مناقشة كتاب "الإسلام والغرب: حدود الحريات الدينية" للدكتورة هناء القلّال
جو 24 : ناقش لقاء نادي الكتاب في منتدى الفكر العربي، مساء الأربعاء 24/9/2014، كتاب "الإسلام والغرب: حدود الحرية الدينية"، الصادر باللغة الإنجليزية مؤخراً، للباحثة الحقوقية والأكاديمية الليبية د. هناء القلّال، وبمشاركة في التعقيب والمناقشة من أ.د. فايز خصاونة، عضو مجلس أمناء المنتدى، ود. الصادق الفقيه، الأمين العام للمنتدى، بحضور باحثين وأكاديميين ودبلوماسيين وناشطين حقوقيين وممثلي منظمات مجتمع مدني.
وأشار أ.د. فايز خصاونة إلى أن هذا الكتاب أحاط بأبعاد مهمة لشرح الإسلام إلى الغرب. وعلينا أن نتذكر أن الإسلام لم يكن خفياً على نخبة من علماء الغرب المتخصصين ولا على نخب من المثقفين الغربيين، ولقد فهمت تلك النخب الإسلام فهماً وافياً وشاملاً، ووظف هذا الفهم لإرشاد قياداتهم السياسية على أنجع السبل والوسائل لمواجهة الحضارة التي انبثقت عن الإسلام، وكان من السهل على تلك القيادات أن يشوهوا صورة الإسلام والمسلمين عند شعوبهم، لأن عامة الناس عندهم كانوا وما زالوا يجهلون الاسلام والمسلمين، وبذلك استطاعوا أن يستغلوا كل فكر متزمت ليبرروا سلوكياتهم في تلك المواجهة، كما استطاعوا في كثير من الأحيان أن يخلقوا التزمت لتحقيق غاياتهم التي يبطنونها. وأشاد د. خصاونة بما احتوى عليه كتاب "الإسلام والغرب: حدود الحرية الدينية" بأسلوب عرض مادة الكتابات والمقارنات الرصينة التي قامت بها المؤلفة، مُحقّقةً بذلك مستوى أكاديمياً وحيادية رفيعة المستوى.
وتحدث د. الصادق الفقيه حول أهمية ما يطرحه الكتاب في مجال القيم، وأهمها الحرية، سواء للأقليات في المجتمعات الغربية أو عند المسلمين، مشيراً إلى أن هذه المقابلة ذات حساسية خاصة عند التساؤل هل الحريات عامة وشاملة يمكن أن يستفيد منها المسلم في الغرب؟ كما بيّن أن هناك ضرورات يقتضيها هذا النوع من الدراسات، ولا سيما مع تصاعد حالة التطرف والتعصب والتشدد في كل مكان، بمعنى أنها ليست حالة إسلامية فقط، بل حالة عامة، لكنها تبرز في هذه المنطقة أكثر لأن دوائر الصراع فيها أكثر، كون المنطقة نفسها منذ خرجت من عهد الاستعمار لم يتسنَّ لقيم مثل الحرية وحتى التدين السليم أن ترسخ فيها.
وعرضت المؤلفة د. هناء القلّال لدوافع قيامها بتأليف هذا الكتاب بغير لغتها الأم، وفي مقدمة هذه الأسباب أن كثيراً من الدراسات الغربية للعلاقة بين الإسلام والغرب قد جانبها الاعتدال والانصاف في دراستها للإسلام والمسلمين. ومن جهة أخرى استمر المسلمون بالنظر للغرب ككتلة واحدة وبصورة نمطية ترتكز على نظرية المؤامرة دون تحمّل أي مسؤولية عن تدهور العلاقة بينهم وبين الغرب، بالرغم من وجود عدد كبير من الأقليات المسلمة تعيش في الغرب، وفي نفس الوقت فإن الغربيين لا يقومون بدراسات عن الأقليات الدينية لديهم التي لها ارتباط مباشر بالغرب نفسه.
وأوضحت الباحثة أن حالة العداء والتخوف المتبادل لدى شرائح واسعة من المجتمعات الغربية والإسلامية عمّق حالة الانفصال بين الطرفين وأسس لصراع بعيد المدى، وأدى ذلك ضمن نواتج الإعلام من الصور المشوهة إلى تأزم العلاقة والتوتر بينهما، في وقت تعيش بعض أقطار العالم الإسلامي معاناة بسبب الاحتلال أو العدوان عليها من أطراف غربية. ولهذا جاءت هذه الدراسة القانونية النوعية محاولة لتلمس الطريق نحو واقع مختلف، ونحو رسم الصورة الحقيقية التي يجب أن تكون عليها العلاقة بين الإسلام والمسلمين والغرب من التعارف والتواصل والمصالح المشتركة وغيرها من الأُسس التي تقوم عليها العلاقات الطبيعية بين البشر، من خلال دراسة القوانين المختلفة التي تمسّ الحرية الدينية والأقليات الدينية في كل من الدول الأربعة محل الدراسة، وهي: السعودية ومصر والولايات المتحدة وفرنسا، مع التركيز على القيم السمحة التي ينادي بها الإسلام واستهداف تأكيد قيام علاقة إيجابية متواصلة تزيل حالة الاحتقان في العلاقات بين الاسلام والغرب وصولاً إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار لشعوب الأرض كافة، وبما يحفظ حقوقها ومكانتها.
وقالت د. هناء القلّال: إن الأحداث المعاصرة التي تشوب العلاقة بين الإسلام والغرب تقف حائلاً دون تجديد هذه العلاقة وتطويرها، وقد أصبحت هذه الأحداث المؤثر المباشر في رسم طبيعة العلاقة، رغم أنها أحداث لا تعبّر عن كل المسلمين من جهة، ولا عن كل الغربيين، بل هي لا تتجاوز فئة محددة من كلا الطرفين لها مصالحها وأهدافها التي لا تخدم بالضرورة مصالح الجميع وأهدافهم.
