المركز العربيّ يعلن نتائج استطلاع المؤشّر العربيّ
جو 24 : أعلن المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات فيالدوحة اليوم عن نتائج استطلاع المؤشّر العربيّ لعام 2014الذي نفّذه المركز في 14 بلدًا عربيًّا،هي: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس،وليبيا، ومصر، والسّودان، وفلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق، والسعوديّة، واليمن، والكويت،كما شمل عينةً من المُهجّرين واللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن وداخل الأراضي السورية المحاذية للحدود التركية.
شمل الاستطلاع 26618مستجيبًا أجريت معهم مقابلات شخصيّة وجاهية ضمن عيّناتٍ ممثّلة لتلك البلدان، وبهامش خطأ يتراوح بين 2-3%. ويعادل مجموع سكّان المجتمعات التي نُفّذ فيها الاستطلاع 90% من عدد السكّان الإجماليّ لمجتمعات المنطقة العربيّة.
وقد نفِّذ هذا الاستطلاع الميداني خلال الفترة منكانون الثاني/ ينايرإلى تموز/ يوليو2014. وأوضح الدكتور محمد المصري، منسق وحدة الرأي العام في المركز العربي، أنّ استطلاع المؤشر العربي الذي ينفذه المركز للعام الثالث على التوالي هو أضخم مسحٍ للرأي العام في المنطقة العربيّة، وتمثّل بياناته مصدرًا مهمًالصنّاع القرار والباحثين والمهتمين بشؤون المنطقة العربية.
والمؤشّرُ العربيُّ هو استطلاعٌ سنويّينفّذه المركزالعربيّ في البلدان العربيّة؛ بهدف الوقوفعلى اتّجاهات الرّأي العامّ العربيّ نحو مجموعةٍ من الموضوعات: الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، بما في ذلك اتّجاهات الرّأي العامّ نحو قضايا الدّيمقراطيّة، والمشاركة السياسية والمدنيّة.
وأظهرت نتائج مؤشّر هذا العامانقسامًا في تقييم الثورات العربيّة، فقد أفاد45% من الرأي العامّ أنّ الثورات العربيّة والربيع العربيّهيتطوّرات إيجابيّة، مقابل 42% عبّروا عن تقييمٍ سلبيّ لها. وقد فسَّر الذين قيّموا الثورات بأنها سلبيّة بسبب الخسائر البشريّة الكبيرة، وعدم تحقيق الثورات أهدافها، وحالة الاستقطاب السياسي الحادّ،وتدهور الأوضاع الاقتصادية. ولم تكن نسبة الذين قيّموا الثورات بطريقةٍ سلبيّةانطلاقًا من موقف معادٍ للثوراتنفسها نسبةً ذات بال؛ إذ إنّ5%فقط ترى أنّ الربيع العربيّ هو مؤامرة خارجيّة.
تقييم الرأي العامّ في المنطقة العربيّة للثورات العربيّة والربيع العربيّ
ومع أنّ هنالك انقسامًا في تقييم الثورات العربيّة، فإنّ الرأي العام العربي مازال متفائلًا بالربيع العربي ولديه ثقة بمآلاته، إذ إنّ أغلبية الرأي العام (60%) ترى أنّ الربيع العربي يمرُّ بمرحلةِ تعثرٍ، لكنه سيحقق أهدافه في نهاية المطاف، مقابل 17% يرون أنّ الربيع العربي قد انتهى وعادت الأنظمة السابقة إلى الحكم.وذكر مواطنو المنطقة العربية التدهور الأمني في بعض البلدان، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، والتدخل الخارجي، وظهور الحركات المتطرفة، وتحريض قوى الأنظمة السابقة، وتحريض وسائل الإعلام، بوصفها عوامل رئيسة ساهمت في تعثّر الربيع العربي.
ينحاز الرأي العامّ العربيّ لتأييد الثورة السوريّة؛إذ أيّد 68% من المستجيبين تنحّي بشّار الأسد عن السلطة، مقابل معارضة 16%. وقد برَّر المؤيّدون للتنحي موقفهم هذا بالعديد من العوامل، أهمها أنّ بشار الأسد ارتكب مجازر وقتل الشعب السوريوشرّده، وأنه حاكم مستبد، وأنه سبب الأزمة السورية الحالية ورحيله يمثل حلًالها.
