jo24_banner
jo24_banner

وول ستريت جورنال : ضغوط سعودية على الاردن لتسليح المعارضة السورية

وول ستريت جورنال : ضغوط سعودية على الاردن لتسليح المعارضة السورية
جو 24 : كتب - د. حسن البراري - نشرت صحيفة الوول ستريت جورنال اليوم تقريرا يتحدث عن مساعي سعودية تبذل من أجل دفع الاردن فتح حدوده مع سوريا لارسال شحنات من الاسلحة للثوار السوريين، وهي خطوة في حال تحققها يمكن لها أن تعزز من موقف الثوار ومن تصعيد الأزمة السورية.

ووفق التقرير الذي نشرته الوول ستريت جورنال طلب الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد طلب من نظيره الأردني اثناء زيارة الأخيرة إلى الرياض في الثاني عشر من شهر آذار السماح بتدفق الأسلحة عبر الحدود الأردنية لتصل للثوار السوريين مقابل مساعدات اقتصادية للأردن، ويفيد التقرير بأن الأردن لم يوافق بعد على الطلب السعودي.

وفي سياق آخر كانت الولايات المتحدة تعارض مد الثوار بالسلاح خوفا من وصوله إلى أيدي عناصر تنتمي للقاعدة او الجماعات المتطرفة الأخرى. ومع ذلك قال احد كبار البنتاغون من أن السياسة الأميركية حيال هذا الأمر قد تتغير، وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي أن هناك اشارات بأن المعارضة السورية في طريقها للتوحد وهذا الأمر يعبد الطريق أمام مرور السلاح اليهم. والمساعدة الدولية للثوار مرتبطة حسب المصدر الأميركي ببروز معارضة متجانسة وموحدة وتتحلى بمصداقية يمكن لها أن تشكيل حكومة تمثل الجميع ولا تعمل على اللعب على الورقة الطائفية.

ويرى بعض المحللين الأميركان أن هناك تخوفا من تسليح المعارضة لأن من شأن هذه الخطوة أن تفضي إلى تصعيد الأزمة السورية لتكون أزمة اقليمية، فالاقتتال الداخلي في سوريا قد رفع من منسوب التوتر بين السعودية وحلفائها الخليجيين الذين يدعمون السنة في سوريا وبين إيران التي تدعم الرئيس الأسد.

وبالرغم من الموقف الأمريكي الحذر فقد دافعت السعودية عن فكرة مد المعارضة بالسلاح وكان ذلك محور نقاش بين المسؤولين السعوديين ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اثناء زيارة الأخيرة للرياض يوم الخميس الماضي.

ويفيد التقرير أن موقف الإدارة الأميركية مازال معارضا لادخال مزيد من السلاح لسوريا. ويمكن لهذا الموقف أن يتغير حسب تعبير رئيس هيئة الاركان المشتركة الأميركية ويعتمد بشكل كامل على أداء المعارضة السورية. ويرى الجنرال مارتن ديمبسي أن المعارضة لغاية الآن لم تقترب من النقطة التي تسمح بالتساهل مع تزويدها بالسلاح.

ويأتي الطلب السعودي من الأردن كمؤشر يفيد بأن القادة العرب قد وصلوا لنقطة اقتنعوا بها أنه لا مجال لحل الأزمة السورية دبلوماسيا، فقد غاب التمثيل الخليجي والسعودي رفيع المستوى عن مؤتمر القمة العربي الذي عقد في بغداد وفيه طلب القادة العرب من دمشق بأن تلتزم بخطة كوفي عنان لوقف العنف والبدء بحوار سياسي ودبلوماسي. ولم تتطرق خطة عنان لتنحية الأسد من منصبه كما يريد بعض القادة العرب ومنهم القادة الخليجيين. وفي سياق متصل وافق الرئيس الأسد على الخطة شريطة أن تتوقف بعض الدول عن دعم الثوار.

ويشير التقرير إلى دور السعودية في تسليح المجاهدين الأفغان في ثمانينيات القرن المنصرم كان سببا رئيسا للحرب الأهلية في أفغانستان وصعود الجهاد الاسلامي، وهو أمر يتذكره الكثيرون ويخشون من أن يؤدي تسليح سعودي للمعارضة السورية إلى سيناريو مشابه. وقد حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من تسليح الثوار السوريين مبينا ان تسليحهم سيفجر صراعا طائفيا وصراعات بالوكالة في سوريا.

ويفيد التقرير بأن المسؤولين الأردنيين قد أفادوا بأنه لا يمكنهم مقاومة الضغط السعودي لفترة طويلة. فيمكن لترتيب سعودي أردني- حتى لو كان غيررسمي- السماح لمرور السلاح للثوار السوريين. غير أن المسؤولين الأردنيين لم يفصحوا عن نوع وكمية السلاح التي يمكن للسعودية ان ترسله. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من المتحمسين لهذه الفكرة وقد عبر عن ذلك أثناء انعقاد مؤتمر اصدقاء سوريا في تونس قبل أسابيع وقال عن الفكرة بأنها ممتازة.

ويرى مسؤولون اردنيون بأن العراق تمثل سابقة في مقاربة تعامل الاردن مع الازمات في المنطقة حيث كان من بين الدول التي عارضت في بداية الازمة ضرب العراق وادانته الا انها التحقت بقوات التحالف وساهمت بالمجهود الحربي ، وقالوا بأن الأردن قد يدعم الثوار في نهاية المطاف وبخاصة عندما تنضج الفكرة. . ومع ذلك يعبر الأردنيون عن قلقهم من فكرة دعم الثوار السوريين لأن من شأن ذلك أن يغرق المنطقة في نزاعات هي في غنى عنها وبخاصة وأن التقارير تشير إلى ان هناك عناصر من القاعدة تقاتل النظام السوري. ويتحدث الاردنيون عن الحذر بخصوص من يتم تسليحة من السوريين، فبلادهم ستكون هي احد أهم نقاط عبور السلاح لسوريا. ولغاية الآن يتحمل الأردن اعباء ثقيله لقاء الأزمة السورية، فهناك أكثر من تسعين ألف سوري قدم إلى الأردن، ولكي يتمكن الاردن من تحمل هذه الاعباء الثقيلة فهو بحاجة لمساعدات اقتصادية عاجلة.
تابعو الأردن 24 على google news