jo24_banner
jo24_banner

الكرك: نبش القبور بحثا عن "الدفائن واللقى الذهبية"

الكرك: نبش القبور بحثا عن الدفائن واللقى الذهبية
جو 24 : تتعرض حرمة الكثير من المقابر القديمة في محافظة الكرك للانتهاك من قبل عابثين يقومون بنبش المقابر بحثا عن الدفائن واللقى الذهبية، فيما تفتقر هذه المقابر الى الرعاية والاهتمام بالحفاظ على نظافتها او ازالة الاشواك والاعشاب الجافة فيها من قبل الجهات المعنية بشؤون المقابر في ظل تضارب المسؤولية حول ذلك بين البلديات ومديرية اوقاف المحافظة.

هذه الحال تكاد تنطبق على معظم مقابر المحافظة التي تحصى بعدد ما في المحافظة من قرى وبلدات تربو على مئتي بلدة وقرية، ولان الامور تقاس بمثلها وفي ضوء ملاحظات وشكاوى كثيرة ترد من مواطنين في مختلف مناطق المحافظة، فان الحديث في هذه المتابعة سيأتي على ذكر عدد من هذه المقابر.

وتعد مقبرة مدينة الكرك «مقبرة النبي نوح الاسلامية» من اكبر واقدم مقابر المحافظة ورغم هاتين الميزتين يقول المواطن محمد الحباشنه « ان هذه المقبرة شبه مهملة بل وتتكرر الاعتداءات عليها من حين لاخر من قبل عابثين دون ان تحرك مديرية اوقاف الكرك والادارات الحكومية ذات العلاقة بشكل عام ساكنا، مطالبا بفرض رقابة على المقبرة لوقف الاعتداء على حرمتها.

ولعل ابرز تلك الاعتداءات كما لخصها الحباشنة، ما حدث لمقام النبي نوح الذي تسمى المقبرة باسمه حيث اقدم مجهولون على نبش قبة المقام العليا ظنا منهم ان فيها كنزا لكنهم لم يجدوا شيئا لتكون النتيجة تدمير هذا الاثر الديني الذي مضى عليه اكثر من قرن من الزمان، وكانت مجموعة قبور تعود لفترة الحكم العثماني قد تعرضت من قبل مجهولين ايضا للنبش بحثا عن كنوز ودفائن نفيسة ايضا، بل ان بعض القبور مسيجة باقفاص حديدية وهناك من قام بتفكيك تلك الاقفاص للمتاجرة بحديدها.

وقال المواطن علي المعايطة « ليست مشكلة النبش والتحفير بحثا عن الدفائن الثمينة التي تعاني منها المقبرة، بل إن هناك أيضا العابثين والمستهترين من الشباب الطائش الذين يمارسون افعالا لا تتناسب وحرمة وكرامة الموتى، ورغم كل الشكاوى التي وصلت للجهات المعنية بالموضوع فلم يتغير شيء وظلت الاوضاع تراوح مكانها.

ولفت المواطن سالم خلف، الى ان الحاجة ملحة لايجاد مقبرة اخرى بعد ان امتلأت مقبرة النبي نوح حيث اصبح من الصعوبة البحث عن مكان لحفر القبور، ما يدفع الناس لدفن الموتى في مقابر مشتركة، منوها انه منذ سنوات والحديث قائم عن امتلاك بلدية الكرك الكبرى لارض في منطقة اللجون لانشاء مقبرة جديدة عليها لكن لم نعد نسمع عن هذا الامر شيئا، وكان اخر ما قيل بهذا الخصوص، ان ارض المقبرة جاهزة وان كل ما يحتاج هو ايصال طريق من الشارع العام اليها، متسائلا هل تحتاج امتار معدودة الى اشهر او سنوات لفتحها ؟!.

وفي ضواحي مدينة الكرك هناك مقبرة الثنية التي يقول المواطن محمد الصعوب، انها تفتقر الى النظافة حيث تمتلئ بالاشواك والمخلفات البلاستيكية والكثير من انواع النفايات، الامر الذي يعرقل حرية الحركة داخل المقبرة عند وجود جنازات، وراجعنا بلدية الكرك ومديرية اوقاف المحافظة لعمل ما يلزم لكن دون جدوى.

ويقول المواطن محمد العونة « ان مقبرة النقع وهي من المقابر القديمة تتعرض للكثير من اعمال النبش والتحفير بحثا عن دفائن»، مبينا ان الاعتداء لا يقع على المقابر القديمة التي تعود لعصور خلت بل حتى المقابر الحديثة لم تسلم من الاعتداء ايضا، الامر الذي يخلق الكثير من المشاكل مع ذوي الموتى الذين تنبش قبورهم، داعيا من يعنيهم الامر الى فرض رقابة مشددة على المقبرة لمنع الاعتداء عليها خاصة وان بعض المعتدين يأتون من خارج المنطقة.

ومن جانبه، قال مدير اوقاف الكرك محمود الضمور « ان الاراضي التي تخصص كمقابر اما ان تكون في الاساس ارضا وقفية او ان تشتريها البلدية وتقوم بتسجيلها باسم وزارة الاوقاف «.

واشار الى ان المسؤولية المباشرة على المقابر تقع على عاتق البلديات فهي من يتولى ادامة نظافتها واتخاذ ما يلزم من اجراءات لمنع اية اعتداءات عليها، فيما تكمن مسؤولية مديرية الاوقاف في مراقبة المقابر كواجب شرعي وتوعوي من خلال منابر المساجد وحلقات الوعظ والارشاد لبيان حرمة الاعتداء على المقابر ومن ثم ابلاغ الجهات المختصة بخصوص اية ملاحظات حول اوضاع تلك المقابر لمعالجتها.

وبخصوص مقبرة الكرك « النبي نوح «، اوضح الضمور، ان المديرية خاطبت بلدية الكرك بخصوص ان هذه المقبرة لم يعد فيها طاقة استيعابية، ما يستلزم سرعة تشغيل المقبرة الجديدة التي اقامتها البلدية شرق مدينة الكرك.

وبخصوص حرمة الاعتداء على المقابر فقال مدير الاوقاف» ان الدين الاسلامي نهى عن نبش القبور والعبث بها تكريما للانسان وان حرمة الانسان بعد موتة باقية كما كانت في حياته ويجب صونها والدفاع عنها»، مبينا ان نبش قبر الميت هو اعتداء عليه لان للميت حرمته في الاسلام، منوها ان نبش القبور لا يجوز الا للضرورة او الحاجة الماسة كالوقوف على اسباب الجرائم الواقعة على الاشخاص من اجل الوصول الى الحقيقة وغيرها من الامور الاخرى.

واوضح رئيس بلدية الكرك الكبرى المهندس محمد المعايطه، ان البلدية مهتمة بشؤون المقابر بشكل عام لادامة نظافتها وحمايتها من اعتداءات العابثين، مشيرا الى ان المقبرة الجديدة الواقعة شرق مدينة الكرك على مساحة 120 دونما جاهزة للاستخدام وان ما تبقى هو اتمام فتح الطريق الموصلة اليها والبالغة زهاء اربعة كيلومترات، حيث رصدت وزارة الاشغال العامة المبالغ المالية لاتمام ذالك وما زالت البلدية تنتظر تزويدها بالمخططات لتحديد مسار الطريق من قبل مديرية هندسة بلديات الكرك، مشيرا الى أن مديرة المديرية المهندسة لما المجالي أوضحت ان المديرية انجزت المخططات المطلوبة للطريق وسلمتها الى مديرية اشغال الكرك لرصد المخصصات اللازمة لانجاز الطريق الموصل الى المقبرة الجديدة.

واشار مدير اشغال الكرك المهندس راغب جمال صبيح، الى انه تم رفع المخططات الهندسية اللازمة لانشاء الطريق المشار اليه الى وزارة الاشغال العامة، لرصد المخصصات المالية اللازمة للبدء بتنفيذ الطريق والمقدرة بحوالي (110) الاف دينار.

الرأي-نسرين الضمور
تابعو الأردن 24 على google news