الكيفية التي استولى بها الحوثيون على صنعاء
جو 24 : وقع الحوثيون في اليمن على اتفاق تشكل بموجبه حكومة وحدة وطنية جديدة، وذلك بعد اقل من شهر من تنظيمهم لأول معسكر اعتصام مسلح في العاصمة صنعاء. وتقول مراسلة بي بي سي ايونا كريغ إن الاحداث المتسارعة اصابت سكان صنعاء بصدمة.
جلس الشبان الثلاثة يمضغون القات في ظهر شاحنة صغيرة تحمل مدفعا مضادا للطائرات مركونة مقابل مبنى البرلمان اليمني.
وكان الثلاثة يحملون خناجر في احزمتهم وبنادق كلاشينكوف في ايديهم، اما الشاحنة التي كانوا يجلسون في ظهرها فكانت تحمل لوحة تسجيل كتب عليها "الجيش". ولكن الثلاثة لم يكونوا جنودا.
"من اين اتيتم ؟" سألتهم، فاجابوا "من صعده."
تعتبر محافظة صعده الشمالية المحاذية للحدود السعودية معقل الحركة الحوثية الشيعية التي خاضت ستة حروب مع الحكومة اليمنية منذ عام 2004.
"وما الذي تعملونه هنا ؟" سألت احد الشبان الثلاثة كان يجلس الى جوار قاذفة ار بي جي.
"نحن هنا لحماية المبنى"، واشار الى البرلمان بيده التي كان يحمل بها قبضة من اعشاب القات.
اما الوحدة العسكرية المكلفة بحماية مقر البرلمان ومقر الحكومة القريب منه فلم استطع ان اعثر لها على اثر.
"ولكن اين الجيش ؟ اين الجنود ؟" سألت الشبان الثلاثة.
عند تلك اللحظة تدخل احد المارة كان قد توقف ليستمع الى المحادثة قائلا "استسلموا. هذا هو الجيش الآن" مشيرا الى محدثيي الثلاثة. ابتسم الرجل ابتسامة عريضة ومضى في حال سبيله.
فبعد ايام اربعة من القتال العنيف تركز حول معسكر رئيس يقع شمال غربي العاصمة اليمنية، بسط المسلحون الحوثيون سيطرتهم على كل المرافق الحكومية في صنعاء دون ان يطلقوا رصاصة واحدة.
فقد امرت وزارة الداخلية عناصرها بالاستسلام، وفي غضون ساعات قليلة سيطر الحوثيون على صنعاء بالكامل مما اصاب سكانها بالصدمة.
وفيما نصب المسلحون الحوثيون حواجز ونقاط تفتيش في كافة مناطق واحياء صنعاء، جلس زعماؤهم السياسيون في القصر الجمهوري ليوقعوا على وثيقة من شأنها حلحلة الازمة التي هددت العاصمة لشهر كامل.
ولكن الحوثيين اتموا انتصارهم حتى قبل ان يجف حبر الوثيقة.
قلة فقط من اليمنيين توقعت ان تنتهي محاولات الحوثيين للاستحواذ على المزيد من الاراضي في الاشهر الستة الماضية باستيلائهم على العاصمة، ولم يتوقع احد ان تتم لهم السيطرة على صنعاء بهذه السرعة.
ويشك كثيرون في ان للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح - الذي اجبر على التنحي من السلطة في اعقاب الانتفاضة التي شهدتها البلاد عام 2011 - يدا في الاحداث الاخيرة.
ويعتقد هؤلاء ان صالح سهل تقدم الحوثيين بينما كانوا يحاربون ضد ميليشيات قبلية موالية لحزب الاصلاح، المرادف اليمني لحركة الاخوان المسلمين وعدو صالح اللدود.
وفي غضون اشهر قليلة فقط، تمكن الحوثيون من انجاز ما عجز عنه صالح في عام 2011، فقد تمكنوا من تدمير القاعدة القبلية التي كان يعتمد عليها حزب الاصلاح، كما تمكنوا من الاطاحة بعدو صالح الاول اللواء علي محسن الاحمر الذي قاد ايضا الجيوش الحكومية في حربها ضدهم في صعده.
