تفاصيل "ليلة القبض على ذهب عجلون" كما سمعها النواب من الأهالي "صور"
روى أهالي المنطقة المجاورة لموقع الحفريات في محافظة عجلون تفاصيل تسع عشرة ساعة أغلقت فيها الأجهزة الأمنية الطريق الرئيس الواصل من مثلث ارحابا باتجاه جامعة عجلون الوطنية.
وقال الأهالي في شهادتهم للوفد النيابي على تلك الساعات، ان الإغلاق تم منذ الساعة الثالثة من مساء يوم الخميس وحتى الساعة العاشرة من صباح الجمعة، حيث تواصل العمل طيلة تلك الساعات ومُنع الأهالي من الاقتراب أو المرور قرب المنطقة.
ذلك ما أكدته شهادة إحدى السيدات المسنّات للوفد النيابي، حيث منعت الأجهزة الأمنية ابنها من زيارتها، رغم حاجتها لوجوده بجانبها كونها مريضة قلب وبحاجة دائمة للطبيب.
ويروي طالب جامعي لنواب في الوفد قيام أفرد الأمن بمنعه من عبور الطريق خلال عودته من جامعته إلى منزله، واضطر للالتفاف وسلوك طريق بديلة أبعد نظرا لاصرار الأمن على منعه، كما نقل نائب لجو24.
بدأ العمل بضخّ كميات كبيرة من المياه في مواقع الحفر الثلاث كما أكد الأهالي للنواب، ويبدو ان ذلك كان لتحديد منطقة الحفر وتسهيل العملية التي حاولت الأجهزة ان تكون بعيدة عن الأعين أو التوثيق، ليصار بعدها إلى حقن الأرض بخلطة اسمنتية.
وأضاف نواب في الوفد فضّلوا عدم الكشف عن اسمهم لـJo24 ان عدة شهادات اطلعوا عليها أكدت سماع صوت انفجار في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل كان قادما من موقع الحفر، معللين ذلك بأن المنطقة صخرية وربما استخدمت الأجهزة المعنية كمية من المتفجرات لتسهيل الأمر.
بعد الانتهاء من الحفر وتجهيز الموقع، قال الأهالي انهم شاهدوا عناصر من القائمين على العملية ينزلون بالحبال -التي وثّق النواب استخدامها- إلى أسفل الحفرة، ويخرجون دفائن وجدت في الأرض، مؤكدين ان المستخرج كانت دفائن، بعكس الروايات الحكومية المختلفة التي تم الاعلان عنها.
وبحسب المشاهدات فإن القائمين على عملية الحفر قد سمّوا مواقع الحفر بثلاث رموز "آي140، آي150، آي160".
وطالب الأهالي النواب بحماية المنطقة من حفريات مماثلة قد تشهدها المحافظة مستقبلا؛ بخاصة وان السكان مؤمنون بوجود ذهب في عدة مواقع في المحافظة.
من بين شهادات النواب، لم تمانع النائب رلى الحروب من ان تصرّح باسمها، وعبّرت عن شعورها بوجود "شبهات تدعمها مؤشرات حقيقية، خاصة في ظل الروايات الرسمية المتناقضة والتي لا تقنع طفلا".
وطالبت الحروب في حديثها لـJo24 الحكومة "بالاعتذار للشعب الأردني عن محاولتها استغفاله".
وتساءلت الحروب "اذا كان الحفر لكابلات فأين هو الرادار الذي يحفرون تحته ومن أين تمتد الكابلات وحتى أي منطقة؟! ولماذا يتم حقن التربة بالماء إن كانت المسألة متعلقة بكوابل؟!"، مشيرة في ذات السياق إلى ان الأمن لم يعد يستخدم الكابلات في عمله.
تلك الروايات والمشاهدات كانت بين أيدي الوفد النيابي الذي زار المنطقة للوقوف على تفاصيل الحدث والتحقيق فيه بشفافية تامة، وذهبت معظم آراء شهود العيان إلى ضرورة اعادة حفر المنطقة مرة أخرى، وهو ما لاقى قبولا عند عدد من النواب المشاركين في الوفد، ويبدو انه الخيار الأقرب لضمان ازالة الغموض عن الحادثة.
يبدو ان لجنة النزاهة والشفافية باتت أمام خيار وحيد لترجيح وتأكيد إما الرواية الرسمية أو رواية الأهالي، وتنهي بذلك ملفا شغل الأردنيين على مدار الأيام الخمسة الماضية.
يذكر أن الوفد النيابي الذي زار عجلون اليوم ضمّ النواب: "رلى الحروب، علي السنيد، نجاح العزة، هند الفايز، تامر بينو، جمال قموه، محمد الرياطي، زيد الشوابكة، محمد فريحات، علي بني عطا".
قطع معدنية كانت مثبتة في صخور موقع الحفر
..
قطع معدنية مع عينة من الصبة الاسمنتية تستخدم لغايات التسلّق
..