jo24_banner
jo24_banner

تنبهوا أيها العرب.. لنفطكم وغازكم

د. حسين عمر توقه
جو 24 : "إن تسلسل الأحداث المرعبة والصراعات الدموية خلال الأعوام الأربعة الماضية تبعا لما ورد في مخططات كل من وثيقة كامبل ومخطط بيرنارد لويس وإتفاقية الطوق النظيف تشير كلها أن مخططات الإرهاب تطال كل الدول العربية المسلمة قاطبة وبدون إستثناء ومن ضمنها السعودية".

"ولما كانت المملكة العربية السعودية قد حباها الله بالحرمين الشريفين في مكة والمدينة المنورة. فإنه مما لا شك فيه ونحن نتابع ما يجري في المسجد الأقصى أولى القبلتين من سيطرة اليهود الفعلية عليه وإنتهاك قدسيته كل يوم جمعة دونما ردود فعل عربية أومسلمة مؤثرة يؤكد أن المملكة العربية السعودية هي في نطاق المخططات الإجرامية التي تستهدف قبلة المسلمين جميعا وأقدسها على الإطلاق".

"إن كل البترول العربي يعتمد اعتمادا كليا على ناقلات النفط العملاقة. هذه الناقلات التي تعود غالبية ملكيتها إلى شركات أمريكية".

"في عام 1972 قامت إيران بإحتلال حزر أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى مما أعطى إيران القدرة الإستراتيجية لفرض السيطرة على مضيق هرمز. والآن وبعد سيطرة الحوثيين على صنعاء وتوجههم للسيطرة على المواقع البحرية التي تمنحهم السيطرة على مضيق باب المندب فإن إيران ضمنيا أضحت بين ليلة وضحاها تسيطر على هذين الممرين الإسترتيجيين".

"إن إكتشاف حقول الغاز العملاقة في شواطىء البحر الأبيض المتوسط الممتدة من سوريا ولبنان وإسرائيل وغزة وقبرص ومبادرة إسرائيل في استغلال حقول الغاز والبدء بإنتاج الغاز بكميات تجارية منذ عام 2013 واستعدادها لبناء خطوط عملاقة لتصدير الغاز عبر قبرص واليونان إلى أوروبا وعبر تركيا إلى أوروبا سوف يتيح المجال لدخول إسرائيل في لعبة الأمم ومطالبتها بتخصيص نسبة كبيرة من السوق الأوروبية لشراء الغاز الإسرائيلي وبدعم من الشركات الأمريكية العملاقة التي تمتلك حصصا وأسهما كبيرة في حقول الغاز الإسرائيلية".

"إن العالم العربي وبالذات دول مجلس التعاون الخليجي سوف تصبح مغيبة في تصديرها للغاز والنفط إذا لم تسارع في مواجهة تحديات بناء أنابيب للغاز والنفط العملاقة وإيصال إنتاجها إلى كل من أوروبا والهند والصين "
" لقد آن الأوان أن توقف الدول العربية الغنية هدر ثرواتها وأموالها في عقد صفقات خيالية في شراء سلاح لا قيمة استراتيجية له وزجها في حروب أهلية عربية / عربية ومسلمة/ مسلمة سنية كانت أو شيعية".

الكل يدرك أن العالم العربي يحتضن طاقات هائلة من النفط والغاز وهي تعتبر في مجموعها أكبر مصدر للنفط والغاز في العالم وتصل صادراتها إلى كل بقاع العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. ولكي نوضح أهمية ما نرمي إليه في ظل الظروف الراهنة فإن هناك ثلاث مناطق رئيسة في العالم حاليا تتنافس في الحصول على النفط والغاز وهي اوروبا والصين والهند بالإضافة إلى اليابان.

ولو تابعنا تطور آلية تصدير النفط والغاز لوجدنا أن روسيا قد عمدت إلى بناء خطوط أنابيب لتصدير النفط والغاز إلى كل من ألمانيا عبر الخط الشمالي وإلى دول أوروبا عبر الخط الجنوبي. وإلى الصين واليابان وإلى المحيط الهادىء عبر خط أنابيب شرق سيبيريا/المحيط الهادىء وعبر خط ثان يصل آبار النفط في سيبيريا الشرقية بميناء كوزمينو في منطقة بريموري الشرقية. ولا ننسى أن روسيا قد وقعت قبل ثلاثة أشهر أكبر عقد في تاريخ النفط مع الصين بقيمة 400 مليار دولار لشراء النفط والغاز الروسيين وتتضمن الإتفاقية بناء أنابيب للغاز والنفط من روسيا إلى الصين مباشرة.

كما أن إيران بدأت ببناء خط أنبوب عملاق مع الباكستان على أمل أن يتم في مرحلة لاحقة إيصاله الى الهند بالإضافة إلى تفكيرها بتزويد خط نابوكو بالغاز من بحر قزوين عبر تركيا إلى أوروبا.

هناك أنبوب للنفط من المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر وهناك أنبوب آخر لنقل النفط من كركوك إلى ميناء جيهان التركي تم تدشينه عام 1973 محدود الطاقة. بالإضافة إلى خط جديد قامت الإمارات العربية ببنائه لنقل النفط من أبو ظبي إلى ميناء الفجيرة ( حبشان الفجيرة ) لتجنب المرور بمضيق هرمز.

أما بالنسبة إلى الغاز هناك خط أنابيب للغاز بين ليبيا وإيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط وخط أنابيب لنقل الغاز من الجزائر إلى إسبانيا أيضا عبر البحر الأبيض المتوسط .

إن كل البترول العربي في العالم العربي في قارة آسيا يعتمد اعتمادا كليا على ناقلات النفط العملاقة هذه الناقلات التي تعود غالبية ملكيتها إلى شركات أمريكية ويتحكم في مسارات هذه الناقلات ممران رئيسيان هما مضيق هرمز ومضيق باب المندب كما أن ما نسبته %75 من مجمل تجارة دول الخليج العربي تمر من خلال هذين الممرين بالإضافة إلى أن هناك نسبة كبيرة من ناقلات النفط متوسطة الحجم تمر عبر قناة السويس إلى أوروبا.

في عام 1972 قامت إيران بإحتلال جزر أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى مما أعطى إيران القدرة الإستراتيجية في السيطرة على مضيق هرمز والآن وبعد سيطرة الحوثيين على صنعاء وتوجههم للسيطرة على المواقع البحرية التي تمنحهم السيطرة على مضيق باب المندب فإن إيران ضمنيا أضحت بين ليلة وضحاها تسيطر على هذين الممرين الإستراتيجيين. أي أن معظم صادرات النفط والغاز للعراق ولدول مجلس التعاون الخليجي ومعظم التجارة الخارجية والداخلية قد أصبحت تحت سيطرة ونفوذ جمهورية إيران الإسلامية. ولا نريد أن نستبق الأحداث هنا فندعي أن جمهورية إيران الإسلامية وروسيا تسيطران على الموانى السورية.

إن إكتشاف حقول الغاز العملاقة في شواطىء البحر الأبيض المتوسط الممتدة من سوريا ولبنان وإسرائيل وغزة وقبرص ومبادرة إسرائيل في استغلال حقول الغاز والبدء بإنتاج الغاز بكميات تجارية منذ عام 2013 واستعدادها لبناء خطوط أنابيب لتصدير الغاز الإسرائيلي عبر قبرص واليونان وعبر تركيا سوف يتيح المجال لدخول إسرائيل في لعبة الأمم ومطالبتها بتخصيص نسبة كبيرة من السوق الأوروبية لشراء الغاز الإسرائيلي وبدعم من الشركات الأمريكية العملاقة التي تمتلك حصصا كبيرة في حقول الغاز الإسرائيلية. من هنا جاء الرفض الإسرائيلي لأي محاولة لتصدير الغاز الإيراني عبر العراق من خلال الموانىء السورية كما جاء اعتراضها على بناء أنبوب للنفط من البصرة لسوريا وتصديره عبر الموانىء السورية أو حتى اللبنانية.

إن العالم العربي وبالذات دول مجلس التعاون الخليجي سوف تصبح مغيبة في إنتاجها للغاز والنفط إذا لم تسارع بمواجهة تحديات بناء أنابيب للنفط والغاز العملاقة لتصدير إنتاجها إلى كل من أوروبا والهند والصين .لا سيما وأن الأنباء تشير إلى أن الولايات المتحدة قد بدأت تكنولوجيا جديدة في استخراج النفط من الصخر الزيتي بكميات هائلة قد توصلها خلال العامين القادمين إلى الإكتفاء الذاتي علما بأن الولايات المتحدة هي من أكبر الدول استهلاكا للنفط والغاز في العالم.