المُستجيبون المُؤيّدون والمعارضون لعبارة "من الأفضل لسورية اليوم أن يتنحى بشّار الأسد عن السلطة"
انقسم الرّأي العامّ العربي بشأن قرار عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي؛ إذ رأى 41% من المستجيبين أنّه قرارٌ سلبيٌ لأنه يعدّ انقلابًا عسكريًا على إرادة الشعب، وأنه جاء للحيلولة دون التحول الديمقراطي، وأنه اعتداء على شرعية الانتخابات وانتهاك للدستور. في المقابل، أفاد أقل من ثلث المستجيبين أنّ هذا القرار كان إيجابيًّا لأنه جاء لإنهاء الأزمة وتحقيق الأمن والاستقرار، أو نتيجة لفشل مرسي في الحكم، أو لأنه جاء تلبية لرغبة الشعب المصري، أو للحدِّ من سيطرة الإخوان المسلمين على السلطة.
عبّر مواطنو المنطقة العربية عن مخاوف محدودة أو كبيرة من زيادة نفوذ الحركات الإسلامية السياسية، وكذلك من زيادة نفوذ الحركات غير الإسلامية العلمانية.وأفاد 43% من المستجيبين أنّ لديهم مخاوف من الحركات الإسلاميّة السياسية مقابل 40% قالوا إنه ليست لديهم مخاوفمنها.وأفاد 37% من المستجيبين بأنّ لديهم مخاوف من الحركات العلمانية مقابل 41% أفادوا أنْ ليس لديهم مخاوف منها.
وقد أكد الدكتور المصري، المشرف على تنفيذ هذا المسح، على "أنّ وجود مخاوف من الحركات الإسلامية والعلمانية في آنٍ واحدٍ يعبِّر عن حالة انقسامٍ واستقطابٍ في الرأي العام العربي". وأضاف أنّ"القطاعات التي عبّرت عن مخاوف تجاه أحد التيارين قد فسَّرت ذلك بأسباب محددة وواضحة، إضافة إلى وجود قطاع من الرأي العامّ لديه مخاوفَ من الحركات الإسلامية والحركات العلمانية في الوقت نفسه.ويشير ذلك، بحسب الدكتور المصري، إلى أنّ عدم التوافق بين هذه الحركات سيكون معوِّقًا للتحوّل الديمقراطي ويفسح المجال لأجهزة ومؤسسات غير ديمقراطية لاستغلال هذه المخاوف والاتجاه نحوالسلطوية".
المستجيبون الذين أفادوا أنّ لديهم مخاوف من زيادة نفوذ الحركات الإسلامية والحركات غير الإسلامية (العلمانية) وأولئك الذين أفادوا أنْ ليس لديهم مخاوف منها
تُظهر نتائج المؤشّر العربي أنّتغيّرًا مهمًّا قد طرأ على أولويّات المواطنين في المنطقة العربيّة؛ إذ أورد المستجيبون غياب الأمن والأمان باعتباره أهمَّ مشكلةٍ تواجه بلدانهم وبنسبة 20%، وهذه أول مرّة يرى فيها المواطنون أنّ المشكلة الأهم ليست اقتصادية، فقد جاءت مشكلة البطالة في المرتبة الأولى في استطلاعَي المؤشر لعام2011 وعام 2012/ 2013.كما أنّ تقييم مستوى الأمان والوضع الاقتصادي في بلدان المستجيبين كان سلبيًّا. وهذا ينطبق على تقييم الوضع السياسيلبلدانهم؛ إذ إنّ36% قيّموه بأنه إيجابيّ، مقابل 59% قيّموه بأنه سلبيّ. إنّ تقييّم المستجيبين للوضع السياسيّ في بلدانهم في استطلاع مؤشر عام 2014 كان أكثر سلبيّةً منه في عام 2012/2013.