ويقوم الحوثيون الآن بالبحث عن الاحمر، احد كبار مستشاري الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي العسكريين.
وقال لي احد المسلحين الحوثيين وهو يلوح ببندقية قديمة "سنقتله اذا ثقفناه."
ويخضع كافة المسافرين الى خارج اليمن عبر مطار صنعاء لتفتيش دقيق من جانب المسلحين الحوثيين الذين يبحثون عن الاحمر وغيره من اعدائهم الذين قد يفكرون بالهرب.
وقد داهم الحوثيون منازل العديد من خصومهم السياسيين فيما يبدو انه محاولة لاسكاتهم واخضاعهم.
وفيما احتفل الحوثيون "بانتصار ثورتهم" في ميدان التحرير في صنعاء، حذر الرئيس هادي من امكانية اندلاع حرب اهلية في البلاد.
وحقيقة، من غير المعلوم ما ستتأتي به الايام المقبلة. فحسب شروط الاتفاق الجديد، ينبغي تعيين رئيس جديد للوزراء وتشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون شهر واحد.
ورغم موقف الرئيس هادي الحرج، المح الحوثيون الى اصرارهم على الاحتفاظ بنفوذ قوي في الحكومة الجديدة بدل ان يحكموا البلاد بشكل مباشر.
ولكن ليس هناك اي مؤشر ينبئ بقرب انسحاب المسلحين الحوثيين من العاصمة.
ففي كلمة بثها التلفزيون اليمني، قال زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إن اتباعه سينضمون الى صفوف الجيش اليمني لدحر مسلحي تنظيم القاعدة وسيظلون في الجيش حتى يصبح قويا بما يكفي لضمان الامن.
في غضون ذلك، يحاول سكان صنعاء التأقلم مع الوضع وممارسة حياتهم الطبيعية.
قال لي خباز وهو يضع كرات العجين في فرنه الحجري وسط صنعاء "في اليمن، لا يقرر الشعب من يمسك بمقاليد الحكم، فهذه لعبة لا يمكن لنا ان نفهمها ابدا."
(BBC)
جلس الشبان الثلاثة يمضغون القات في ظهر شاحنة صغيرة تحمل مدفعا مضادا للطائرات مركونة مقابل مبنى البرلمان اليمني.
وكان الثلاثة يحملون خناجر في احزمتهم وبنادق كلاشينكوف في ايديهم، اما الشاحنة التي كانوا يجلسون في ظهرها فكانت تحمل لوحة تسجيل كتب عليها "الجيش". ولكن الثلاثة لم يكونوا جنودا.
"من اين اتيتم ؟" سألتهم، فاجابوا "من صعده."
تعتبر محافظة صعده الشمالية المحاذية للحدود السعودية معقل الحركة الحوثية الشيعية التي خاضت ستة حروب مع الحكومة اليمنية منذ عام 2004.
"وما الذي تعملونه هنا ؟" سألت احد الشبان الثلاثة كان يجلس الى جوار قاذفة ار بي جي.
"نحن هنا لحماية المبنى"، واشار الى البرلمان بيده التي كان يحمل بها قبضة من اعشاب القات.
اما الوحدة العسكرية المكلفة بحماية مقر البرلمان ومقر الحكومة القريب منه فلم استطع ان اعثر لها على اثر.
"ولكن اين الجيش ؟ اين الجنود ؟" سألت الشبان الثلاثة.
عند تلك اللحظة تدخل احد المارة كان قد توقف ليستمع الى المحادثة قائلا "استسلموا. هذا هو الجيش الآن" مشيرا الى محدثيي الثلاثة. ابتسم الرجل ابتسامة عريضة ومضى في حال سبيله.
فبعد ايام اربعة من القتال العنيف تركز حول معسكر رئيس يقع شمال غربي العاصمة اليمنية، بسط المسلحون الحوثيون سيطرتهم على كل المرافق الحكومية في صنعاء دون ان يطلقوا رصاصة واحدة.
فقد امرت وزارة الداخلية عناصرها بالاستسلام، وفي غضون ساعات قليلة سيطر الحوثيون على صنعاء بالكامل مما اصاب سكانها بالصدمة.
وفيما نصب المسلحون الحوثيون حواجز ونقاط تفتيش في كافة مناطق واحياء صنعاء، جلس زعماؤهم السياسيون في القصر الجمهوري ليوقعوا على وثيقة من شأنها حلحلة الازمة التي هددت العاصمة لشهر كامل.
ولكن الحوثيين اتموا انتصارهم حتى قبل ان يجف حبر الوثيقة.
قلة فقط من اليمنيين توقعت ان تنتهي محاولات الحوثيين للاستحواذ على المزيد من الاراضي في الاشهر الستة الماضية باستيلائهم على العاصمة، ولم يتوقع احد ان تتم لهم السيطرة على صنعاء بهذه السرعة.
ويشك كثيرون في ان للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح - الذي اجبر على التنحي من السلطة في اعقاب الانتفاضة التي شهدتها البلاد عام 2011 - يدا في الاحداث الاخيرة.
ويعتقد هؤلاء ان صالح سهل تقدم الحوثيين بينما كانوا يحاربون ضد ميليشيات قبلية موالية لحزب الاصلاح، المرادف اليمني لحركة الاخوان المسلمين وعدو صالح اللدود.
وفي غضون اشهر قليلة فقط، تمكن الحوثيون من انجاز ما عجز عنه صالح في عام 2011، فقد تمكنوا من تدمير القاعدة القبلية التي كان يعتمد عليها حزب الاصلاح، كما تمكنوا من الاطاحة بعدو صالح الاول اللواء علي محسن الاحمر الذي قاد ايضا الجيوش الحكومية في حربها ضدهم في صعده.
ويقوم الحوثيون الآن بالبحث عن الاحمر، احد كبار مستشاري الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي العسكريين.
وقال لي احد المسلحين الحوثيين وهو يلوح ببندقية قديمة "سنقتله اذا ثقفناه."
ويخضع كافة المسافرين الى خارج اليمن عبر مطار صنعاء لتفتيش دقيق من جانب المسلحين الحوثيين الذين يبحثون عن الاحمر وغيره من اعدائهم الذين قد يفكرون بالهرب.
وقد داهم الحوثيون منازل العديد من خصومهم السياسيين فيما يبدو انه محاولة لاسكاتهم واخضاعهم.
وفيما احتفل الحوثيون "بانتصار ثورتهم" في ميدان التحرير في صنعاء، حذر الرئيس هادي من امكانية اندلاع حرب اهلية في البلاد.
وحقيقة، من غير المعلوم ما ستتأتي به الايام المقبلة. فحسب شروط الاتفاق الجديد، ينبغي تعيين رئيس جديد للوزراء وتشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون شهر واحد.
ورغم موقف الرئيس هادي الحرج، المح الحوثيون الى اصرارهم على الاحتفاظ بنفوذ قوي في الحكومة الجديدة بدل ان يحكموا البلاد بشكل مباشر.
ولكن ليس هناك اي مؤشر ينبئ بقرب انسحاب المسلحين الحوثيين من العاصمة.
ففي كلمة بثها التلفزيون اليمني، قال زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إن اتباعه سينضمون الى صفوف الجيش اليمني لدحر مسلحي تنظيم القاعدة وسيظلون في الجيش حتى يصبح قويا بما يكفي لضمان الامن.
في غضون ذلك، يحاول سكان صنعاء التأقلم مع الوضع وممارسة حياتهم الطبيعية.
قال لي خباز وهو يضع كرات العجين في فرنه الحجري وسط صنعاء "في اليمن، لا يقرر الشعب من يمسك بمقاليد الحكم، فهذه لعبة لا يمكن لنا ان نفهمها ابدا."
(BBC)