"أنت عمري" أغنية لأم كلثوم يصدح بها إسرائيليون
جو 24 : الظاهرة إلى الأذهان جدلية "التطبيع الثقافي مع إسرائيل" التي يرفض الكثيرون الانسياق خلفها تحت أي مبرر، ويبررها البعض الآخر بدعوى أن الفن رسالة عالمية بغض النظر عن مصدرها.
بلسان عربي ثقيل، ونطق ركيك، قدم الفتى الإسرائيلي ميشال كوهين، قبل أيام، أغنية "أنت عمري" للمطربة المصرية الراحلة، أم كلثوم، ضمن فعاليات برنامج لاكتشاف المواهب الغنائية على شاشة التليفزيون الإسرائيلي.
الفتى الإسرائيلي الذي لا يتجاوز عمره 15 عاما، وظهر مرتديا القبعة اليهودية الشهيرة "الكيبا"، أعاد إلى الأذهان جدلية "التطبيع الثقافي مع إسرائيل" التي يرفض الكثيرون الانسياق خلفها تحت أي مبرر، ويبررها البعض الآخر بدعوى أن الفن رسالة عالمية بغض النظر عن مصدرها ولا يعترف بالجنسيات أو الأديان.
كوهين لم يكن أول من يصدح بأغنيات أم كلثوم في تل أبيب، إذ سبقته "سارة"؛ أشهر مطربة إسرائيلية تغنى باللغة العربية، فضلا عن المطربة الصهيونية "زهافا" التى اشتهرت بتقديم أغنية "أنت عمري" في حفلاتها، بل وقامت بتصوير الأغنية على طريقة "فيديو كليب" قدمت من خلاله العرب على أنهم قطيع من البدو البدائيين الذين يسكنون الخيام ويركبون الجمال ورجالهم شهوانيون مجردون من المشاعر البريئة.
وقامت المطربة الإسرائيلية في الفيديو المصور بدور فتاة بدوية تربطها قصة حب بشاب عربي، إلا أن والدها فور معرفته بمشاعرهما البريئة ينتزع بندقيته المعلقة فى أحد جوانب الخيمة لتستقر رصاصاتها فى قلب الشاب، فتصرخ محبوبته وتلقى بنفسها فوق جثة حبيبها وتغني "أنت عمري".
"زهافا" ذكرت في تصريحات سابقة للصحافة العبرية أن أمنية حياتها هي أن "تشدو بأغنيات أم كلثوم في دار الأوبرا المصرية (وسط القاهرة) ذات يوم".
كما اشتهرت المطربة "أفرا هازر" بـ"سرقة" العديد من أغنيات أم كلثوم وطرحها فى ألبومات انتشرت بقوة فى مدن شرم الشيخ ودهب ومحافظة شمال سيناء(شمال شرقي مصر)، فضلا عن مطربة إسرائيل الأولى "سيريت حداد" التي لا تفوت حفلة أو لقاء تليفزيوني إلا وتنتهز الفرصة وتؤدى أغنية لأم كلثوم، حسب وسائل إعلام إسرائيلية محلية.
يأتي ذلك كله، بعد أن قطعت أغنيات كوكب الشرق لأم كلثوم شوطا كبيرا في المشهد الثقافي الاسرائيلي، فمنذ رحيلها عام 1975 دأبت الإذاعة الإسرائيلية "صوت إسرائيل" على تخصيص الساعة السادسة من مساء كل يوم، لبث أغنياتها لمدة ساعة، وهو ما برره إسحاق افيعيزر مدير قسم الموسيقى في دار الإذاعة بأن الجمهور "اطفأ ظمأه بأغاني كوكب الشرق التي نشأ عليها؛ خاصة أن عددا كبيرا من الإسرائيليين سواء السفاراديم الذين تعود أصول بعضهم إلى البلدان العربية، وحتى الأشكينازيم (يهود أوروبا) اعتادوا على سماع كلاسيكيات الغناء العربي، وخاصة كوكب الشرق (لقب أم كلثوم)".
ومع مرور الوقت، بدأ "راديو اسرائيل" بالعبرية يبث بصورة تدريجية أغنيات أم كلثوم لجمهوره العبري، الذى لم يسمع عنها من قبل؛ وذلك بعد أن نشرت صحيفة "هآرتس" (خاصة) مقالات عنها، قالت فيها إن تلك المطربة المصرية "تتبوأ مكانة مرموقة في الوعي الإسرائيلي".