تقيّيم المستجيبينللوضع السّياسيّ في بلدانهمحسب مؤشّر 2014 مقارنةً بمؤشر 2012/ 2013
وكشفت نتائج المؤشر العربي أنّ الأوضاع الاقتصادية لمواطني المنطقة العربية هي أوضاع غير مرضية على الإطلاق؛ إذ إنّ42% قالوا إنّ دخول أسرهم تغطّي نفقات احتياجاتهم، ولا يستطيعون أن يوفّروا منها (أسر الكفاف)، وأفاد 32% من الرأي العامّ أنّ أسرهم تعيش في حالة حاجةٍ وعوز؛ إذ إنّ دخولهم لا تغطّي نفقات احتياجاتِهم.
توصيف المستجيبين لدخول أسرهم في مؤشّر 2014 مقارنةً مع مؤشّري2012/ 2013،و2011
أمّا على صعيد اتّجاهات الرأي نحو الديمقراطية، فإنّ هنالك شبه إجماع، إذ أفاد 73% من المستجيبين تأييدهم النظام الديمقراطي، مقابل 17% منهم عارضوه.
مؤيّدو مقولة "إنّ النظام الديمقراطي وإنْ كانت له مشكلاته، هو أفضل من غيره من الأنظمة"، ومعارضوها
في استطلاعمؤشّر 2014،مقارنةًمع مؤشّري2012/ 2013،و2011
فقد أفاد 82% من الرأي العامّ أنّ النظام الديمقراطي التعدّدي هو نظام ملائم ليطبَّق في بلدانهم، في حين توافَق ما بين 50%إلى 62% على أنّ أنظمة مثل النظام السلطوي،أو نظام الأحزاب الإسلامية فقط، أو نظام قائم على الشريعة الإسلاميّة، ونظام الأحزاب الدينية، هي أنظمةٌ غير ملائمة لتطبَّق في بلدانهم.
اتّجاهاتالرأيالعامّ نحو مدى ملاءمةمجموعةٍ من الأنظمةالسياسيّةلأنتكونأنظمةَ حكمٍلبلدانهم
أمّا على صعيد المحيط العربيّ، فقد أظهرت النتائج أنّ81% من الرأي العامّ العربيّ يرى أنّ سكّان العالم العربيّ يمثّلون أمّةً واحدةً، وإنْ تمايزت الشعوب العربيّة بعضها عن بعض، مقابل 14% قالوا إنّهم شعوب وأمم مختلفة.
تصوّرات المستجيبين في البلدان المستطلعة عن سكّان الوطن العربيّ في مؤشّر 2014، مقارنةًمع مؤشّر 2012/ 2013، و2011
كما قيّمت أكثرية الرأي العام سياسات الولايات المتحدة وروسيا وإيران تجاه المنطقة العربية بأنها سلبية، وكان تقييم سياسات تركيا والصين أكثر إيجابية.
تقييم الرأي العام لسياسات الخارجية بعض الدول الكبرى والإقليمية في المنطقة العربية
أمّا بالنسبة إلى الأمن القوميّ العربيّ، فإنّ66% أفادوا أنّ إسرائيل والولايات المتّحدة هما الأكثر تهديدًا للأمن القومي العربيّ. ورأى 9% أنّإيران هي الدولة الأكثر تهديدًا لأمن الوطن العربيّ.ومن الجدير بالذكر أن اليمنيين والسعوديين والعراقيين واللبنايين والكويتيين اعتبروا أن إيران هي الدولة الأكثر تهديدًا لأمن بلدانهم.
اتّجاهات الرّأي العامّ العربيّ نحو اعتراف بلدانهم بإسرائيلفي مؤشّر 2014 مقارنةً مع مؤشّر 2012/2013، و2011
وأظهرت النتائج أنّ 87% من مواطني المنطقة العربية يرفضون الاعتراف بإسرائيل، وفسّر الذين يعارضون الاعتراف بإسرائيل موقفهم بعددٍمن العوامل والأسباب معظمها مرتبطة بالطبيعة الاستعمارية والعنصرية والتوسعيّة لإسرائيل. وأكّد الدكتور المصري على أنّ النتائج تظهر أنّ آراء المواطنين الذين يرفضون الاعتراف بإسرائيل لا تنطلق من مواقف ثقافية أو مواقف ضد اليهود.
