مصير مجهول ينتظره ابناء "الزعتري " مع القطرات الاولى من المطر
سلام الخطيب – يطرق الشتاء أبواب مخيم الزعتري منبها اياه بالتأهب والاستعداد لاستقباله، فهو الشبح المنتظر الذي بات يؤرق أهالي المخيم مع بقاء الخدمات كما كانت قبل ارتفاع أعداد ساكنيه .
وصل أهالي المخيم إلى الحد الذي عجزوا فيه عن ايجاد بدائل تساعدهم في تأمين لقمة العيش، فالبعض منهم يلجأ إلى بيع مخصصاته ليوفر بالمقابل كسرة خبز تسد جوع ولدين من أبنائه.
فصل الشتاء الذي هو نعمة من الله تعالى على البشر، بات الفصل الأكثر كرها وبغضا منهم لما يلحقهم فيه من أذى وكوارث، فالبرد والبلل والخيم البلاستيكية وعدم كفاية مصادر التدفئة، كلها عوامل كفيلة بزيادة ذلك البغض.
ولا يدري أهالي المخيم ما الذي ينتظرهم هذا الشتاء من مفاجآت ليس على البال ولا الخاطر، هم فقط يرجون رحمة الله بأن يمضي هذا العام بلا الم ولا وجع .
تلك "البطانية" وحدها لا تكفي للمحافظة على درجة حرارة جسم ذاك الطفل عند الحد الطبيعي، فبرد الشتاء القارص الذي يفقد أنامله حاسة اللمس كفيل بضرورة ايجاد بدائل حقيقية لحمايتهم .
إدارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين والمفوضية السامية لدى الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تستعدان لتنفيذ خطة لاستقبال فصل الشتاء في المخيم، وتلافي أي أضرار قد تقع خلال الموسم المطري، في حين ترهن المفوضية دعمها وتطبيق خطتها بالمخيمات بتوفير الدعم من قبل الدول المانحة.
اما الدول المانحة فقد بدأت بتقليص مساعداتها للاجئين السوريين نتيجة انخفاض مواردها وتراجعها ، الأمر الذي يؤكد على أن مصير المخيم في شتاء هذا العام يغدو مجهولا.