنية و فهم الحياة الزوجية، مشيراً إلى أن الزواج يبنى على ثلاث ركائز أساسية هي التعاون المشترك و التسامح المشترك و العفة المشتركة.

القاضي رياض جوارنة قاضي استئناف في مجمع محاكم اربد الشرعية قال إن التباين في الاحصاءات التي ترد للمحكمة فيما يتعلق بالطلاق تعزى إلى العديد من الأسباب ، فالتقاعس وعدم تحمل المسؤولية من قبل الشاب أو الفتاة ،وعدم تحمل المسؤولية يسببه الجهل بما لكل طرف من حقوق وما عليه من واجبات الأمر الذي يزيد من نسب الطلاق.

وأضاف بأنه وفي ظل التطور الهائل الذي يشهده العالم اليوم أصبح الشباب يتوجهون إلى قضاء أوقات طويلة خارج منازلهم في مقاهي الانترنت أو النوادي وغيرها مما يرفع من نسبة المشاكل بين المتزوجين منهم ، وبالتالي يكونون أكثر عرضة للطلاق ، فظروف الحياة المتسارعة ، واختلاف الثقافات والمستويات تلعب دورا لا بئس به في الطلاق .

وأشار إلى أن البطالة التي تؤدي إلى غلاء المعيشة هي أيضا أحد أسباب الطلاق ، إضافة إلى ضعف الوازع الديني مبينا أن ثقافة المجتمع تفرض وصاية على الأبناء والوالدة في حالة حدوث طلاق .

دكتور التربية الإسلامية أحمد ضياء الدين قال إن الطلاق من ناحية شرعية هو حل عقدة النكاح ورفع وانتهاء العلاقة الزوجية بين الزوجين بالحال أو المآل ، بلفظ مخصوص يدل عليه، سواء أكان طلاقا رجعيا أم طلاقا بائنا ، من خلال ألفاظ مقررة توقع الطلاق من مثلها : أنت طالق ، أو طلقتك .

وأشار إلى أن الطلاق هو السبيل والمخرج عند وصول الحياة الزوجية إلى طريق مسدود ، وكذا في حالة النزاع والشقاق ، فلولا الطلاق لسادت أمور جرمية قد تؤدي إلى أن يقتل أحد الزوجين الآخر ،فمن هنا جاءت مشروعية الطلاق .

وبين ضياء الدين أن ارتفاع نسب الطلاق له آثار عديدة على كلا الزوجين والأطفال ،فكلا الزوجين يلحق به الاضرار فقد يحرم أحدهما الأخر من رؤية أولاده ، وقد يظلم أحدهما الآخر ويتعرض له بالسب أو الشتم أو الإهانة .

وفيما يتعلق بالآثار التي يتعرض لها الطفل نتيجة انفصال والديه وطلاقهما كما بينتها الدراسات لفت إلى إصابة الأطفال بحالة من الرعب وتهديد أمنهم ومستقبلهم ،خاصة إذا تزوجت الأم من رجل آخر ، فالطفل إما أن ينحاز إلى أمه أو أن ينحاز إلى أبيه ، وفي كلتا الحالتين يفقد الطفل الأمن من الطرف الآخر .

ومنها أيضا إصابة الطفل بصراع داخلي يؤدي إلى شعوره بالضياع نتيجة فقدانه الجو الأسري الذي كان يعيش فيه ضمن أسرة مستقرة ، مشيرا إلى وجود آثار أخرى من شأنها أن تؤذي الطفل كتذبذب الطفل بين بيئتين ومنزلين مختلفين مما يؤدي إلى عدم استقراره .

وبين أن للطلاق آثار سلبية أخرى تؤدي إلى إحساس الطفل بالإهانة والضعف والظلم ضمن أي مجلس يتواجد فيه ، وفقدانه للحب والرعاية والأمان وهذا يولد عنده مشاعر الغضب والعدوان والاندفاعية .

كما يتجرد الطفل من قدرته على الحوار والتواصل بينه وبين والديه نظرا لانشغال كل منهما في ظروفه الخاصة ، وهذا كله يؤدي إلى تفاقم المشاكل النفسية لديه كالقلق والاحباط والحزن والتوتر واليأس والتي قد تظهر كأعراض جسدية مثل الصداع والألم والتبول اللاإرادي ، ويؤدى إلى اهتزاز ثقته بنفسه .
تابعو الأردن 24 على google news