الأسباب التي أوردها المستجيبون المعارضون للاعتراف بإسرائيل
%
لأنها دولة استعمار واحتلال واستيطان 25.1
لأنها كيان صهيوني يتعامل معنا بعنصرية وكراهية 13.1
بسبب عدائها لشعبنا بصفة خاصة وللعرب بصفة عامة 12.3
لأنها تعدّ إلغاءً للفلسطينيين وحقوقهم وتسليمًا بشرعية ما فعلته بالشعب الفلسطيني 8.1
لقيامها بتشتيت الفلسطينيين واستمرارها في اضطهادهم وقتلهم 5.9
تهدد أمننا الوطني وتزعزع أمن المنطقة واستقرارها 2.7
دولة توسعية تسعى للهيمنة أو احتلال العالم العربي وثرواته 2.5
لا تحترمالاتفاقيات والمعاهدات 2.5
لأنها دولة إرهابية وتدعم الإرهاب 1.2
معارضون لأسباب دينية 5.2
وكشفت نتائج المؤشّر العربيّ أنّ التلفزيون لا يزال هو الوسيلة الأولى التي يعتمدها المواطن العربيّ في متابعة الأخبار بنسبة 76%،ثم شبكة الإنترنت (7%)، فالإذاعات، والصحافة اليومية (6% لكلٍ منهما). وجاءت قنوات التلفزة الوطنية في الصدارة باعتبارها أكثرَ مصدرٍ معتمَدٍ للأخبار. وتلتها بفارقٍ بسيط قناة الجزيرة، ثمّ قناة العربيّة.
وأظهرت نتائج الاستطلاع أنّ48% من المستجيبين أفادوا أنّهم لا يستخدمون الإنترنت مقابل 50% قالوا إنّهم يستخدمونها، وأنّ71% من مستخدمي الإنترنت لديهم حساب على "فيس بوك"، و29% من مستخدمي الإنترنت لديهم حساب على "تويتر". إنّ أكثريّة مستخدمي "فيس بوك" و"تويتر" يقومون باستخدامه، للتفاعل مع قضايا سياسيّة.
استخدامالإنترنت
المستجيبونالّذينأفادواأنّلديهمحسابًاعلى "فيسبوك"،و"تويتر" منمُجملمستخدميالإنترنت في مؤشر 2014، مقارنة بمؤشر 2012/ 2013
أمّا على صعيد أثر الدين والتديّن في الحياة العامّة والحياة السياسيّة، فقد أظهرت النتائج أنّأكثريّة مواطني المنطقة العربيّة أفادوا أنّهم إمّا "متدينون جدًّا" (24%)، أو "متديّنون إلى حدٍّ ما" (63%)، مقابل 8% "غير متديّنين".
تعريف المستجيبين مستوى تديّنهم في مؤشر 2014، مقارنًة معنتائجمؤشّر2012/ 2013،و2011
مع أنّ أغلبية المستجيبين هم من المتديّنين،ترفض أغلبية الرأي العامّ تكفير من ينتمون إلى أديان أخرى أو من لديهم وجهات نظر مختلفة في تفسير الدين.كما تشير النتائج إلى أنّ أكثريّة المواطنين ليس لديها فرقٌ في التعامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بين المتديّنين وغير المتديّنين. كما أنّ أغلبية الرأي العامّ ترفض أن يؤثّر رجال/ شيوخ الدين في قرارات الحكومة أو في كيفية تصويت الناخبين.وترفض الأكثرية أن تقوم الدولة باستخدام الدين للحصول على تأييد الناس لسياساتها،كما رفضت أن يستخدم المترشّحون للانتخابات الدين من أجل كسب أصوات الناخبين. وكشفت بيانات المؤشّر العربيّ أنّ الرأي العامّ في المنطقة العربيّة منقسمٌبخصوص فصل الدين عن السياسة.