لقد آن الأوان كي توقف الدول العربية الغنية هدر ثرواتها وأموالها في عقد صفقات خيالية في شراء سلاح لا قيمة استراتيجية له وزجها في حروب أهلية عربية /عربية مسلمة / مسلمة سنية كانت أو شيعية لقد تم خلق الربيع العربي من أجل تفتيت العالم العربي الإسلامي ونهب ثرواته في عقد صفقات أسلحة لا أول لها ولا آخر ولا قيمة استراتيجية لها مقارنة بما تحصل عليه إسرائيل وفي تمويل حركات وميليشيات مسلحة عقائدية أو سياسية تحت شعار مقاومة الإرهاب.

إن تسلسل الأحداث المرعبة خلال الأعوام الأربعة الماضية وإن الإطلاع على مخططات كل من وثيقة كامبل ومخطط بيرنارد لويس وإتفاقية الطوق النظيف تشير كلها إلى أن مخططات الإرهاب تطال كل الدول العربية المسلمة قاطبة ولما كانت المملكة العربية السعودية قد حباها الله بالحرمين الشريفين في مكة والمدينة النورة فإنه مما لا شك فيه ونحن نتابع ما يجري في المسجد الأقصى من سيطرة اليهود الفعلية عليه وإنتهاك قدسيته كل يوم جمعة دونما رد فعل عربي أو مسلم مؤثر يؤكد أن المملكة العربية السعودية هي في نطاق المخططات الإجرامية التي تستهدف قبلة المسلمين جميعا وأقدسها على الإطلاق.

إن الدول العربية وبالذات دول الخليج والعراق وسوريا بحاجة ماسة إلى التركيز على بناء شبكات حديثة من السكك الحديدية وبالذات خطوط السكك الحديدية الخاصة بشحن البضائع والنقل وربطها بأوروبا.

كما أن هناك حاجة ماسة لبناء شبكات طرق حديثة خاصة بالشاحنات الكبيرة بين كل عواصم الدول العربية وربطها بأوروبا عبر تركيا. بالإضافة إلى بناء موانىء عالمية كبيرة في شواطىء سلطنة عمان على بحر العرب والإستثمار في تأسيس شركات شحن بحرية.

هناك إمكانيات كبيرة لبناء خطوط عملاقة لتصدير الغاز والنفط تربط العراق ودول الخليج العربي بميناء صلالة جنوبا أو حتى ميناء الفجيرة ومن ثم التعاقد على بناء خطوط أنابيب عملاقة للنفط والغاز عبر البحر تجاه الهند. ومن جهة الشمال إيصال خطوط الأنابيب هذه عبر إقليم كردستان إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا.

وهناك إمكانية كبيرة في بناء العديد من خطوط أنابيب النفط والغاز عبر الموانىء السورية من كل من العراق ومن دول الخليج العربي وبناء خطوط أنابيب عبر قبرص واليونان أو تركيا للوصول إلى السوق الأوروبية.

من هنا فإن استمرار الحرب الأهلية في سوريا وفي العراق تساهم بشكل أو بآخر في تأخير التوصل إلى أي إتفاق بشأن بناء خطوط أنابيب الغاز والنفط عبر العراق وعبر سوريا مما يتيح المجال لإسرائيل وروسيا وإيران في تحقيق التقدم في عنصر الوقت في الإستئثار بأسواق العالم. وهذا لا يعني بالضرورة أن يتوقف استمرار شحن النفط العربي إلى كافة أنحاء العالم الذي سيستمر في إعتماده على النفط لمئات السنين. ولكن المقصود هنا أن العالم العربي سوف يفقد ثلاثة مناطق هامة بحاجة إلى الغاز والنفط وأن تصدير النفط والغاز العربيين سوف يعتمد على مزاجية من يسيطر على مضيق هرمز ومضيق باب المندب ونعيد إلى الأذهان أن عملية تلغيم الخليج العربي والبحر الأحمر قد أربكت كل العالم وأجبرت كل أساطيل الدول العظمى لتوحيد جهودها من أجل تطهير المياه من الألغام والتي استغرقت أكثر من ستة أشهر. كما سيعتمد اعتمادا كليا على مجريات ما تنتهي إليه الأمور في كل من العراق وسوريا.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير