jo24_banner
jo24_banner

الإبداع و الحرية

الكابتن اسامة شقمان
جو 24 : الإبداع و الحرية.. وكيفية الارتقاء بهما سويا

ان مفهوم الإبداع وحرية الفكر والتعبير على الرغم من الاختلاف فيما بينها، الا انها تعتبر من القضايا المهمة في كل العصور, فكل أمة تمر بفترات متعددة تناقش فيها هذه المفاهيم مجتمعة لانها من الضرورات التي تسهم في تحقيق التقدم عدا انها حق من حقوق الانسان وهي منظومة متعددة الجوانب.

اذن، فإن أي رؤية دينية كانت أو اجتماعية, تحاول أن تقدم نفسها باعتبارها هي الفكر الوحيد, فهي رؤية محصورة ولا تؤدي الا الى المزيد من التراجع على الصعيد الفكري فسمة التعدد هو امر طبيعي ومقبول، والفكر الواحد والذي يسير في اتجاه واحد غير طبيعي وغير مقبول.

فالإبداع و الحرية الفكرية هي الرغبة والموهبة في الإضافة والتطوير؛ وهي عملية بناء جديدة ومتجددة, وفي عالمنا العربي نلاحظ ان العقل المبدع المتجدد والمجدد مستهدف باعتباره مجددا ومتجاوزا للمألوف ويحتاج الى الحرية التي هي الشرط الأساسي لوجود الإبداع الحر الذي يقف خلفه ذاك المبدع الذي قد يقلق أصحاب المصالح و يخالف الواقع المتعارف عليه, ولا يمكن لهذا المبدع وغيره أن يبدع في بيئة مجتمعية مقيدة.

الحالة الانية التي تعيشها الشعوب العربية هي حالة من التفكك في منظومة الإبداع و الحرية الفكريه ما ادى الى انهيار في القيم والاخلاق وهذا اثر في الفكر الابداعي في مجتمعاتنا وساهم في خروج جماعات تتمسك بفكر محدود, وتصف نفسها بالإيمان والنقاء والحق, وهذا واقع معاش اليوم, في أمة العرب, حيث يتم تغريب الأمة ثقافياً, وتشويه تراثها, وتغير هويتها من خير امه اخرجت للناس, الى فكر متسلط يقتل أبنائه ويقتل كل روح للإبداع و يقف حجر عثرة أمام روح الابتكار لدى إنساننا العربي..

أن عملية الإخضاع المستمر والقهري والتقيد بنموذج الكبار ونمطية الحياة السائدة, و قتل الروح الإبداعية لدى الانسان العربي, اعاقت عملية النمو وجدانيا وعقليا, وشلت كل تفكير آني ومستقبلي وغرست سلوكات القهر الداخلي لدى الشعوب, ما ادى بهم إلى الدخول طائعين تحت مظلة الخضوع و القهر التي استمرت لعدة قرون.

ان الإبداع الحقيقي يتعارض مع هذا الخضوع و القهر, والمبدع بطبيعته يضيق بكل القيود و بكل ما يحاصر عقله وذاته, ويعيش وينطلق في عالم بلا أقفاص, نحن بحاجة الى المزيد من الحرية في التفكير وفي ممارسة الحرية في الإبداع كي نثري الفكر والثقافة العربية ونجددها، وهذا يتطلب منا المساهمة في تجفيف منابع فكر قوى الظلام, والعمل على وقف ممارساتهم وسلوكياتهم التى يشوهون بها حقيقة الدين الذي أعطى العقل الحرية في التفكير والاختيار, لا في الذبح والقتل, وإنما بالحوار والاجتهاد..

أن تنمية الخطاب الثقافي والتربوي بحيث تسود ثقافة الإبداع و الحرية الفكرية اصبح من الضروريات, كي ننتصر على الجهل والتخلف والقمع الفكري التكفيري.


* الكاتب نقيب الطياريين الاردنيين - تحت التاسيس
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير