تقاعد النواب
اشتعلت وسائل التواصل اﻹجتماعي والصحف و حتى الجلسات الخاصة والعامة بموضوع تقاعد النواب واﻷعيان و الوزراء،حتى لم يبق كبير أو صغير أو نائم في سرير إﻻ وتحدث وعلق على الموضوع مع امتعاض شديد.
وبالنسبة لي شخصيا لم أصوت بنعم لصيغة التقاعد هذه ،ومع احترامي لتصويت غيري بنعم على تلك الصيغة كون الديموقراطية هي من بديهياتها أن يحق لغيرك ما يحق لك من حرية ابداء الرأي وحرية الرفض أو القبول.
ولكن لم أر اعتراضا على اﻷعيان أو الوزراء فقد كان اﻹعتراض على النواب فقط
وأعود لي شخصيا فأنا ضده إن شمل نائبا أو عينا أو وزيرا ولكن استغربت ممن خاف على أموال الوطن فقط من النائب ونسي الوزير و العين واﻷحرى تناساهم وأنا ﻻ أتحدث عن الشعب بشكل عام أنه تناسى بل على من يحرض الشعب قانعا البسيط منهم و هم قلة بأن الوطنية وحب الوطن أن ﻻ تطالب الدولة بشيئ فإن فعلتها تكون خائنا وسارقا وغير وطنيا أبدا.
والبعض أراد أن يبدأ حملة انتخابية مبكرة له وكانت دعايته اﻹنتخابية الهجوم على النائب ولم يذكر العين أو الوزير ليقنع الناس بأنه نائبهم المقبل النزيه دون أن يعلن ذلك صراحة.
الدعاية الحقيقية هي عمل النائب في الشارع وأذكر أنني تلقيت تعليقا من أحدهم عندما قمت بحملة تنظيف بأحد شوارع الزرقاء يقول أنت تكنس الشارع و تهتم باﻷشخاص و ترسل أشخاصا للعمرة كدعاية انتخابية وكان جوابي له :
أشكرك ﻷنك تقول لي أن دعايتي عملي وغيري دعايته الكلام.
وعندما أضرب المعلمون الشرفاء مطالبين بحقوقهم ذهبت اليهم و كنت معهم و وقفت بجانبهم ﻷنني رأيت أنهم على حق،ويكفي مجلس النواب بتصويته على موضوع التقاعد أنه أجبر الكثير ممن سخر وتهكم و وصف المعلم بكلمات غير مناسبة على اﻹعتذار من المعلم بل والبعض اعترف بأنه كان على خطأ في تقييمه ﻹضراب المعلمين.
من حق القاضي أن يكون راتبه مرتفعا ويؤمن له حياة كريمة،ومن حق النائب و العين و الوزير ،ومن يحق له هذا اﻷمر أكثر من الجميع من حمى القاضي والنائب والعين والوزير إنه الجندي فجنود الجيش العربي هم أول من يحق لهم الحصول على أمان الشيخوخة بعد أن حموا الوطن بشبابهم وكرامتهم.
و يحق للمعلم أن ينال حقوقه وعلى من وعد نقابتهم أن ينفذ وعده
اﻹضراب يحميه القانون و ليس جريمة..الجريمة أن نجلد أشخاصا ﻷنهم طالبوا بحقوقهم ثم نعتذر على جلدنا لهم و سخريتنا منهم.
الحكومة أشخاص لذلك هي ليست منزهة وقد تكون قراراتها صائبة أو مخطئة ولكن البعض يريد أن ينشر في اﻷردن ثقافة أن معارضة الحكومة وانتقادها أمرا غير وطني وعلينا أن نصفق لكل كلمة تقولها الحكومة وأن نحارب أي انسان يطالب ولو بحق بسيط له منها بل على الشعب أن ينتظر من الحكومة تقديم صدقة أو حسنة في يوم ما.
أكرر لكم لست مع أن يعطى النائب حقه قبل أن يأخذ المعلم حقه والعسكري حقه والقاضي والطبيب وعمال النظافة والتمريض و.....
عندما يأخذ هؤلاء حقوقهم من الحكومة يكون النائب قد قدم دوره الحقيقي وله حينها أن يطالب بحقه قياسا على اﻵخرين.
النائب دوره أن يعمل و يحاور ويناقش أن ينتقد و يعترض لما فيه خير الشعب كونه ممثلا للشعبولكن ما أعجبني أيها المعلم اﻷردني أن كل من هاجمك عرف أنه قد أخطأ بحقك عندما وقف ضدك في مطالبتك بحقوقك،
وأتوجه لنقابة المعلمين باستفسار راجيا الرد هو :
ما حقيقة الغاء موضوع مدرسي عن الشهيد فراس العجلوني من المقرر؟؟
و من أصدر قرار اعدام الشهيد العجلوني فكريا؟؟
و لحكومتنا التي لا يقبل البعض انتقادها سؤال :
هل ما زلتم ستشترون غاز فلسطين من سارق فلسطين؟؟
أوقفوا هذه الجريمة ﻷن التاريخ سيحاكمكم إن فعلتموها وسينسى أن نائبا طالب بزيادة دخلهو سيذكر التاريخ أن العسكري المتقاعد ﻻ يأخذ ضمان شيخوخته يكفي بعد أن قدم زهرة شبابه لوطنه.
و سيذكر التاريخ أن نقابة المعلمين طالبت بحق من يعلم أولادنا وما زالت تنتظر
وسيذكر التاريخ أن دماء الشهيد زعيتر و الشهيد علان نسيتها الحكومة
و سيذكر التاريخ أن ابن اﻷردن اﻷستاذ فادي مسلم مسجون في السعودية ظلما وحكومته لم تتصرف.