مؤيّدومقولة "ليس منحقّأيّجهةتكفيرالّذينينتمونإلىأديانأخرى"، ومعارضوها
اتّجاهات المستجيبين نحو التّعامل مع الآخرين في مؤشّر 2014، مقارنًة مع مؤشّر 2012/ 2013، و2011
مؤيّدو مقولة"لايحقّللحكومةاستخدامالدّينللحصولعلىتأييدالناسلسياساتها"، ومعارضوها
اتّجاهات المستجيبين نحو تأييدمقولة "من الأفضل للبلد أنْيجري فصل الدّين عن السّياسة"،أومعارضتها
شمل الاستطلاع 26618مستجيبًا أجريت معهم مقابلات شخصيّة وجاهية ضمن عيّناتٍ ممثّلة لتلك البلدان، وبهامش خطأ يتراوح بين 2-3%. ويعادل مجموع سكّان المجتمعات التي نُفّذ فيها الاستطلاع 90% من عدد السكّان الإجماليّ لمجتمعات المنطقة العربيّة.
وقد نفِّذ هذا الاستطلاع الميداني خلال الفترة منكانون الثاني/ ينايرإلى تموز/ يوليو2014. وأوضح الدكتور محمد المصري، منسق وحدة الرأي العام في المركز العربي، أنّ استطلاع المؤشر العربي الذي ينفذه المركز للعام الثالث على التوالي هو أضخم مسحٍ للرأي العام في المنطقة العربيّة، وتمثّل بياناته مصدرًا مهمًالصنّاع القرار والباحثين والمهتمين بشؤون المنطقة العربية.
والمؤشّرُ العربيُّ هو استطلاعٌ سنويّينفّذه المركزالعربيّ في البلدان العربيّة؛ بهدف الوقوفعلى اتّجاهات الرّأي العامّ العربيّ نحو مجموعةٍ من الموضوعات: الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، بما في ذلك اتّجاهات الرّأي العامّ نحو قضايا الدّيمقراطيّة، والمشاركة السياسية والمدنيّة.
وأظهرت نتائج مؤشّر هذا العامانقسامًا في تقييم الثورات العربيّة، فقد أفاد45% من الرأي العامّ أنّ الثورات العربيّة والربيع العربيّهيتطوّرات إيجابيّة، مقابل 42% عبّروا عن تقييمٍ سلبيّ لها. وقد فسَّر الذين قيّموا الثورات بأنها سلبيّة بسبب الخسائر البشريّة الكبيرة، وعدم تحقيق الثورات أهدافها، وحالة الاستقطاب السياسي الحادّ،وتدهور الأوضاع الاقتصادية. ولم تكن نسبة الذين قيّموا الثورات بطريقةٍ سلبيّةانطلاقًا من موقف معادٍ للثوراتنفسها نسبةً ذات بال؛ إذ إنّ5%فقط ترى أنّ الربيع العربيّ هو مؤامرة خارجيّة.
تقييم الرأي العامّ في المنطقة العربيّة للثورات العربيّة والربيع العربيّ
ومع أنّ هنالك انقسامًا في تقييم الثورات العربيّة، فإنّ الرأي العام العربي مازال متفائلًا بالربيع العربي ولديه ثقة بمآلاته، إذ إنّ أغلبية الرأي العام (60%) ترى أنّ الربيع العربي يمرُّ بمرحلةِ تعثرٍ، لكنه سيحقق أهدافه في نهاية المطاف، مقابل 17% يرون أنّ الربيع العربي قد انتهى وعادت الأنظمة السابقة إلى الحكم.وذكر مواطنو المنطقة العربية التدهور الأمني في بعض البلدان، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، والتدخل الخارجي، وظهور الحركات المتطرفة، وتحريض قوى الأنظمة السابقة، وتحريض وسائل الإعلام، بوصفها عوامل رئيسة ساهمت في تعثّر الربيع العربي.
ينحاز الرأي العامّ العربيّ لتأييد الثورة السوريّة؛إذ أيّد 68% من المستجيبين تنحّي بشّار الأسد عن السلطة، مقابل معارضة 16%. وقد برَّر المؤيّدون للتنحي موقفهم هذا بالعديد من العوامل، أهمها أنّ بشار الأسد ارتكب مجازر وقتل الشعب السوريوشرّده، وأنه حاكم مستبد، وأنه سبب الأزمة السورية الحالية ورحيله يمثل حلًالها.
المُستجيبون المُؤيّدون والمعارضون لعبارة "من الأفضل لسورية اليوم أن يتنحى بشّار الأسد عن السلطة"
انقسم الرّأي العامّ العربي بشأن قرار عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي؛ إذ رأى 41% من المستجيبين أنّه قرارٌ سلبيٌ لأنه يعدّ انقلابًا عسكريًا على إرادة الشعب، وأنه جاء للحيلولة دون التحول الديمقراطي، وأنه اعتداء على شرعية الانتخابات وانتهاك للدستور. في المقابل، أفاد أقل من ثلث المستجيبين أنّ هذا القرار كان إيجابيًّا لأنه جاء لإنهاء الأزمة وتحقيق الأمن والاستقرار، أو نتيجة لفشل مرسي في الحكم، أو لأنه جاء تلبية لرغبة الشعب المصري، أو للحدِّ من سيطرة الإخوان المسلمين على السلطة.
عبّر مواطنو المنطقة العربية عن مخاوف محدودة أو كبيرة من زيادة نفوذ الحركات الإسلامية السياسية، وكذلك من زيادة نفوذ الحركات غير الإسلامية العلمانية.وأفاد 43% من المستجيبين أنّ لديهم مخاوف من الحركات الإسلاميّة السياسية مقابل 40% قالوا إنه ليست لديهم مخاوفمنها.وأفاد 37% من المستجيبين بأنّ لديهم مخاوف من الحركات العلمانية مقابل 41% أفادوا أنْ ليس لديهم مخاوف منها.
وقد أكد الدكتور المصري، المشرف على تنفيذ هذا المسح، على "أنّ وجود مخاوف من الحركات الإسلامية والعلمانية في آنٍ واحدٍ يعبِّر عن حالة انقسامٍ واستقطابٍ في الرأي العام العربي". وأضاف أنّ"القطاعات التي عبّرت عن مخاوف تجاه أحد التيارين قد فسَّرت ذلك بأسباب محددة وواضحة، إضافة إلى وجود قطاع من الرأي العامّ لديه مخاوفَ من الحركات الإسلامية والحركات العلمانية في الوقت نفسه.ويشير ذلك، بحسب الدكتور المصري، إلى أنّ عدم التوافق بين هذه الحركات سيكون معوِّقًا للتحوّل الديمقراطي ويفسح المجال لأجهزة ومؤسسات غير ديمقراطية لاستغلال هذه المخاوف والاتجاه نحوالسلطوية".
المستجيبون الذين أفادوا أنّ لديهم مخاوف من زيادة نفوذ الحركات الإسلامية والحركات غير الإسلامية (العلمانية) وأولئك الذين أفادوا أنْ ليس لديهم مخاوف منها
تُظهر نتائج المؤشّر العربي أنّتغيّرًا مهمًّا قد طرأ على أولويّات المواطنين في المنطقة العربيّة؛ إذ أورد المستجيبون غياب الأمن والأمان باعتباره أهمَّ مشكلةٍ تواجه بلدانهم وبنسبة 20%، وهذه أول مرّة يرى فيها المواطنون أنّ المشكلة الأهم ليست اقتصادية، فقد جاءت مشكلة البطالة في المرتبة الأولى في استطلاعَي المؤشر لعام2011 وعام 2012/ 2013.كما أنّ تقييم مستوى الأمان والوضع الاقتصادي في بلدان المستجيبين كان سلبيًّا. وهذا ينطبق على تقييم الوضع السياسيلبلدانهم؛ إذ إنّ36% قيّموه بأنه إيجابيّ، مقابل 59% قيّموه بأنه سلبيّ. إنّ تقييّم المستجيبين للوضع السياسيّ في بلدانهم في استطلاع مؤشر عام 2014 كان أكثر سلبيّةً منه في عام 2012/2013.
تقيّيم المستجيبينللوضع السّياسيّ في بلدانهمحسب مؤشّر 2014 مقارنةً بمؤشر 2012/ 2013
وكشفت نتائج المؤشر العربي أنّ الأوضاع الاقتصادية لمواطني المنطقة العربية هي أوضاع غير مرضية على الإطلاق؛ إذ إنّ42% قالوا إنّ دخول أسرهم تغطّي نفقات احتياجاتهم، ولا يستطيعون أن يوفّروا منها (أسر الكفاف)، وأفاد 32% من الرأي العامّ أنّ أسرهم تعيش في حالة حاجةٍ وعوز؛ إذ إنّ دخولهم لا تغطّي نفقات احتياجاتِهم.
