jo24_banner
jo24_banner

اعلانات مضللة لاسعار منخفضة للأضاحي تروّج لها جمعيات ونقابات وشركات

اعلانات مضللة لاسعار منخفضة للأضاحي تروّج لها جمعيات ونقابات وشركات
جو 24 : «لا ادري أي أضحية تلك التي سعرها سبعون دينارا».. بهذه الكلمات بدأ التربوي بكر خليل ابوبكر في سياق تعليقه حول ما يشهده السوق الاردني الان من اعلانات تكتظ بها الشوارع ووسائل الاعلام المتنوعة والتي تعلن خلالها جمعيات ونقابات وشركات عن اسعار منخفضة جدا للاضاحي لتشجيع المتبرعين ، دون ان يعلم احد كيفية توزيعها والمبالغ المالية التي تجمع من خلالها اين تذهب ؟
امام ذلك.. فإن اعلانات اسعار الاضاحي التي تروج لها جمعيات وهيئات ونقابات، مع اقتراب عيد الاضحى المبارك، حيث وصل الامر ببعض تلك الجهات الى الاعلان ان سعر الاضحية (70) دينارا وبعضها (80) دينارا ولا تتجاوز اسعارها المعلنة عن (111) دينارا .. قال مدير اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران ان سعر الأضحية حتى لوكانت مستوردة من اي بلد في العالم او مذبوحة خارج البلاد لن تقل عن 125 دينارا.
وعلى صلة.. طالب التربوي ابوبكر بالمزيد من الوضوح والشفافية والرقابة حول حقيقة هذه الحملات وكيفية توزيع الأضاحي وحقيقة وصولها للمحتاجين والمبالغ المالية التي تجمع من خلالها فيما اذا كانت تخضع لمتابعة رسمية ام لا؟
فيما يقول المواطن رياض قويدر انه شاهد اعلانا لاحدى الجمعيات يقول «أضحيتك بـ 90 دينارا» وانه ذهب لشرائها من الجهة المعلنة ليفاجأ بأن المطلوب هو دفع المبلغ لتلك الجمعية وهي التي ستنوب عنه بذبح الأضحية وتوزيعها على المحتاجين، مشيرا الى ان الاعلان كان بمثابة خدعة للمواطن لجره لدفع مبلغ وليس شراء اضحية كما يعتقد.
في غضون ذلك فإن من يتجول في العاصمة والمحافظات الكبرى يشاهد في هذه الايام التي تسبق عيد الأضحى المبارك كيف تنتشر الاعلانات الضخمة جدا التي تقوم بها جمعيات وشركات ولجان، وان تلك الاعلانات الفخمة والضخمة ذات تكلفة مالية مرتفعة جدا والتي تدخل من اوسع ابواب الهدر المالي وليس العمل الخيري التطوعي مما يبعث على التساؤل «غير البريء» عن حجم الاموال التي يتم جمعها من الذين يدفعون اثمان اضاحي لم ولن يروها .. واين يتم توزيع تلك الاضاحي!
وهنا.. فإن رئيس مركز الجسر العربي للتنمية وحقوق الانسان الدكتور امجد شموط يقول ان هناك عبارات مبالغ فيها تتضمنها اعلانات التبرع بأثمان الاضاحي ومنها لا يتعلق بالفقراء في الاردن من خلال استغلال عاطفة الاردنيين بالعزف على وتر المشاعر الدينية والقومية واستثمار الاوضاع في الدول المحيطة حيث يتم وضع عبارات الكتف لفقراء البلد الفلاني وتبرعوا باضحيتكم للمجاهدين والمقاتلين في تلك الدولة وغيرها.
وبهذا الشأن قال المهندس العوران ان فقراء الوطن لا تصلهم اي اجزاء من تلك الأضاحي المزعومة ولا احد يعلم اين تذهب الاموال التي يتم جمعها باستعلال عاطفة الاردنيين ومشاعرهم الانسانية مطالبا بوضع ضوابط مشددة وفرض رقابة امنية لوقف هذا الفلتان والفوضى في مجال العمل الخيري بشكل عام.
امام ذلك.. فان الجهات المسؤولة عن هذا الجانب تتقاذف المسؤولية .. فالاوقاف تقول ان الملف يقع في مسؤولية وزارة التنمية الاجتماعية ، وامانة عمان تشير الى ان الامر ليس من صلاحياتها، فيما تقول وزارة التنمية الاجتماعية ان أي جمعية تطلب السماح لها بجمع التبرعات يجب ان تتقدم للوزارة بهذا الطلب وبموجب تصريح رسمي وفي حال تبرع أي مواطن عليه الحصول على ايصال مالي مروس باسم الجمعية او الجهة التي تجمع التبرع وان يكون الوصل مدموغا بدمغ الوزارة من الخلف، وان شكاوى وبلاغات واستفسارات من متبرعين قاموا بالتبرع دون معرفة الجهة التي تبرعوا لها ودون حصولهم على ايصال مختوم من متلقي التبرعات قد وصلت للوزارة مؤخرا.

رأي الشرع

في حين يقول استاذ الشريعة الاسلامية الدكتور احمد عبدالرحمن: لقد شاع في مجتمعنا قبل سنوات الدعوة للتوكيل في ذبح الأضاحي داخل البلاد أو خارجها، وما زالت تتجدد هذه الدعوة في كل عام إذا ما اقترب موسم الأضاحي سواء على مستوى جمعيات البر أو المؤسسات الخيرية أو من بعض الأشخاص الصالحين.
واضاف عبدالرحمن اننا نتوقف مع هذا الامر من عدة نقاط:
أولا : لا يخفى انه كلما زاد ثمن الأضحية كانت أفضل عند الله، فلا ينبغي أن يعود الناس على الأرخص، قال في كشاف القناع:( وَأَفْضَلُهَا) أَيْ : الْأَجْنَاسِ ، أَيْ : أَفْضَلُ كُلِّ جِنْسٍ ( أَسْمَنُ ، ثُمَّ أَغْلَى ثَمَنًا ) لِقَوْلِهِ تَعَالَى } وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ { قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ « تَعْظِيمُهَا اسْتِسْمَانُهَا وَاسْتِحْسَانُهَا » وَلِأَنَّ ذَلِكَ أَعْظَمُ لِأَجْرِهَا وَأَكْثَرُ لِنَفْعِهَا أ.هـ
ثانيا : ليعلم أن المقصود من النسك عموما (أضحية أو هدي أو عقيقة) المقصود الشرعي تعظيم الله والمسارعة إلى التقوى ليست مغرما حتى نبحث عن الأرخص مع أن الأغلى هو الأفضل قال تعالى: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)
ثالثا : ذبح الأضاحي من شعائر الإسلام الظاهرة والدعوة إلى التوكيل في ذبحها في الخارج أو الداخل مما يقضي على هذه الشعيرة أو يضعفها فينشأ ناشئة المجتمع لا يعلمون عن هذه الشعيرة شيئا بينما ذبحها بيد أهلها ورؤيتها عند شرائها وذبحها مما يعلنها ويشيعها ويتربى عليها أهل البيوت.وقد رأينا ضعف هذه الشعيرة عندما صار الناس يذبحون أضاحيهم في المجازر ونحوها فماذا سيحدث إذا فتحنا هذا الباب للتوكيل المطلق بالشراء والذبح والتوزيع ؟ .. فهلا تركنا الشعائر لأهلها يتعبدون لله بشرائها وذبحها والأكل منها وإهداء الأصدقاء وإطعام الفقراء بعيدا عن العواطف التي تحتاج إلى ما يسعفها من الأدلة.؟
رابعا : ذبح الأضاحي عبادة يتبعها عبادات واجبة ومستحبة كمباشرة الذبح أو حضور الذبح وذكر اسم الله عليها والأكل منها... وتوكيل الغير في ذبحها يذهب بهذه العبادات التابعة لهذه العبادة.
خامسا : من شروط الأضحية سلامتها من العيوب فإذا قام الإنسان بشرائها بنفسه فإن عنايته بسلامتها من العيوب أكثر من عناية غيره ممن سيشتري عشرات الأضاحي لمن وكله وإذا وقع نقص في ذلك أو عيب فلا تسلم ذمة الوكيل.
سادسا : في هذه الدعوة تعويد للناس على التكاسل عن القيام بعباداتهم فالجهد المبذول في الشراء والذبح والتوزيع كلها عبادات ومن مكملات الأضحية فما بالنا نجني على العبادات؟
سابعا : في هذه الدعوة إغلاق باب الصدقات العامة فالمتعين تشجيع الناس على ذبح ضحاياهم في بيوتهم وعلى مرأى ونظر منهم ، والقيام بتكثيف الدعوة إلى الصدقات على إخواننا المعوزين بعيدا عن الجناية على النسك والشعائر.
ثامنا : لاشك ولا ريب أن كثيرا من الناس اليوم يعيشون حياة الفقر والحاجة والمسغبة ومن الجميل قيام الناصحين وطلبة العلم والمؤسسات الخيرية بمساندة إخوانهم والوقوف معهم في محنهم لكن لا يكون ذلك على حساب شعائر الإسلام.
واضاف اني بهذه المناسبة أوصي القائمين على هذه المناشط والجمعيات والمؤسسات الخيرية بتقوى الله تعالى وعرض مشاريعهم على طلبة العلم لدراستها حتى يسلموا من تبعاتها.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير