jo24_banner
jo24_banner

سمير الرفاعي.. وشيزوفرينيا النخب

سمير الرفاعي.. وشيزوفرينيا النخب
جو 24 :

محرر الشؤؤن المحلية - عبّر العين سمير الرفاعي قبل يومين و في تغريدة له على موقع "تويتر" عن صدمته ممن اسماهم بالنخب وهم باعتقاده "معروفي السعر"، متمنيا لو انه ظلّ موهوما بهم .

الرفاعي يعترف اليوم بانه صدم ببعض النخب واظنه تأخر كثيرا في الوصول الى هذه النتيجة ،ولكننا لم نتأخر ،فنحن نعرفهم جيدا ونعرف كيف يفكرون وكيف يسرقون ويكنزون الثروات وكيف يخططون وماذا يفعلون، نحن نعرفهم لان كل خلية في اجسامنا تأثرت وتضررت من سياساتهم وافعالهم وقراراتهم وفسادهم واعتدائهم على حقوق الناس ومقدرات الدولة .

تلك النخب اهتمت فقط بفتح افاق الثروة لها ، اهتمت بمستقبل ابنائها وكيف انهم سيتمكنون من الدراسة في اعرق الجامعات الاوروبية والامريكية ، وتجاهلت عندما كانت في السلطة "المواطن الاصيل" وحقوقه، ولكنها عندما تغادر مراكزها تتذكر ان هناك مواطنين اصلاء وان هؤلاء اكثر انتماء واخلاصا ونقاء من تلك النخب التي يأكل احدهم فيها لحم اخيه في كل يوم مئة مرة ..

"مواطننا الأصيل" انتماؤه للوطن فطري مجانيّ، لا ينتظر مقابلا أو تكريما من احد ، وذلك مهما تلقى من ضربات او تجرع من احباط ، علاقته مع دولته راسخة دائمة مستقرة ،اما هؤلاء النخب - ونقصد هنا بعضهم - لا يرتبطون بالوطن إلا بمقدار المصالح القابلة للتحقق فيه ، مناصب سلطة ثروة مركز اجتماعي ...هذه مفاتيحهم واهدافهم وغاياتهم من قبل ومن بعد ، ورغم انهم يعرفون ذلك الا ان بعضهم يتناسى تماما هذه الحقائق وكيف انه وظف الدولة كلها لخدمته ومصالحه وشركاته القابضة وغير القابضة ويأتي اليوم ليتحدث لنا عن قيم واخلاقيات و تسعيرة واثمان غير مقبوضة ..

ربما كانت النخبة التي بنى بعضها القصور و"الفلل" في عبدون والحمّر ومنتزه عمان القومي ، هي من قصدها الرفاعي في تغريدته ولا اظنه قصدهم ، ولكن حتى لا نمعن في التشاؤم هناك نخب ظلت طوال السنوات التي خلت قابضة على جمر الوطن لا تساوم ولا تبتزّ ولم تتنازل عن مبادئها ودفعت نظير ذلك كلفا باهظة ولا زال بعضها يدفع تلك الضريبة حتى يومنا هذا .

للاسف ظلت تلك النخب او بعضها يتعاملون مع الوطن على انه شركة مساهمة عامة ، وهؤلاء اعتمدوا في ادارتهم وبرامجهم وخططهم على هذه القاعدة ولذلك تجدهم لا يتفهمون النقد ولا يحتملونه ، هذا الفراغ الفكري الكبير يدفعهم للاعتقاد بان وراء هذا النقد اما شخص يحاول ابتزازهم مقابل مبالغ مادية او مناصب حكومية او رسمية .. او شخص طلب منه او جرى توظيفه لانتقادهم واستهدافهم بكثافة. هي محاولة لتسليع المواقف والانتماءات، والتعامل مع الامور وكأنها "بزنس" . وهذا لا ينطبق على الجميع ولا يجوز ان يكونوا بهذه السطحية والسذاجة ..


تابعو الأردن 24 على google news