وبدأت موسيقى أغنيات أم كلثوم الكلاسيكية، تعرف طريقها للترانيم اليهودية، حينما شرّعها الحاخام عوفديا يوسيف، الذى اعتاد على سماع أغنيات أم كلثوم في مصر؛ ما أدى إلى استقطاب الكثير من اليهود لآداء ترانيمهم الدينية على إيقاع أغنيات أم كلثوم، وتم تخصيص قاعات في تل أبيب لتقديم هذا اللون الموسيقي.
وقال الناقد المصري، طارق الشناوي في حديث مع وكالة "الأناضول" إنه "كان شاهدا على محاولات إسرائيلية للسطو على أغنية أنت عمري".
وتابع "أذكر جيدا أنه في عام 2006 خاطبت إسرائيل رسميا جمعية المؤلفين والملحنين المصرية للحصول على إخطار رسمي لهم بطبع اسطوانة مدمجة للأغنية وتوزيعها في تل أبيب، على أن يتم الأمر بموافقة مؤلف كلمات الأغنية الشاعر أحمد شفيق كامل، لأنه كان الشخص الوحيد الباقي على قيد الحياة من فريق عمل الأغنية بالكامل".
ومضى قائلا "مؤلف الأغنية الذى توفى عام 2008 رفض العرض بشدة، فأبلغته الجمعية أن إسرائيل تركت خانة المقابل المادي متروكة لتقديره الشخصي مقابل موافقته فرد بحسم: يغوروا بفلوسهم (يذهبوا بأموالهم)".
واختتم الناقد الفني تصريحاته بالتحذير من مغبة الانسياق خلف المحاولات الإسرائيلية للتطبيع الثقافي والفني مع الشعوب العربية؛ قائلا: "إذا كانت إسرائيل تفعل ذلك بدعوى أنه من حق أي شخص أن يغني لمن يشاء ويسمع من يشاء؛ فمن حقنا أيضا أن نقبل تقديمهم لتراثنا الفني أو نرفضه، بل من الواجب علينا أن نكون على درجة الحذر المناسبة من الأهداف السياسية الكامنة وراء التطبيع الثقافي الذى تسعى له إسرائيل والتي بالتأكيد لا تصب في صالح القضايا العربية".
بلسان عربي ثقيل، ونطق ركيك، قدم الفتى الإسرائيلي ميشال كوهين، قبل أيام، أغنية "أنت عمري" للمطربة المصرية الراحلة، أم كلثوم، ضمن فعاليات برنامج لاكتشاف المواهب الغنائية على شاشة التليفزيون الإسرائيلي.
الفتى الإسرائيلي الذي لا يتجاوز عمره 15 عاما، وظهر مرتديا القبعة اليهودية الشهيرة "الكيبا"، أعاد إلى الأذهان جدلية "التطبيع الثقافي مع إسرائيل" التي يرفض الكثيرون الانسياق خلفها تحت أي مبرر، ويبررها البعض الآخر بدعوى أن الفن رسالة عالمية بغض النظر عن مصدرها ولا يعترف بالجنسيات أو الأديان.
كوهين لم يكن أول من يصدح بأغنيات أم كلثوم في تل أبيب، إذ سبقته "سارة"؛ أشهر مطربة إسرائيلية تغنى باللغة العربية، فضلا عن المطربة الصهيونية "زهافا" التى اشتهرت بتقديم أغنية "أنت عمري" في حفلاتها، بل وقامت بتصوير الأغنية على طريقة "فيديو كليب" قدمت من خلاله العرب على أنهم قطيع من البدو البدائيين الذين يسكنون الخيام ويركبون الجمال ورجالهم شهوانيون مجردون من المشاعر البريئة.
وقامت المطربة الإسرائيلية في الفيديو المصور بدور فتاة بدوية تربطها قصة حب بشاب عربي، إلا أن والدها فور معرفته بمشاعرهما البريئة ينتزع بندقيته المعلقة فى أحد جوانب الخيمة لتستقر رصاصاتها فى قلب الشاب، فتصرخ محبوبته وتلقى بنفسها فوق جثة حبيبها وتغني "أنت عمري".
