النموذج الأرقى!
د. يعقوب ناصر الدين
حين يكون الخطر ماثلا أمامنا ، فإن الخطط متوسطة أو بعيدة المدى تحتاج إلى كثير من الصبر والعمل الجماعي المنظم والثقة بالنفس، ولكنها ليست أولوية من الناحية العملية، فالأولوية هي لمحاصرة الظاهرة لتصير في أضيق حلقاتها، وبالتزامن معها يمكن السير في خطوات متتالية لإعادة تنظيم المجتمعات على اساس التكافل والتضامن وسيادة القانون والتوزيع العادل للثروة، واستعادة الطبقة الوسطى، والقضاء على جميع أشكال الظلم والقهر والاستبداد.
النموذج الأمثل الذي يمكن اعتماده لدول المنطقة العربية هو نموذج أردني ، فالأردن هو الدولة الوحيدة التي تحتفظ بعناوين الدولة القائمة ، وهو بكل ما يواجهه من مشكلات داخلية ناجمة عن الوضع الاقتصادي أساسا أفضل حالا من دول تملك مقومات حيوية تذهب عائداتها لصالح القتل والدمار والصراع على السلطة نتيجة عدم القدرة على التحول المرحلي أو سد الفراغ الناجم عن سقوط الأنظمة التي سقطت !
سيستمر الجدل طويلا حول طبيعة ما يجري ، وستكون " المؤامرة " محور النقاش، وستسود لغة " المبني للمجهول " لأنها تعفينا من المسؤولية ، وتمنحنا القدرة على التطهر من الآثام طالما نستطيع لعن الشيطان وشتمه دون عناء !
ما يجري ليس في ساحتنا ، وإن كان قريبا منا ، وخطتنا المتينة لمواجهة الإرهاب وصيانة أمن الدولة قائمة قبل وبعد داعش ، والخطط المتوسطة والبعيدة المدى مصاغة وموجودة ، ولا ينقصها إلا أن نحولها إلى برامج تنفيذية تحمل مسؤوليتها القطاعات كلها، إنها فرصتنا كي نظهر عزيمتنا ، ونقدم نموذجنا الأرقى ، فماذا ننتظر ؟
yacoub@meuco.jo