الخزينة تتبرع لنفسها على الهواء مباشرة !
كتب محرر الشؤون المحلية - "من العُب للجيبة" او " من دهنه سقيله " كما يقولون ، هذا بالضبط ما حدث يوم امس ونحن نستمع لبرنامج على احدى محطات التلفزة التي قررت المباشرة بحملة جمع تبرعات لصندوق تنمية المحافظات وفيه تبرع قادة الاجهزة الامنية بمبالغ كبيرة للصندوق . الطريقة الاستعراضية التي جرى بها لتبرع يوهم الناس بأن الجميع يهبّون او " يفزعون" لنجدة ونصرة المحتاجين في المناطق الاقل حظا بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية الخانقة . ولكن للاسف هذه المبالغ ليست من جيبهم الخاص وانما من موازنات مؤسساتهم ؟!
عندما يقوم قادة الاجهزة الامنية بالتبرع المالي للمحافظات، فمن حق الكثيرين ان يتساءلوا هل تشكل هذه المبالغ فوائض في موازناتهم ؟! واذا كانت كذلك لماذا لم يتم ترحيل هذه المبالغ الى الخزينة عندما قررت الحكومة خفض النفقات وطلبت من كافة الوزارات والمؤسسات تحويل ما يمكن الاستغناء عنه من اموال لخزينة الدولة اليت تعاني من عجز غير مسبوق !!
ولماذا لم تقم السلطة التنفيذية منذ البداية بتخصيص هذه المبالغ للمحافظات عند إقرار الموازنة العامة،علما بأن القوات المسلحة تتلقى حصة الاسد من عائدات الخزينة ؟!
وكان على رأس المتبرعين في الحملة رئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق اول الركن مشعل محمد الزبن الذي تبرع بمبلغ 500 الف دينار باسم القوات المسلحة الاردنية، كما تبرع مدير الامن العام الفريق اول الركن حسين المجالي، بمبلغ 250 الف دينار باسم منتسبي الامن العام، وتبرع المدير العام لقوات الدرك الفريق الركن توفيق حامد الطوالبة بمبلغ ٧٥ الف دينار عن قوات الدرك، وتبرع الفريق الركن طلال الكوفحي مدير الدفاع المدني عن منتسبي الدفاع المدني بمبلغ ٥٠ الف دينار.
مساعدة الفئات الاقل حظا في مواجهتها للأزمة الاقتصادية الخانقة، لا يمكن تحقيقه عبراجراء مناقلات من الموازنة واليها ، بل يستوجب استعادة ما نهب وسرق من اموال الدولة والنهوض بمشاريع وطنية من شانها تحقيق عائدات مالية حقيقية.
واللافت أن وزارة التنمية الاجتماعية رفضت مشروع صندوق دعم تنمية المحافظات الذي تقدمت به حملة "إحنا أولى"، وذلك بناء على كتاب رسمي وصلها من وزير المالية سليمان الحافظ الذي أوصى بحصر عملهم في إطار التوعية و الترويج الاعلامي بشأن أداء الواجب الضريبي، دون القيام بأي عمل يتعلق بدعم الخزينة العامة للدولة عن طريق التبرعات، "لما لذلك من تأثير سلبي على سمعة الخزينة"، على حد وصف وزير المالية .
وللاسف يخرج رجل اعمال اخر ويباشر عبر وسيلة اعلام خاصة حملة لجمع التبرعات دون الحصول على الموافقات الرسمية اللازمة وتقوم المؤسسات الامنية بالتبرع بمبالغ كبيرة !
ترى.. إلى أين وصلت سمعة الخزينة، التي يتمسك وزير المالية بالحفاظ عليها، بعد تلك المبادرة التي اتفق على تسميتها بـ "عونك يا اردن"؟! مجرد سؤال برسم الإجابة.