لماذا أطلق رجال الأمن النار على المساعيد ؟!
تامر خرمه - في حادثة تكشف حجم التجاوزات التي يمارسها بعض عناصر الأجهزة الأمنية، يروي جاسم المساعيد حكاية إطلاق النار التي تعرض لها شقيقه عواد محمد فارس المساعيد من قبل رجال الأمن، دون أي مبرّر.
وفي التفاصيل يورد المساعيد انه في اليوم الرابع والعشرين من شهر أيار كان أخوه برفقة عدد من أصدقائه يتنزهون في محمية الشومري بمنطقة الأزرق، حيث افترشوا الأرض وقاموا بإشعال النار لإعداد الشاي، قبل أن تحضر دورية أمنية تضم ثلاثة عناصر من البحث الجنائي وعنصرا من قوات البادية، لتقوم هذه الدورية وفور مشاهدتها للمساعيد وأصدقائه، بإطلاق النار عليهم دون أي مبرّر أو استجواب، على حد قوله.
وقد استقرت أربعة رصاصات في جسد المساعيد، حيث أصيب بطلقتين في رأسه، وآخرتين في ذراعه اليمنى التي باتت شبه مشلولة.
ويقول شقيقه إنه بعد تعرضهم لإطلاق النار، حاول الضحايا الهرب في سيارتهم، فلحقت بهم دورية الأمن مسافة 6 كيلومترات واستمرت بإطلاق النار على السيارة.
ويضيف انه وبعد هذه الحادثة التي وقعت في تمام الساعة الثامنة والنصف، غادرت دورية الأمن المكان دون ان تقوم بإسعاف المساعيد، حيث لم تحضر سيارة الإسعاف إلى المكان إلا في تمام الواحدة بعد منتصف الليل، ليتم نقله إلى المستشفى الشامل الذي وصل إليه في تمام الساعة الواحدة والنصف، قبل أن يتم تحويله لمستشفى الحاووز في مدينة الزرقاء.
ومازال المساعيد حتى الآن طريح فراشه في مستشفى البشير الذي تم تحويله إليه مؤخراً، وقد فرضت حراسة أمنية على باب غرفته، حيث تم رفض الطلب الذي تقدمت به عائلة المساعيد بإزالة هذه الحراسة.
ويقول شقيقه: "كل ما نطالب به هو تطبيق القانون ومحاسبة المتجاوزين، وقد تقدمت بشكوى لكل من قيادة حرس البادية في الأزرق، وديوان المظالم، وكذلك لمنظمات حقوق الإنسان، خاصة وأننا قمنا بسؤال حرس البادية عما إذا كانوا قد ضبطوا شيئا من الممنوعات في حوزة شقيقي، وكانت إجابتهم بالنفي.. ولا نعلم حتى الآن السبب الذي دفع عناصر الامن إلى إطلاق النار على شقيقي وأصدقائه".
وفي رده على هذه الحادثة، قال الناطق الإعلامي باسم الأمن العام، المقدم محمد الخطيب، إنه "في مساء يوم 23- 5 كان يجلس ثلاثة أشخاص من جنسية عربية في مركبتهم، عند مثلث العمري، بانتظار شخص آخر، وفي تلك الأثناء حضرت سيارة "بك اب" تقلّ أربعة مسلحين حاولوا، حسب الادعاء، سلب حملة الجنسية العربية أموالهم تحت تهديد السلاح".
وأضاف الخطيب: "وورد للامن العام اتصال من المعتدى عليهم يطلبون النجدة، فحضر رجال الأمن، ولاذ المعتدون بالفرار، وقاموا بإطلاق النار باتجاه الشرطة.. فحصل تبادل لإطلاق النار قبل أن يهرب الـ "بك أب" داخل الصحراء".
وتابع: "وبعد أن فقد أثرهم، تمت الاستعانة بقوات البادية لتمشيط المنطقة، وعند العثور على "البك اب" تبين أن بداخله شخص مصاب، فتم نقله إلى المستشفى، ووجد أنه أصيب بطلقتين استقرت إحداها في رأسه فيما لامسته الرصاصة الأخرى، وكذلك استقرت طلقة ثالثة في كتفه".
وزاد: "وتبيّن أن لوحة الأرقام التي يحملها "البك اب" مزورة، كما تبيّن أن المصاب مطلوب لعدة قضايا، وهو الآن موجود في مستشفى البشير، وعليه شكوى من قبل الشرطة ومن كذلك من قبل الأربعة حملة الجنسية العربية، وننتظر أن يتم استخراج الرصاصة من رأسه".
وختم الخطيب بقوله: "إن حالة المصاب جيدة، ولايزال التحقيق جار، وننتظر تماثله للشفاء، كما تم تشكيل لجنة تحقيق عند مدعي عام الشرطة في الأزرق".