أعقب اللقاء نقاش موسع شارك فيه الحضور حول القضايا التي طرحتها المؤلفة في كتابها.
وأشار أ.د. فايز خصاونة إلى أن هذا الكتاب أحاط بأبعاد مهمة لشرح الإسلام إلى الغرب. وعلينا أن نتذكر أن الإسلام لم يكن خفياً على نخبة من علماء الغرب المتخصصين ولا على نخب من المثقفين الغربيين، ولقد فهمت تلك النخب الإسلام فهماً وافياً وشاملاً، ووظف هذا الفهم لإرشاد قياداتهم السياسية على أنجع السبل والوسائل لمواجهة الحضارة التي انبثقت عن الإسلام، وكان من السهل على تلك القيادات أن يشوهوا صورة الإسلام والمسلمين عند شعوبهم، لأن عامة الناس عندهم كانوا وما زالوا يجهلون الاسلام والمسلمين، وبذلك استطاعوا أن يستغلوا كل فكر متزمت ليبرروا سلوكياتهم في تلك المواجهة، كما استطاعوا في كثير من الأحيان أن يخلقوا التزمت لتحقيق غاياتهم التي يبطنونها. وأشاد د. خصاونة بما احتوى عليه كتاب "الإسلام والغرب: حدود الحرية الدينية" بأسلوب عرض مادة الكتابات والمقارنات الرصينة التي قامت بها المؤلفة، مُحقّقةً بذلك مستوى أكاديمياً وحيادية رفيعة المستوى.
وتحدث د. الصادق الفقيه حول أهمية ما يطرحه الكتاب في مجال القيم، وأهمها الحرية، سواء للأقليات في المجتمعات الغربية أو عند المسلمين، مشيراً إلى أن هذه المقابلة ذات حساسية خاصة عند التساؤل هل الحريات عامة وشاملة يمكن أن يستفيد منها المسلم في الغرب؟ كما بيّن أن هناك ضرورات يقتضيها هذا النوع من الدراسات، ولا سيما مع تصاعد حالة التطرف والتعصب والتشدد في كل مكان، بمعنى أنها ليست حالة إسلامية فقط، بل حالة عامة، لكنها تبرز في هذه المنطقة أكثر لأن دوائر الصراع فيها أكثر، كون المنطقة نفسها منذ خرجت من عهد الاستعمار لم يتسنَّ لقيم مثل الحرية وحتى التدين السليم أن ترسخ فيها.
وعرضت المؤلفة د. هناء القلّال لدوافع قيامها بتأليف هذا الكتاب بغير لغتها الأم، وفي مقدمة هذه الأسباب أن كثيراً من الدراسات الغربية للعلاقة بين الإسلام والغرب قد جانبها الاعتدال والانصاف في دراستها للإسلام والمسلمين. ومن جهة أخرى استمر المسلمون بالنظر للغرب ككتلة واحدة وبصورة نمطية ترتكز على نظرية المؤامرة دون تحمّل أي مسؤولية عن تدهور العلاقة بينهم وبين الغرب، بالرغم من وجود عدد كبير من الأقليات المسلمة تعيش في الغرب، وفي نفس الوقت فإن الغربيين لا يقومون بدراسات عن الأقليات الدينية لديهم التي لها ارتباط مباشر بالغرب نفسه.
وأوضحت الباحثة أن حالة العداء والتخوف المتبادل لدى شرائح واسعة من المجتمعات الغربية والإسلامية عمّق حالة الانفصال بين الطرفين وأسس لصراع بعيد المدى، وأدى ذلك ضمن نواتج الإعلام من الصور المشوهة إلى تأزم العلاقة والتوتر بينهما، في وقت تعيش بعض أقطار العالم الإسلامي معاناة بسبب الاحتلال أو العدوان عليها من أطراف غربية. ولهذا جاءت هذه الدراسة القانونية النوعية محاولة لتلمس الطريق نحو واقع مختلف، ونحو رسم الصورة الحقيقية التي يجب أن تكون عليها العلاقة بين الإسلام والمسلمين والغرب من التعارف والتواصل والمصالح المشتركة وغيرها من الأُسس التي تقوم عليها العلاقات الطبيعية بين البشر، من خلال دراسة القوانين المختلفة التي تمسّ الحرية الدينية والأقليات الدينية في كل من الدول الأربعة محل الدراسة، وهي: السعودية ومصر والولايات المتحدة وفرنسا، مع التركيز على القيم السمحة التي ينادي بها الإسلام واستهداف تأكيد قيام علاقة إيجابية متواصلة تزيل حالة الاحتقان في العلاقات بين الاسلام والغرب وصولاً إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار لشعوب الأرض كافة، وبما يحفظ حقوقها ومكانتها.
وقالت د. هناء القلّال: إن الأحداث المعاصرة التي تشوب العلاقة بين الإسلام والغرب تقف حائلاً دون تجديد هذه العلاقة وتطويرها، وقد أصبحت هذه الأحداث المؤثر المباشر في رسم طبيعة العلاقة، رغم أنها أحداث لا تعبّر عن كل المسلمين من جهة، ولا عن كل الغربيين، بل هي لا تتجاوز فئة محددة من كلا الطرفين لها مصالحها وأهدافها التي لا تخدم بالضرورة مصالح الجميع وأهدافهم.
أعقب اللقاء نقاش موسع شارك فيه الحضور حول القضايا التي طرحتها المؤلفة في كتابها.