أول مقهى صحي للنساء في الاردن "صور"
في مبادرة جديدة من نوعها محلياً، اعتبرها بعض المراقبين خطوة جريئة، افتتحت قبل أسبوع فتاة أردنية متخصصة بالإدارة الاستراتيجية مقهىً صحياً خالياً من التدخين وللنساء فقط في حدود مدينة السلط.
وبين ردود المعترضين والمؤيدات على مواقع التواصل الإجتماعي، أجرت "السبيل" حواراً مع مديرة المشروع حلا محمد العطيات.
لكلمة مقهى اعتبارات ومفاهيم خاصة لدى المجتمع الأردني، أهمها ارتباطه بالرجال، ألم يكن الاكتفاء بكلمة مطعم أفضل؟
العطيات: فعلياً نحن بحاجة إلى تصحيح مفهوم " الكافيه" السائد في الأردن من كونه مكاناً للالتقاء لتعاطي الأرجيلة والسجائر إلى كونه مكاناً للالتقاء وتبادل المعلومات والثقافة والتعارف بين الأفراد وذلك بحسب تعريفه العالمي، وهذا ما أردته، فكوكب الزُّهرة هو مطعم وكافيه، فالمطعم هو المكان الذي يتناول فيه الناس إحدى الوجبات الرئيسية، ومشروعنا أكثر من ذلك، هو ملتقى الذواقة من سيدات وآنسات المجتمع اللاتي يجمعهن حب التميز والعيش بأسلوب صحي وعصري محافظ.
لا بد وأنه كان في حسبانكم، وجود حالة من الرفض في مجتمع محافظ لديه تصور سلبي عن المقاهي، بماذا تبددين هذه التخوفات؟
العطيات: ربما لم يكن ذلك في حساباتي إلا بعد الإعلان عن المشروع في صفحات التواصل الاجتماعي ووجدت الرفض عند الرجال دون النساء، ولذلك لست قلقة لأن مشروعي للنساء وهن يدعمن الفكرة وكفيلات بتغيير النظرة السلبية المُغيبة عند كثير من الرجال، ومن تزورنا تعود لنا ومعها بناتها أو أمها أو صديقاتها وقريباتها وهذا يسعدنا، وأدعو كل من يرفض الفكرة خصوصاً الآباء والإخوة للاتصال بنا والاستفسار عما يقلقه حتى يكون مطمئناًَ على بناته وأخواته قبل السماح لهم بزيارتنا فالإنسان عدو ما لا يعرف، والمقهى مغلق، وهو بواجهة زجاجية عاكسة تظهر الطريق العام ولا تظهر من بداخله.
سبب تسمية المقهى (كوكب الزُّهرة)؟
العطيات: اقتباساً من الكتاب العالمي "الرجال من المريخ والنساء من الزُهرة" للمؤلف جون جري والذي أرجع اختلاف طبائع الرجال عن النساء – مجازاً- لكونهم قادمين من كواكب مختلفة، فكان للاسم دلالة على أنه مكان خاص للجنس الناعم، يفهم بعضهن بعضاً، وتتركز الخدمة فيه على ما ترغبه النساء وما يحببنه في كوكبهن.
من هي الفئات المستهدفة؟
العطيات: طالبات الجامعات المجاورة ( جامعة عمّان الأهلية وجامعة البلقاء التطبيقية) ومرتادات النادي الرياضي المجاور واللاتي تهمهن صحتهن، وسيدات وآنسات المجتمع في المناطق المجاورة.
هل من رسالة للمشروع؟
العطيات: إيجاد المكان الأمثل لسيدات وآنسات المجتمع للتمتع بأوقاتهن والالتقاء مع الصديقات أو إنجاز أعمالهن في بيئة متميزة تقدم مأكولات ومشروبات صحية ولذيذة.
أهدافه؟
العطيات: المشروع نسائي 100% من حيث رأس المال والإدارة والكوادر ويهدف إلى تلبية حاجاتنا كسيدات وآنسات يحكمهن الدين والعادات الاجتماعية لمتنفس ترفيهي وصحي خالٍ من التدخين في بيئة راقية ومحافظة تراعي خصوصية النساء وتؤمن لهن متنفساً مريحاً وفعاليات ثقافية متنوعة، وتصحيح مفهوم " الكافيه" السائد في الأردن – كما ذكرت سابقاً- وإيجاد بديل صحي يقدم مأكولات ومشروبات صحية بعيداً عن المأكولات السريعة المشبعة بالدهون أو التي تعتمد على المنكهات والألوان الصناعية والارتقاء بالمرأة ثقافياً واجتماعياً من خلال تنظيم فعاليات ثقافية تهمها بطرق مبتكرة وإبداعية.
بتصورك هل تعتبر فكرة المقهى مغامرة، ولاسيما أن ارتياد فئة الشباب للمقاهي العامة يكون بالدرجة الأولى للتدخين والسماح بالاختلاط بين الجنسين؟
العطيات: هو مغامرة ليس من باب أننا نمنع ما يرغب به بعض الشباب، لكن من باب أن الفكرة التي تخاطب المسلمات في المجتمع مغلوطة بتصوري، فمجتمعنا يخاف التغيير ويعتمد على مبدأ النسخ واللصق بتكرار نجاحات الآخرين كوصفة مضمونة للنجاح وهذا خطأ، نحن بحاجة لأفكار جديدة تنعش المجتمع وتلبي احتياجات جميع فئاته وتعمل على حل مشاكله بطرق غير تقليدية في ظل انفتاح الناس وتطلعهم لكل جديد، ومع ذلك على كل ريادي يريد أن يبدأ مشروعاً أن يكون عنده حس المغامرة والمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية تجاه مجتمعه ويعمل على تلبية رغبات الناس لكن بما لا يضرهم فهناك فرق بين هدف تحقيق الربح وبين
هدف تقديم خدمة للمجتمع تعود علينا بالربح.
المقهى بالقرب من جامعة عمان الأهلية (في حدود مدينة السلط) هل اختيار الموقع مقصود في السلط تحديداً أم من أجل طالبات جامعة عمان ولوجود مطاعم في المنطقة؟
العطيات: موقع المقهى استراتيجي من حيث أنه قريب من الجامعات، ويخدم فئة الشابات اللاتي يرغبن بمكان يراعي خصوصيتهن ويقدم لهن مأكولات ومشروبات تناسب أعمارهن وبرامج التغذية التي يتبعنها، كما أنه قريب من السلط والفحيص وماحص والمناطق الحديثة حولها كالسرو والكمالية وكذلك عمّان الغربية، مما يخلق للسيدات والآنسات متنفساً متميزاً لم يعهدنه إلا في العاصمة، عدا عن كونه على الشارع الرئيسي مما يسهل الوصول إليه بالمواصلات العامة.
هل تتوقعين أن تلقى الفكرة اقبالاً محلياً؟
العطيات: أتوقع أن يكون ممتازاً وهذا ما ألمسه على صفحة المقهى على "فيس بوك" من تعليقات الزوار وكل من يتابعنا وبأن معظم المتابعات متحمسات للفكرة ويخططن لزيارتنا قريبا.
هل الفكرة منقولة من دول الخليج والسعودية تحديداً؟
العطيات: لا ليست منقولة، ربما هي موجودة في الرياض، وعرفت بها أثناء دراستي للمشروع، لكنني عشت أغلب حياتي في مدينة جدة، ولم يكن هناك شيئ شبيه.
السبيل
..
..
..