الموت يغيب الدكتور سامي أيوب الخوري
لقد فقدت الجالية العربية الأميركية والأردن علما من أعلام العلوم الطبية بوفاة الدكتور سامي أيوب الخوري صباح الثلاثاء 10 تموز/يوليو في مستشفى فلسطين في عمان قبل ثلاثة أيام من مناسبة الاحتفال ببلوغه التسعين من عمر حافل بالعطاء.
غادر الدكتور سامي عالمنا إلى عالم الكينونة الربانية مخلفا تركة غنية بالعطاء في ميدان الطب الوقائي وتعليم الطب والتمريض في الولايات المتحدة وفي الأردن. تنقل سامي منذ لجوئه إلى الولايات المتحدة في أواخر خمسينات القرن الماضي هربا من حكم سوري بالإعدام لما زعم من دور له في اغتيال الحزب السوري القومي الاجتماعي لعدنان المالكي في دمشق عام 1955، في عدد من المناصب الطبية في ولاية ماريلاند وواشنطن العاصمة حتى أسندت إليه مسؤولية الطب الوقائي في واشنطن.
انتدبته الحكومة الأميركية عام 1975 إلى الأردن في مهمىة طبية دبلوماسية لمساعدة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في تنفيذ برنامج شامل للطب الوقائي في الأردن من خلال طب الأسرة والمجتمع حيث اضطلع بتدريس مناهجه في الجامعة الأردنية لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن وتخرج على يديه أكثر من ثلاثين فوجا من طلبة الطب من القسم الذي تولى رئاسته فترة من الزمن وتلقى تقديرا وافرا من الأسرة الهاشمية وعلى رأسها العاهل الراحل الملك حسين.
إلى جانب عطائه التدريسي وضع الدكتور سامي عددا من الدراسات الصحية والطبية بينها آثار زواج الأقارب وأسباب وفاة الأطفال الرضّع وعن حالات السرطان في الأردن وعشرات غيرها من البحوث والمقالات والدراسات الميدانية. وكانت له باع أيضا في مجال الأدب والفكر ومن نتاجه فيه ترجمته لملاحم رأس شمرا.
أما في المجال السياسي الذي تربى فيه على يدي عمه فارس الخوري، القطب السياسي السوري الذي شغل منصب رئيس وزراء سوريا، فكان لسامي الخوري نشاط واهتمام لا يحدّان. وبحكم انتمائه للحزب السوري القومي الاجتماعي تطرق إلى عدد من المواضيع والاتجاهات والعقائد السياسية، وكان من انتاجه كتاب عن تاريخ الحزب الشيوعي في سوريا ولبنان، وله عدد من المقالات التي تبحث في كتابات ساطع الحصري وفي الأمّة وعوامل نشأتها.
وكان من آخر أعماله كتاب جامع عنوانه "أمل لا يغيب" يستعرض فيه الأحداث والتحولات الهامة التي شهدتها سوريا وبعض أجزاء العالم العربي ويتحدث عن الإنسان والوطن والحزب، الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي نذر له سامي شبابه وكان فيه سندا لمؤسسه أنطون سعادة ومعاونا لمن تبعوه في قيادة الحزب بحكم كونه منظّرا للحزب وعميدا فيه للثقافة قبل اعتزاله السياسة والحزبية اللتين ظلتا مرافقتين لفكره واهتمامه وروحه التي اختارت بعد كفاح طويل الراحة في جوار الرب.
شاركته في كفاحه ورحلة عمره رفيقة حياته المناضلة والوطنية ابنة الناصرة دلال خليف التي انجبت له ابنته الوحيدة الطبيبة الدكتورة ريما الخوري قاقيش زوجة الطبيب الجراح الشهير في داليس بتكساس همام قاقيش، ولسامي منهما حفيدتان شابتان هما لارا ونادين الواعدتين بحمل رسالة جدهما.
يمكن الاتصال بأرملته دلال وبأسرته في عمان على الهاتف 2844-567-6-962-011 أو رقم الجوال 1360-561-79-011 أو البريد الإلكتروني:
Dalalk82@yahoo.com