"زهافا" ذكرت في تصريحات سابقة للصحافة العبرية أن أمنية حياتها هي أن "تشدو بأغنيات أم كلثوم في دار الأوبرا المصرية (وسط القاهرة) ذات يوم".
كما اشتهرت المطربة "أفرا هازر" بـ"سرقة" العديد من أغنيات أم كلثوم وطرحها فى ألبومات انتشرت بقوة فى مدن شرم الشيخ ودهب ومحافظة شمال سيناء(شمال شرقي مصر)، فضلا عن مطربة إسرائيل الأولى "سيريت حداد" التي لا تفوت حفلة أو لقاء تليفزيوني إلا وتنتهز الفرصة وتؤدى أغنية لأم كلثوم، حسب وسائل إعلام إسرائيلية محلية.
يأتي ذلك كله، بعد أن قطعت أغنيات كوكب الشرق لأم كلثوم شوطا كبيرا في المشهد الثقافي الاسرائيلي، فمنذ رحيلها عام 1975 دأبت الإذاعة الإسرائيلية "صوت إسرائيل" على تخصيص الساعة السادسة من مساء كل يوم، لبث أغنياتها لمدة ساعة، وهو ما برره إسحاق افيعيزر مدير قسم الموسيقى في دار الإذاعة بأن الجمهور "اطفأ ظمأه بأغاني كوكب الشرق التي نشأ عليها؛ خاصة أن عددا كبيرا من الإسرائيليين سواء السفاراديم الذين تعود أصول بعضهم إلى البلدان العربية، وحتى الأشكينازيم (يهود أوروبا) اعتادوا على سماع كلاسيكيات الغناء العربي، وخاصة كوكب الشرق (لقب أم كلثوم)".
ومع مرور الوقت، بدأ "راديو اسرائيل" بالعبرية يبث بصورة تدريجية أغنيات أم كلثوم لجمهوره العبري، الذى لم يسمع عنها من قبل؛ وذلك بعد أن نشرت صحيفة "هآرتس" (خاصة) مقالات عنها، قالت فيها إن تلك المطربة المصرية "تتبوأ مكانة مرموقة في الوعي الإسرائيلي".
وبدأت موسيقى أغنيات أم كلثوم الكلاسيكية، تعرف طريقها للترانيم اليهودية، حينما شرّعها الحاخام عوفديا يوسيف، الذى اعتاد على سماع أغنيات أم كلثوم في مصر؛ ما أدى إلى استقطاب الكثير من اليهود لآداء ترانيمهم الدينية على إيقاع أغنيات أم كلثوم، وتم تخصيص قاعات في تل أبيب لتقديم هذا اللون الموسيقي.
وقال الناقد المصري، طارق الشناوي في حديث مع وكالة "الأناضول" إنه "كان شاهدا على محاولات إسرائيلية للسطو على أغنية أنت عمري".
وتابع "أذكر جيدا أنه في عام 2006 خاطبت إسرائيل رسميا جمعية المؤلفين والملحنين المصرية للحصول على إخطار رسمي لهم بطبع اسطوانة مدمجة للأغنية وتوزيعها في تل أبيب، على أن يتم الأمر بموافقة مؤلف كلمات الأغنية الشاعر أحمد شفيق كامل، لأنه كان الشخص الوحيد الباقي على قيد الحياة من فريق عمل الأغنية بالكامل".
ومضى قائلا "مؤلف الأغنية الذى توفى عام 2008 رفض العرض بشدة، فأبلغته الجمعية أن إسرائيل تركت خانة المقابل المادي متروكة لتقديره الشخصي مقابل موافقته فرد بحسم: يغوروا بفلوسهم (يذهبوا بأموالهم)".
واختتم الناقد الفني تصريحاته بالتحذير من مغبة الانسياق خلف المحاولات الإسرائيلية للتطبيع الثقافي والفني مع الشعوب العربية؛ قائلا: "إذا كانت إسرائيل تفعل ذلك بدعوى أنه من حق أي شخص أن يغني لمن يشاء ويسمع من يشاء؛ فمن حقنا أيضا أن نقبل تقديمهم لتراثنا الفني أو نرفضه، بل من الواجب علينا أن نكون على درجة الحذر المناسبة من الأهداف السياسية الكامنة وراء التطبيع الثقافي الذى تسعى له إسرائيل والتي بالتأكيد لا تصب في صالح القضايا العربية".