jo24_banner
jo24_banner

هدوء أصالة "قنبلة موقوتة" قد تنفجر عاجلاً

هدوء أصالة قنبلة موقوتة قد تنفجر عاجلاً
جو 24 : المُنتَظر أمس، كان تصريح أصالة على مسرح "ستار أكاديمي"، وما ستُدلي به إثر حادثة المطار. اقتضبت، مُفضِّلة حجب تعليق من شأنه إحراجها. بارتجال أغنية، مرّرت غيظها، وعوض أن تصدح بحُبّ سهل لبنان وجبله، صدحت بحُبّ مطاره: "كيف ما كنت بحبك، بمطارك بحبك"!

"يُبرَّر" لأصالة الشعور بالاستهداف السياسي جرّاء ارتباطها الوثيق بمجريات الحدث السوري ومجاهرتها نصرة الشعب ضد قمع السلطة. أما أن تتوقّف في مطار رفيق الحريري الدولي، إذعاناً لمشيئة النظام السوري، ويُصَار الى احتجاز جواز سفرها، وإحالتها على النيابة العامة التمييزية، فتلك إساءة الى لبنان، تُثبت ارتهان المطار لأنظمة مُستبدّة نفّذت في أصالة حُكماً، بذريعة "مذكرة توقيف من الانتربول"، فيما القصد تلقينها درساً ضريبة سياستها.


الصوت في انتقامه المُتعمَّد من "الجهة المعادية"
ليست أصالة كائناً بريئاً، دفء لسانها لا يخفي دائماً نياتٍ موضع شُبهة. تعتلي مسرح "ستار أكاديمي" ("أل بي سي آي"، "سي بي سي") وتغنّي ببسمة مُتعمَّدة، وحين يُنتَظر ما قد تقوله، تستبدِل المُتوقَّع (اللوم أو التعالي عن الحادثة)، وتحلّ أغنية ليس عبثاُ اختيارها. "بمطارك بحبك"، سواء أوقفتها الأجهزة أم سهّلت أمورها. تمنُّع أصالة عن "استثمار" الحادثة إعلامياً، واكتفاؤها بالتغريد مُطمئنةً الجمهور الى سلامتها، كثَّفا الردّ بأغنية غابت عنها الموسيقى وحضرت فيها الرسائل المدروسة. فرحُ الوجه، يقابله تجيير الصوت ليغدو أداة دفاع، كأنه بيان احتجاج أو ملامة مُبطَّنة، فتتركُ لآخرين، منهم وزير العدل أشرف ريفي ووزير الداخلية نهاد المشنوق تولّي الافصاح عن مكنوناتها.
يغدو "الارتجال" مُقرَّراً، كأنه "خطة مسبقة" غايتها استهداف "الجهة المعادية" بأقل خسائر. كالسهم، ينطلق "حبّ لبنان" من لسان أصالة، هي المُعلنة سابقاً عن خوفها من أن تُغتَال(!) على أرضه. تُقابِل مشهد توقيفها، فاحتجاز جواز سفرها، وإحالتها على التحقيق، ثم اطلاقها وإعادة الجواز إليها، بالغناء كسلوك سلمي يحتوي مضموناً قاسياً. "حبّ المطار"، استجابة مُعاكسة لموقفٍ غير مُحبَّب، وعوض ذمّه (والجهة القيّمة عليه)، يصبح "الحب" وسيلة الى السخرية. كأن تقول أصالة، استكمالاً لتصريح صوَّرت فيه لبنان أرض خطر، إن الحب، هو الآخر، مُجتَزأ، فإن أحبَّت طرفاً، امتعضت بالضرورة من الطرف الآخر، شأن موطنها سوريا الآخذ في التجزُّؤ.




الحرب فنياً وتكريس القِسمة
بذريعة غناء أصالة في آب الفائت ضمن مهرجان "برك سليمان" في بيت لحم، والزعم بدخولها الأراضي المحتلة و"التطبيع (فنياً) مع العدو"، أصدر الانتربول، بطلب من النظام السوري المتحامِل عليها، مذكرة بالقبض عليها، فما إن وطئت الأرض اللبنانية، حتى تجنّد دعاة القانون وتعقّبوها في المطار. يُستَفزّ اللواء أشرف ريفي من سلوك يربط لبنان مخابراتياً بسوريا، فيُسارع الى التغريد مُعتبراً القضية سياسية. للنظام السوري سوابق في تسطير المذكرات ضد شخصيات سياسية وإعلامية، وليست مصادفة اعتراض أصالة، المُقرّبة سياسياً من فريق لبناني يشاطرها العداء لنظام بلادها، فيُصبح المُلقَى القبض عليه هذا الفريق أيضاً. تُكرِّس الحادثة حدّة الانقسام اللبناني، المُعبَّر عنه بكثافة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ثمة مَن يُصوِّب تحرّكات ريفي في اتجاه إعلاء منطق على آخر، وثمة مَن يجزم بأنّ مستوى الاستنفار ما كان عينه لو أن الموقوف شخصية من الجهة المؤيدة سياسة جهاز أمن المطار.
الحدث امتداد الحرب السورية الى لبنان "فنياً"، وليس في ذاته توقيف فنانة، إذ أنّ مكتب الانتربول لو شاء القبض عليها لَما انتظر مدّة. اعتراض أصالة، مناكفة سياسية، حسنٌ أنّها استدركتها وتعقّلت، عوض عشوائية التصريح وغريزية التعاطي مع المسألة.


في التروّي و"القنبلة" المُتوقَّعة
لم يهدأ هاتف نيشان ديرهاروتيونيان، المقرّب من أصالة، منذ خبر الحادثة. وسائل إعلام في مصر والدول العربية، توسَّلت تصريحاً، وهو نصح بعدم الاستجابة. واقعُ "تويتر" ألا يسمح بالاستفاضة، ورغبة أصالة بعد إخلائها أن تستفيض في طمأنة الجمهور. نصحها نيشان بالتروّي وضبط الانفعال. نسأله عما قد تفعل فور مغادرتها لبنان، وأي تصريح قد تُطلِق؟ يأمل بألا يحدث، إيقاناً منه بأنّ لبنان يحبّها، وهو، شعباً وحكومة وإعلاماً، لم يخذلها. همُّ نيشان ألا يتمادى الإعلام الخارجي في تصوير لبنان أرض ترهيب، ولا تُذعن أصالة لمنابر تروقها هذه الصورة. منذ زعمها أنّ ثمة مخططاً لاغتيالها على أرضه، واللبناني أبدى امتعاضاً من غير أن يتحوّل حاقداً. تعمُّدها عدم تأجيج الوضع، وعيٌ لمصلحتها، شريطة ألا يكون كـ"القنبلة الموقتة" المراد تفجيرها آجلاً.

يُهدَر الكثير من الجهد في التلهّي بأخبار عابرة، فيما الحال مُتردية والخطر على المفرق. شأنٌ آخر صدق نيات أصالة حيال لبنان وادّعاء حبّه، لكنّ محاولة "تركيعها" على أرضه تصفية حسابات لا علاقة لهذا الوطن بها، بعدما تمادى الصراع المُتنقِّل بتحويله جحيماً تكوي الجهات كافة.المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير