الخزاعي لـ Jo24 : غياب سجل رصد رسمي يرفع من حالات الانتحار
سلام الخطيب - في اليوم العالمي للانتحار، احتلت الأردن المرتبة الثامنة على مستوى الوطن العربي، ما يشكل خطورة كبيرة بحاجة إلى لفت الانتباه لها لأنه إذا استمر الحال على ما هو عليه فإن المؤشرات جميعها تدل على أن النسبة ستبقى في ازدياد.
للوقوف على أبعاد الموضوع قال أستاذ علم الاجتماع حسين الخزاعي إن الانتحار سلوك يقوم به الشخص من تلقاء نفسه دون استشارة الآخرين، تؤدي إليه عدة أسباب ، مبينا أن 80% على المستوى العالمي من تلك الأسباب تعزى لأسباب مجهولة لا يعرفها إلا المنتحر نفسه، إلا إذا ترك ورقة ذكر فيها أسباب انتحاره.
وأضاف أنه من خلال الدراسات المعمقة التي يقوم بها عدد كبير من المختصين والباحثين، والتقارير والأبحاث التي تطلق في هذا المجال فقد تبين أن أسباب الانتحار سببها الرئيس مشاكل نفسية يعاني منها المنتحر، وخاصة مرض الاكتئاب الذي احتل المركز الأول في التسبب بالانتحار،لافتا إى ان الانسان المكتئب يمل من الحياة ويصاب بشعور أن الحياة ليس لها طعم ولا حتى فائدة.
وشدد على أن عمد وجود سجل رصد رسمي موحد لتسجيل حالات الانتحار في الأردن من شأنه أن يقلل من الحالات الرقابية والتوعوية، مما يجعل التعامل مع هذه الظاهرة على أساس الاستحياء وأنها قضية ليست بتلك الأهمية، وهذا يؤدي إلى رفع مؤشرات الانتحار إلى هذا المستوى.
وأكد خزاعي أن ما يزيد ظاهرة الانتحار أن الأشخاص المقبلين عليه والذين يعانون بالعادة من أمراض الاكتئاب لا يتلقوا العلاج المناسب ولا يلجأون إلى مراكز مناسبة، وإنما قلة الوعي من تلقي العلاج النفسي تدفعهم بالغالب إلى الانتحار.
أما فيما يتعلق بقضية التحرش والمحرضات والعوامل الاجتماعية لفت خزاعي إلى أن تلك العوامل لها دور كبير في الانتحار ، خاصة القضايا المتعلقة بالتفكك الأسري والديون والعوامل الاقتصادية والهروب من المشاكل وعدم القدرة على حلها، كما أن للعلاقات الغرامية والعواطف كل ذلك له علاقة مباشرة تؤدي إلى الانتحار.
وأشار إلى أن قلة الوازع الديني وعدم التسلح بالصبر على مواجهة الشدائد، من شأنه أن يدفع إلى الانتحار، والأخطر من ذلك ما يشهده المجتمع الأردني اليوم من ظاهرة انتحار الأطفال من سن الثامنة فما فوق، مع العلم أن معظم حالات الانتحار لا تشخص على أساس أنها انتحار لأنها تشكل وصمة عار بالنسبة للأسرة ، مشددا على أنه لا يوجد في الأردن مركز لمعالجة محاولي الانتحار حيث أن هناك 400-500 حالة يحاولون الانتحار وبالتالي على المجتمع أن يحاول إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.
ومن جانبه قال استشار الطب النفسي أحمد الغزاوي إن الأفراد الذين يعانون من مرض الاكتئاب هم أكثر فئات المجتمع عرضة للانتحار كونهم يصلون إلى مرحل تجعلهم يملون الحياة بكل تفاصيلها، مشيرا إلى أن العوامل الضاغطة وظروف الحياة الاجتماعية والسياسية السائدة في الوقت الحالي رفعت من نسبة المكتئبية إلى درجات خطيرة قد تؤدي إلى قيامهم بقتل انفسهم هربا من ظروف الحياة.
وبين أن انتشار المخدرات والكحول بين الشباب وتفشي العنف في المجتمع من شأنه أن يرفع عدد حالات الانتحار، مبينا ان غياب الشعور بالأمان بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلد والبلدان المجارة يجعل الفرد يفقد أمنه الوظيفي والنفسي والاجتماعي والأسري، وبالتالي تدفعه إلى الهرب من هذه الظروف واللجوء إلى الانتحار.
وأشار الغزاوي إلى ان أكثر الفترات التي تشهد حالات انتحار قليلة هي فترات الحرب واللاسلم كون الشباب ينشغلون فكريا بأبعاد الحرب وكيفية المواجهة .