توصيف المستجيبين لدخول أسرهم في مؤشّر 2014 مقارنةً مع مؤشّري2012/ 2013،و2011
أمّا على صعيد اتّجاهات الرأي نحو الديمقراطية، فإنّ هنالك شبه إجماع، إذ أفاد 73% من المستجيبين تأييدهم النظام الديمقراطي، مقابل 17% منهم عارضوه.
مؤيّدو مقولة "إنّ النظام الديمقراطي وإنْ كانت له مشكلاته، هو أفضل من غيره من الأنظمة"، ومعارضوها
في استطلاعمؤشّر 2014،مقارنةًمع مؤشّري2012/ 2013،و2011
فقد أفاد 82% من الرأي العامّ أنّ النظام الديمقراطي التعدّدي هو نظام ملائم ليطبَّق في بلدانهم، في حين توافَق ما بين 50%إلى 62% على أنّ أنظمة مثل النظام السلطوي،أو نظام الأحزاب الإسلامية فقط، أو نظام قائم على الشريعة الإسلاميّة، ونظام الأحزاب الدينية، هي أنظمةٌ غير ملائمة لتطبَّق في بلدانهم.
اتّجاهاتالرأيالعامّ نحو مدى ملاءمةمجموعةٍ من الأنظمةالسياسيّةلأنتكونأنظمةَ حكمٍلبلدانهم
أمّا على صعيد المحيط العربيّ، فقد أظهرت النتائج أنّ81% من الرأي العامّ العربيّ يرى أنّ سكّان العالم العربيّ يمثّلون أمّةً واحدةً، وإنْ تمايزت الشعوب العربيّة بعضها عن بعض، مقابل 14% قالوا إنّهم شعوب وأمم مختلفة.
تصوّرات المستجيبين في البلدان المستطلعة عن سكّان الوطن العربيّ في مؤشّر 2014، مقارنةًمع مؤشّر 2012/ 2013، و2011
كما قيّمت أكثرية الرأي العام سياسات الولايات المتحدة وروسيا وإيران تجاه المنطقة العربية بأنها سلبية، وكان تقييم سياسات تركيا والصين أكثر إيجابية.
تقييم الرأي العام لسياسات الخارجية بعض الدول الكبرى والإقليمية في المنطقة العربية
أمّا بالنسبة إلى الأمن القوميّ العربيّ، فإنّ66% أفادوا أنّ إسرائيل والولايات المتّحدة هما الأكثر تهديدًا للأمن القومي العربيّ. ورأى 9% أنّإيران هي الدولة الأكثر تهديدًا لأمن الوطن العربيّ.ومن الجدير بالذكر أن اليمنيين والسعوديين والعراقيين واللبنايين والكويتيين اعتبروا أن إيران هي الدولة الأكثر تهديدًا لأمن بلدانهم.
اتّجاهات الرّأي العامّ العربيّ نحو اعتراف بلدانهم بإسرائيلفي مؤشّر 2014 مقارنةً مع مؤشّر 2012/2013، و2011
وأظهرت النتائج أنّ 87% من مواطني المنطقة العربية يرفضون الاعتراف بإسرائيل، وفسّر الذين يعارضون الاعتراف بإسرائيل موقفهم بعددٍمن العوامل والأسباب معظمها مرتبطة بالطبيعة الاستعمارية والعنصرية والتوسعيّة لإسرائيل. وأكّد الدكتور المصري على أنّ النتائج تظهر أنّ آراء المواطنين الذين يرفضون الاعتراف بإسرائيل لا تنطلق من مواقف ثقافية أو مواقف ضد اليهود.
الأسباب التي أوردها المستجيبون المعارضون للاعتراف بإسرائيل
%
لأنها دولة استعمار واحتلال واستيطان 25.1
لأنها كيان صهيوني يتعامل معنا بعنصرية وكراهية 13.1
بسبب عدائها لشعبنا بصفة خاصة وللعرب بصفة عامة 12.3
لأنها تعدّ إلغاءً للفلسطينيين وحقوقهم وتسليمًا بشرعية ما فعلته بالشعب الفلسطيني 8.1
لقيامها بتشتيت الفلسطينيين واستمرارها في اضطهادهم وقتلهم 5.9
تهدد أمننا الوطني وتزعزع أمن المنطقة واستقرارها 2.7
دولة توسعية تسعى للهيمنة أو احتلال العالم العربي وثرواته 2.5
لا تحترمالاتفاقيات والمعاهدات 2.5
لأنها دولة إرهابية وتدعم الإرهاب 1.2
معارضون لأسباب دينية 5.2
وكشفت نتائج المؤشّر العربيّ أنّ التلفزيون لا يزال هو الوسيلة الأولى التي يعتمدها المواطن العربيّ في متابعة الأخبار بنسبة 76%،ثم شبكة الإنترنت (7%)، فالإذاعات، والصحافة اليومية (6% لكلٍ منهما). وجاءت قنوات التلفزة الوطنية في الصدارة باعتبارها أكثرَ مصدرٍ معتمَدٍ للأخبار. وتلتها بفارقٍ بسيط قناة الجزيرة، ثمّ قناة العربيّة.
وأظهرت نتائج الاستطلاع أنّ48% من المستجيبين أفادوا أنّهم لا يستخدمون الإنترنت مقابل 50% قالوا إنّهم يستخدمونها، وأنّ71% من مستخدمي الإنترنت لديهم حساب على "فيس بوك"، و29% من مستخدمي الإنترنت لديهم حساب على "تويتر". إنّ أكثريّة مستخدمي "فيس بوك" و"تويتر" يقومون باستخدامه، للتفاعل مع قضايا سياسيّة.
استخدامالإنترنت
المستجيبونالّذينأفادواأنّلديهمحسابًاعلى "فيسبوك"،و"تويتر" منمُجملمستخدميالإنترنت في مؤشر 2014، مقارنة بمؤشر 2012/ 2013
أمّا على صعيد أثر الدين والتديّن في الحياة العامّة والحياة السياسيّة، فقد أظهرت النتائج أنّأكثريّة مواطني المنطقة العربيّة أفادوا أنّهم إمّا "متدينون جدًّا" (24%)، أو "متديّنون إلى حدٍّ ما" (63%)، مقابل 8% "غير متديّنين".
تعريف المستجيبين مستوى تديّنهم في مؤشر 2014، مقارنًة معنتائجمؤشّر2012/ 2013،و2011
مع أنّ أغلبية المستجيبين هم من المتديّنين،ترفض أغلبية الرأي العامّ تكفير من ينتمون إلى أديان أخرى أو من لديهم وجهات نظر مختلفة في تفسير الدين.كما تشير النتائج إلى أنّ أكثريّة المواطنين ليس لديها فرقٌ في التعامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بين المتديّنين وغير المتديّنين. كما أنّ أغلبية الرأي العامّ ترفض أن يؤثّر رجال/ شيوخ الدين في قرارات الحكومة أو في كيفية تصويت الناخبين.وترفض الأكثرية أن تقوم الدولة باستخدام الدين للحصول على تأييد الناس لسياساتها،كما رفضت أن يستخدم المترشّحون للانتخابات الدين من أجل كسب أصوات الناخبين. وكشفت بيانات المؤشّر العربيّ أنّ الرأي العامّ في المنطقة العربيّة منقسمٌبخصوص فصل الدين عن السياسة.
مؤيّدومقولة "ليس منحقّأيّجهةتكفيرالّذينينتمونإلىأديانأخرى"، ومعارضوها
اتّجاهات المستجيبين نحو التّعامل مع الآخرين في مؤشّر 2014، مقارنًة مع مؤشّر 2012/ 2013، و2011
مؤيّدو مقولة"لايحقّللحكومةاستخدامالدّينللحصولعلىتأييدالناسلسياساتها"، ومعارضوها
اتّجاهات المستجيبين نحو تأييدمقولة "من الأفضل للبلد أنْيجري فصل الدّين عن السّياسة"،أومعارضتها