"خزان الاحتياطي" لرؤساء الوزراء السابقين وأغنية "Pick me " !!
جو 24 : تامر خرمه- الدولة بوصفها بنية سياسيّة لتنظيم المجتمعات، لا يمكن أن تقوم دون وجود منظومة (سيستم) تحدّد علاقات القوّة على أكثر من مستوى، وتحكم مخرجات تفاعل هذه العلاقات، وآليّة الوصول إلى تسوية تختزل وجهات النظر المتباينة والأولويّات المختلفة لدى الدوائر الرسميّة ومراكز القوى، التي تسهم في توفير معطيات صنع القرار.
هذه المعادلة تحتاج لوجود طرفين، فلا يمكن لها أن تتحقّق بغياب المعطيات التي تتفاعل لتحديد النتائج، ما يعني أن سياسات الدولة ينبغي أن تكون نتيجة لمقدّمات مختلفة وتوجّهات متنوّعة، وليس مجرّد قرارات أحاديّة الجانب تكرّر وتجترّ مدخلات صنعها.
ولكن هل ينطبق هذا على الدولة الأردنيّة التي يفاخر قادتها بما قدّموه من "أنموذج ديمقراطي" وشكل "حداثيّ" لهذه البنية السياسيّة ؟!
دعنا نلقي نظرة سريعة على تصريحات مختلف المسؤولين السابقين والآنيّين وربّما اللاحقين من رؤساء الوزراء تحديدا، هل تجد تفاوتاً في أيّة مواقف أو عبارات تعكس التوجّهات السياسيّة لأيّ منهم؟ ارجع البصر كرّتين.. ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير.
خزّان الاحتياط -رؤساء الوزراء السابقين - ، الذي يغرف منه المنصب ما شاء من ساسة وقيادات لمختلف المراحل، مازال يتحدّث بلغة واحدة، ويكرّر نفس العبارات التي تلغي ناطقها، ليتماهى مع مرجعيّة واحدة –لا شريك لها- في صنع القرار وتحديد سياسات الدولة.
موقف واحد، وتصوّر يجترّ آخر، وتصريحات تكرّر ما سبقها، مازالت تتردّد في مختلف المنابر المتاحة لنادي رؤساء الوزراء، وكأن رجالات الدولة قد "أجمعوا" على آليّة التفكير ذاتها، وخلصوا إلى نتائج مسبقة لا تتغيّر، حتّى يخيّل إليك أنّه ما اجتمعت أمّة المنصب على باطل.
رجالات الدولة يبدون في غاية الوئام والانسجام، فالأسلاف يباركون من خلفهم في سندس واستبرق الدوّار الرابع.. يستحيل أن ينتقد سابقهم لاحقهم، تزاورهم شمسهم ذات اليمين، وتقرضهم ذات الشمال.. ولكن هل تعكس هذه الظاهرة حقيقة ما يدور وراء الكواليس؟
الكواليس.. فالنتلصّص قليلاً على ما يدور في الصالونات المغلقة، فهل يتغزّل الحضور بمن هو ليس بينهم ، ويبارك الودّ من غاب بمن حضر ؟ طبعاً "لأ".
مؤامرات ومكائد يدبّرها أعضاء النادي السياسي لكلّ من "لمع" منهم ووصل الى سدة الرئاسة ،او باتت فرصته أقرب للعودة إلى المنصب المعبود، حروب صامتة، ولكنّها حامية الوطيس توحي للمشاهد بأنّها دعاية لفيلم "ملك الخواتم"، الذي يغوي فيه "الخاتم" المتصارعين على مجده، فينخرط الإنس والجنّ والأقزام و"الهوبّيت" وحتّى الموتى، في معمعة هذه الحرب.
أمّا على المسرح، الذي لا يبعد كثيراً عن كواليسه، ترى خزّان الاحتياط الطامح كلّ من فيه للحصول على خاتم الرئاسة، وهو يردّد ذات النشيد خلف مايسترو سيمفونيّة الحكم.
ما تسمعه خلف الكواليس لا يمكن له الانتقال خارجها، فلا يوجد من يجرؤ على انتقاد قرار رئيس حالي، أو حتّى التعبير عن وجهة نظر مغايرة، فكلّ من يخرج من منصبه، يعكف على تدبير مؤامراته، ويصمت أمام الملأ، أو يكرّر عبارات التقرّب والتودّد، قبل أن يعود إلى مشاغله الاجتماعيّة في حضور الجاهات والعطوات و"العزيات، وتلبية "الغدوات" و"العشوات"، ومن ثمّ يوحي للصحافيّين "الثقات" بالنيل من منافسيه في العودة إلى ملذات وطيّبات أمّ السلطات.
طريف هو المشهد يا عزيزي.. تعال لـ "نتفرّج" على آخر صيحات موضة التكرار والاجترار لعبارات ترضي صانع القرار..
معروف البخيت، الجهبذ العتيق، يفرغ من التزاماته الاجتماعيّة ليقدّم نفسه كخبير استراتيجيّ ومحلّل عسكريّ.. تكبير!! الآن سنسمع تحليلاً عميقاً يفكّك حقيقة التحالفات الدوليّة ويحلّ لغز التعقيدات الإقليميّة.. يحدّث المراقب نفسه مرهف السمع شاخص البصر.. هل تسمع أيّ جديد؟!
الموضوع: الحرب على داعش. ما هو تحليل البخيت؟ لا شيء، عبارات لا تأتي إلاّ بتجديد البيعة لأيّ قرار سابق أو لاحق.. كلّ ما قيل أو قد يقال يمكن اختصاره بكلمتين: "أنا موافق".
والآن لنتناول جهبذاّ آخر.. المحلّق في أجواء "تويتريّة" حالمة بالعودة إلى "الدوّار المسيّج"، جلوز "البزنس" سمير الرفاعي، يتحفك بتغريدة تلو أخرى، الحرب الحرب.. الضرب الضرب.. هيّا بنا نلعب !!
هي لعبة استرضاء صانع القرار، تنخرط فيها أسرة خزّان المنفّذين وقد تماهى كلّ منهم مع "خويّه"، فلا تجد أيّ تمايز بين مختلف "رجالات الدولة".. وكأنّك أمام شخوص مستنسخة أو معرض مرايا تذوب فيه الصور.
هذه هي باختصار مقدّمات ومعطيات صنع القرار السياسي في الدولة الأردنيّة.. غياب للتمايز وانعدام للتعدديّة، لغة واحدة مجاملة مسترضية يتحدّث بها الجميع.. والنتيجة تكرار لتجارب مستهلكة في تعيين رؤساء الحكومات، دولة لا مشاريع محدّدة لرجالاتها تسعى لحلّ مشكلاتها بذات العقليّة التي أنتجتها، والكلّ يردّد نشيد "اخترني أنا".. Pick me Pick me.. ويا عين يا ليل!!
هذه المعادلة تحتاج لوجود طرفين، فلا يمكن لها أن تتحقّق بغياب المعطيات التي تتفاعل لتحديد النتائج، ما يعني أن سياسات الدولة ينبغي أن تكون نتيجة لمقدّمات مختلفة وتوجّهات متنوّعة، وليس مجرّد قرارات أحاديّة الجانب تكرّر وتجترّ مدخلات صنعها.
ولكن هل ينطبق هذا على الدولة الأردنيّة التي يفاخر قادتها بما قدّموه من "أنموذج ديمقراطي" وشكل "حداثيّ" لهذه البنية السياسيّة ؟!
دعنا نلقي نظرة سريعة على تصريحات مختلف المسؤولين السابقين والآنيّين وربّما اللاحقين من رؤساء الوزراء تحديدا، هل تجد تفاوتاً في أيّة مواقف أو عبارات تعكس التوجّهات السياسيّة لأيّ منهم؟ ارجع البصر كرّتين.. ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير.
خزّان الاحتياط -رؤساء الوزراء السابقين - ، الذي يغرف منه المنصب ما شاء من ساسة وقيادات لمختلف المراحل، مازال يتحدّث بلغة واحدة، ويكرّر نفس العبارات التي تلغي ناطقها، ليتماهى مع مرجعيّة واحدة –لا شريك لها- في صنع القرار وتحديد سياسات الدولة.
موقف واحد، وتصوّر يجترّ آخر، وتصريحات تكرّر ما سبقها، مازالت تتردّد في مختلف المنابر المتاحة لنادي رؤساء الوزراء، وكأن رجالات الدولة قد "أجمعوا" على آليّة التفكير ذاتها، وخلصوا إلى نتائج مسبقة لا تتغيّر، حتّى يخيّل إليك أنّه ما اجتمعت أمّة المنصب على باطل.
رجالات الدولة يبدون في غاية الوئام والانسجام، فالأسلاف يباركون من خلفهم في سندس واستبرق الدوّار الرابع.. يستحيل أن ينتقد سابقهم لاحقهم، تزاورهم شمسهم ذات اليمين، وتقرضهم ذات الشمال.. ولكن هل تعكس هذه الظاهرة حقيقة ما يدور وراء الكواليس؟
الكواليس.. فالنتلصّص قليلاً على ما يدور في الصالونات المغلقة، فهل يتغزّل الحضور بمن هو ليس بينهم ، ويبارك الودّ من غاب بمن حضر ؟ طبعاً "لأ".
مؤامرات ومكائد يدبّرها أعضاء النادي السياسي لكلّ من "لمع" منهم ووصل الى سدة الرئاسة ،او باتت فرصته أقرب للعودة إلى المنصب المعبود، حروب صامتة، ولكنّها حامية الوطيس توحي للمشاهد بأنّها دعاية لفيلم "ملك الخواتم"، الذي يغوي فيه "الخاتم" المتصارعين على مجده، فينخرط الإنس والجنّ والأقزام و"الهوبّيت" وحتّى الموتى، في معمعة هذه الحرب.
أمّا على المسرح، الذي لا يبعد كثيراً عن كواليسه، ترى خزّان الاحتياط الطامح كلّ من فيه للحصول على خاتم الرئاسة، وهو يردّد ذات النشيد خلف مايسترو سيمفونيّة الحكم.
ما تسمعه خلف الكواليس لا يمكن له الانتقال خارجها، فلا يوجد من يجرؤ على انتقاد قرار رئيس حالي، أو حتّى التعبير عن وجهة نظر مغايرة، فكلّ من يخرج من منصبه، يعكف على تدبير مؤامراته، ويصمت أمام الملأ، أو يكرّر عبارات التقرّب والتودّد، قبل أن يعود إلى مشاغله الاجتماعيّة في حضور الجاهات والعطوات و"العزيات، وتلبية "الغدوات" و"العشوات"، ومن ثمّ يوحي للصحافيّين "الثقات" بالنيل من منافسيه في العودة إلى ملذات وطيّبات أمّ السلطات.
طريف هو المشهد يا عزيزي.. تعال لـ "نتفرّج" على آخر صيحات موضة التكرار والاجترار لعبارات ترضي صانع القرار..
معروف البخيت، الجهبذ العتيق، يفرغ من التزاماته الاجتماعيّة ليقدّم نفسه كخبير استراتيجيّ ومحلّل عسكريّ.. تكبير!! الآن سنسمع تحليلاً عميقاً يفكّك حقيقة التحالفات الدوليّة ويحلّ لغز التعقيدات الإقليميّة.. يحدّث المراقب نفسه مرهف السمع شاخص البصر.. هل تسمع أيّ جديد؟!
الموضوع: الحرب على داعش. ما هو تحليل البخيت؟ لا شيء، عبارات لا تأتي إلاّ بتجديد البيعة لأيّ قرار سابق أو لاحق.. كلّ ما قيل أو قد يقال يمكن اختصاره بكلمتين: "أنا موافق".
والآن لنتناول جهبذاّ آخر.. المحلّق في أجواء "تويتريّة" حالمة بالعودة إلى "الدوّار المسيّج"، جلوز "البزنس" سمير الرفاعي، يتحفك بتغريدة تلو أخرى، الحرب الحرب.. الضرب الضرب.. هيّا بنا نلعب !!
هي لعبة استرضاء صانع القرار، تنخرط فيها أسرة خزّان المنفّذين وقد تماهى كلّ منهم مع "خويّه"، فلا تجد أيّ تمايز بين مختلف "رجالات الدولة".. وكأنّك أمام شخوص مستنسخة أو معرض مرايا تذوب فيه الصور.
هذه هي باختصار مقدّمات ومعطيات صنع القرار السياسي في الدولة الأردنيّة.. غياب للتمايز وانعدام للتعدديّة، لغة واحدة مجاملة مسترضية يتحدّث بها الجميع.. والنتيجة تكرار لتجارب مستهلكة في تعيين رؤساء الحكومات، دولة لا مشاريع محدّدة لرجالاتها تسعى لحلّ مشكلاتها بذات العقليّة التي أنتجتها، والكلّ يردّد نشيد "اخترني أنا".. Pick me Pick me.. ويا عين يا ليل!!